من تقرير طويل - رابطه من هنا
https://www.achr.eu/art265.htm
التعذيب في سجون الجزائر
حمدي باشا سمير
يتحدر حمدي باشا سمير من ولاية تبسة (الحدود الجزائرية - التونسية). كان يقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، وقبض عليه ضمن مجموعة أشخاص تلقوا التدريبات العسكرية في ثكنة تبتعد عن العاصمة طهران 160 كم جنوبا، على يد قيادات بارزة من الحرس الثوري (الحياة اللندنية: 28/06/2005). تتكون المجموعة من بن دحمان عبدالرحمان، م-خالد، ب-رضا، ح-نورالدين، ب-محمد، شريف الدين بوعلام، إضافة له، حيث كان قد دخل ايران تحت اسم مالك بوعكوير.
تعرض حمدي باشا لأبشع أنواع التعذيب عندما قبض عليه في 15 أكتوبر 1999، وقضى شهرا كاملا في ثكنة بن عكنون التابعة للمخابرات. وجراء التعذيب أصيب في عموده الفقري حيث بات لا يقوى على التربع على الأرض. عندما كان في سجن الحراش ظل رجال المخابرات يترددون عليه، إلى أن تم تحويله إلى سجن تيزي وزو في 09/08/2005، حيث أفرج عنه في 15 /11/2005 بعد انقضاء مدة عقوبته. الزيارات لم تتوقف عنه وعن رفيقه في القضية رضا، وان كانت أغلبها استهدفت سمير حمدي باشا. كان طبعا في كل مرة يتعرض للتعذيب وخاصة عندما يحصل رجال المخابرات على معلومات جديدة يريدون التوسع في حيثياتها أو التأكد منها. خاصة وأن الرجل كان مقيما بأمريكا وتربطه علاقات واسعة بقيادات في جبهة الإنقاذ المحظورة مثل: أنور هدام وأحمد الزاوي ومراد دهينة وغيرهم.
واحدة من الزيارات جرت بتاريخ 18 ماي/أيار 2005 وكانت قد سبقتها زيارات في 01/ 2005 و03/ 2005. قبل هذه الزيارة تلقى حمدي باشا سمير استدعاء من الطبيبة النفسانية التي تعالجه جراء التعذيب الذي تعرض له والذي سبب له متاعبا جمة جعلته يفضل العزلة لأشهر في زنزانة انفرادية لا يغادرها، ولا يتكلم مع أحد بما فيهم الحراس، قبل أن يعود لحالة شبه طبيعية. خلال هذه الزيارة أراد رجال المخابرات معرفة أمور تتعلق بأحمد الزاوي وعلاقاته في الداخل والخارج، وأسرار بعض الصفقات الخاصة بالتسليح التي تنسبها له المخابرات. ولما نفى معرفته وعلاقته بالشخص وأكد لهم أنه لا يعرف شيئا عن الموضوع، قام ضابط اسمه المهني مداني بركله ركلة قوية على ظهره وهو يعلم مسبقا بأنه يعاني من مرض عضال به. فسقط على وجهه ممددا على بطنه يصرخ من الألم. حينها وضع مداني رجله على ظهر سمير وراح يضربه بقوة حتى أغمي عليه. زملاؤه الذين كانوا بالقاعة أكدوا على أن الرجل بقي حوالي شهرين لا يستطع الحراك.
زيارة جرت مجددا له في 30 جويلية/تموز 2005 أي قبل أسبوع من ترحيله لسجن تيزي أوزو. أرادوا أن يتحققوا منه عن بعض الملفات التي تتعلق بعلي بن حجر. وهو أمير ما كان يعرف بالرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد التي تم حلها واستفادت عناصرها من قانون الوئام المدني في جانفي/كانون الأول 2000. وحيث تعجب سمير من أسئلتهم التي تتعلق بعلي بن حجر الذي صار وئاميا وتوقف عن العمل المسلح، أجابوه بأنهم لا يؤمنون بالوئام مع أحد، والإرهابي يبقى إرهابيا مهما حاول أن يظهر التغيير. حينها قام احدهم بشتم أم سمير ليرد عليه شتيمته، الأمر الذي انزل به الضرب وهذه المرة عن طريق استعمال الكهرباء في دبره، للتأثير على عموده الفقري. بعد ساعات جنونية من ألوان التعذيب، حمله مساجين الخدمات من الحق العام على بطانية ورموه في زنزانة انفرادية بقي فيها ثلاثة أيام، دون أن يعرف زملاؤه المساجين مصيره. تعمدت الإدارة إخبارهم بأنه موضوع في العزلة بطلب منه، لكن ذلك لم ينطل عليهم كونه لم يأخذ شيئا من أغراضه. الأمر الذي نتج عنه احتجاج حيث توافق مع إضراب شامل عن الطعام بسبب وفاة غامضة للسجين العذاوري محمد. مصادر أخرى من سجن تيزي وزو أكدت أنه جرت زيارته قبل الإفراج عنه بأيام وتم تهديده بالخطف والتصفية ان فكر يوما أن يكشف ما تعرض له أو أن يعود لنشاطه من جديد.