تخيل أن جواب آدم و حواء عن سؤال ربهما لماذا أكلا من الشجرة كان أنهما بشر و ليسوا ملائكة ؟؟؟ هل كان مثل هذا الجواب يليق بآدم عليه السلام و هو من أسجد الله له الملائكة ؟؟ ... صحيح أننا لسنا ملائكة لكن الله كرمنا و من العيب أن نبرر أخطائنا بمقارنة أنفسنا مع الملائكة ...
"و ناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين"
لسنا أحسن من آدم و حواء الذين لم يبررا معصيتهما كما فعل الشيطان "قال ما منعك أن تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين" ... و استخدام عبارة أننا لسنا ملائكة ربما قد تصلح في معرض نفي القداسة و العصمة عن بعض الناس الذين قد يغلو فيهم أتباعهم أو في معرض التماس الأعذار لغيرنا حين يخطئون , لكنني أرى انه من غير اللائق أن نستخدمها لصالحنا و لتبرير أخطائنا ...
هذه المقولة تأتي عفوياً لنفي العِصمة و ليس لتبريرالمعصية, و أمر مفروغ منه أنه ليس للأنسان أي حجة يحتج بها يوم القيامة أمام الله, لكننا بشر نخطئ و نصيب, نعصي و نتوب
لذالك فإن المثال الذي ذكرته عن نبي الله أدم لا يتناسب مع نقاش الموضوع و لا يليق بأبونا آدم عليه السلام أن يحتج على الله, فنحن نتحدث عن هذه المقولة في سياق حديث المؤمنين لبعضهم البعض
فأبونا آدم عليه السلام أقام الحجة على رسول الله موسى عليه السلام بالقدر في الخروج من الجنة عندما قال لموسى: أتلومني على شيء قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني؟, فهل يُفهم من الكلام أنه تبرير للمعصية ؟ (حاشى لله)
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية