حَكَــايَا [العقْلْ] و [عُصُورهْ].... /.. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حَكَــايَا [العقْلْ] و [عُصُورهْ].... /..

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-05-08, 19:19   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
syrus
محظور
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

رحلة إلى جبل "تيمعمَّرت"

لطالما كان جبل "تيمعمَّرت" يفتنني بقمته العجيبة و شكله المدبب و انحداره المرعب ... كان يبدو كجبل من جبال الأفلام الأسطورية أو الرسوم المتحركة ... كنا نسمع حكايات عن سكانه من الجن و العفاريت و كيف يلقون بالصخور من أعلاه و كيف كانوا يقيمون أعراسهم فيه ليلا . كانت عمتي تسكن عند سفحه بقرب الوادي الذي ينبع من جبل "شلية" الشامخ (أعلى قمة في شمال الجزائر) و يصب بعد رحلة طويلة في احد السدود قرب مدينة بسكرة . و كنت أحب السير على صفة الوادي الذي لا ينقطع عن الجريان و تسلق الأشجار و الصخور و عندما اشتد عودي قررت أن أتسلق جبل "تيمعمَّرت" . كنت في الخامسة عشرة عندما اقترحت على ابني عمتي أن نتسلق الجبل و كان كلاهما أكبر سنا مني . كنا جميعا نأتي للجبل من المدينة لقضاء عطلة الصيف و نمضي وقتنا بين اللعب في البساتين و السباحة في الوادي و استكشاف الجبال المحيطة لكنها كانت المرة الأولى التي سنصعد فيها "لتيمعمَّرت" . قررنا أن نأخذ الطريق الأقصر و الأصعب و شرعنا في تسلق الجبل حتى بلغنا مغارته الضخمة . لم تكن عميقة لكنها كانت تبدو كمحراب عملاق و وجدنا آثارا لشموع كانت تشعل هناك استرضاء للجن على ما يبدو منذ سنوات . قررنا مواصلة التسلق بمحاذاة جدار صخري شاهق من الجهة الجنوبية للجبل ... قبيل القمة وجدنا مركزا للمراقبة من زمن ثورة التحرير , كان المكان أفضل نقطة لمراقبة طوابير جيوش الاستعمار القادمة من معبر "تيزقَّاغين" في منطقة شهدت العديد من المعارك ضد الاستعمار .... كانت أكوام بسيطة من الحجارة قد رصفت فوق بعضها كسواتر واقية من الرصاص تحت أشجار البلوط و خلف كل كومة كان المكان قد حفر بشكل يسمح للجندي بالاختباء و القنص .... ارتحنا بعض الوقت تحت أشجار البلوط تلك كأننا مجاهدون قد وصلوا للتو من رحلة طويلة إلى مركزهم . ثم أكملنا الأمتار القليلة المتبقية نحو القمة ... بلغنا القمة أخيرا و كان الجانب الغربي منها عبارة عن جرف سحيق ... استمتعنا برمي الحجارة من القمة كما كانت العفاريت تفعل ليلا . و عندما قررنا العودة رأيت مدخلين لمغارتين صغيرين أسفل القمة ببضع أمتار . كان الوصول إليهما يستلزم المرور على معبر ضيق على حافة الجرف , لكننا قررنا الوصول إليهما . مشينا بمحاذاة الجرف حتى وصلنا لمدخل المغارتين . لم يكن بالإمكان أن ندخلهما إلا زحفا و في الداخل لم يكن بإمكاننا الوقوف . دخلنا الكهف الأول و كان يمتد لبضع أمتار فقط . ثم دخلنا الكهف الثاني ... كان يمكن أن يكون وكرا للذئاب أو للأفاعي لكننا لم نفكر في ذلك ... بعد عدة أمتار صار الكهف ضيقا جدا و صرنا نسير على ركبنا و لأنني الأصغر حجما كنت في المقدمة , و فجأة لمحت ضوءا من الجهة المقابلة فقررت المضي قدما ... عاد ابني عمتي أدراجهما و واصلت الزحف نحو المخرج . و قبل المخرج بمترين أو ثلاثة أحسست أنني قد علقت ... و لم أنجح في التقدم إلا بشق الأنفس .... وصلت أخيرا إلى آخر النفق ...لكن مخرجه لم يكن كما توقعته .... كان المخرج على ارتفاع عدة أمتار من جدار صخري ... و لم يكن من حل من أمامي سوى أن ارمي بنفسي منه على رأسي ... لكن لحسن حظي أن شجرة كانت قد نمت أسفل مخرج النفق ... صحيح أنها كان شجرة "الطَّاقة" الشوكية , لكنها كانت شجرة كثيفة الأشواك و لم يكن تهمني كثافة الشوك بقدر ما كان يهمني أن تخفف الشجرة من أثر السقوط المحتوم .... رميت نفسي من فوق و احتضنتني الأشواك بحنان و لم أتعرض لإصابة سوى بعض الخدوش الطفيفة . و منذ ذلك اليوم صرت أحب تلك الشجرة التي لطالما كرهتها ...










رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
حَكَــايَا, [العقْلْ], [عُصُورهْ]....

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:45

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2025 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc