الأزهر الشريف : من هم الأشاعرة ، و هل هم أهل السنة وأصحاب العقيدة الصحيحة...؟! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الأزهر الشريف : من هم الأشاعرة ، و هل هم أهل السنة وأصحاب العقيدة الصحيحة...؟!

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-12-05, 20:52   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
01 algeroi
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميمونة88 مشاهدة المشاركة
لله درك أخي عبد الله
وعليه فيصح أن تقول : «إن عقيدة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه هي عقيدة الأشاعرة».

اقرئ ايتها الاستاذة .. اقرئ .. وإياك و تعجل النتائج !!

يقول الإمام أبو الحسن الكرجي من علماء القرن الخامس من الشافعية ما نصه: 'لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ويتبرءون مما بنى الأشعري مذهبه عليه، وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه على ما سمعت من عدة من المشايخ والأئمة" وضرب مثالاً بشيخ الشافعية في عصره الإمام أبي حامد الإسفرائيني الملقب "الشافعي الثالث" قائلاً: 'ومعلوم شدة الشيخ على أصحاب الكلام حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري ، وعلقه عنه أبو بكر الزاذقاني وهو عندي، وبه اقتدى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتابيه اللمع والتبصرة ، حتى لو وافق قول الأشعري وجهاً لأصحابنا ميَّزَه وقال: "هو قول بعض أصحابنا وبه قالت الأشعرية ولم يعدهم من أصحاب الشافعي ، استنكفوا منهم ومن مذهبهم في أصول الفقه فضلاً عن أصول الدين'))

وقال ايضا:(( ووجه ثالث لا بد ان نبين فيه فنقول إن في النقد عن هؤلاء إلزاما للحجة عن كل من ينتحل مذهب امام يخالفه في العقيدة فان احدهم لا محالة يضلل صاحبه او يبدعه او يكفره فانتحال مذهبه-مع مخالفته في العقيدة -مستنكر والله شرعا وطبعا فمن قال انا شافعي الشرع اشعري الاعتقاد قلنا له : هذا من الاضداد لا بل من الارتداد اذ لم يكن الشافعي اشعري الاعتقاد ومن قال انا حنبلي في الفروع معتزلي في الاصول قلنا له :ضللت إذا عن سواء السبيل فيما تزعمه إذ لم يكن احمد معتزلي الدين والاجتهاد))

وقال ايضا:((وقد افتتن ايضا خلق من المالكية بمذاهب الاشعرية وهذه والله سبة وعار وفلتة تقود بالوبال والنكال وسوء الدار على منتحل هؤلاء الائمة الكبار فان مذهبهم ما رويناه من تكفير الجهمية والمعتزلة والقدرية والواقفية وتكفيرهم اللفظية))

ويقول الإمام أبو العباس بن سريج الملقب بالشافعي الثاني، وقد كان معاصراً للأشعري : (( لا نقول بتأويل المعتزلة و الأشعرية والجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة ، بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل))


وقال الامام ابي النصر عبد الله السجزي في رسالته إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت :(( اعلموا ارشدنا الله واياكم انه لم يكن خلاف بين الخلق على اختلاف نحلهم من اول الزمان الى الوقت الذي ظهر فيه ابن كلاب والقلانسي والصالحي والاشعري واقرانهم الذين يتظاهرون بالرد على المعتزلة وهم معهم اخس حالا منهم في الباطن .....))

وقال ايضا :((قال الله تعالى { قال إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } وقال { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر } وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) وقال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ( من خالف سنة كفر )
وإذا كان الأمر كذلك فكل مدع للسنة يجب أن يطالب بالنقل الصحيح بما يقوله فإن أتى بذلك علم صدقه وقبل قوله وإن لم يتمكن من نقل ما يقوله عن السلف علم أنه محدث زائغ وأنه لا يستحل أن يصغا إليه أو يناظر في قوله وخصومنا المتكلمون معلوم منهم أجمع اجتناب النقل والقول به بل تمحينهم لأهله ظاهر ونفورهم عنهم بين وكتبهم عارية عن إسناد بل يقولون قال الأشعري وقال ابن كلاب وقال القلانسي وقال الجبائي فأقل ما يلزم المرء في بابهم أنه يعرض ما قالوا على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن وجده موافقاً له ومستخرجاً منه قبله ، وإن وجده مخالفاً له رمى به .
ولا خلاف أيضاً في أن الأمة ممنوعون من الإحداث في الدين ومعلوم أن القائل بما ثبت من طريق النقل الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يسمى محدثاً بل يسمى سنياً متبعاً وأن من قال في نفسه قولاً وزعم أنه مقتضى عقله وأن الحديث المخالف له لا ينبغي أن
يلتفت إليه لكونه من أخبار الآحاد وهي لا توجب علماً وعقله موجب للعلم يستحق أن يسمى محدثاً مبتدعاً مخالفاً ، ومن كان له أدنى تحصيل أمكنه أن يفرق بيننا وبين مخالفينا بتأمل هذا الفصل في أول وهله ويعلم أن أهل السنة نحن دونهم وأن المبتدعة خصومنا دوننا
))

ويقول (( ولا يجوز أن يوصف الله سبحانه ( إلا ) بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم وذاك إذا ثبت الحديث ولم يبقى شبهة في صحته .فأما ما عدا ذلك من الروايات المعلولة والطرق الواهية ، فلا يجوز أن يعتقد في ذات الله سبحانه ولا في صفاته ما يوجد فيها باتفاق العلماء للأثر ومخالفة الأشعري وأضرابه للعقليات ، ومناقضتهم تكثر ولعل الله سبحانه يسهل لنا جمع ذلك في كتاب مفرد بمنه ، وإنما أشرنا ها هنا إلى يسير منه وفيه مقنع إن شاء الله تعالى .
وأما تظاهرهم بخلاف ما يعتقدونه كفعل الزنادقة ففي إثباتهم أن الله سبحانه وتعالى استوى على العرش ، ومن عقدهم : أن الله سبحانه لا يجوز أن يوصف بأنه في سماء ولا في أرض ، ولا في عرش ولا فوق .وقد ذكر ابن الباقلاني : أن الاستواء فعل له أحدثه في العرش .
وهذا مخالف لقول علماء الأمة ، وقد سئل مالك بن أنس رحمة الله عليه عن هذه المسألة فأجاب : " بأن الاستواء غير مجهول ، والكيفية غير معقولة والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ".
قال الله سبحانه { يخافون ربهم من فوهم ويفعلون ما يؤمرون } وقال :{ يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه }
وقال { إليه يصعد الكلم الطيب } وقال : { من الله ذي المعارج تعرج الملائكة والروح إليه } وقال { أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ..... الآية } والآية التي بعدها.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما بين سماء إلى سماء مسيرة كذا ـ حتى ذكر سبع سماوات ـ وفوق ذلك بحر ما بين أعلاه وأسفله مثل ما بين سماء إلى سماء ، وفوق ذلك ثمانية أوعال كواهلهم تحت عرش الرحمن ، وأقدامهم تحت الأرض السابعة السفلى ، وفوق ذلك العرش والله سبحانه فوق ذلك أخرجه أبو داود في كتاب السنن عن أبي هريرة وجبير بن مطعم وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى والطرق مقبولة محفوظة وروي عن عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وأنس بن مالك وغيرهم مثل ذلك موقوفاً .
ونص أحمد بن حنبل رحمة الله عليه على أن الله تعالى ذاته فوق العرش ، وعلمه بكل مكان . وروى ذلك هو وغيره عن عبد الله بن نافع عن مالك بن أنس رحمة الله عليه وقد رواه غير واحد مع ابن نافع عن مالك بن أنس وكذلك رواه الثقات عن سفيان بن سعيد الثوري وروي نحوه عن الأوزاعي هؤلاء أئمة الآفاق .
[ واعتقاد أهل الحق أن الله سبحانه فوق العرش بذاته من غير مماسة وأن الكرامية ومن تابعهم على قول المماسة ضلال ] وقد أقر الأشعري بحديث النزول ثم قال : [ النزول فعل له يحدثه في السماء ] وقال بعض أصحابه [ المراد بن نزول أمره ] ونزول الأمر عندهم لا يصح وعند أهل الحق الذات بلا كيفية . وزعم الأشعري : أن الله سبحانه غير ممازج وغير مباين لهم ، والأمكنة غير خالية منه ، وغير ممتلية به .
وهذا كلام مسفت لا معنى تحته ، وتحقيقه النفي بعد الإثبات . وبعض أصحابه وافق المعتزلة وسائر الجهمية في قولهم : إن الله بذاته في كل مكان وذكر عن بشر المريسي أنه قيل له : فهو في جوف حمارك فقال نعم .ومن قال هذا فهو كافر ، والله سبحانه متعال عما قالوه .
وعند أهل الحق أن الله سبحانه مباين لخلقه بذاته فوق العرش بلا كيفية بحيث لا مكان وقد أثبت الذي في موطأ مالك بن أنس رحمه الله وفي غيره من كتب العلماء : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للجارية التي أراد عتقها من عليه رقبة مؤمنة ( أين الله ؟ قالت في السماء فقال : من أنا ؟ قالت : رسول الله . قال اعتقها فإنها مؤمنة .)
وعند الأشعري أن من اعتقد أن الله بذاته في السماء فهو كافر .
وإن زمانا يقبل في قوه من يرد على الله سبحانه ، وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم ويخالف العقل ، ويعد مع ذلك إماما ، لزمان صعب والله المستعان
))

