لخطاب الذهبي .. عن سيد قطب .. الشيخ بكر عبدالله أبو زيد - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لخطاب الذهبي .. عن سيد قطب .. الشيخ بكر عبدالله أبو زيد

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-10-30, 12:18   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محارب الفساد
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة like an angel مشاهدة المشاركة
الفرق أن سيد قطب رحمه الله فعل ذلك في فتره ضياعه الفكري وقد عدل عن ذلك ؛ بدليل أن كتبه المتأخرة تخلو من الزلات التي حوتها كتبه المتقدمة
وكل يرى رأيا ثم يعدل عنه
.
أحسنت أحسن الله اليك
فمن يريد أن يناقش أفكار سيد تقبله الله فاليضع في حسبانه توبته من أفكاره السابقة فالتوبة تجب ما قبلها فينصف الرجل
فسيد قطب تراجع عن كثير من كتاباته السابقه وتاب بل أصلح وأناب
فمن يريد مناقشة أفكاره فاليضع كتاباته السابقة جنبا ويناقش فقط ما صدر في كتابه الشهير وهو آخر ما كتبه سيد رحمه الله وما يعتد به " في ظلال القرآن " طبعة دار الشروق .

وجوابا على العنبلي أقول - لا - فهات ما عندك.








 


قديم 2011-10-30, 13:28   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
النيلية
قدماء المنتدى
 
الأوسمة
**وسام تقدير** وسام أفضل مشرف عام وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام أحسن مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

يقول سيد قطب في كتابه لماذا اعدموني "
وقد قلت له:إننا لم نكفر الناس وهذا نقل مشوه إنما نحن نقول: إنهم صاروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة، وعدم تصور مدلولها الصحيح، والبعد عن الحياة الإسلامية، إلى حال تشبه حال المجتمعات في الجاهلية " .ص36-37

لم الاصرار علي اتهام سيد قطب بأنه يكفر الممجتمع المسلمين ؟
من اين اتي علماؤنا الافاضل بأنه يكفر المجتمعات ؟
الا نستخدم نحن حاليا نفس المعني في حديثنا من اننا لسنا مسلمين قولا وفعلا واننا صرنا الي اسوأ مما كان عليه العرب قبل الاسلام ؟ لم سوء الظن ؟


انظروا يا اخوة بارك الله فيكم

يقول سيد قطب

( إنما تابع المعتزلة منطق أرسطو الذهني وتجريدات "أفلوطين" المهوّمة! ولم يتابعوا المنهج القرآني، وهو المنهج الإسلامي الأصيل. وكذلك فعلوا فيما عرف في تاريخ الفكر الإسلامي بعنوان: "فتنة خلق القرآن" لئلا يكون القرآن قديما فيتعدد القدماء. والبحث على هذاالنحو بجملته غريب على الفكر الإسلامي، وعلى المنهج الإسلامي، فالقرآن وحي الله وكلامه وكفى... ) ا.هـ كلامه - مقومات التصور الإسلامي ص278 دار الشروق


كلام سلمان العودة عن سيد قطب

انه كان يتعاهد كتبه بالتصويب والتصحيح خاصة الظلال فهل اطلع العلماء علي كافة نسخه القديمة منها والحديثة ؟

يتبع يا اخوة
















قديم 2011-10-30, 13:41   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
النيلية
قدماء المنتدى
 
الأوسمة
**وسام تقدير** وسام أفضل مشرف عام وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام أحسن مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
ن شاء الله نحسبك كذلك بإذن الله تعالى
لكن هل تعلمين منهج السلف في التعامل مع من يقول بخلق القرآن ويسب الصحابة ويكفر البشرية كلها ويقول بوحدة الوجود وغيرها من الدواهي العظيمة؟
هل تعرفين موقف السلف ممن وقع في مثل هذه الضلالات؟


اللهم آمين ...........أجمعين ان شاء الله تعالي

اهل ثبت علي سيد قطب الضلال كما تقول ؟











قديم 2011-10-31, 00:26   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النيلية مشاهدة المشاركة
يقول سيد قطب في كتابه لماذا اعدموني "
وقد قلت له:إننا لم نكفر الناس وهذا نقل مشوه إنما نحن نقول: إنهم صاروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة، وعدم تصور مدلولها الصحيح، والبعد عن الحياة الإسلامية، إلى حال تشبه حال المجتمعات في الجاهلية " .ص36-37

لم الاصرار علي اتهام سيد قطب بأنه يكفر الممجتمع المسلمين ؟
من اين اتي علماؤنا الافاضل بأنه يكفر المجتمعات ؟


1_هذا الكلام لا إشكال فيه ولا يوجد من أهل السنة من انتقده في هذا الكلام! فما فائدة نقله؟
أهل السنة انتفدوه في كلام آخر فيه
تكفير جماعة المسلمين دولاً وشعوباً بمثل ما يلي:
1) قول سيّد – عفا الله عنا وعنه -: ( يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة... لا لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتهــا... فهي ـ وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله ـ تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله، فتدين بحاكمية غير الله، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها، وشرائعها، وقيمها، وموازينها ، وعاداتها، وتقاليدها... موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلها يتحدد في عبارة واحدة: أن يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها ). (معالم في الطريق ـ ص101-103- دار الشروق).
2) وقال: ( ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان؛ ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن: لا إله إلا الله ). (في ظلال القرآن ـ 4/2009- دار الشروق).
4) وقال عن مشركي الجاهلية: ( إنما كان شركهم الحقيقي يتمثل ابتداءً في تلقي منهج حياتهم وشرائعهم من غير الله، [لا عبادة الأصنام تقرباً واستشفاعاً إلى الله]، الأمر الذي يشاركهم فيه اليوم أقوام يظنون أنهم مسلمون على دين محمد، كما كان المشركون يظنون أنهم مهتدون على دين إبراهيم ). (في ظلال القرآن ـ 3/1492- دار الشروق).
5) وقال: ( والذين لا يفردون الله بالحاكمية في أي زمان وفي أي مكان هم مشركون، لا يخرجهم من هذا الشرك أن يكون اعتقادهم أن لا إله إلا الله مجرد اعتقاد، ولا أن يقدموا الشعائر لله وحده ) (في ظلال القرآن ـ 2/1492- دار الشروق).



6) وقال في تفسير قول الله تعالى: {وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً} [يونس: 87] بعد أن قرر فيما سبق دخول مسلمي العصر في إطار المجتمع الجاهلي: ( وهنا يرشدهم الله إلى اعتزال معابد الجاهلية [مساجدها]، واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد تحس فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلي ). (في ظلال القرآن ـ 3/1816- دار الشروق).

هذا ما انتقده عليه علماؤنا رحم الله منهم الأموات وحفظ الأحياء أما كلامك الذي نقلته فلا إشكال فيه.

2_سأضرب مثالاً بسيطًا لأقرب إلى الأفهام ألا وهو: لو قال رجل للناس: أنتم زناة وشرَّاب للخمر ومخنثون. ثم إذا تم مجابَهته بِهذا السب الصريح، اعتذر قائلاً: إننا لَم نسب الناس، وهذا نقل مشوه، إنَّما نحن نقول: إنَّهم صاروا من ناحية الجهل والبعد عن الحياة الإسلامية إلى حال تشبه حال المجتمعات الجاهلية في الوقوع في الزنا وشرب الخمر...".
هل يقبل يا أولي الألباب إنسان عاقل هذا الاعتذار، ويتغاضى عن هذا السب والقذف الصريح.
وهكذا لما قال سيد كما في "المعالم" عن المجتمعات الإسلامية: "تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنَّها مسلمة". وقال في الظلال على الناس الذي اتبعوا غير شريعة الله: "فهذا وحده يكفي لاعتبار من يفعله مشركًا بالله، الشرك الذي يخرجه من عداد المؤمنين، ويدخله في عداد الكافرين". ثم لما تم مجابَهته بِهذا التكفير الصريح للناس، اعتذر قائلاً: "إننا لَم نكفر الناس".
ولا يقال إن سيدًا قد تراجع بِهذا الاعتذار عن هذا التكفير الصريح؛ لأنه لَم يعترف أصلاً بأنه قد وقع بكلامه السابق في التكفير، بل هو ينفي أصلاً دلالة هذا الكلام على التكفير، فليس هذا الاعتذار توبة منه كما يفهم البعض.
ولست في حاجة إلى أن أقول أني لا أريد أن أدين سيدًا بأي وسيلة، أو أن ألبسه تُهمة التكفير بأي طريقة، ولكن كلامه الصريح السابق هو الذي يدينه. فلو كان سيد من العلماء المجتهدين الذين يعتذر لأخطائهم الاعتذار الجميل، ثم قال بِهذا التكفير الصريح ما وسعنا أن نعتذر له أو أن نقبل قوله: "إننا لَم نكفر الناس" حتى يقول صراحة: إن كلامي القديْم هذا في المعالم والظلال أنا راجع عنه وتائب منه، ثم يتبع هذا بإلغاء هذه المواضع من كتبه، وعدم الإذن بنشرها. فكيف وسيد أصلاً ليس من العلماء المجتهدين؟! فكيف نعتذر له؟!.

اقتباس:
الا نستخدم نحن حاليا نفس المعني في حديثنا من اننا لسنا مسلمين قولا وفعلا و
اننا صرنا الي اسوأ مما كان عليه العرب قبل الاسلام ؟
لا أختاه نحن العوام لا نقول بكفر البشرية ولا نقول أنها ارتدت ولا نقول عن الناس مشركين ولو قلنا ذلك لكنا مخطئين.

