السَّلام عليكُم و رحمة الله
بارك الله فيك على النَّصيحة القيمَة أخي سعيد
أحياناً لاَ نُدرك حقائِق الأمور إلاَّ بعد أن نتعثَّرَ بأمرٍ ماَ يجعلناَ نَنتَفِض وَ نعي..
و مثلَ حاَدثة الخداَع التِّي ذكرتهاَ حواَدِثٌ كثيرة.. و بأرض الوَاقع حدَثت..
أذكُر قبل 3 سنواَت وفي إحدى جامعاَت سطيف، ضاَع مِن أحدِهِم بطاقَة الطَّالب الخاَصَّة به
و كاَن شابًّا في 21 مِن العُمر.. وجدهاَ شابٌ آخر ( بَطَّال ) فاستَبدَل الصُّورة في البِطاَقة بصُورتِه
و ذَهب بِهاَ إلى باَتنة، و تَعرَّف علىَ إحدىَ الفتياَت الجاَمِعيَّات هُناَك، و أخبرهاَ أنَّه يدرس بجاَمِعة سطيف
وأراَهاَ البطاقَة فصَّدقته.. و مرَّ أسبوعٌ وهُماَ معاً . ثُمَّ في ذاَت يوم أخبرته الفَتاَة أنَّ عَليهاَ أن تأتي بِـ (حزام)
أمِّهاَ مِن عند (الذَّهاب) فساَر معهاَ إليه. وهُناَ اغتنم صَاحبناَ الفُرصة ، و طلبَ منهاَ أن يأخُذه إلى أمِّه
ليُرِيَهاَ إيَّاه علَّها تُعجب به و تشتري مِثله، و لِكَي يضمَن مُوافقتهاَ رمىَ إليهاَ بتلك البطاَقة فواَفقت الفَتاَة !
و مضىَ يومَان و اختفىَ الشاَّب وَ بداَ عليهاَ القَلق .. وفي اليَوم الثاَّلث ذهبت إلى مَركز الشُّرطة و بلَّغت
عَنه و سلَّمتهُم البِطاَقة التِّي كَانت تحمل صُورة الشَّاب الجاَمعي ! فانطلقوا إلى الجاَمعة و ألقوا عليهِ القَبض
ليمتثل في المحكمة، و هُو يقسم أنَّه لم يَكُن الفَاعل.. و عندماَ سألوا الفتاَة إن كَانت مُتأكِّدة من أنَّه (هُو) قَالت
أنَّه " كانَ لطيفاً معي ولم يُهمَّني شكله. المُهمّ أنَّني أملك بطاقَته وأبحث عن هذاَ الشَّخص الذِّي فيهاَ بالذَّات ! "
و حُكِمَ عليه بـ6 أشهر في السِّجن ظُلمًا !! عانىَ فيهاَ ماَ شاءالله أن يَفعل. وبعد إطلاَق سراَحِه وجدُوا السَّارق
الحقيقيّ و أثبِتَت براءَتُه.. بعد أن ضاَعَت منه سنةٌ دراسيَّة كامِلة من الجُهد و الشَّقَاء و دُنِّس شرفه في التُّراب ..
أعتذر على الإطاَلة .. وأتمنىَّ لو أنَّ كلَّ فتاَةٍ تقرأ هذه الواَقعة ولا تدع طيبتَهاَ و سذاَجتهاَ تقوداَنِهاَ
في هذاَ العاَلم المُتوحشّ .. وأسأل الله أن يحفظناَ جميعاً و يغفِر لناَ ذنوبَناَ.. ويتقبَّل مناَّ جميل الطَّاعَة
شُكرًا مُجدَّداً أخي سعيد..
و رمضاَن كريم *..