ويقول الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله كما في الغنية :((ينبغي اطلاق صفة الاستواء من غير تأويل وانه استواء الذات على العرش لا على معنى العلو ( اي علو المنزلة) والرفعة كما قالت الاشعرية ولا على معنى الاستيلاء كما قالت المعتزلة وانه تعالى ينزل في كل ليلة الى السماء الدنيا كيف شاء لا بمعنى نزول الرحمة وثوابه على ما ادعت المعتزلة والاشعرية ))








 


قديم 2008-12-05, 23:12   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبد الله ياسين
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 01 algeroi مشاهدة المشاركة
اقرئ ايتها الاستاذة .. اقرئ .. وإياك و تعجل النتائج !!

يقول الإمام أبو الحسن الكرجي من علماء القرن الخامس من الشافعية ما نصه: 'لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ويتبرءون مما بنى الأشعري مذهبه عليه، وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه على ما سمعت من عدة من المشايخ والأئمة" وضرب مثالاً بشيخ الشافعية في عصره الإمام أبي حامد الإسفرائيني الملقب "الشافعي الثالث" قائلاً: 'ومعلوم شدة الشيخ على أصحاب الكلام حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري ، وعلقه عنه أبو بكر الزاذقاني وهو عندي، وبه اقتدى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتابيه اللمع والتبصرة ، حتى لو وافق قول الأشعري وجهاً لأصحابنا ميَّزَه وقال: "هو قول بعض أصحابنا وبه قالت الأشعرية ولم يعدهم من أصحاب الشافعي ، استنكفوا منهم ومن مذهبهم في أصول الفقه فضلاً عن أصول الدين'))
....
عمدتك الكتاب المُتهافت " منهج الأشاعرة في العقيدة " للمدعو "سفر الحوالي" الذي جمع فيه الموقوذة و المتردّية و النّطيحة ليلبس على القرّاء و يُروّج لباطله الذي كُشف و لله الحمدُ و المنّة و منه التوفيق و العصمة.

و العجيب أنّ الدكتور
"سفر الحوالي" تنكّر لشهادة و مُعتقد الأئمة الذين يعوّل عليهم و يرجع إليهم حقا في عرض مُعتقد الشافعية كالحافظ البيهقي و الشيخ أبي إسحاق الشيرازي و أبو محمد الجويني و إمام الحرمين و حجة الإسلام الغزالي و الإمام أبو بكر الشاشي و الإمام النووي و الحافظ ابن عساكر و الإمام الخطيب البغدادي و الحافظ العراقي و الحافظ ابن حجر و غيرهم من جهابذة أئمة المذهب الشافعي ؛ وراح يعتمد على كلام للكرجي لا يثبت و على فرض ثبوته فهو لا يساوي شيئًا أمام شهادة و مُعتقد هؤلاء الكبار و هم جمهور علماء الشافعية بالإجماع ؟!!!

قال الشيخ محمد صالح بن أحمد الغرسي في رده على الدكتور سفر الحوالي ؛ كما تجده في " منهج الأشاعرة في العقيدة بين الحقائق و الأوهام " :

أقول : قال تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى في ترجمة الكرجي : قال ابن السمعاني : وله- أي للكرجي - قصيدة بائية في السُنَّةِ شرح فيها اعتقاده واعتقاد السلف تزيد على مائتي بيت قرأتها عليه في داره في الكرج، ثم قال السبكي : قلت : ثبت لنا بهذا الكلام - إن ثبت أنَّ ابن السمعاني قاله - أن لهذا الرجل قصيدة في الاعتقاد وعلى مذهب السلف موافقة للسنة، وابن السمعاني كان أشعري العقيدة، فلا يعترف بأن القصيدة على السنة ومذهب السلف إلا إذا وافقت ما يعتقد انه كذلك وهو رأي الأشعري.

إذا عرفت ذلك فاعلم أنا وقفنا على قصيدة تعزى إلى هذا الشيخ نال فيها من أهل السنة وباح بالتجسيم... إني ارتبت في أمر هذه القصيدة وصحة نسبتها إلى هذا الرجل، وغلب على ظني أنها مكذوبةٌ عليه كلُّها أو بعضها، ثم أورد السبكي الدلائل على أنَّها مكذوبةٌ فراجع كلامه
(الطبقات 6/140)، فكلام السبكي هذا يدل على أن ما نقله الدكتور عن الكرجي لا يصح نسبته إليه.. وإن صح نسبة القصيدة إليه فالرجل عدوٌّ للأشاعرة لا تقبل شهادته عليهم.

وأما الإمام أبو حامد الإسفرايني فقد قرأت ترجمته في قريب من ثلاثين مصدرا ومرجعا فلم أرَ أحدا أشار إلى عدائه لعلم الكلام وللمتكلمين. ولو سلم عدائه للكلام فله رأيه وللمشتغلين بالكلام من قبله ومن بعده لما رأوا من الحاجة إلى ذلك رأيهم، وليس هو حجة على غيره كما أن غيره ليسوا حجة عليه، فلكل رأيه واجتهاده.

وأما أبو إسحاق الشيرازي فأشهر من نار على علم أنه من كبار أئمة الأشاعرة. وانظر ترجمته في {تبيين كذب المفترى} لإبن عساكر، واقرأ معتقده في مقدمة "شرح اللمع" له حيث بين معتقده على وفق مذهب الأشعري، ثم عقبه بقوله: فمن اعتقد غير ما أشرنا إليه من اعتقاد أهل الحق المنتسبين إلى الإمام أبي الحسن الأشعري فهو كافر
(شرح اللمع 1/111).اهـــــ



و قال الشيخ صلاح الدِّين بن أَحمد الإدلبي في رده على سفر الحوالي ؛ كما تجده في" عقائدُ الأشاعرةِ في حوارٍ هادئٍ مع شُبهاتِ المناوئين" :
ذكر الباحث قولاً منسوباً لأبي الحسن الكرجي ، وهو الفقيه الشافعي الكبير محمد بن عبد الملك الكرجي ، المتوفى سنة (532هـ) [61] ، منقولاً من كتب ابن تيمية وابن القيم ، وهما مخالفان ومخاصمان للأشاعرة ، ويجران بذلك النقل لنفسيهما نفعاً ، فهذا النقل لا يصح أن يعتمد عليه [62]

ويبدو أن الكرجي هذا رحمه الله كان قد ابتلي بمن يدس في كلامه في العقيدة ما لم يقله !!! . وما أكثر الذين كانوا يستجيزون مثل ذلك !!! .

وقد أشار السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" إلى وقوفه على قصيدة تنسب إليه في العقيدة ، وأبدى شكه في جزء منها على الأقل ، وهو المشتمل على ما يقتضي التجسيم وعلى مخالفة الأشاعرة والطعن في الإمام أبي الحسن الأشعري رحمه الله . ومن أهم الأسباب التي دعته للشك في ذلك الجزء منها هو قول ابن السمعاني : [وله قصيدة بائية في السُّنة شرح فيها اعتقاده واعتقاد السلف ، تزيد على مئتي بيت ، قرأتها عليه في داره بالكرج] . وابن السمعاني كان أشعري العقيدة ، فلو كان فيها ما اشتمل عليه ذلك الجزء لما أثنى عليها .

ومن ذلك عنده كذلك أن بعض أبيات القصيدة شعر مقبول ، بينما بعضها الآخر في غاية الرداءة ، وهو الجزء المشتمل على تلك القبائح ، ثم إن فيها الطعن في الأشعري وأنه لم يك ذا علم ودين !!! والحال هو أنه قد اتفق الجميع على علمه ودينه وزهده وورعه [63] .