اقتباس:
لم سوء الظن ؟

لا علاقة للإنتقاد والرد على المخالف وتبديعه إذا توفرت شروط التبديع بإحسان الظن وإلا لو عملنا بطريقتك لما بدع السلف الجهمية والخوارج والمعتزلة .
النبي صلى الله عليه وسلم لما حذر من الخوارج لم يقل أحسنوا الظن
وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الذين يتبعون المتشابه فقال
((
((فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فألئك الذين سمى الله فحذروهم)
فهؤلاء أهل الأهواء وأهل الزيغ هم الذين يتتبعون المتشابهات، الرسول صلى الله عليه وسلم يقصد أن أهل الزيغ الذين يتبعون المتشابه هم الذين يجب أن يحذرهم الناس، فمن علامة أهل البدع، ومن علامة أهل الزيغ أنهم لا يسلكون مسالك أهل السنة في بناء دينهم على الآيات المحكمة، ورَدَّ المتشابهات إلى المحكمات؛ وإنما يتعلقون بما يوافق هواهم، ويستطيعون أن يروجوا به لدعواهم الفاسدة، وبدعهم الضالة؛ كما فعل الخوارج والروافض، والمرجئة، والقدرية؛ فإنهم يتعلقون من النصوص المجملة والمتشابهة بما يوافق هواهم؛ فيضلون به ويضلون الناس، وعلى هذه الشاكلة أهل البدع في كل زمان ومكان، مهما كان نوع بدعتهم، ولا تحتقراً شيئاً من البدع ولا تستصغراً منها شيئا؛ فإن هذه مسالكهم، يَفتن ويَزيغ، ويريد أن يُفتن الناس ويزيغون مثل زيغه، وينحرفوا مثل انحرافه، ويُفتنون مثل فتنته، والعياذ بالله، فأنت ترى الآية بينت حالهم والرسول صلى الله عليه وسلم بين حالهم وحذر منهم.
فإحسان الظن بأهل الانحرافات، وأهل البدع والضلالات، مخالفٌ لمنهج الله تبارك وتعالى، فلا بد من الحذر منهم، ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام
(( فإذا رأيتم من يتبع المتشابه فأولئك الذين لعن الله فاحذروهم )) . ما قال أحسنوا بهم الظن كما يقول الآن كثير من أهل الأهواء: أنتم تتكلمون عن النوايا، أنتم تتكلمون عن المقاصد؟


قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" فطريقة السلف والأئمة أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل .
ويرُاعون أيضاً الألفاظ الشرعية ، فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلا. ومن تكلم بما فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه.
ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقا وباطلا نسبوه إلى البدعة أيضا ، وقالو : إنما قابل بدعة ببدعة وردَّ باطلا بباطل" .رء تعارض العقل والنقل (1/254)



اقتباس:
انظروا يا اخوة بارك الله فيكم

يقول سيد قطب

( إنما تابع المعتزلة منطق أرسطو الذهني وتجريدات "أفلوطين" المهوّمة! ولم يتابعوا المنهج القرآني، وهو المنهج الإسلامي الأصيل. وكذلك فعلوا فيما عرف في تاريخ الفكر الإسلامي بعنوان: "فتنة خلق القرآن" لئلا يكون القرآن قديما فيتعدد القدماء. والبحث على هذاالنحو بجملته غريب على الفكر الإسلامي، وعلى المنهج الإسلامي، فالقرآن وحي الله وكلامه وكفى... ) ا.هـ كلامه - مقومات التصور الإسلامي ص278 دار الشروق
نعم بارك الله فيك فسيد قطب رحمه الله ليس معتزلي في مسألة خلق القرآن إنما هو أشعري فحتى الأشاعرة ينتفدون المعتزلة ويقولون القرآن كلام الله لكنهم يعنون بذلك ما يسمونه بالكلام النفسي .
قال الدكتور سعد الحصين في كتابه "سيد قطب بين رأيين"( لم يترك الأستاذ سيد مجالاً للشك ـ بترديده وصف التنزيل بالصنع والصّنعة والإيجاد والإبداع ـ في أنه يقول بقول الأشاعرة الذين يردّون قول المعتزلة أن كلام الله مخلوق إطلاقاً؛ بأن: (كلام الله يطلق على الكلام النفسي القديم بمعنى أنه صفة قائمة بذاته تعالى، وعلى الكلام اللفظي بمعنى أنه خلقه وليس لأحد في أصل تركيبه كسب... ومع كون اللفظ الذي نقرؤه حادثاً؛ لا يجوز أن يقال: القرآن حادث إلا في مقام التعليم؛ لأنه يطلق على الصفة القائمة بذاته أيضاً، لكن مجازاً على الأرجح ). (شرح جوهرة التوحيد للبيجوري ـ ص72- دار الكتب العلمية 1403).
2) والأستاذ سيّد ـ عفا الله عنا وعنه ـ يفصل بين الحرف والمعنى من كلام الله تعالى في أكثر الأمثلة التي أوردها الشيخ ربيع في كتابه: (أضواء إسلامية على عقيدة سيّد قطب وفكره)، والمثبتة هنا.
3) فخطأ سيّد ـ إذن ـ هو خطأ الأشاعرة، وليس خطأ المعتزلة في القول بخلق القرآن فيما ظهر لي، وهو خطأ على أيّ حال.
))انتهى.



اقتباس:
كلام سلمان العودة عن سيد قطب

انه كان يتعاهد كتبه بالتصويب والتصحيح خاصة الظلال فهل اطلع العلماء علي كافة نسخه القديمة منها والحديثة ؟

العلماء انتقدوه وفق الطبعات الحديثة وقد بينت ذلك في مشاركتي السابقة فلتراجع إن شئت.

















قديم 2011-10-30, 22:55   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


الحمد لله وبعد:

قال أخونا محارب الفساد:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محارب الفساد مشاهدة المشاركة
أحسنت أحسن الله اليك
فمن يريد أن يناقش أفكار سيد تقبله الله فاليضع في حسبانه توبته من أفكاره السابقة فالتوبة تجب ما قبلها فينصف الرجل
فسيد قطب تراجع عن كثير من كتاباته السابقه وتاب بل أصلح وأناب
1_بيان خطأ المخطئ, والكلام في النّاس تعديلا ومدحا أو تجريحا وقدحا؛ لا علاقة ‏له‎ ‎بمقاديرهم عند الله, ولا بمصائرهم في الدّار الآخرة؛ فهذا للّه وحده, وبيان الخطأ‎ ‎والكلام جرحا وتعديلا ‏عند الحاجة واجب على أهل العلم ممّن توفّرت فيهم شروطه, وحقّ‎ ‎للأمّة في أعناق أهل العلم لا يسعهم - ‏أعني أهل العلم - عدم أدائه, لا علاقة للكلام‎ ‎في بيان خطأ المخطئ وبدعة المبتدع بغفران الله ربّ العالمين ‏للمخطئ أو للمبتدع, ولا‎ ‎بمصيره عند ربّه, هذا بمعزل عن الكلام فيه؛ أمر يعلمه الله ربّ العالمين‎.
ذكر‎ ‎الخطيب في ((الكفاية)) أنّ عبد الرحمن بن أبي حاتم دخل عليه يوسف بن الحسين الرازيّ‎ ‎وهو ‏الصوفيّ, وكان عبد الرحمن يقرأ في كتابه في ((الجرح والتعديل)), فقال له يوسف‎ ‎الصوفيّ‎: (‎كم من هؤلاء ‏القوم قد حطّوا رحالهم في الجنّة منذ مئة‎ ‎سنة أو مئتي سنة وأنت تذكرهم وتغتابهم؟‎) ‎فبكى عبد الرحمن‎.
وذكر ابن‎ ‎الصّلاح رحمه الله في كتابه ((معرفة أنواع علم الحديث)) المعروف بـ((مقدّمة ابن‎ ‎الصّلاح)): (قال ‏يحيى بن معين رحمه الله‎: (‎إنّا‎ ‎لنطعن على أقوام لعلّهم حطّوا رحالهم في ‏الجنّة منذ أكثر من مئتي‎ ‎سنة‎)).
نطعن عليهم ونبيّن أخطائهم ونحذّر الأمّة من بدعتهم واجب‎ ‎ذلك وإلاّ فهو الدّخول في إثم الكتمان, وهو ممّا ‏يستوجب العذاب بالنيران‎
2-إن كان سيد قطب تراجع كما تقولون فأين هذا التراجع؟ ثم حتى لو افترضا أنه تراجع فإن هذا لا يمنع من الرد على كتبه مادامت تطبع وتدرس!
اقتباس:
فمن يريد مناقشة أفكاره فاليضع كتاباته السابقة جنبا ويناقش فقط ما صدر في كتابه الشهير وهو آخر ما كتبه سيد رحمه الله وما يعتد به " في ظلال القرآن " طبعة دار الشروق .
أهل السنة أشد إنصافا من غيرهم فهم ولله الحمد لم يعتمدوا إلا الطبعات الأخيرة من كتب سيد قطب رحمه الله.
قال الشيخ ربيع حفظه الله ورعاه في سياق رده على أخيه الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله:
وإليك البيان بالطبعات التي اعتمدتـها في نقل أقوال سيد قطب:
1- كتاب (الظلال) الطبعة الثالثة عشرة (1407 هـ) دار الشروق.
2- (التصوير الفني في القرآن) الطبعة العاشرة (1408 هـ) دار الشروق.3- (العدالة الاجتماعية) الطبعة الثانية عشرة (1409 هـ) دار الشروق.
4- (العدالة الاجتماعية) الطبعة الخامسة(1)، بدون.
5- (نحو مجتمع إسلامي)، الطبعة الثامنة (1408 هـ) دار الشروق.
6- (معركة الإسلام والرأسمالية)، الطبعة العاشرة (1408 هـ) دار الشروق.
7- (السلام العالمي والإسلام)، الطبعة الثامنة (1399هـ) دار الشروق.
8- (معالم في الطريق)، الطبعة الخامسة عشرة (1412هـ) دار الشروق.

