السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أولا وقبل كل شيء أبدي عجبي وأسفي الشديد بسبب أكثر الردود على هذا الموضوع الذي كتبته السائلة الفاضلة!، فعلى أكثر الإخوان والأخوات اتقاء غضب الله عز وجل وعدم الكلام في الدين وأحكامه بالظن والجهل، وأن لا يكون أكبر همهم تكثير مشاركاتهم وزيادة أرقامهم، وإلا بماذا يفسر رد: "شكرا على المعلومة" و"شكرا أيتها الفاضلة" وغير ذلك من الردود، فعلامَ الشكرُ؟، وأين الجواب على السؤال؟ والله المستعان!.
أما في ما يتعلق بالسؤال فإن القرآن نزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على سبعة أحرف: أي لغات وأوجه، فأقرأ أصحابه رضي الله عنهم بتلك الأوجه (وليست هي القراءات السبع كما يعتقد الكثير) التي تتفرق في القراءات العشر الثابتة ، ومنها قراءة عاصم (ومن الرواة عنه: حفص)، وقراءة نافع (ومن الرواة عنه ورش).
وكل هذه القراءات برواياتها تتفق في إثبات نص المصحف العثماني، إلا في كلمات معدودة اختلفت فيها المصاحف التي أرسلها عثمان رضي الله عنه إلى الأمصار، وكلها تابعة للقراءات الثابتة على ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم، وكلها صحيحة ثابتة منزلة من عند الله، وهذا من إعجاز القرآن الكريم، فإن الآية التي وردت بوجهين (مثل: عباد، وعند) بمنزلة آيتين كما قال ابن تيمية وابن الجزري وغيرهما رحمهما الله.
ومن أراد الاستزادة في الموضوع فليطالع : الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، ومقدمة النشر في القراءات العشر لابن الجزري وغيرهما من المصادر