هذا وقد نقل ابن تيمية الكلام المنسوب إلى أبي الحسن الكرجي من الكتاب المسمى بـ "الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول إلزاماً لذوي البدع والفضول" ، ونسب الكتاب للكرجي ، وقد قال الإسنوي في ترجمة الكرجي في "طبقات الشافعية": [ وله تصانيف في الفقه والتفسير ، وله تصنيف يقال له الذرائع في علم الشرائع ] . ولم يذكر أن له كتاباً في العقيدة أو الأصول ، فربما كان هذا الكتاب منحولاً مكذوباً ، أو مقحماً فيه مثل ذلك الطعن في الأشعري والأشاعرة .

وابن تيمية ـ رحمه الله وغفر له ـ ينقل ما يجده في الكتب دون أن يتحقق من صحة نسبة الكتاب إلى المؤلف الذي نسب إليه ، ولما كانت حاله كذلك و وجدنا ابن السمعاني وابن السـبكي ـ وهما من كبار الأشاعرة ـ يثنيان على الكرجي ؛ تبين لنا أنه لم يثبت من الطعن في الأشاعرة عن الكرجي شيء.

ذكر الباحث ما يدل على نفور الفقيهين الشافعيين الكبيرين أبي حامد الإسفراييني وأبي إسحاق الشيرازي من مذهب الأشاعرة ، وهذا منقول من كلام ابن تيمية [64] ، وهو قد نقله عن الكرجي ، فرجع الأمر إلى ما ذكر في الفقرة السابقة .

ومما يؤكد ما تقدم هو أن أبا إسحاق الشيرازي أشعري العقيدة ، واقرأ إن شئت معتقده المطبوع في مقدمة شرح اللمع له ، وفيه قوله في اعتقادات أهل الحق: [ فمن ذلك أنهم يعتقدون أن أول ما يجب على العاقل البالغ: القصد إلى النظر والاستدلال المؤديين إلى معرفة الله عز وجل] [ ثم يعتقدون أن التقليد في معرفة الله عز وجل لا يجوز ، لأن التقليد قبول قول الغير من غير حجة ] [ ثم يعتقدون أن الله تعالى ليس بجسم ] [65] . وقوله [ العقل عند أهل الحق لا يوجب ولا يحسن ولا يقبح ] [ ولا يقال إن كلام الله لغات مختلفة ، لأن اللغات صفة المخلوقين ] [66] . وقوله [ ثم يعتقدون أن الله تعالى مستو على العرش ، ... وأن استواءه ليس باستقرار ولا ملاصقة ، لأن الاستقرار والملاصقة صفة الأجسام المخلوقة ، والرب عز وجل قديم أزلي ، فدل على أنه كان ولا مكان ، ثم خلق المكان ، وهو على ما عليه كان ] [67] . ثم قال عن المخالفين للأشاعرة: [فإظهارهم لما هم عليه من التشبيه ولعنة المسلمين وتكفيرهم لا يدل على أنهم على الحق ، ... ومن شرهم: لعنهم لأهل الحق وغيبتهم لهم وتقبيح اسمهم عند العامة وتلقيبهم لهم بالأشعرية] [68]

فهذا هو أبو إسحاق الشيرازي ، أشعري محض ، وكلامه من صميم مذهب الأشاعرة ، بخلاف قول الباحث عنه ، وهذا عاقبة التسرع وعدم التحقيق والاعتماد على ما ينقله المتسرعون . فتنبه !!! .

هوامش :
[61] انظر ترجمته في طبقات الشافعية الكبرى للسبكي: 6 / 137 – 147 . وطبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح: 1 / 215 – 217 . وطبقات الشافعية للإسنوي: 2 / 348 – 349 .
[62] انظر: التسعينية لابن تيمية: ص 238 .
[63] انظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي: 6 / 140 – 146 .
[64] انظر: التسعينية لابن تيمية: ص 239 .
[65] شرح اللمع مع المقدمة لأبي إسحق الشيرازي: 1/ 92، 93، 95 .
[66] المرجع السابق: 1/ 97 ،100 .
[67] المرجع السابق: 1/ 101 .
[68] المرجع السابق: 1/ 113 .
انتهى



يُتبع ...









قديم 2008-12-05, 23:30   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عبد الله ياسين
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 01 algeroi مشاهدة المشاركة


ويقول الإمام أبو العباس بن سريج الملقب بالشافعي الثاني، وقد كان معاصراً للأشعري : (( لا نقول بتأويل المعتزلة و الأشعرية والجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة ، بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل))
هذا الكلام لا يثبت عن ابن سريج ؛ لا سنداً و لا متنًا !

