خيانة و تآمر عرب بنو أمية ضد الأسلام و الأمازيغ الجزئ 07 :
وفي هذا الجزء نبين لكم على ان بني امية ابتداءا من فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه كانوا يهدفون الى الاستلاء على الحكم وعلى التسلط على رقاب المسلمين
تصالح سيدنا علي مع السيدة عائشة و جهزها أحسن جهاز بعد أنتهاء معركة الجمل في البصرة شهر رجب سنة 36 هجرية ثم بعدها دعى سيدنا علي معاوية لكي يتوب و يبايعه مثل باقي الأمة لكن معاوية الأموي رفض بحجته الواهية المتمثلة في طلب الثأر لمقتل سيدنا عثمان ابن عفان الأموي مما فجر حرب بينه و بين سيدنا علي.
و هاهو الإمام أبو جعفر الطبري من أهل السنة و الجماعة ينقل لنا في كتابه تاريخ الأمم والملوك في أحداث سنة 36 هجرية ما قاله الأخباري أبو مِخنف لوط بن يحيى عن عبد الرحمن بن جندب الأزدي أن علي رضي الله عنه قال عن معاوية ابن ابو سفيان و حتى عمرو ابن العاص أنهما ليسوا بأصحاب دين و لا قرآن و هم أشرار منذ طفولتهم كما يعرفهم جيدا و يحث الناس على جهادهم في معركة صفين الشهيرة....
ونفتح قوس في هذه المسئلة ونقول اننا لا نخترع هذه الروايات التي تبين ابتعاد زعماء بني امية عن الشريعة الاسلامية هذه الروايات ملات بها الكتي العربية والسنية فرجاء لا تتهمونا بالكذب والتزييف
من جهة اخرى نحن لا نقصد من القول بان زعماء الدولة الاموية الاوائل كفار او منافقين لاننا لسنا شيعة ولا نقبل بعقيدة الشيعة التي اخترعها الجهال و الصقوها بعلي رضي الله عنه بهتانا وزورا لم يكن الصراع بين علي ومعاوية على العقيدة والمنهج الاسلامي كان صراع سياسي وفقط وكلاهما كانا على عقيدة اسلامية واحدة وقتالهما لبعضهما البعض لا يخرجهما من ربقة الاسلام
و لعلمكم ، والغريب انه بعد وصول معاوية ابن ابو سفيان للحكم لم يفعل شيء ضد من كانوا متهمين بقتل عثمان ابن عفان رضي الله عنه ، نعم معاوية الذي حارب علي رضي الله عنه و رفض بيعته بحجة الثأر لدم عثمان الذي يعتبره أولى من مبايعة علي ،نعم معاوية بعد وصوله للحكم لم يفعل شيء لمعاقبة قتلة عثمان رضي الله
هل تعلمون لماذا ؟ الجواب لان اغلب المسؤولين في عهد الخليفة عثمان رضي الله عنه كانوا من الامويين وشغلوا مناصب كبيرة في الولايات وهم الذين افسدوا على عثمان دولته بسبب فسادهم وسرقتهم لاموال المسلمين وهم من استفاد من مقتل عثمان فيما بعد واصبحوا امراء وغزو بلاد الامازيغ وقتلوا خيرة الصحابة المبشرين بالجنة واهل بيت الرسول
تبرم العرب بحزم عمر بن الخطاب إذ كانوا يريدون الانطلاق بالتمتع فيما امتلكوه من خزائن الدنيا وكنوزها،التي ذاقوا حلاوتها بعد غزوهم بلاد فارس والروم وأحس عمر بذلك اللهف على الدنيا من العرب وكان يعاقب اصحاب الاخطاء الجسيمة التي كانت تحدث في غزوات المسلمين في تلك البلدان البعيدة فلم يفرق في عدله والوقوف مع الحق لا مع خالد ابن الوليد الذي عزله عمر ولا مع غيره كان عند عمر بن الخطاب الحق وميزان الشريعة هي الفيصل زكان علي هو امامه ومرشده ومفتيه وصدق في عمر القول (الفاروق) رضي الله عنه واسكنه فسيح جنانه
قيل عن عمر بن الخطاب في كتب التاريخ انه كان في أواخر أيامه مغتاض من حال العرب والمسلمين يدعو الله (كبرت سني واتسعت رعيتي فقبضني إليك) قيل ايضا كان عمر بن الخطاب لا يقبل النقد وكان حاسما وقيل عنه (جعل عمر ينفخ ويفتل شاربه) كان يفعل ذلك اذا حمي غضبه لقد كان عمر حصنا حصينا ضد عودة الجاهلية ..
وجاء عثمان رضي الله عنه بعده لينا هينا مع أقاربه قليل الشدة والحسم، فاتسعت عليه المشاكل التي تسبب فيها أبناء عمومته الامويين وجرفته الأحداث فقتله العرب واقتتلوا فيما بينهم، وكانت الأموال المكتنزة التي حصلوا عليها من الغزوات الأولى لإفريقيا وبلاد الامازيغ وكيفية تقسيمها هي أساس الخلاف وكلنا نعلم قصة 300 قنطار من الذهب التي قدمتها قبائل الامازيغ إلى الأمير عبد الله بن سرح مقابل السلم والهدنة بين الطرفين وبعدها رجع بها إلى بلاد العرب وقسمت على الولايات في العراق والشام والحجاز تلك الأموال هي سبب كل تلك الفتن التي وقعت بين العرب
من هذا المثال نتأكد ان التآمر على الاسلام و المسلمين بدأت بذراته في عهد عثمان وهو اول من وقع ضحيته ومن قبل أبناء عمه الامويين الذين جلبوا له الاحتقان فقتل رحمة الله عليه ظلما بينما غنم بني امية الملك فيما بعد