【۞】الخيمة الرّمضانيّة (07)【۞】

[نُـون]

تحضيرات لاستقبال شهر رمضان



ككل العائلات الجزائرية تبدأ العدة قبل أيام بترتيب المنزل وتنظيفه وخصوصا المطبخ الذي يلقى عناية خاصة وتجديد الأواني -سابقا هذا العام الاكتفاء بما لدينا- شراء وتصبير بعض المواد الغذائية،
أما التحضير الأهم فهو تحضير الأرواح لاستقبال الشهر ومدى جاهزيتها لاستقبال الشهر لتنال الغفران والعفو -وذلك ما يرجوه المرء له ولكل أحبابه- أو على الأقل لنخرج من رمضان بدرجات وبروح جديدة سمحة، أزال عنها الصوم جشع النفس وألانها بعد قسوة.






ذكريات أول يوم* صيام





منذ سنوات طوال وفي الأيام الأولى من استقبال رمضان جاءنا خالي -رحمه الله- وكنت مسرورة جدا بقدومه أمسكت يديه وراح يلعب معي، وبينما أنا على ذلك الحال سألني إن كنت قد صمت يوما من رمضان حركت رأسي يمنى ويسرى مستعجبة أنّى لي الصوم حينها أبلغني أن ابنته صامت يوما من رمضان، ابنته التي هي في مثل سني، نزل الخبر كالصاعقة على قلبي الصغير الذي اشتعلت به نيران الغيرة، وفي الوقت ذاته لم أكن أتوقع أني أستطيع الصبر على الأكل، بحجمي الصغير ذاك، ولعب الخيال بعقلي الصغير كيف لا يمكنني شرب قهوتي الصباحية خصوصا وأن أخواتي الصغريات يمعنّ في جعل القهوة تبدو أشهى بإصدار تلك الأصوات "اممم... تهبل تقتل وغيرها" وجعلي أندم أني فكرت بالصوم..
إلا أني رغم ذلك قررت الصوم وطلبت من أمي أن توقظني للسحور، إلا أن والدتي ظنت أني أمزح فتركتني نائمة، صباحا استيقظت وسألتها لم لم توقظيني للسحور؟ قالت أني صغيرة وليس علي الصوم، لكني كنت قد قررت وغلب العناد طبعي فلا مجال للتراجع، تغلغلت رائحة الحليب المنكه بالقهوة إلى شعوري ورافقتها أصوات أخواتي الصغيرات، إلا أني قررت التماسك أمام كل المغريات حتى ماء البئر العذب وقطع الحلوى الشهية التي بدت أشهى، إلا أن ذلك لم يمنع أن أطلب منهن أن يحتفظن ببعض الحلوى والشكولاطة لي إلى غاية الإفطار، فقد أصبحت فجأة كل الأشياء شهية وبمقدوري تناولها بعد الإفطار لأني كنت بين نارين نار الإفطار وعدم الصيام وبذلك علي أن أتحضر لتعالي ابنة خالي على حد زعمي لتمكنها من الصوم وستصبح كأنها أكبر في نظر الجميع بينما سأتقزم أكثر، وأصبح أصغر ممّا أنا عليه، أو عليّ الصّبر على الأكل.
اخترت الصّبر والمضيّ قدما حتى لا يستصغرني خالي -رحمه الله- مرة أخرى
واستطعت أن أكمل صيام اليوم رغم التعب الذي ألمّ بي وكانت مكافأتي الجلوس مع الكبار والاحتفاء بي...
وحين قابلت زوجة خالي التي هي عمتي سمعتها تقول أن ابنتها صامت من الفجر إلى الواحدة ظهرا وفي اليوم الموالي صامت من الواحدة ظهرا إلى المغرب وحينها انفرجت أساريري ورحت أتحدث أن الصيام لا يكون هكذا واستعنت بأبي حين حاولوا أن يفهموني غير ذلك ��
ومن ثمّ بدأت المنافسة من يصوم أكثر فتعوّدنا صيامه، ولم يعد صيامه شاقا جدا وأصوات أخواتي لم تعد تؤثر بي فالخبز (المطلوع) البائت من نصيبهم والخبز الناضج الطازج من نصيب الكبار. كان هذا في السابق أما حاليا فالأطفال لهم الحظوة الأكبر.
ولعلني نسيت نفسي فأطلت كثيرا اعذروا أختكم وسأكتفي بهذا القدر.






عبق من رمضان




شهر المحبة زارنا
فهدهد الأرواح نسيمه،
والشوق هزّ ضلوعنا،
رمضان هلّ هلاله،
فيا مرحبا! مرحبا!
تلوت من الحسن آيات
تدفّقت رحمة،
وبكلّ خير جئتنا،
أبواب السماء فُتِّحت،
أبواب جهنم غُلّقت،
والشياطين صُفدت،
فكبرنا الإله
الله أكبر، الله أكبر
وسبحنا
سبحانك اللهم.
شهر الصلاة والدعاء
أكْرِم به
نُزِّلت فيه آيات بيّنات
خير الليالي به...
نورا، وسلاما، وعتقا، ورحمة؛
اللهم إنّا أدركناه
فاجعلنا ننال به مغفرة،
إنّا شهدنا أن لا إله إلا أنت،
كن خير عون لنا.
والصلاة على المصطفى عليه أزكى الصلاة والسلام







آمل أن الخيمة كانت خفيفة الظل غير مخيبة للآمال

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
وجزيتم خيرا .



سلام.