أم عمر عارضت هذا الزواج حملة وتفصيلا بدواعي غير منطقية ولأنها نسجت كثيرا في أمانيها زوجة بيضاء مثل عمر فلم تقبل أن تشاهد عيناها ذاك السواد
.
.
ههه مهلا يا أثر تشعرني هذه العبارة كأنك تقفين إلى طرف - أم عمر - ..
بصراحة - لم تعجبني تلك العبارة الملونة بالأحمر -
.
.
أما عمر فصار حبيس غرفته لايدري ماتصنع يمينه أيرضي والدته أم يرضي نفسه ورغبته ؟ ,
,
.
.
لو كنت مكانه لما احترت في اتخاذ قرار مثل هذا ..
الأمر واضح ..
تعلّمنا منذ زمن طويل أن احترام و تقدير - الوالدين - واجب / ..
و تبرمجنا على هذا - الواجب - / حتى أضحى ذريعة و سلاحا يشهر في وجه الابن من طرف والديه ..
في حين لم نتعلّم و ندرك أن هناك حدود طبيعية و حقوق ينتهي عندها تدخل الوالدان ..
و من بين هذه الحقوق و الخصوصيات التي يجب على الوالدان احترامها في حياة الإبن هي :
قرار الزواج و تبعاته ..
.
.
اتصال بيوسف الذي حضر سريعا كان لابد في هاته الورطة من صديق يشد عضده الرفقة الصالحة متى ارتقت في سماء الصداقة الحق صارت أخوة لا يقر الفؤاد الا بها الاصدقاء يتلمسون مواطن الألم في قلوبنا
فيكون كلامهم بلسما ووجودهم دافعا لنا وجرعة أمل ضخمة ,,,, فلا ننضب
.
.
عمر أمك مريضة حاول أن تكلمها مجددا لكن بهدوء لعلها ترضى أو دعني أتولى هاته المهمة بدلا عنك ,
,
,
لم يغير كلام يوسف شيئا من قناعة الام التي ظلت متمسكة بها ولم يجد عمر غير أن يحمل حقيبته ويرجع لمقر الثكنة فقد انتهت اجازته .
.
رأت عينا عمر كثيرة بنات منذ صغره لكنه اختار سآرة ولاغيرها اختارها لمعياري الدين والاخلاق اللذان تزينت بهما ولكن كيف سيقنع أمك بفكره هذا ؟ محاولات الام لتغيير رأي عمر كللت جميعها بالرفض فإما سارة أو أظل عازبا ,
,
متاكدة لو ان كل شخص منا وضع نفسه في مكان الشخص الاخر لتغيرت كثير أمور ويكفينا حديث الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام : لايؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه فهل كان يُرضي ام عمر أن تتم معاملتها كسارة لو كانت مكانها ! .
.
.
.
ارسل عمر الى سارة ان تصبر لعل الله يحدث بعد ذلك امرا
فردت اليه : يا عمر رضا والديك هو فقرك وغناك ,,,,, فالزم بابهما فإن الجنة هناك
لم تزده كلمات سارة على قلتها الا تمسكا بها
,
,
, ,
أيست الام بعد كل محاولات اغوائه واغرائه ببنات من العائلة كلهن جميلات .
.
.
وزفت سارة اخيرا لعمر
معالم الدهشة كانت بادية على اغلب الحضور والبعض الاخر علق بأنها أذواق وكل حر فيما يختاره ,
,
,
أم عمر كان ذلك العرس أشبه لها بعزاء ابنها ابتسامتها المصطنعة للعروس وللحاضرين كانت بادية جدا ,
,
,
وعاشت سارة مع ام عمر تحت سقف واحد
فعُمر عسكري سيتقاعد قريبا ارادها أن تبقى بجوار امه فيطئن عليهما معا هاته ترعى تلك .
,
, ومرت الايام سريعا فاشتاقت سارة لأهلها فطلبت من عمر ان يأخذها اليهم ,
,
,
بعد يومين لاغير من ذهاب سارة لبيتهم
طرق خفيف على باب الغرفة ....... إنها أم عمر
عمر ولدي متى ترجع سآرة ؟ فقد اشتقت اليها يبدو البيت فارغا من دونها !
تبسم عمر وملأت الضحكة أسرار وجهه
ستعود قريبا يا أمي أعدك بذلك
,
,
,
,
تتساءلون ما الذي تغير في ام عمر بين الامس واليوم
بالمثل سألت من حكى لي القصة لقد كان عمي فقال :
يا اثر انما اختار عمر سارة لاجل خلقها وتدينها ، حشمتها وحيائها وتربيتها التي لم تخالطها شوائب
وبالمثل أحبت أم عمر سارة بعد أن رأت ذلك منها واقعا
سارة كانت تنهض باكرا فتحضر الفطور وتقوم بكل الاشغال حتى ان نهضت ام عمر وأبوه اسرعت اليهما فسلمت عليهما وقدمت لهما ما يريدان
تتلقى كل طلب منها برحابة صدر تخفض لهما جناح الذل من الرحمة كأنهما أبواها وظلت توصي عمرا كثيرا ببرهما
سارة لم تحقد على أم عمر رغم أنها وقفت كثيرا في وجهها ورفضتها منذ أول يوم
صحيح كانت سارة ذات بشة سوداء لكن قلبها الابيض وحبها للخير وذلك النبع الرقراق من العطف والحنان كانا مدخلا كريما ولجت به قلب أم عمر بسهولة
لاحقا أنجبت سارة ابنا سمته : وسيم ملأ اركان ذلك البيت سعادة
وكان ذلك الابن نتيجة زواج أبيض بسوداء ,,,,, حين جمع الله قلبين اختلفا في لون البشرة وتشابها في الطيبة والاخلاق الفاضلة
النهاية
ملاحظة : ما تسألوني وسيم شبيه عمر أم سارة لن أقول
.
.
اختي اثر ..
تبدو لي قصتك هذه / لو اوجزها ..
كصراع بين : [ قوة الحب ] vs [ الواجب الديني اتجاه الوالدين ]
و من الطبيعي جدا أن - ينتصر الحب - / لأنه الأحق بربح هذه المعركة ..
و كان من الواجب على الأم الكريمة أن تتقبّل هذه الحقيقة / و أن لا تبتز ابنها الوحيد بداعي الواجب الديني في طاعتها ..
علينا تعلّم أنه كما أن هناك - واجب الإحسان إلى الوالدين - أيضا يوجد العكس ..
و من بين مقتضيات احسان الوالد إلى ولده هو : عدم التدخل في خصوصياته المشروعة له وحده فقط ..
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية