وفي الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد الرابع مبحث (استغاثة)[ بعد أن ذكر عدة صور من صور الاستغاثة:
الصّورة الرّابعة :
( أن يسأل المستغاث به ما لا يقدر عليه ، ولا يسأل اللّه تبارك وتعالى ، كأن يستغيث به أن يفرّج الكرب عنه ، أو يأتي له بالرّزق . فهذا غير جائزٍ وقد عدّه العلماء من الشّرك ، " لقوله تعالى { ولا تدع من دون اللّه ما لا ينفعك ولا يضرّك فإن فعلت فإنّك إذاً من الظّالمين . وإن يمسسك اللّه بضرٍّ فلا كاشف له إلاّ هو وإن يردك بخيرٍ فلا رادّ لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرّحيم } . وفي الصّحيح عن أنسٍ رضي الله عنه قال : « شجّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم يوم أحدٍ وكسرت رباعيته ، فقال : كيف يفلح قومٌ شجّوا نبيّهم ؟ فنزلت { ليس لك من الأمر شيءٌ } » ، فإذا نفى اللّه تعالى عن نبيّه ما لا قدرة له عليه من جلب نفع أو دفع ضرٍّ ، فغيره أولى )انتهى.
ويقول شيخ الصوفية الرفاعي حين ذكر في كتابه [حالة أهل الحقيقة مع اللـه تعالى صـ 92] أن أحد الصوفية استغاث بغير اللـه تعالى فغضب اللـه تعالى منه وقال: "أتستغيث بغيري وأنا الغياث "؟؟؟ فلماذ يغضب الرب؟؟؟ أليس لأن الاستغاثة بغيره شرك به.(انظر موسوعة أهل السنة مجلد 1 صـ 91)
ويقول الإمام العز بن عبد السلام في رسالته الواسطة، قال: "ومن أثبت الأنبياء وسواهم من مشايخ العلم والدين وسائط بين الله وبين خلقه كالحُجّاب الذين بين الملك ورعيته بحيث يكونون هم يرفعون إلى الله تعالى حوائج خلقه، وأن الله تعالى إنما يهدي عباده ويرزقهم وينصرهم بتوسطهم بمعنى أن الخلق يسألونهم وهم يسألون الله كما أن الوسائط عند الملوك يسألون الملك حوائج الناس لقربهم منهم، والناس يسألونهم أدباً منهم أن يباشروا سؤال الملك ولأن طلبهم من الوسائط أنفع لهم من طلبهم من الملك لكونهم أقرب إلى الملك من الطالب. فمن أثبتهم وسائط على هذا الوجه فهو كافر مشرك يجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، وهؤلاء مشبَّهون لله، شبّهوا الخالق بالمخلوق وجعلوا لله أنداداً".
قال الزبيدي «وقبيح بذوي الايمان أن ينزلوا حاجتهم بالمخلوق وهم يسمعون قوله تعالى( أليس الله بكاف عبده) (اتحاف السادة المتقين (9/498)
وذكر السبكي في (فتاويه 1/13) تعليقا على هذه الآية ( أدعوني أستجب لكم) بأن هذه الآية تفيد أنه لا يستعان غير الله.
منقول