ما هي أسوأ ذكرى أو ذكريات صعب عليكم نسيانها؟

[malake1967]

وسأفتتح الموضوع بمشاركتي

كان ذلك اليوم

الأربعاء1 ماي أبدأ أولا باليوم الذي سبقه الثلاثاء

وهو يخص خالي رحمه الله الذي كان يقطن معنا

حيث أعطاه الطبيب رسالة للدخول إلى المستشفى

لأن حالته كانت جد مستعجلة وسيئة

فلقد كانت صدمة كبيرة لي و لكل العائلة

وبما أن أبناء خالي كانوا صغارا وزوجته لا تستطيع تركهم وحدهم

وأمي لا تستطيع البقاء معهم لأن أبي رحمه الله كان جد مريضا ويحتاج عنايتها وكذلك إخوتي الذكور صغار

لا علينا كان يجب زيارة خالي وأخذ له الطعام وما يلزمه في المستشفى

فذهبنا أختي الصغرى وأنا لزيارته يوم 1 ماي ذلك الأربعاء

بينما أختي الكبرى طلب منها والدي رحمه الله الذهاب عند خالتي لإخبارها بحالة خالي

وإحضارها معها واصطحاب أخي ذو الخمس سنوات معها وتركه مع بناتها

وخالتي رحمها الله تقطن في دائرة بعيدة عن ولايتنا ب72كلم

ووسائل النقل كانت منعدمة ذلك اليوم.

المهم عندما أنهينا زيارة خالي في المستشفى وعند عودتنا إلى البيت

ودقنا الباب وإذا أمي تفتح وتبكي مات يا إلهي أبي توفي

هي الدقائق الأولى من موته فأسرعت إليه وجمدت في مكاني كان في فراشه جثة هامدة

لم أستطيع لا البكاء ولا الصراخ ذلك المشهد ما يزال راسخا في ذهني .

أول مرة أرى ميت أمامي ومن ؟والدي

لا رجل معنا ماذا نفعل يا رباه ؟

وأبي أوصاني إن توفي أن أتصل بصديقه فقمت بذلك وأخبرته

وبعدها الأقارب و أختي الصغرى ذهبت إلى بيت عمي وأخبرته

وكنت أنا آنذاك في17سنة بما أن أختي الكبرى لم تعد بعد

وكان عيد العمال كل شيء جامدا لا حركة والكل مغلق الطرقات خاوية حتى خفت .

كان علي أن أقوم بكل شيء وحدي قبل أن يأتوا أقاربي

كم كان ذلك شاقا علي وفي هذه الأثناء أحسست بالمسؤولية الملقاة على عاتقي

يجب التسوق مساعدة أمي و البحث عن الوثائق اللازمة لتسجيل الوفاة التي قام فيها أخ زوجة خالي

وكنت متعبة جدا لأنني كنت أعاني من ألم في عيني ومع الدموع التي لم تستطيع التوقف

أصبحت كالمجنونة وأنا من مكان إلى أخر أتسكع في الشوارع بحثا عن هذا وذاك ....

ويجب علي العودة الى المستشفى لرؤية خالي في المساء وبالتالي إخباره بوفاة والدي

وكم كانت الصدمة كبيرة كاد خالي أن يموت

أصيب بنوبة حادة لولا تدخل الأطباء والممرضين وقاموا بإسعافه

وأنبوني كثيرا بسبب إخباره وقالوا لي أ تريدين أن تكون عندكم جنازتين

يا له من يوم صعب وذكرى من ذكريات مرة وقاسية .

أكتفي بهذا القدر وإلا لن أنتهي أبدا .
فالذكريات الاليمة لا تعد ولا تحصى في حياتي ما اكثرها وما اقساها.

ولكن مادامت الحياة مستمرة يبقى الأمل رغم كل شيء....