اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قاهر العلمانيين
وهناك من يحمل الدكتوراه ولكنه لا يحسن ترتيل قصار السور
|
للفائدة أخي الفاضل أقول:
حفظ القرآن لا يصلح إلا أن يكون قرينة على العلم ((فقط)) دون تلازم! بحيث يقال: "أن من ليس بحافظ للقرآن -مثلاً-؛ فهو جاهل!!".
وإلا فهل كان صديق الأمة -أبو بكر رضي الله عنه- وفاروقها -عمر بن الخطاب رضي الله عنه-؛ هل كانا يحفظان القرآن ؟!، ومع ذلك كانا (عالِمَيْن) وأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم باقتفاء آثارهما وغيرهم من الراشدين، وكذلك نجد من العلماء الأكابر من لم يكونوا حافظين لكتاب الله كابن حزم والشيخ الألباني وغيرهم كُثُر!!.
وقد كان ابنُ عباس -وأقره عُمَرُ بعدُ- يخشى على الناس أن يتسارعوا في حفظ القرآن دون أن يتفقهوا فيه حتى لا يَحْتَقُّوا فيختصموا فيقتتلوا، ولقد ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم المثل بأقوام يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم فيفقهوه! -وهم الخوارج-؛ فما أغنى عن هؤلاء! حفظهم القرآن دون فقهه ؟!!.
وفي السلسلة الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَكْثَرُ مُنَافِقِي أمَّتي قُرَّاؤُهَا» أي حفاظها؛ كما في حديث: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ» أي أحفظهم، وهذا الحديث الأخير دل أيضًا على أن الصحابة كانوا متفاوتين في الحفظ ولم يكونوا على درجة واحدة فمنهم الحافظ ومنهم غير ذلك!.
فحفظ الكتاب يا أخي ليس شرطًا لعلم الإنسان، وإنما يصلح فقط كإحدى القرائن الدالة على علمه وليست بلازمة أيضًا، لأنه ليس هناك عالم -فضلاً عن طالب علم- إلا وينسى كثيرًا من القرآن ولا يبقى عنده إلا آيات الأحكام وما أشبهها مما يحتاجه في تحرير الأحكام الشرعية.