[align=justify]فائدة :
الشرك الأصغر أعظم من كبائر الذنوب يقول الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في إجابة على سؤال طرح عليه أثناء شرحه لكتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وسأنقله بتمامه لتمام الفائدة :"
سؤال : ما معنى قولهم : الشرك الأصغر أكبر من الكبائر ، وكيف يكون كذلك والشرك الأكبر يعتبر من الكبائر ؛ إذ هو أكبر الكبائر ، فنرجو إزالة الإشكال ؟
الجواب : هذا سبق إيضاحه ، وهو أن الكبائر قسمان : قسم منها يرجع إلى جهة الاعتقاد والعمل الذي يصحبه اعتقاد ، وقسم منها يرجع إلى جهة العمل الذي لا يصحبه اعتقاد .
مثال الأول - وهو الذي يصحبه الاعتقاد : أنواع الشرك بالله كالاستغاثة بغير الله ، والذبح لغيره ، والنذر لغيره ، ونحو ذلك ، فهذه أعمال ظاهرة ، ولكن هي كبائر يصحبها اعتقاد جعلها شركا أكبر ، فهي في ظاهرها : صرف عبادة لغير الله - جل وعلا - وقام بقلب صاحبها الشرك بالله ، بتعظيم هذا المخلوق ، وجعله يستحق هذا النوع من العبادة ، إما على جهة الاستقلال ، أو لأجل أن يتوسط . والقسم الثاني : الكبائر العملية التي تعمل لا على وجه اعتقاد ، مثل : الزنا ، وشرب الخمر ، والسرقة ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، ونحو ذلك من الكبائر والموبقات ، فهذه تعمل دون اعتقاد ؛ لهذا صارت الكبائر على قسمين .
فنقول : الشرك الأصغر - ومن باب أولى الشرك الأكبر - : هو من حيث جنسه أكبر من الكبائر العملية ، فأنواع الشرك الأصغر - وإن كانت لفظيا ، مثل قول : ما شاء الله وشئت ، ومثل الحلف بغير الله ، أو نسبة النعم إلى غير الله ، أو نسبة اندفاع النقم لغير الله - جل وعلا - أو تعليق التمائم ، ونحو ذلك - كلها من حيث الجنس أعظم . نعم : هي من الكبائر ، لكنها من حيث الجنس أعظم من كبائر العمل التي لا يصاحبها اعتقاد ؛ لأن كبائر الأعمال مثل : الزنا ، والسرقة ، ونحوها من الكبائر العملية ، ليس فيها سوء ظن بالله - جل وعلا - وليس فيها صرف عبادة لغير الله ، أو نسبة شيء لغير الله - جل وعلا - والحامل له على فعلها : مجرد الشهوات ، وأما في الأخرى فالحامل له على فعلها : اعتقاده بغير الله ، وجعل غير الله - جل وعلا - ندا لله سبحانه وتعالى ، وأعظم الذنب أن يجعل المرء لله ندا وهو خلقه - جل وعلا ." اهــ [/align]