لماذا لا يعترفون ؟؟؟؟

[جَمِيلَة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا اختي بسمة افتقدنا مواضيعك وردودك هنا
أحب أن أتكلم بصراحة، الصداقة مبنية بالدرجة الاولى على التعارف والتآلف بين الأرواح، يلتقي الناس يرتاحون لبعضهم يصبحون معارف، ثم تأتي المواقف لتثبت ماهية تلك العلاقة إن كان ذلك عبارة عن أخوة أوصداقة او معرفة سطحية فقط.
الغريب في الأمر أن جانب المصلحة موجود بالفعل في علاقة الصداقة، لكننا لا نعترف به ربما خجلا من ان نظهر بمظهر مادي، فالطرفان ينتظران من بعضهما الإحسان، والعشرة بالمعروف، وهما موجودان لدعم بعضهما ومؤازرتهما في الشدائد،
بالتالي قضاء حوائج بعضهما مهما كانت مادية او معنوية المهم كلاهما يأخذ من الآخر، وهذا منطقي لأن الحياة أخذ وعطاء. لكن ما يميز الصداقة عن غيرها ان الجانب العاطفي يغلب المادي.

المشكلة الحقيقة التي يثيرها مضوعك في نظري هي العاطفة، هل الحب الأخوي والشعور بالتضامن والقابلية للبذل والعطاء موجودة بيننا وبتكافؤ ام لا؟ هل أتقرب من الناس لأجل الاستفادة منهم والمضي أم هناك فعلا مشاعر طيبة ومحبة تجمعنا؟
لذلك أرى بان عبارة: كلهم يبحثون عن مصالحهم لا تعبر عن تأذي الانسان من الاستغلال بل هي تعبر عن خيبة أمل عاطفية، وبان ذلك الشخص لم يكن يعتبرني شيئا بل مجرد اداة منتهية الصلاحية لتحقيق أهدافه المادية.
ففي الغالب نحن نستطيع تجاوز مشكلة الاستغلال بسهولة ويسر فامرنا بايدينا ولا يمكن لأحد ان يجبرنا على القيام بفعل دون إرادتنا وانا أقصد هنا المعاملات الافقية بين أناس من نفس المستوى، وهذا ما ينبئنا بان الامتعاض كان من خيبة الامل.
الآن ماذا أقول: نحن يجب أن لا نتصرف وفقا لردود أفعال الناس من حولنا، يجب أن تكون لنا أفعالنا الخاصة بعيدا عن كل ضغط، فمع التعامل الحذر وعدم التعمق في العلاقات بشكل مبالغ فيه، نقدّر نحن المواقف بحسب التجارب التي مررنا بها مع الأشخاص ثم نصنفهم: فمن اكتشفنا بان علاقته بنا تنتهي عند الماديات والمصالح ولا محبة او مشاعر بها نعامله على هذا الأساس، ولتكن المساعدة التي نقدمها له من باب الاخوة لانه وفي كل الحالات له حق علينا، إن كان في ضيق حقيقي لاننا بذلك نخدم انفسنا اولا وعلاقتنا بربنا، والأهم عدم انتظار أي مقابل منه. أما إن كان صديقا حقيقيا فلا حاجة للقلق من جهته في ذلك الوقت يكون علي أن أقوّم نفسي واحاول ان أكون صديقا حقيقيا يعتمد عليه.
أخيرا علينا جميعا أن نعلم ان الصداقة فائدتها الاخروية أعظم من الدنيوية فقد تكون سببا في الحصول على أعلى الدرجات في الجنان، فلا ينبغي أن نهمل الجانب الروحي في علاقاتنا ببعضنا، ولا يجب ان نستهين بقوة الاخوة والحب في الله تعالى.
أطلت وأطنبت واتمنى أنني وفقت
جزاك الله خيرا يا بسمة الخير
تحياتي