هذه هي طبعات كتب سيد قطب التي اعتمدتـها في النصوص التي ضمنتها كتابي (أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره).
وهي طبعات متأخرة فإذا جارينا دعوى الشيخ بكر من أن ما في الطبعات المتأخرة من أقوال سيد ناسخ لما في الطبعات المتقدمة فإنني أكون قد اعتمدت أقوال سيد الناسخة التي وردت في الطبعات المتأخرة وأكون قد التزمت بأصول البحث العلمي وأخذت بأصول النقد.
فسلطت النقد على النصوص الواردة في الطبعات المتأخرة وأكون قد التزمت بأمانة النقل والعلم. وكل ذلك قد قمت به ولله الحمد والشكر والثناء الحسن.
و والله لأن أخر من السماء إلى الأرض أهون علي من أكذب على الله أو على مسلم.
و والله لأن أخر من السماء فأموت ألف مرة أهون على من أن أخون أحدا ولو كافرا فضلا عن مسلم وأهون علي من أخل بأمانة النقل والعلم.
ياقوم نحن في واد وأنتم في واد آخر.
نحن نعمل جاهدين لتصفية الإسلام من الأخلاط الفاسدة والأوشاب القاتلة من الخرافات والضلالات ثم لجمع كلمة المسلمين على الإسلام الصافي الخالص من ألوان الباطل والضلال، فنقابل من أقرب الناس إلينا مشربا بالاتـهامات الظالمة والإشاعات الغاشمة.)))) انتهى كلامه.

وسأنقل لك في المشاركة التي بعدها ما انتقد على سيد قطب مع عزو كل كلام له إلى مصدره وتاريخ طبعته.
يتبع,,,,











قديم 2011-10-30, 23:09   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تابع

أهم مواضع الجدل في فكر سيد




أولاً: ذم موسى عليه السلام:
أ) أنكر الشيخُ ربيع على سيّد ـ عفا الله عنا وعنه ـ كلمات نابية في وصف نبي الله موسى ـ عليه السلام ـ؛ مثل قوله في (التصوير الفني في القرآن) ط. دارالشروق عام2000م:
1) (لنأخذ موسى؛ إنه نموذج للزعيم المندفع العصبي المزاج) (ص200).
2) (وهنا يبدو التعصب القومي كما يبدو الانفعال العصبي)، على قول الله تعالى: {فَوَكَزَهُ مُوسَى} [القصص: 15] (ص200).
3) (وتلك سمة العصبيين)، على قول الله تعالى: {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ} [القصص: 18] (ص201).
4) (وينسيه التعصب والاندفاع استغفاره وندمه)، على قول الله تعالى: {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا} [القصص: 19] (ص201).
5) (فلندعه هنا لنلتقي به في فترة من حياته بعد عشر سنوات فلعله قد هدأ وصار رجلاً هادئ الطبع، حليم النفس، كلا... إنه الفتى العصبي نفسه... فغيره كان يخاف، نعم، ولكن لعله كان يبتعد منها، ويقف ليتأمّل هذه العجيبة الكبرى) على قول الله تعالى: {فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ} [القصص: 31] (ص201).
6) (ثم لندعه فترة أخرى لنرى ماذا يصنع الزمن في أعصابه ، ولكن ها هو ذا يسأل ربه سؤالاً عجيباً): {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ} [الأعراف: 143] (ص201-202).
7) (عودة العصبي في سرعة واندفاع)، على قول الله تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 143] (ص202).
8) (هكذا في حنق ظاهر، وحركة متوترة)، على قول الله تعالى: {وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً} [طه: 97] (ص202).
9) (تقابل شخصية موسى شخصية إبراهيم؛ إنه نموذج الهدوء والتسامح والحكمة) على قول الله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ} [هود: 75] (ص203).

ثانياً: ذم عثمان رضي الله عنه وانتقاص عهده:

أ) أنكر الشيخ ربيع ومن قبله الأستاذ محمود شاكر رحمه الله وغيره على سيد ـ عفا الله عنا وعنه ـ الطعن والقدح في الخليفة الراشد المهدي عثمان بن عفان رضي الله عنه، وانتقاص عهده بمثل ما يلي:
1) إسقاط سيد خلافة عثمان ر بقولـه: ( ونحن نميل إلى اعتبار خلافة علي رضي الله عنه امتداداً طبيعيّاً لخلافة الشيخين قبله، وأن عهد عثمان [الذي تحكّم فيه مروان] كان فجوة بينهما ). (العدالة الاجتماعية ـ ص172- دار الشروق 1415). بعد التعديل.
2) ادّعاء سيد انحراف عهد عثمان رضي الله عنه عما أسماه: (النظرة الإسلامية والتصور الإسلامي في سياسة المال والحكم) في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهـود الخلفـاء الراشدين الثلاثـة رضي الله عنهم بقولـه: ( فأما في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه وخلافة علي بن أبي طالب؛ فكانت النظـرة السائدة هي النظرة الإسلاميـة... وأما حين انحرف هذا التصور قليلاً في عهد عثمان، فقد بقيت للناس حقوقـُهم، وفهم الخليفـة أنه في حِلٍّ ـ وقد اتسع المال عن المقررات للناس ـ أن يطلق فيه يده يبرَّ أهلَه، ومن يرى من غيرهم حسب تقديره ). (العدالة الاجتماعية ـ ص168 ـ دار الشروق 1415).
3) تأكيد سيد انحراف عهد عثمان عن منهاج صاحبيه رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم بقوله: ( هذا التصور للحكم [في عهد أبي بكر وعمر] قد تغير شيئاً ما دون شك على عهد عثمان، وإن بقي في سياج الإسلام ). (العدالة الاجتماعية ـ ص159 ـ دار الشروق 1415).
4) تأكيد سيد انحراف عهد عثمان رضي الله عه عن منهاج النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما في الحكم بقوله: (وسار علي ر في طريقه يرد للحكم صورته كما صاغها النبي صلى الله عليه وسلم والخلفيتان من بعده). (العدالة الاجتماعية ـ ص162 ـ دار الشروق 1415).
ولم يتنبَّه سيّد عفا الله عنه إلى أن شرع الله هو من وحيه تعالى، وليس من صياغة ولا تصور النبي صلى الله عليه وسلم فمن دونه.
5) تأكيد سيّد انحراف الحكم (بل ونفوس الحكام والمحكومين) في عهد عثمان ر عما أسماه التصور الإسلامي بقوله: (جاء عليٌّ ليردَّ التصور الإسلامي إلى نفوس الحكام والناس). (العدالة الاجتماعية ـ ص162 ـ دار الشروق 1415).
6) اتهام سيّد عثمانَ رضي الله عنه بالانحراف عما أسماه روح الإسلام بقولـه: (وإنه لمن الصعب أن نتّهم روحَ الإسلام في نفسِ عثمان، ولكن من الصعب كذلك أن نعفيه من الخطأ ) (العدالة الاجتماعية ص160- دار الشروق - 1415).
7) اتهام سيّد عهد عثمان رضي الله عنه بكثير من الانحراف عن الإسلام بقولـه: ( لقد أدركت الخلافةُ عثمان وهو شيخٌ كبيرٌ، ومن ورائه مروان بن الحكم يصرِّفُ الأمر بكثير من الانحراف عن الإسلام). (العدالة الاجتماعية ـ ص159ـ دار الشروق1415).
8) اعتذاره لعثمان رضي الله عنه عن (الانحراف عن الإسلام، وروح الإسلام، والتصور الإسلامي، وصورة الحكم، كما صاغها النبي صلى الله عليه وسلم وخليفتاه رضي الله عنهما) بقولـه: ( واعتذارنا لعثمان _رضي الله عنه_ أن الخلافة قد جاءت إليه متأخرة... وهو يدلف إلى الثمانين يلعب به مروان، فصار سيقة لـه يسوقه حيث شاء، بعد كِبَر السن وصحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ) [أخذ دعوى لعب مروان بعثمان ر وسياقته لـه من رواية مكذوبة على عليّ ر]. (العدالة الاجتماعية ـ ص161 ـ دار الشروق 1415).
9) تمجيد سيد الثوار على عهد عثمان ر بقولـه: ( تثور نفوس الذين أشربت نفوسهم روح الدين إنكاراً وتأثـُّماً). (العدالة الاجتماعية ـ ص161 ـ دار الشروق1415).
10) تمجيد سيد الثورة على عثمان ر بقوله: ( لا بد لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام، ويستشعر روح الإسلام أن يقرّر أن تلك الثورة في عمومها كانت فورة من روح الإسلام، وذلك دون إغفال لما كان وراءها من كيد اليهودي ابن سبأ عليه لعنة الله). (العدالة الاجنماعية ـ ص161 ـ دار الشروق1415).
11) ضمّ سيِّدٌ أبا ذر رضي الله عنه ـ بغير حق ـ إلى الثوار على عثمان رضي الله عنه، ونقل روايات عن نفيه إلى الربذة وخُطَبِهِ، أحرى بها أن تكون من جراب الأخباريين المنحرفين مثل: (لقد حدثت أعمال لا أعرفها، والله ما هي في كتاب الله، ولا سنة نبيِّه، والله إني لأرى حقَّاً يُطْفَأ، وباطلاً يُحْيَى، وصادقاً مكذَّباً، وأثرةً بغير تُقَى). (العدالة الاجتماعية) (ص174- دار الشروق1415).
قال سيّد عفا الله عنّا وعنه: ( ولقد كانت هذه الصيحة يقظة ضمير لم تخدّره الأطماع أمام تضخم فاحش في الثروات، يفرّق الجماعة الإسلامية طبقات، ويحطّم الأسس التي جاء هذا الدين ليقيمها بين الناس ). (العدالة الاجتماعية ـ ص175- دار الشروق1415).

ثالثاً: لمز عدد من الصحابة رضي الله عنهم:
أ) أنكر الشيخ ربيع على سيّد عفا الله عنا وعنه لمز عدد من الصحابة أكثرهم من المبشرين بالجنة في مثل ما يلي:
1) رأى سيّد أن الانحراف في تصوّر معنى الحكم وسياسة المال بدأ صغيراً في عهد عمر، واستفحل في عهد عثمان رضي الله عنهما بقولـه: (هذا هو الثراء الذي بدأ صغيراً بإيثار بعض المسلمين على بعض في أيام عمر، وكان معتزماً إبطاله [دعوى بلا سند]...ثم فشا فشوّاً ذريعاً بتجميع الأملاك والضياع وموارد الاستغلال، بما أباحه عثمان من شراء الأرضين في الأقاليم ) [ومَنْ حَرَّمه؟]. (العدالة الاجتماعية ـ ص175 ـ دار الشروق).
2) في مقابل وَصْفِه عامة الثوار على عثمان رضي الله عنه بقوله: (تثور نفوس الذين أشربت نفوسهم روح الدين إنكاراً وتأثّماً )، وَصَفَ عامَّة الذين برّهم عثمان بقولـه: (وتنحّل نفوس الذين لبسوا الإسلام رداء، ولم تخالط بشاشته قلوبهم، والذين تجرفهم مطامع الدنيا، ويرون الانحدار مع التيار، وهذا كله قد كان في أواخر عهد عثمان). (العدالة الاجتماعية ـ ص161ـ دار الشروق 1415).
3) وضرب مثلاً للتضخم الفاحش في الثروات الذي ظنّ أنه (يحطّم الأسس التي جاء هذا الدين ليقيمها بين الناس)، ومثلاً للذين (جرفتهم مطامع الدنيا)، في مقابل مثل أبي ذر رضي الله عنه الذي (كان ضميره يقظاً، فلم تخدّره الأطماع)، ومثل الثوار على عثمان رضي الله عنه (الذين أشربت نفوسهم روح الدين إنكاراً وتأثّماً) بقولـه مستنداً إلى رواية مجروحة عن أخباري منحرف: (وبحسبنا أن نعرض هنا نموذجاً للثروات الضخام أورده المسعودي، قال: في أيام عثمان اقتنى الصحابة الضياع والمال، فكان لعثمان يوم قتل عند خازنه خمسون ومائة ألف ألف درهم... وبلغ الثمن من متروك الزبير بعد وفاته خمسين ألف دينار، وخلّف ألف فرسٍ وألف أَمَة، وكانت غلّة طلحة من العراق ألف دينار كل يوم، وكان على مربط عبد الرحمن بن عوف ألف فرس، وله ألف بعير وعشرة آلاف من الغنم، وخلّف زيد بن ثابت من الذهب والفضة ما يكسر بالفؤوس، وبنى سعد بن أبي وقاص دارة بالعقيق، ورفع سمكها وأوسع فضاءها، وبنى المقداد دارة بالمدينة وجعلها مجصّصة الظاهر والباطن، وخلّف يعلى بن منبه خمسين ألف دينار، وما قيمته ثلاثمائة ألف درهم ). (العدالة الاجتماعية ـ ص175ـ دار الشروق1415).
4) ونقل رواية مكذوبة على عليٍّ رضي الله عنه أنه قال في وصف معاوية رضي الله عنه: (والله ما معاوية بأدهى مني، ولكنه يغدر ويفجر) (العدالة الاجتماعية ـ ص164- دار الشروق 1415).
5) وضرب مثلاً لإبراز مظاهر التحول والانحسار فيما أسماه الروح الإسلامي برواية غير مسندة لخطبتين نسبهما لمعاوية رضي الله عه. (العدالة الاجتماعية ـ ص167- دار الشروق1415).
6) وخصَّ معاويةَ وعمرو بن العاص رضي الله عنهما بأقذع الشتائم: ( وحين يركن معاوية وزميله [عمرو] إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك عليٌّ أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل ). (كتب وشخصيات ـ ص242 ـ دار الشروق).

يتبع,,,









قديم 2011-10-30, 23:19   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

رابعاً: القول بوحدة الوجود:

أ) أنكر الشيخ ربيع على الأستاذ سيّد القول بوحدة الوجود في مثل ما يلي:
1) قول سيد في تفسير سورة الحديد: ( {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ} [الحديد: 3] مستغرقاً كل حقيقة الزمان، {وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} [الحديد: 3]: مستغرقاً كل حقيقة المكان وهما مطلقان، ويتلفّت القلب البشري فلا يجد كينونة لشيء إلا لله... فهذا الوجود الإلهي هو الوجود الحقيقي الذي يستمد منه كل شيء وجوده، وهذه الحقيقة هي الحقيقة الأولى التي يستمد منها كل شيء حقيقته، وليس وراءها حقيقة ذاتية، ولا وجود ذاتي لشيء في هذا الوجود) (في ظلال القرآن ـ 6/3479 ـ دار الشروق).
2) وقولـه: ( لا كينونة لشيء في هذا الوجود على الحقيقة؛ فالكينونة الواحدة الحقيقية هي لله وحده ، وإن استقرار هذه الحقيقة في قلبٍ لِيُحِيله قطعةً من هذه الحقيقة؛ فأما قبل أن يصل إلى هذا الاستقرار؛ فإن هذه الآية القرآنية حسبه، ليعيش في تدبرها وتصور مدلولها ) (في ظلال القرآن ـ 6/3479- دار الشروق).
3) وقولـه في تفسير سورة الإخلاص: ( إنها أحدية الوجود، فليس هناك حقيقة إلا حقيقته، وليس هناك وجود إلا وجوده ). (في ظلال القرآن ـ 6/4002- دار الشروق).
4) وقولـه: ( ومتى استقر هذا التصور الذي لا يرى في الوجود إلا حقيقة الله، فستصحبه رؤية هذه الحقيقة في كل وجود آخر انبثق عنها، وهذه درجة يرى القلب فيها يد الله في كل شيء، ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئاً في الكون إلا الله؛ لأنه لا حقيقة هناك تراها إلا حقيقة الله ). (في ظلال القرآن ـ 6/4003- دار الشروق).
5) وقولـه: ( من هنا [الحقيقة الواحدة أو أحدية الوجود] ينبثق منهج كامل للحياة... منهج لعبادة الله وحده الذي لا حقيقة لوجود إلا وجوده... ومنهج للتلقي عن الله وحده؛ فالتلقي لا يكون إلا عن الوجود الواحد والحقيقة المفردة في الواقع والضمير... ومنهج يربط ـ مع هذا ـ بين القلب البشري وبين كل موجود برباط الحب والأنس والتعاطف والتجاذب... فكلها خارجة من يد الله وكلها تستمد وجودها من وجوده، وكلها تفيض عليها أنوار هذه الحقيقة فكلها إذن حبيب؛ إذ هي هدية من الحبيب) (في ظلال القرآن ـ 6/4003 ـ دار الشروق).

مناقشة ما رد به محمد قطب على متهمي شقيقه:

وقد ردّ الأستاذ محمد قطب على متهمي شقيقه سيد بفكرة وحدة الوجود بمثل هذا الرد مستدلاً بقول سيد قطب في (مقومات التصور الإسلامي): (إن التصور الإسلامي يفصل فصلاً تاماً بين طبيعة الألوهية وطبيعة العبودية، وبين مقام الألوهية ومقام العبودية، وخصائص الأ
لوهية وخصائص العبودية فهما لا تتماثلان ولا تتداخلان
). (ص81). وبتقريره (شمول العبودية لكل شيء وكل حيّ، وتجريدها من خصائص الألوهية جميعاً). (ص116 ـ ط. دار الشروق).
ج) ومع أنِّي أبرأُ إلى الله مع الشيخ الألباني والشيخ ربيع والشيخ العثيمين أيضاً من تكفير سيّد بمجرد أقوال متناقضة عن وحدة الوجود وغيرها؛ فإن (من الأوبة إلى العدل والإنصاف) التنبه إلى ما يلي:

1) لم يتوقف الأستاذ سيّد ـ تجاوز الله عنا وعنه ـ في الكلام عن وحدة الوجود والكينونة عند توسيع العبارة والتمدد بالأسلوب والجنوح بقول (متشابه)، (كما قال الشيخ بكر)، أو (موهم)، (كما أشار الأستاذ محمد قطب)؛ فقد صرح في تفسير سورة الحديد بقوله: ( ولقد أخذ المتصوفة بهذه الحقيقة الأساسية الكبرى [أحدية الوجود والكينونة]، وهاموا بها وفيها، وسلكوا إليها مسالك شتى، بعضهم قال: إنه رأى اللهَ في كل شيء في الوجود ، وبعضهم قال: إنه رأى الله من وراء كل شيء في الوجود ، وبعضهم قال: إنه رأى الله فلم يرَ شيئاً في الوجود؛ وكلها أقوال تشير إلى الحقيقة إذا تجاوزنا عن ظاهر الأقوال القاصرة في هذا المجال، إلا أن ما يؤخذ عليهم على وجه الإجمال هو أنهم أهملوا الحياة بهذا التصور، والإسلام في توازنه المطلق يريد من القلب البشري أن يدرك هذه الحقيقة ويعيش بها ولها ). (في ظلال القرآن ـ 6/3480 ـ دار الشروق).
وقال في تفسير سورة الإخلاص: ( وهذه مدارج الطريق التي حاولها المتصوفة، فجذبتهم إلى بعيد، ذلك أن الإسلام يريد من الناس أن يسلكوا الطريق إلى هذه الحقيقة [أحدية الوجود]، وهم يكابدون الحياة الواقعية بكل خصائصها، شاعرين مع هذا أن لا حقيقة إلا الله، وأن لا وجود إلا وجوده ) (في ظلال القرآن ـ 6/4002 – دار الشروق).
إذن (فأحدية الوجود والكينونة) عند سيّد، هي: وحدة الوجود عند المتصوفة التي (يريد الإسلام من القلب البشري أن يدركها، ومن الجوارح أن تعيش بها ولها)، ولا يخالف الأستاذُ سيد المتصوفةَ إلا في (إهمالهم الحياة بهذا التصور).

2) محيي الدين بن عربي (أو موهي الدين في لفظ الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله، أو الشيخ الأكبر كما يصفه أقرب المفكرين الإسلاميين إلى منهاج أهل السنة فضلاً عن أبعدهم) صرّح بأنه لا يجيز القول بوحدة الوجود في (الفتوحات المكية)، مع أن أكثر علماء أهل السنة وطلاب علم الشريعة لا يذكرون وحدة الوجود إلا مقرونة باسمه، وحكم العلماء على ما يظهر من أقواله عن وحدة الوجود بالكفر من ابن تيمية السلفي القريب من عصره إلى البقاعي الصوفي القريب من عصرنا، وتكفير القول لا يلزم منه بالضرورة تكفير القائل إلا إذا تحققت شروطه الشرعية وانتفت موانعه ، والله يعلم ما مات عليه سيد وابن عربي وغيرهما.
3) إذا كان هذا الكلام المتشابه أو الموهم من كلام سيد قطب عفا الله عنا وعنه فَهِمَ بعضُ كبار العلماء مثل الشيخ محمد بن عثيمين والشيخ محمد ناصر الدين الألباني، ومعهم أو قبلهم الشيخ عبد الله الدويش، وليس الشيخ ربيع وحده، فهموا منه جميعاً القول بوحدة الوجود، فكيف بعامة الناس ؟ ومنهم الشباب الذين يجرّهم الحماس والعاطفة إلى الأخذ بأقوال سيد رحمه الله دون تمحيص.
واجب الدعاة إلى الله على بصيرة، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر: بيان مثل هذه الأخطاء من القول (مهما تكن منازل قائليها) ـ كما سبق النقل عن سيد رحمه الله ـ ، والتحذير من الوقوع في حبائل الشيطان بتسويغ أخطاء العلماء فضلاً عن المفكرين (الإسلاميين) ، وفي الحديث الصحيح: « كلّ ابن آدم خطّاء ».
4) ولا عجب من اختلاف وتناقض الفكر في مثل الجمع بين نفي عقيدة وحدة الوجود في موضع، وإثباتها في مواضع، كما يظهر في فكر ابن عربي العالم الصوفي، وسيد قطب الكاتب الحركي ، فالاختلاف والتناقض سمة لازمة للفكر البشري، قال الله تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} [النساء: 82].
وما أُتيَ المفكرون ـ قديماً وحديثاً ـ إلا من جهة اشتغالهم بالفكر الظني المضطرب عن وحي الله اليقيني الثابت، وبسلاسة الأسلوب عن الفقه في الدين.

يتبع....









قديم 2011-10-30, 23:28   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

خامساً: إباحة التشريع للمصلحة أو العُرْف:

أ) أنكر الشيخ ربيع على سيد إباحته للدولة سنّ تشريعات تبعاً للعرف العالمي أو للمصلحة في مثل ما يلي:
1) قال في تفسير قول الله تعالى:{وَفِي الرِّقَابِ} [التوبة:60]: ( وذلك حين كان الرق نظاماً عالمياً تجري المعاملة فيه على المثل في استرقاق الأسرى بين المسلمين وأعدائهم، ولم يكن للإسلام بد من المعاملة بالمثل حتى يتعارف العالم على نظام آخر غير الاسترقاق ). (في ظلال القرآن ـ 3/1669- دار الشروق).
وقال مثل هذا في الصفحات(1/230، 4/2455، 6/3285) من كتابه (في ظلال القرآن).
2) وقال: ( في يد الدولة أن تفرض ضرائب خاصة غير الضرائب العامة كما تشاء؛ فتخصص ضريبة للجيش، وضريبة للتعليم، وضريبة للمستشفيات، وضريبة للضمان الاجتماعي، وضريبة لكل وجه طارئ لم يحسب حسابه في المصروفات العامة، أو تعجز الميزانية العادية عن الإنفاق عليه عند الاقتضاء ). (معركة الإسلام والرأسمالية ـ ص43- دار الشروق 1993م ط13).
3) وقال: (في يد الدّولة أن تنزع الملكيّات والثّروات جميعاً وتعيد توزيعها على أساس جديد ، ولو كانت هذه الملكيّات قد قامت على الأسس التي يعترف بها الإسلام ونَمَتْ بالوسائل التي يبرّرها) (المصدر نفسه ـ ص44).
4) وقال: ( حق المجتمع مطلق في المال، وحق الملكية الفردية لا يقف في وجه هذا الحق العام، والإسلام يعطي هذه السلطات للدولة ـ ممثلة المجتمع ـ لا لمواجهة الحاجات العاجلة فحسب، بل لدفع الأضرار المتوقعة). (المصدر نفسه ـ ص43).
5) ولم يكفه أن المملكة المصرية (سنّت ضريبة التركات وضريبة الدخل العام، وأخذت بمبدأ الضريبة التصاعدية)؛ فهي (خطوات هزيلة لا يبدو لها أثر؛ لأن الأوضاع القائمة قد بلغت من الفحش والسوء مبلغاً لا تعالجه هذه اللمسات الناعمة بقفازات الحرير اللطيفة). (المصدر نفسه ـ ص39).
6) وقال: ( مبدأ الملكية الفردية في الإسلام لا يمنع تبعاً لهذا
ـ المصالح المرسلة وسد الذرائع ـ أن تأخذ الدولة نسبة من الربح أو نسبة من رأس المال ذاته
). (العدالة الاجتماعية ـ ص123- دار الشروق 1415).
7) وقال: ( الإسلام يَعُدُّ العمل هو السبب الوحيد للملكية والكسب، ورأس المال في ذاته ليس سبباً من أسباب الكسب الصحيحة ). (معركة الإسلام والرأسمالية ـ ص40- دار الشروق 1993م ط13).
ثم يقول: ( فأما القاعدون الذين لا يعملون فثراؤهم حرام، وعلى الدولة أن تنتفع بذلك الثراء لحساب المجتمع، وأن لا تدعه لذلك المتبطل الكسلان ). (المصدر نفسه ـ ص52). ولم يقل مَنْ حرم هذا.
ويَسْتنتج من هذا التشريع الجديد، أو يَسْتدل عليه بقولـه((العبادة ليست وظيفة حياة، وليس لها إلا وقتها المعلوم {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ} [الجمعة: 10]) (معركة الإسلام والرأسمالية) (ص52- دار الشروق 1993م ط13).
وفاته – عفا الله عنّا وعنه – أن العبادة هي وظيفة الحياة، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] وأن الأمر بالانتشار بعد الصلاة للإباحة باتفاق.
8) ويرى أنه: ( لا بد أن يوجد المجتمع المسلم أوَّلاً بتركيبه العضوي... وساعتها قد يُحتاج إلى البنوك، وشركات التأمين وتحديد النسل...إلخ، وقد لا يُحتاج! ذلك أننا لا نملك أن نقدّر أصل حاجته ولا حجمها ولا شكلها حتى نُشرِّع لها سلفاً). (في ظلال القرآن) (4/2010- دار الشروق).

سادساً: جهل معنى لا إله إلا الله، والألوهيّة والربوبيّة:
أ) أنكر الشيخ ربيع على الأستاذ سيد تفسير (لا إله إلا الله) بغير معناها الصحيح في الشرع واللغة، والخلط بين معنى الألوهية ومعنى الربوبية في التوحيد، في مثل ما يلي:
1) قال سيد عفا الله عنا وعنه: (كانوا [العرب] يعرفون من لغتهم معنى (إله)، ومعنى (لا إله إلا الله)، كانوا يعرفون: أن الألوهية تعني الحاكمية...كانوا يعلمون: أن (لا إله إلا الله) ثورة على السلطان الأرضي الذي يغتصب أولى خصائص الألوهية ). (في ظلال القرآن ـ 2/1005- دار الشروق).
2) وقال: (لا إله إلا الله ، كما كان يدركها العربي العارف بمدلولات لغته: لا حاكمية إلا لله ). (في ظلال القرآن ـ 2/1006- دار الشروق).
3) وقال: ( أخص خصائص الألوهية هي: الربوبية، والقوامة، والسلطان، والحاكمية ) (في ظلال القرآن) (4/1852- دار الشروق).
4) وقال: ({وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [القصص: 70]؛ أي: لا شريك له في الخلق والاختيار). (في ظلال القرآن ـ 5/2707- دار الشروق).
5) وقال: ({إِلَهِ النَّاسِ} [الناس: 3]، والإله هو المستعلي المستولي). (في ظلال القرآن ـ 6/4010 – دار الشروق).
6- وقال: ( لا إله إلا الله ، أي: لا حاكمية إلا لله ، حاكمية تتمثل في قضائه وقدره ، كما تتمثل في شرعه وأمره). (العدالة الاجتماعية ـ ص182- دار الشروق 1415هـ).
بيَّن الشيخ ربيع وفقه الله أنه ليس لسيد سَلَف في هذا التأويل من الصحابة وعلماء الأمة؛ فالحاكمية: إنما هي معنى من معاني الربوبية، ضيع به سيد المعنى الأعظم لهذه الكلمة: (لا إله إلا الله).
قال ابن جرير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [القصص: 70]: ( وربك يا محمد المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له ) (20/102).
وقال ابن كثير رحمه الله: (أي: المنفرد بالإلهية، فلا معبود سواه، كما لا رب يخلق ما يشاء ويختار سواه) (3/438- مكتبة دار السلام 1413).
وبين الشيخ ربيع وفقه الله الفرق بين صفتي الحكم والخلق وبين العبادة: بأن الأُوليَين من صفات الله تعالى، أما الثانية فهي من صفات المخلوق. (أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره ـ ص60-61 عام1414هـ).
7) وقال سيد – عفا الله عنا وعنه-: ( فقضية الألوهية لم تكن محل خلاف، وإنما قضية الربوبية هي التي كانت تواجهها الرسالات، وهي التي واجهتها الرسالة الأخيرة ). (في ظلال القرآن ـ 4/1846- دار الشروق).
8) وقال: ( وما كان الخلاف على مدار التاريخ بين الجاهلية والإسلام، وبين الحق والباطل على ألوهية الله سبحانه... إنما كان الخلاف وكانت المعركة على من يكون هو رب الناس ). (في ظلال القرآن ـ 4/1852- دار الشروق).
9) وقال: ( فالألوهية قلَّما كانت موضع جدال في معظم الجاهليات، وبخاصة في الجاهلية العربية، إنما كان دائماً موضع الجدل هو قضية الربوبية ). (في ظلال القرآن ـ 4/2111- دار الشروق).
قال الشيخ ربيع وفقه الله: الإله عند العرب (علماء الشريعة، وعلماء اللغة، والعامة) هو المعبود الذي يُتَقرَّب إليه بالعبادة: الدعاء والخوف والرجاء والصلاة والصوم والحج وغيرها، وليس معناه عندهم الحَكَم الذي يتحاكم إليه؛ لقد كان لهم سادة وأمراء وقضاة يتحاكمون إليهم، ولا يسمونهم آلهة، وكان لهم أوثان وأصنام [يسمونها آلهة و] يعبدونها ولا يسمونها حكّاماً ولا عبادتها تحاكماً، وكانوا يعترفون لله بالربوبية، قال الله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [العنكبوت: 61].. وقال تعالى: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} [يونس: 31]، وكانوا إنما يخالفون الرسل في الألوهية؛ قال الله تعالى عنهم: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: 5]، قال ابن كثير في (تفسيره): (أي أزعَمَ أن المعبود واحد، لا إله إلا هو؟ أنكر المشركون قبّحهم الله تعالى وتعجّبوا من ترك الشرك بالله، فإنهم قد تلقوا عن آبائهم عبادة الأوثان) (4/30).

يتبع,,,,









قديم 2011-10-30, 23:43   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

سابعاً: تكفير المسلمين:

أ) أنكر الشيخ ربيع على الأستاذ سيّد – تجاوز الله عنا وعنه – تكفير جماعة المسلمين دولاً وشعوباً بمثل ما يلي:
1) قول سيّد – عفا الله عنا وعنه -: ( يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة... لا لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتهــا... فهي ـ وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله ـ تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله، فتدين بحاكمية غير الله، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها، وشرائعها، وقيمها، وموازينها ، وعاداتها، وتقاليدها... موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلها يتحدد في عبارة واحدة: أن يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها ). (معالم في الطريق ـ ص101-103- دار الشروق).
2) وقال: ( ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان؛ ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن: لا إله إلا الله ). (في ظلال القرآن ـ 4/2009- دار الشروق).
4) وقال عن مشركي الجاهلية: ( إنما كان شركهم الحقيقي يتمثل ابتداءً في تلقي منهج حياتهم وشرائعهم من غير الله، [لا عبادة الأصنام تقرباً واستشفاعاً إلى الله]، الأمر الذي يشاركهم فيه اليوم أقوام يظنون أنهم مسلمون على دين محمد، كما كان المشركون يظنون أنهم مهتدون على دين إبراهيم ). (في ظلال القرآن ـ 3/1492- دار الشروق).
5) وقال: ( والذين لا يفردون الله بالحاكمية في أي زمان وفي أي مكان هم مشركون، لا يخرجهم من هذا الشرك أن يكون اعتقادهم أن لا إله إلا الله مجرد اعتقاد، ولا أن يقدموا الشعائر لله وحده ) (في ظلال القرآن ـ 2/1492- دار الشروق).
قال الشيخ ربيع وفقه الله: ( إن النجاشي كان إسلامه مجرد اعتقاد أن لا إله إلا الله؛ أي: لا معبود بحق إلا الله، فلم يطبق الحاكمية في المعاملات، ولا [الأعياد]، ولا التقاليد، ولا الأزياء، ولا النظام في دولته بالحبشة، ومع ذلك صلّى عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، أفرأيت لو أنه طبق الحاكمية [فيما ذكرنا]، ولم يؤمن بعقيدة التوحيد، أيعدّ مؤمناً؟ ). (أضواء على عقيدة سيد قطب وفكره ـ ص80- عام 1414).
6) وقال في تفسير قول الله تعالى: {وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً} [يونس: 87] بعد أن قرر فيما سبق دخول مسلمي العصر في إطار المجتمع الجاهلي: ( وهنا يرشدهم الله إلى اعتزال معابد الجاهلية [مساجدها]، واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد تحس فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلي ). (في ظلال القرآن ـ 3/1816- دار الشروق).
7) وقال: (إنه لا نجاة للعصبة المسلمة في كل أرض من أن يقع عليها العذاب إلا بأن تنفصل عقيديّاً وشعوريّاً ومنهج حياة عن أهل الجاهلية من قومها، حتى يأذن الله لها بقيام دار إسلام تعتصم بها، وإلا أن تشعر شعوراً كاملاً بأنها هي الأمة المسلمة، وأن ما حولها ومن حولها ممن لم يدخلوا فيما دخلت فيه جاهلية، وأهل جاهلية ). (في ظلال القرآن ـ 4/2122- دار الشروق).
8) وقال: ( إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم؛ قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي). (في ظلال القرآن ـ 4/4122- دار الشروق).
9) وقال: ( ونقطة البدء الصحيحة في الطريق الصحيحة هي أن تتبين حركات البعث الإسلامي أن وجود الإسلام قد توقّف... هذا طريق، والطريق الآخر أن تظن هذه الحركات لحظة واحدة أن الإسلام قائم، وأن هؤلاء الذين يدّعون الإسلام ويتسمّون بأسماء المسلمين هم فعلاً مسلمون...فإن سارت الحركات في الطريق الأول سارت على صراط الله وهداه... وإن سارت في الطريق الثاني فستسير وراء سراب كاذب، تلوح لها فيه عمائم تحرّف الكلم عن مواضعه، وتشتري بآيات الله ثمناً قليلاً، وترفع راية الإسلام على مساجد الضرار ). (العدالة الاجتماعية ـ (ص216- دار الشروق 1415هـ).
10) وقال: (ونحن نعلم أن الحياة الإسلامية ـ على هذا النحو ـ قد توقّفت منذ فترة طويلة في جميع أنحاء الأرض، وأن وجود الإسلام ذاته ـ مِنْ ثَمّ ـ قد توقّف كذلك). (العدالة الاجتماعية ـ ص185- دار الشروق 1415).
11) وقال: ( البشرية عادت إلى الجاهلية، وارتدّت عن لا إله إلا الله، فأعطت لهؤلاء العباد [الذين شرعوا التقاليد والعادات، والأعياد والأزياء] خصائص الألوهية، ولم تعد توحّد الله وتخلص لـه الولاء؛ البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله بلا مدلول ولا واقع، وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة، لأنهم ارتدّوا إلى عبادة العباد بعدما تبين لهم الهدي، ومن بعد أن كانوا في دين الله). (في ظلال القرآن ـ 2/1057- دار الشروق).
12) ولا غرابة في أقواله السابقة عن مسلمي هذا العصر؛ فقد قال عن الذين زعم أنّ عثمان رضي الله عه آثرهم بالمناصب والمال من الصحابة والتابعين أنهم: ( الذين لبسوا الإسلام رداءً ولم تخالط بشاشته قلوبهم، والذين تجرفهم مطامع الدنيا ويرون الانحدار مع التيار ). (العدالة الاجتماعية ـ ص161- دار الشروق 1415).
13) وقال عن رواية غير مسندة لخطبة المنصور العباسي في القرن الثاني: ( وبذلك خرجت سياسة الحكم نهائياً من دائرة الإسلام وتعاليم الإسلام ). (العدالة الاجتماعية ـ ص168- دار الشروق 1415).
14) وقال في تفسير قول الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} [يوسف: 106] بعد أن ذكر الشرك الخفي: (وهناك الشرك الواضح الظاهر، وهو الدينونة لغير الله في شؤون الحياة؛ الدينونة في شرع يتحاكم إليه، وهو نص في الشرك لا يجادل عليه، والدينونة في تقليد من التقاليد؛ كاتخاذ أعياد ومواسم يشرعها الناس ولم يشرعها الله، والدينونة في زي من الأزياء يخالف ما أمر الله به من التستر، ويكشف أو يحدد العورات التي نصت شريعة الله أن تستر). (في ظلال القرآن - 4/2033- دار الشروق).
قال الشيخ ربيع وفقه الله: ( وفي هذا الكلام أمران خطيران:
أولهما: تكفير المجتمعات الإسلامية بالمعاصي والمخالفات الواقعة في العادات والتقاليد والأزياء، وهذا المذهب أشد خطراً من مذهب الخوارج السابقين.
وثانيهما: تأويل القرآن بغير ما أراد الله بالشرك، إذ المراد بالشرك هنا ما استقر في القرآن والسنة وعرفه المسلمون، وهو الشرك الأكبر المطلق، وهو اتخاذ أندادٍ مع الله يُدْعون، ويستغاث بهم، ويذبح لهم، ويتقرب إليهم، ويصرف لهم [شيء] من العبادات التي أمرهم الله أن يعبدوه بها، ويخلصوا بها الدين لله
). (أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره ـ ص77- عام1414).

ثامناً: القول بخلق القرآن:

أ) أنكر الشيخ ربيع على الأستاذ سيد القول بخلق القرآن في مثل ما يلي:
1) قال سيد – عفا الله عنا وعنه – عن إعجاز القرآن: (والشأن في هذا الإعجاز هو الشأن في خلق الله جميعاً، وهو مثل صنع الله في كل شيء، وصنع الناس ). (في ظلال القرآن ـ 1/38- دار الشروق).
2) وقال: ( فهذا القرآن ليس ألفاظاً وعبارات يحاول الإنس والجن أن يحاكوها، إنما هو كسائر ما يبدعه الله؛ يعجز المخلوقون أن يصفوه؛ فهو كالروح من أمر الله ). (في ظلال القرآن ـ 4/2249- 2250- دار الشروق).
3) وقال: ( ولكنهم لا يملكون أن يؤلّفوا من هذه [الحروف] مثل هذا الكتاب؛ لأنه من صنع الله لا من صنع الناس ). (في ظلال القرآن - 5/2719- دار الشروق).
4) وقال: ( وهذا الحرف [ص] من صنعة الله تعالى؛ فهو موجده صوتاً، وموجده حرفاً من حروف الهجاء ). (في ظلال القرآن ـ 5/3006- دار الشروق).
يتبع....









