![]() |
|
قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها ..... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
لمن يريد المراجعة في مقياس histo bio يدخل هنا بسرعة !!!
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() اكتشف باستور ان الجرثومة تنتقل من كان حي إلى آخر لتسبب المرض والموت. لم تكن فكرة تسبب الجراثيم بالمرض حديثة بالكامل، لكنها كانت مرفوضة من قبل المجتمع الطبي حينها، ما أدى إلى عواقب رهيبة. كانت المستشفيات بغالبيتها في عصر باستور أماكن خطيرة. كانت غرف العمليات قليلة الإنارة عديمة التهوية، كما تزدحم بأفراد العائلة وتلامذة الطب. لم يكن غالبية الجراحين من العلماء حينها، بل كانوا بارعين في استعمال المشرط وأدوات أخرى بسرعة ومهارة. كانوا يرفعون الأكمام ويرتدون وزرة ملطخة بدماء العمليات الأخرى وكأنها ميدالية شرف، كما كانوا يمسحون أدوات الجراحة بالوزرة. وكان تضميد الجراح يعني تغطيتها بخرق تصنع من أغطية أسرة المستشفيات المستعملة، وهي مصدر آخر للجراثيم، ما يسبب الالتهابات. لم يدرك الناس لماذا كانت المستشفيات أماكن مميتة. ولكنهم كانوا يشهدون بأن العلاج غالبا ما كان أسوأ من المرض. لهذا كانت المستشفيات أماكن خطيرة حينها. لا أتمنى أن أكون مريضا او طبيبا حينها. أثناء تجوال باستور على المستشفيات، كان يشاهد ممارسات تنشر المزيد من الجراثيم المسببة للأمراض. كنت متأكدا من أن غالبية الأمراض التي أراها تنجم عن الجراثيم. كما تأكد لي أنه بالإمكان الوقاية من غالبية الأمراض الناجمة عن الجراثيم.ولكن الأطباء كانوا يفخرون بطرقهم الخاصة. ولم يقبلوا بأن يخبرهم الكيميائي بما يجب عمله. اقتنع أحد الجراحين بما يقوله باستورا، وهو الإنجليزي جوزيف لستر، الذي سمع عن أعمال باستورا عام ألف وثمانمائة وخمسة وستين، فسعى إلى سبل لحماية المرضى من الجراثيم. كان هدفه بسيطا إذ يكمن بتجنب دخول الجراثيم إلى جرح مفتوح مهما كلف الأمر. عندما كان احتمال الالتهاب كبيرا أثناء العملية، استعان بنوع من الأسيد للقضاء على الجراثيم، فكان هذا أول مطهر. كما بدأ العمل باستخدام أدوات جراحة تم تعقيمها، أو تنظيفها جيدا من جميع الجراثيم. نجح لستر عبر هذا الأسلوب في تفادي كثرة الوفيات في المستشفيات. سمع باستور نداء الاستغاثة التالي من مزارعي الدجاج، حيث انتشر مرض غريب اسمه حمى الدجاج كالوباء في تلك الصناعة. كان مرضا قادرا على إبادة مزرعة دجاج بكاملها خلال بضعة أيام. عاد باستور إلى عملية الإنقاذ. بدأت بطريقتي المعتادة، استعنت بالمجهر، فعثرت على جرثومة غريبة تثير الشك في الدجاج المصاب، ثم وجدت طريقة لتنميتها. لماذا ينمي المزيد من الجراثيم؟ زرع باستور الجراثيم ليتمكن من دراستها وإخضاعها للتجارب. قام في \إحدى المراحل بحقن دجاجة سليمة بالجراثيم الذي زرعها قبل عدة أسابيع، ما حدث بعدها أدهش باستور شخصيا. لم تمت الدجاجة. أصيبت بالمرض، ثم تعافت. لماذا لم تمت؟ بقي أمامي عمل واحد، أخذت عينة حديثة من جرثومة الحمى، وحقنتها بمجموعة جديدة من الدجاج. كما قررت حقن عينات الحمى الحديثة بالدجاجات التي أصيبت بالمرض ولكنها لم تمت. قبل وصول أي من المساعدين في اليوم التالي. تبين أن الدجاجات الجديدة قد ماتت كما توقعت، ولكن الدجاجات التي أصيبت من قبل بقيت حية. يبدو أنه توصل إلى نوع من الدجاج الخارق. أعتقد أن الجواب أكثر علميا من هذا. بدأ باستور العمل على نظرية تفسر ما قد حدث. ربما ضعفت الجراثيم التي استخدمها في التجربة الأولى مع مرور الوقت. كانت أضعف من أن تقتل الدجاجة، لكنها قوية بما يكفي لمساعدة الجسم على منح الجسم مناعة لمقاومة الجراثيم القوية الجديدة. أخبرت المساعدين بما جرى فتحمسوا جميعا. ولكني توقعت أن يكون مجرد حادث عرضي، نجم عن عناصر أخرى. فقمنا بتكرار التجربة. فكرروا التجربة، بنفس النتائج. اكتشف باستور وسيلة لوقاية الكائنات الحية من الجراثيم التي تسبب الأمراض، بحقن جرعة ضعيفة من نفس الجرثومة. هذا أشبه باللقاح. أدرك باستور أن اكتشافه شبيه بآخر توصل إليه طبيب إنجليزي قبل ستين عاما. كان إدوارد جانير طبيب أرياف إنجليزي، تلقى العلوم لدى جراح شهير في لندن. أثناء ترحاله في الأرياف، لمعالجة المرضى والتحدث معهم، لاحظ أن عاملات الحليب في المزارع التي يزورها لا يصبن بالجدري، الذي كان من الأمراض القاتلة حينها، مهما بلغ عدد المصابين بالمرض من حولهن. ولكنه علم بأن عاملات الحليب تصبن بجدري البقر، وهو مرض خفيف يصيبهن من الأبقار التي تعملن معها. ولكن تعافيهن من جدري البقر، يقيهن من جدري البشر. أدرك جانير وجود صلة ما، ولم يتأخر بإجراء تجربة جريئة تمثلت بحقن طفل في الثامنة من عمره بجدري البقر، ثم تبع ذلك بحقنة جدري البشر. ليحصل بهذا على ما كان يتوقعه، إذ لم يتعرض الطفل إلى المرض القاتل. وهكذا عثر جانير على اللقاح الذي يقي البشر من الجدري. حتى أن كلمة اللقاء باللاتينية تعني البقرة، ما يعكس عمل جانير بجدري البقر والبشر. تقديرا لجانير عممت كلمة اللقاح لتشمل العمل الذي قمت به، بعيدا عن أي استخدام لهذه الإجراءات لتجنب ا\لأمراض. بعد ذلك حول باستور انتباهه إلى مرض غريب ومخيف فعلا هو داء الكلب. ليعتني بالطفل الذي عضه الكلب، جوزيف ميستر. عبل باستور رسميا مع زميلة إميل روكس في أبحاث داء الكلب في الحادجي عشر من كانون أول ديسمبر من عام ألف وثمانمائة وثمانين، أي قبل خمسة أعوام من مجيء جوزيف ميستر إلى مكتبه. كنت متأكدا من أن المرض ينجم عن نوع من الجراثيم، اتبعت الدراسة المعتادة، ولكني لم أعثر على شيء بمجهري الخاص. هذه هي المشكلة. عند ذلك توصل باستور إلى فكرة ملهمة، ربما كانت الجرثومة أصغر بكثير من قدرة المجهر على رؤيتها. إذا صح هذا، عليه افتراض وجودها هناك والعمل على التحكم بها. سيجابه عدو خفي، هذا تحد كبير. أدركت أن المرض يهاجم مركز الأعصاب مباشرة، فتوقعت العثور عليه في الدماغ، وهكذا أخذت نموذجا من دماغ كلب مصاب. استعنت بتجارب تقيقة جدا للتوصل إلى عينات ضعيفة من داء الكلب. تماما كما فعل بحمى الدجاج. اعتقد باستور انه حصل على ما يريده. عبر تعزيز المقاومة للمرض، فأصبح السؤال يكمن في فعاليتها. بدأت أجرب النظرية واللقاح على أحد الكلاب، فحقنته بعينات أقوى تدريجيا على مدار أسبوعين، دون تعرض الكلب للمرض. إذا صدقت النظرية سيعني هذا تراكم ما يكفي من المقاومة لدى الكلب بما يجنبه الإصابة بالداء نهائيا. على باستور الآن أن يتأكد من اللقاح عبر حقن الحيوان بداء الكلب، ليرى ما إذا كان سيصاب بالمرض. وهذا ما فعله. دقت ساعة الحق. بحث باستور وزملائه عن عوارض المرض بدقة، دون جدوى، أي أن الكلب لم يصب بالداء. حصلت على اللقاح، والأهم من هذا، تبين أيضا أن هذا العلاج نافع حتى لو تلقى الحيوان اللقاح بعد إصابته بداء الكلب. ما يعني أن هناك احتمال لا أكثر، بإمكانية نجاة الإنسان المصاب بالداء بعد عضة الكلب. انتشر الخبر كالنار في الهشيم. حتى حل السادس من تموز يوليو من عام ألف وثمانمائة وخمسة وثمانين، ليرى لويس باستور من وراء مكتبه إلى الطفل جوزيف ميستر الذي تعرض لأربعة عشر عضة من كلب مصاب. عاينت الصبي وأنا متأكد من احتمال موته دون علاج. فماذا إن حقنته باللقاح على أي حال؟ سيبدو الأمر وكأن اللقاح سبب قتله، فأخسر بهذا كل ما عملت من أجله. استشرت اثنين من الأطباء الذين أثق جدا بهم، وقد أجمعا على أن الطفل سيموت بدون علاجي. أي أنها فرصته الوحيدة. حقن أحد الطبيبين الطفل، بلقاح متتال كل أقوى بقليل مما سبق. ثم جلس باستور وزملائه ينتظرون بقلق. نازعت خلال الأيام التالية، مرت ليال لم أعرف فيها النوم، ولكن جوزيف بقي بخير، حتى أنه لم يصب بالمرض حين أعطيناه الجرعة الأقوى. نجحت، كان العلاج ناجحا. أمر لا يصدق. كل هذا من جرثومة لم يستطع رؤيتها. جاء آلاف من الأشخاص إلى مختبر باستور في باريس للعلاج من داء الكلب. عام ألف وثمانمائة وثمانية وثمانون، شيد مركز أبحاث في باريس حمل اسم باستور، ليتابع أعماله في داء الكلب وأمراض أخرى. أدهشت أصغر إنجازات باستور الجميع، فقد أثبت أن العضويات المجهرية تسبب التخمر والأمراض. فأنقذ صناعات النبيذ والبيرة والحرير في فرنسا وبلدان أخرى. واكان أول من استعمل اللقاح لداء الكلب وكولى الدجاج، كما توصل إلى ما يعرف بعملية البسترة. كان باستور إنسان كرس حياته لمساعدة الآخرين عبر أعماله، ما يعني انه كان عالم ومخترع حقيقي.
يتبع |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc