عزيزتي يا صاحبة السمو الفكري - وإني لأراك كذلك من خلال مواضيعك و مداخلاتك-
عندما قرأت عنوان موضوعك ظننتك ستحدثينا عن شخص ما و تطرحي من خلاله المسألة للنقاش .لكن حين دخلت الموضوع و تفاجأت بك تتحدثين عن نفسك ، صدمني الأمر كثيرا، و تنازعني شعوران نحوك ،
أولهما إحساس كبير لما تعانينه هذه الأيام و تقدير كبير لمشاعرك الصادقة و التي لم تترددي للحظة في تركها تتدفق و بصفاء ظاهر و حينها طلبت الله أن يعينك و يربط على قلبك و يعطيك المزيد من الشجاعة و يمنحك الكثير من القناعة حتى تتجاوزي هذه المحنة النفسية و الظرفية أيضا و كما بدا لي ما هي إلا حسد من الشيطان ،لست أشك و لو للحظة بأنك ستغلبينه بقوة إيمانك ، فتشجعي و توكلي على الله و قومي و ألقي نظرة على جهازك الذي بذلت فيه جهدا حتى صار بهذا الجمال ، و احلمي بأيام سعيدة تستمتعين فيها به و سيأتي يوم تضحكي على هذه الأفكار التي تدور بذهنك الآن و اعلمي أن الكمال لله وحده.
و أما الشعور الآخر فهو استغرابي أن يصدر منك أنت مثل هذا و قد كنت ألمس كثيرا من رجاحة العقل في أفكارك و ردودك .و من عادتي حين أقرأ موضوعا ما ان أقرا الردود المرافقة له و قد قرأت معظم بل كل من سبقني برد هنا و قد لاحظت أن معظمهم شاركني الصدمة . و الحقيقة أنهم ما تركوا لي من شيئ أضيفه لكنني لم أستطع سوى ان أكتب لك شيئا عسى أن يساعدك على تجاوز أزمتك عزيزتي ووفقك الله لما فيه الخير إن شاء الله .ووالله إنه لينتابني شعور بأن زوجك هدية من الله تعالى (ألم تستخيري الله في خير بقاع الله) فحافظي عليه و لا تحدثيه الآن في أمور تشعرين أنه لا يميل إليها و بعد العرس ديري فيه رايك .