قال الشيخ صلاح الدِّين بن أَحمد الإدلبي في" عقائدُ الأشاعرةِ في حوارٍ هادئٍ مع شُبهاتِ المناوئين" :
ذكر الباحث قولاً منسوباً لأبي العباس ابن سريج ، وهو الفقيه الشافعي الكبير أحمد بن عمر بن سريج ، المتوفى سنة (306هـ) [59] ، منقولاً من كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" لابن القيم رحمه الله ، والواجب التريث والتثبت عند نقل أي نص يحتج به على أحد من كتاب من يخالفه ويخاصمه ، أو من يجر بذلك النقل لنفسه نفعاً ، لا للتهمة بالكذب ، ولكن للتسرع في قبول ما ينقل دون تمحيص ، إذ المعاداة والمنافرة قد تحول بين المرء وبين دقة التحري ، فينسب الناقل متسرعاً عن المنقول عنه ما لم يقله ، وكذا إذا كان الناقل يجر بذلك النقل لنفسه نفعاً ، وهنا تحمل الرغبة الباطنة في انتصار الكاتب لقوله وتأييده لمذهبه على التساهل في قبول الرواية عن المنقول عنه ، دون نقد ولا تمحيص .
ويبدو أن ابن القيم ـ رحمه الله وغفر له ـ قد وقع في ذلك التساهل ، إذ نقل شيئاً من العقيدة المنسوبة لابن سريج ، دون أن ينقد الرواية ، لا سنداً ، ولا متناً .


فأما السند فهو منقطع ، لأن الذي ذكرها عن ابن سريج كما قال ابن القيم هو أبو القاسم سعد بن علي بن محمد الزنجاني ، وهذا قد ولد سـنة (380هـ) تقريباً ، وتوفي سـنة (471هـ)[60]. أي إنه ولد بعد وفاة ابن سريج بخمسة وسبعين عاماً تقريباً ، ولم يذكر من الذي بلغه إياها ، وكل سند منقطع فهو ضعيف .

وأما المتن فإن من المستبعد جداً أن يتحدث من توفي قبل الأشعري بعشرين عاماً تقريباً عن [الأشعرية] وكأنهم جماعة معروفة بهذا الانتساب ومتمذهبة به ، فهل عرف أن تحدث من توفي قبل أبي حنيفة عن [الحنفية] ؟!! أو قبل مالك عن [المالكية] ؟!! أو قبل الشافعي عن [الشافعية]؟!! أو قبل ابن حنبل عن [الحنبلية] ؟!! أو قبل الماتريدي عن [الماتريدية] ؟!! أو قبل الرفاعي عن [الرفاعية]؟!!! . فالظاهر أن كلمة [ والأشعرية ] ليست من كلام ابن سريج ، وإنما هي مقحمة فيه .

هوامش :
[59] توفي ابن سريج سنة (306هـ) كما في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 4 /290 . وترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء 14 / 201 – 203 ، وفيه ما يشير إلى أنه توفي سنة ( 303هـ) .
[60] انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي: 18 / 385ـ389 . وذكر سـنة وفاته كذلك الصفدي في الوافي بالوفيات: 15/180 .

انتهى

قال الشيخ محمد صالح بن أحمد الغرسي في رده على الدكتور سفر الحوالي ؛ كما تجده في " منهج الأشاعرة في العقيدة بين الحقائق و الأوهام " :
ثم قال الدكتور: {عند الشافعية: قال الإمام أبو العباس بن سريجٍ الملقبُ بالشافعي الثاني وقد كان معاصراً للأشعريِّ: "لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية والملحدة، والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة، بل نقبلها بلا تأويل، ونؤمن بها بلا تمثيل"}

أقول : الظاهر أن كلمة الأشعرية مدرجة في كلام ابن سريج، أو الكلام كله منحولٌ عليه، فإنَّ سياق هذا الكلام يقتضي أنه كان على عهد ابن سريج مذهبٌ يسمى مذهب الأشعري، وفرقة تسمى أشعرية، وقد قالوا إن تحول الأشعري عن الاعتزال كان سنة 300هـ وكانت وفاة ابن سريج سنة 306هـ. فكيف تحولت آراء الأشعري في هذه المدة الوجيزة وهي خمس سنين تقريباً إلى مذهب معروف يتناقلها العلماء في مؤلفاتهم؟ وقد نقل المصنف هذا الكلام عن كتاب( اجتماع الجيوش الإسلامية) والكلام منقول فيه بسند فيه انقطاع بين الزنجاني وابن سريج. فإن ابن سريج توفي سنة (306) والزنجاني ولد سنة (380) فبينهما مسافة شاسعة. فالرواية عن ابن سريج لم تصح لا متنا ولا سندا.
انتهى

يُتبع ...









قديم 2008-12-07, 01:26   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عبد الله ياسين
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 01 algeroi مشاهدة المشاركة

ويقول الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله كما في الغنية (ينبغي اطلاق صفة الاستواء من غير تأويل وانه استواء الذات على العرش لا على معنى العلو ( اي علو المنزلة) والرفعة كما قالت الاشعرية ولا على معنى الاستيلاء كما قالت المعتزلة وانه تعالى ينزل في كل ليلة الى السماء الدنيا كيف شاء لا بمعنى نزول الرحمة وثوابه على ما ادعت المعتزلة والاشعرية ))

هل أخبركم القرآن الكريم أو سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم أنّه { استواء الذات } ؟!!!

لعلمك فقد أنكر هذه اللفظة علماء الإسلام كالحافظ الذهبي و غيره...

أما تأويل الإستواء بعلو الملك و القهر فهو قول جمهرة كبيرة من فطاحل علماء الإسلام و على رأسهم شيخ المُفسرين الإمام الطبري و هو من السلف حتمًا ؛ فلا وجه للإنكار و الحمدُ لله.

قال الإمام الطبري عند تفسير سورة البقرة :
وَالْعَجَب مِمَّنْ أَنْكَرَ الْمَعْنَى الْمَفْهُوم مِنْ كَلَام الْعَرَب فِي تَأْوِيل قَوْل اللَّه : { ثُمَّ اسْتَوَى إلَى السَّمَاء } الَّذِي هُوَ بِمَعْنَى الْعُلُوّ وَالِارْتِفَاع هَرَبًا عِنْد نَفْسه مِنْ أَنْ يُلْزِمهُ بِزَعْمِهِ إذَا تَأَوَّلَهُ بِمَعْنَاهُ الْمُفْهِم كَذَلِكَ أَنْ يَكُون إنَّمَا عَلَا وَارْتَفَعَ بَعْد أَنْ كَانَ تَحْتهَا , إلَى أَنْ تَأَوَّلَهُ بِالْمَجْهُولِ مِنْ تَأْوِيله الْمُسْتَنْكِر , ثُمَّ لَمْ يَنْجُ مِمَّا هَرَبَ مِنْهُ . فَيُقَال لَهُ : زَعَمْت أَنَّ تَأْوِيل قَوْله : { اسْتَوَى } أَقْبَلَ , أَفَكَانَ مُدْبِرًا عَنْ السَّمَاء فَأَقْبَلَ إلَيْهَا ؟ فَإِنْ زَعَمَ أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِإِقْبَالِ فِعْل وَلَكِنَّهُ إقْبَال تَدْبِير , قِيلَ لَهُ : فَكَذَلِكَ فَقُلْ : عَلَا عَلَيْهَا عُلُوّ مُلْك وَ سُلْطَان لَا عُلُوّ انْتِقَال وَزَوَال.
انتهى


فالإمام الطبري يُقرّر أنّ علو الله ليس بالمسافة كما يدندن أدعياء السّلفية !!! و إنّما علوّه سبحانه عبارة عن علوّ ملكه و سلطانه.



أمّا عن كتاب "الغنية" فقد جاء في " الفتاوى الحديثية " للإمام العلامة أحمد شهاب الدين بن حجر الهيتمي ، صفحة 204 :
مطلب أن ما في الغنية للشيخ عبد القادر قدس سراه أشياء مدسوسة عليه من بعض الممقوتين
و إياك أن تغتر أيضا بما قع في ( الغنية ) لإمام العارفين و قطب الإسلام والمسلمين الأستاذ عبد القادر الجيلاني ، فإنه دسّه عليه فيها من سينتقم الله منه و إلا فهو بريء من ذلك و كيف تروج عليه هذه المسئلة الواهية مع تضلعه من الكتاب والسنة و فقه الشافعية و الحنابلة حتى كان يفتي على المذهبين ، هذا مع ما انضم لذلك من أن الله من عليه من المعارف و الخوارق الظاهرة والباطنة وما أنبأ عنه وما أظهر وتواتر من أحواله.انتهى


يُتبع بإذن الله ...









 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:35

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc