عذرا صديقي..

[طاهر القلب]

السلام عليكم
أخي أحمد ... دعني قبلا أحييك على كلماتك الطيبة و التي تنم عن صفاء و نقاء سريرتكم و إخلاصكم لصادق شعوركم ... الإنسان هو مجموعة من المشاعر و الأحاسيس قبل أن يكون كائن عاقلا يحيا و يعيش في هذه الدنيا و هو ليس بالجماد الذي لا حركة و لا روح له , و لا تحركه أو تفتك به إلا القوة , و القوة وحدها فقط تفعل ذلك به , فتغير شكله أو لونه لكي يعجب الناظر إن بصر به و ليس هو بالحيوان الذي تحركه غرائزه و تفتك به غرائزه كذلك ... من هذا المنطلق نسلم بأن للإنسان مشاعر و أحاسيس و عليه التعبير عنها كلّ حسب طريقته , فهذا يقول الشعر و هذا يرسم لوحاته و هذا يفعل كذا و هذا يفعل كذا و لا وجود لقيد يقيده إلا تلك المبادئ و الأعراف السائدة التي تخضعه لضوابط وجب الوقوف عندها لأنها الحد الذي يفصل بين الواقع الحقيقي و الواقع المزيف , ولكم أن تدركوا ذلك في إنقلاب الشعور الجميل إلى تهور و جنون , فلا صاحب الشعور عبر عن شعوره و لا هو كظم جموح نفسه عن بلوغ حد ذلك الجنون , إذن لا إنكار للوضعين , و هو حـد وجب التعبير من خلاله عن وجود الإنسان كإنسان يحس و يتحرك و يتفاعل مع بيئته و محيطه لكن الضابط له و لشعوره هي تلك الحدود التي رسمها له إدراكه لمحيطه و لا يكون صلاحه و صلاح شعوره إلا عند خضوعه لها , عندها يعلم أنه إنسان يتمتع بكامل إنسانيته و يمارس كامل تفاعله مع محيطه ... هذا ما أردت أن أعبر به عن ما إختلج نفسي في هذا الوقت و تحت عنوان موضوعك الطيب و السلام عليكم
اللهم صلى و سلم على سيدنا و حبيبنا محمد و على آله و صحبه الأخيار