قديم 2011-10-30, 23:57   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تاسعاً: تأويل صفات الله تعالى:


أ) أنكر الشيخ ربيع على الأستاذ سيد تأويل صفات الله تعالى في مثل ما يلي:
1) قال ـ عفا الله عنا وعنه ـ في تفسير قول الله تعالى:{ َإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [البقرة: 117]: ( وتوجه الإرادة يتم بكيفية غير معلومة للإدراك البشري )، ففسّر قول الله تعالى: {كُن} بتوجه الإرادة، وكررها فيما بعد مرات. (في ظلال القرآن ـ 1/107- دار الشروق).
2) ثم قال في تفسيره بعد: ( أهذه النفخة هي الكلمة؟ الكلمة توجه الإرادة ؟ والكلمة هي عيسى أو هي التي منها كينونته ؟ كل هذه بحوث لا طائل وراءها إلا الشبهات). (في ظلال القرآن ـ 1/398- دار الشروق). [شكّ هذه المرة وحدها فيما أعلم وجعلها من المتشابه، وفيما بعد قرّر أن معنى {كُن}: توجّه الإرادة كما فعل من قبل].
3) وقال في تفسير قول الله تعالى: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} [طه: 11-12]: ({نُودِي}: بهذا البناء للمجهول، فما يمكن تحديد مصدر النداء ولا اتجاهه، ولا تعيين صورته ولا كيفيته، ولا كيف سمعه موسى أو تلقّاه، نودي بطريقةٍ ما فتلقى بطريقةٍ ما ). (في ظلال القرآن) (4/2330- 2331- دار الشروق).
4) وقال في تفسير قول الله تعالى: {إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [البقرة: 117]: ( فتوجّه الإرادة لخلق الشيء كاف وحده لوجوده كائناً ما يكون، إنما يقرّب الله للبشر الأمور ليدركوها بمقياسهم البشري المحدود ). في ظلال القرآن) (5/2978- دار الشروق).
5) وقال في تفسير قول الله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54]: (العرش؛ نؤمن به كما ذكره، ولا نعلم حقيقته، أما الاستواء على العرش فنملك أن نقول: إنه كناية عن الهيمنة على الخلق، استناداً إلى ما نعلم من القرآن عن يقين من أن الله سبحانه لا تتغير عليه الأحوال، فلا يكون في حالة عدم استواء على العرش، ثم تتبعها حالة استواء، والقول بأننا نؤمن به [بالاستواء] ولا ندرك كيفيته [وهو قول أهل السنة والجماعة] لا يفسر قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54]). (في ظلال القرآن - 6/3480).
6) وقال عن وزن الله تعالى للأعمال: ( لما كان التجسيم خطّة عامة صوّر الله تعالى الحساب في الآخرة كما لو كان وزناً مجسماً للحسنات والسيئات، {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء: 47] ، {فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} [القارعة: 6]، {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} [القارعة: 8]، {وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا} [الأنبياء: 47] ، {وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} [النساء: 49] ، {وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً} [النساء: 124] ، وكل ذلك تمشيَّاً مع تجسيم الميزان). (التصوير الفني في القرآن ـ ص83 ط - دار الشروق – عام2000م).
7) وقال في قول الله تعالى: {يدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: 10]، {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء} [هود: 7] ، {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} [البقرة: 255]، {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الفرقان:59]، {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء} [البقرة: 29]، {وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67] ، {وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى} [الأنفال: 17] ، {وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ} [البقرة: 245]، {وَجَاء رَبُّكَ} [الفجر: 22]، {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: 64]، {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران: 55]: ( إن هي إلا جارية على نسق متّبع في التعبير، يرمي إلى توضيح المعاني المجردة وتثبيتها، ويجري على سنن مطّرد لا تخلّف فيه ولا عوج؛ سنن التخييل الحسي والتجسيم في كل عمل من أعمال التصوير )، ورأى أن ما قيل غير ذلك، [ومنه قول أهل السنة والجماعة كما تقدم]: (جدل... حينما أصبح الجدل صناعة، والكلام زينة ). (المرجع نفسه) (ص85).
8) وقال: ( فأما مجيء ربك والملك صفّاً صفّاً؛ فهو أمر غيبي لا ندرك طبيعته... كذلك المجيء بجهنم؛ نأخذ منه قربها منهم... فأما حقيقة ما يقع وكيفيته؛ فهو غيب الله المكنون ). (في ظلال القرآن ـ 6/3906- دار الشروق).

عاشراً: منهاج سيد وأسلوبه في التفسير:

الكلام عن القول بخلق القرآن وتأويل الصفات في فكر سيّد رحمه الله لا يكون وافياً بحق الباحث والقارئ دون بيان منهاج سيد وأسلوبه في التفسير عامّة، بتقديم نماذج من كتبه التي لا يزال ورثته يطبعونها بعد موته بعشرات السنين دون تغيير؛ ويخصونها بوصف الشرعية.
أ) في كتاب سيد (التصوير الفني في القرآن) بيان واضح عن المنهاج الذي اختاره لتدبر القرآن، وصرّح بمخالفته ما كان عليه سلف الأمة جميعاً في عصر تنزيل القرآن، وعصر الصحابة بعد انقطاع التنزيل بموت النبي صلى الله عليه وسلم؛ وعصر التابعين وبقية القرون المفضلة التي كان أهلها خير الناس في فقه الدين والعمل به وتبليغه بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أوحي إليه من ربه عز وجل.
1) قال ـ عفا الله عنا وعنه ـ: ( بعض الناس [كلّ علماء السلف القدوة] حين ينظر في هذه الموضوعات [الأهداف الدينية التي أنزل الله القرآن لتحقيقها، والموضوعات الإلهية والتشريعية التي تناولها]، ويرى ما فيها من دقة وعظمة، وصلاحية ومرونة؛ يحسبها ميزة القرآن الكبرى، ويحسب أن طريقة التعبير القرآنية تابعة لها...أما نحن فنريد أن نقول أن الطريقة التي اتبعها القرآن في التعبير هي التي أبرزت هذه الأغراض والموضوعات؛ فهي كفاء هذه الأغراض والموضوعات ) (التصوير الفني في القرآن ـ ص239 ط. دار الشروق عام2000م).
2) وقال ـ عفا الله عنا وعنه ـ عن تدبر القرآن في عصر تنزيله: ( لقد تلقّوه مسحورين يستوي في ذلك المؤمنون والكافرون، هؤلاء يُسحرون فيؤمنون، وهؤلاء يُسحرون فيهربون، ثم يتحدث هؤلاء وهؤلاء عما مسّهم منه، فإذا هو حديث غامض لا يعطيك أكثر من صورة المسحور والمبهور؛ هذا عمر بن الخطاب يقول: فلما سمعت القرآن رقَّ لـه قلبي، فبكيت، ودخلني الإسلام... وهذا الوليد بن المغيرة يقول: والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة، ثم يقول: إن هذا إلا سحر يؤثر ، وهذا القرآن نفسه يصف أثره في نفوس المؤمنين به ونفوس الذين أوتوا العلم من قبله، بأنه {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر: 23]، و{إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً} [الإسراء: 107]، وهؤلاء كفار قريش يقولون في لجاجة الإنكار: {أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الفرقان: 5] ، هذا كله يقال، وهذا كله يقع، فلا تجد فيه صورة واضحة عن الجمال الفني في القرآن... وتلك مرحلة التذوق الفطري المباشر ) (المصدر نفسه ص26).
3) ثم قال – عفا الله عنا وعنه – عن تدبّر القرآن أو تفسيره في عصر الصحابة رضي الله عنهم بعد انقطاع الوحي بموت النبي صلى الله عليه وسلم: ( فإذا تجاوزنا عصر نزول القرآن؛ رأينا بعض الصّحابة يتعاطون تفسير القليل منه اعتماداً على القليل المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم وبعضهم يحاول في حذر وخشية أن يؤوّل بعض الآيات، وبعضهم يمتنع من هذا خشية أن يكون فيه مأثم ديني ) (المصدر نفسه ص26). [وليت سيّد وأمثاله من المفكرين قبله وبعده اتخذوا الصحابة قدوة ، وتورّعوا عن القول على الله بغير علم].
4) ثم قال عن التفسير في عهد التابعين: ( فلما كان عصر التابعين نما التفسير نموّاً مطّرداً، ولكنهم كانوا يقتصرون في تفسير الآية على المعنى اللغوي الذي فهموه من الآية بأخصر لفظ) (المصدر نفسه ص26)، [وفي التابعين قدوة].
5) ثم قال عن التفسير في بقية القرون المفضلة: ( ثم أخذ التفسير ينمو ويتضخم ابتداءً من أواخر القرن الثاني، ولكن بدلاً من أن يبحث عن الجمال الفني في القرآن وتناسقه مع الجمال الموضوعي البالغ حد الكمال، أخذ يغرق في مباحث فقهية، وجدلية، ونحوية، وصرفية، وتاريخية، وأسطورية، وبذلك ضاعت الفرصة التي كانت مهيأة للمفسرين لرسم صورة واضحة للجمال الفني في القرآن وربطها بالكمال الموضوعي الذي يتجلى في القرآن ) (المصدر نفسه ص27) ، [وهم من خير الناس].
6) ثم قال عن التفسير عند الخلف: ( رجل واحد متأخر نوعاً، كان يقع لـه بين الحين والحين شيء من التوفيق في إدراك بعض مواضع الجمال الفني في القرآن، هو الزمخشري ) [كبير دعاة الاعتزال في القرن السادس] (المصدر نفسه ص28).
7) ثم قال: ( رجل واحد من الباحثين في البلاغة سابق للزمخشري، بلغ غاية التوفيق المقدر لباحث في عصره، هو عبدالقاهر الجرجاني [النحوي الأشعري]، فلقد أوشك أن يصل إلى شيء في كتابه: (دلائل الإعجاز)، لولا أن قصة المعاني والألفاظ ظلت تخايل لـه من أول الكتاب إلى آخره، فصرفته عن كثير مما كان وشيكاً أن يصل إليه... لقد كان النبع منه على ضربة معول، فلم يضربها ) (المصدر نفسه ص33).

ويتبين مما تقدم أن أكبر همّ سيد ـ عفا الله عنا وعنه ـ في تدبر القرآن ما أسماه: (الجمال الفني)، وكان هذا للأسف أهم ما جذب قرّاءه إلى فكره، وما شغلهم عن (المباحث الفقهية والنحوية)، وعن (قصة المعاني والألفاظ) التي ظن أن من سبقوه منذ عصر النبوة أخطأوا بالانشغال بها عن البحث في الجمال الفني؛ فلم يقتنع بمنهاج السلف في القرون المفضلة، ووجد قدوته عند الجرجاني الأشعري، وبدرجة أقل عند الزمخشري شيخ خلف المعتزلة. وبمثل فكر الثلاثة ضل من ضل عن التدبر {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24] أي: أفلا يتفهّمون معانيه ، كما قال أئمة المفسّرين.
ب) وإذا تميز سيد قطب ـ بزعمه ـ على من سبقه ومن لحقه ممّن حاولوا تفسير القرآن الكريم (بضربة المعول في نبع الجمال الفني في القرآن)؛ فلا عجب أن يكون أسلوبه في التفسير مخالفاً لأئمة التفسير والحديث والفقه في الدين، منذ أنزل الله كتابه المبين، حتى اتجه سيد إلى (خدمة الإسلام من خلال القرآن العظيم)، كما قال الشيخ بكر في رسالته الخاصة المفترى عليه نشرها؛ ليبعد عن القرآن ما أسماه سيّد: (جناية الطريقة المتبعة في التفسير) في القرون المفضلة بما فيها عصر الرسالة والخلافة الراشدة المهدية والصّحابة والتابعين لهم الآخذين عنهم.
وكان من نتائج خروجه عن منهاج السلف في التفسير ما يلي:
1) وصف كلام الله تعالى بمفردات اللهو والسحر والشعوذة: الفن، والشعر، والتشخيص [التمثيل]، والمسرح، والسينما، والتصوير، والرسم، والموسيقى، ولم يدّخر بعض تفاصيلها: الوتر، والإيقاع، والجرس، والمقطوعة، والأصداء، والنغم، والألحان، والمشاهد المسرحية والسينمائية، والبطل، والنظارة، والمناظر؛ والستار، والريشة، والألوان ، والظل، ووحدة الرسم، واللوحة الطبيعية، وتناسق الإخراج، وتناسق التصوير، والتناسق الفني؛ والهينمة ، والتعويذة.
2) وصف آيات من سورة الفجر (بالموسيقى الرخية المتماوجة)، ووصف آيات منها: (بالعرض العسكري الذي تشترك فيه جهنم بموسيقاها العسكرية المنتظمة الدقات). (المصدر السابق ص97).
3) ووصف سورة النازعات بنوعين من الموسيقى: (السريعة الحركة، قصيرة الموجة، قوية المبنى، تنسجم مع جوٍّ مكهرب سريع النبض، شديد الارتجاف) و(الوانية الحركة، الرخية الموجة، المتوسطة الطول، تنسجم مع الجو القصصي) (المصدر نفسه ص111).
4) وصف سورة الضحى: (بالموسيقى الرتيبة الحركات، الوئيدة الخطى، الرقيقة الأصداء، الشجية الإيقاع). (المصدر نفسه ص125).
5) وصف سورة الليل بأن: (الموسيقى المصاحبة فيها أخشن وأعلى من موسيقى الضحى). (المصدر نفسه ص128).
6) وصف سورة العاديات (بموسيقى شبيهة بموسيقى النازعات، بل هي أشد وأعنف، وفيها خشونة، ودمدمة، وفرقعة). (المصدر نفسه ص126).
7) وصف آيات في سورة الفجر (بالموسيقى الحادة التقاسيم). (في ظلال القرآن ـ 6/3906- دار الشروق).
8) وصف آيات أخر من سورة الفجر بقوله: (يا لجمال النغم). (المصدر نفسه 6/3903).
9) وصف سورة الفجر عامة بقولـه: ( إنها تؤلف ألوناً متنوعة، تؤلف من تفرقها وتناسقها لحناً واحداً متعدد النغمات موحد الإيقاع ). (المصدر نفسه 6/3901).
10) وصف بعض آيات سورة الفجر بقولـه: ( وفي بعض مشاهدها شد وقصف، سواء مناظرها أو موسيقاها). (المصدر نفسه (6/3902).
11) استنبط (موسيقى الدعاء المتموجة الرخيّة، الطويلة الخاشعة من قول الله تعالى: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً} [آل عمران: 191] ، وقوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ} [إبراهيم: 38] ، منسجمة مع الدعاء كل الانسجام بالتطريب، والتموج، والاسترسال). (التصوير الفني في القرآن - ص112- ط. دار الشروق عام 2000م).
12) استنبط (موسيقى الطوفان) من قوله تعالى: {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ} [هود: 42]. (المصدر نفسه ص113).
13) وصف القرآن عامة بقولـه: ( القرآن يرسم صُوَراً، ويعرض مشاهد يتوافر لها أدق مظاهر التناسق الفني في ماء الصورة، وجو المشهد، وتقسيم الأجزاء، وتوزيعها في الرقعة الموضوعة ). (المصدر نفسه ص114).
14) أكّد أنه يعـني (ولا يُكنّي) موسيقـى اللهـو حقيقـة بقولـه: (تفضّل الموسيقيّ المبدع الأستاذ محمد حسن الشجاعي بمراجعة هذا الجزء الخاص بالموسيقى في القرآن الكريم، وكان له الفضل في ضبط بعض المصطلحات الفنية الموسيقية ). (المصدر نفسه
ص106).
15) أكد أنه يعنـي (ولا يُكَنِّي) رَسْم وصُوَر اللهـو بقولـه: (تفضل الأستاذ الفنان ضياء الدين محمد مفتش الرسم بوزارة المعارف بمراجعة هذا القسم الخاص بتناسق الصور ). (المصدر نفسه ص114).
16) قال في تفسير سورة الفلق: ( والتصوير بالألوان يلاحظ هذا التناسق [بين اللون الذي ترسم به، والتدرج في الظلال] مع الفكرة والموضوع، كما يلاحظ التوزيع في المشاهد المسرحية والسينمائية، والتصوير في القرآن يقوم على أساسه، خذ مثلاً سورة من السور الصغيرة التي ربما يحسب البعض أنها شبيهة بسجع الكهان أو حكمة السجاع، خذ مثلاً سورة الفلق؛ فما الجو الذي يراد إطلاقه فيها ؟ جوّ التعويذة بما فيه من خفاء وهينمة، وغموض وإبهام ). (المصدر نفسه ص115).
17) جمع بين قول الله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ} [يس: 69] ، وقولـه تعالى عن كذب الكافرين: {بَلْ هُوَ شَاعِرٌ} [الأنبياء: 5]: (بأن القرآن الكريم صدَق؛ إذ لا تتوفر لـه [القرآن] القافية والتفاعيل، وإن توفرت لـه بقية خصائص الشعر الأساسية، ولكن العرب لم يكونوا مجانين، ولا جاهلين بخصائص الشعر يوم قالوا: إنه شعر، لقد راع خيالهم بما فيه من تصوير بارع، وسحر وجدانهم بما فيه من إيقاع جميل، وتلك خصائص الشعر الأساسية إذا نحن أغفلنا القافية والتفاعيل). (المصدر نفسه ص102).
18) وصف كلام الله تعالى بأنه أخذ من خصائص الشعر: (الموسيقى الداخلية، والفواصل المتقاربة في الوزن التي تغني عن التفاعيل، والتقفية التي تغني عن القوافي، وضمّ إلى ذلك الخصائص التي ذكرنا: [التصوير البارع، والمنطق الساحر، والإيقاع الجميل]) (المصدر نفسه ص102-103).
19) ضرب مثلاً لما أخذه القرآن من الشعر:[التّقفية، والإيقاع، والوزن]، بقول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم: 19-20] (فلو أنك قلت: ومناة الثالثة؛ لاختلت القافية، ولتأثر الإيقاع، ولو قلت: ومناة الأخرى؛ فالوزن يختل)، وبقول الله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي} [مريم: 4] لو قلت: قال رب إني وهن مني العظم، لأحسست بما يشبه الكسر في وزن الشعر، ذلك أن (مني) تتوازن مع (إني) هكذا: (قال رب إني... وهن العظم مني). (المصدر نفسه ص104-106).
20) قال عن كلام الله تعالى: ( فمرة يكتم سر المفاجأة عن البطل [بطل الرواية: موسى]، والنظارة [المتفرجين: قارئي القرآن]؛ حتى يكشف لهم في آن واحد )، في قصة موسى مع العبد الصالح. (المصدر نفسه ص183).
( ومرة يكشف السر للنظارة [القرّاء]، ويترك أبطال القصة عنه في عماية ) ، في قصة أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنّها مصبحين ولا يستثنون، ( وقد ظللنا نحن النظارة نسخر منهم وهم يتبادرون ويتخافتون، حتى انكشف لهم السر أخيراً بعد أن شبعنا تهكماً وسخراً ). (المصدر نفسه ص186). وهذا من التفسير الذي قاد الفكرُ أصحابَه إليه بعيداً عن هدي النبوة وفقه السلف؛ فهو معصية يجب التحذير منها.
21) قال – تجاوز الله عنا وعنه – في قول الله تعالى:{إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ} [المؤمنون: 91]: ( إنها لصورة مضحكة أن يأخذ كل إله مخلوقاته، إلى أين ؟ لا ندري ! ولكننا نتخيل هذه الصورة فنضحك من فكرة تعدد الآلهة إذا كانت نتيجتها هذه النتيجة ) (المصدر نفسه ص231).
22) ضرب مثلاً بقول الله تعالى: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً} [الطور: 13]: (لا شتراك الجرس [من الموسيقى]، والظل [من الرسم])، وشرح لفظ الدّع فوجده قد (جمع بين الدفع في الظهر بعنف، والصوت الذي يخرجه المدفوع، فيه عين ساكنة، هكذا:أع). (المصدر نفسه ص95).
وبمثل هذا الفكر ضمن الشيطان انصراف أهل ما سمي بالصحوة عن تدبر القرآن إلى ما سُمِّي زوراً بالاعجاز العلمي أو اللغوي في القرآن.










 

الكلمات الدلالية (Tags)
محطات, الذهبي, الشيخ, عبدالله

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:04

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc