تركيا تنجوا من انقلاب الزمازيم

[العثماني]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة said27330

أما الرصيد السياسي لأردوغان في الداخل التركي فلا شك أنه كبير ويحق له أن يفتخر بذلك فقط لأنه ليس ساذج كمرسي الذي ضيح السلطة وهي في يده

المقارنة بين الدكتور مرسي والسيد أردوغان هي مقارنة غير صحيحة.
إن ماجرى للدكتور مرسي شبيه إلى حد ما بانقلاب الجيش على حكومة السيد أربكان زعيم حزب الرفاه. وهو أستاذ أردوغان
في التسعينات وبعد وصول حزب الرفاه التركي بقيادة أربكان رأي بعض قادة الجيش أن يتركوه في الحكم ليفشل ؛ لكن نجاحه في خفض ديون تركيا من 38 مليار دولار إلى 15 مليون دولار، ونجاحه في حل المعضلة الكردية العويصة،وتقدم الإقتصاد جعل الجيش ينقلب عليه تماما كما انقلبوا على مرسي.
وقتها تم حظر حزب الرفاه وعقدوا محاكمة عسكرية لأربكان بتهمة انتهاك علمانية الدولة ؛ كما حاكموا رجب طيب أردوغان بتهمة بث البلبلة والفتنة بسبب مقلته المشهورة ( المساجد ثكناتنا، والقباب خوذاتنا، والمآذن حِرابنا، والمؤمنون جنودنا ) ومنعوه من ممارسة السياسة لخمس سنوات وبالسجن لعشرة أشهر.
وبعد حظر حزب الرفاه أنشأ أردوغان ومن معه حزب الفضيلة برئاسة عبد الله غول. ليتم حظره هو الآخر بتهمة تهديد أسس العلمانية.
ثم أنشأ أردوغان حزب العدالة والتنمية.
فتاريخ الحركة الإسلامية هو تاريخ مسار طويل من الصراع مع العلمانية وانقلاب الجيش على حكوماتها ؛ بالإضافة إلى أنه صراع وجود وهوية ؛ فالأحزاب الإسلامية في تركيا تعرضت للحظر مرات عديدة .
فلا يجب تصور أن أردوغان نجح من أول تجربة ؛ بل حزبه تعرض كذلك للإنقلاب ؛ وأردوغان نفسه تعرض للسجن والمنع من النشاط السياسي.

الإنقلاب على مرسي هو نتيجة ثمرة تحريض متواصل ومنظم وعلني منذ وصوله إلى الحكم ( لنتذكر هنا مكيدة كشف حساب 100 يوم ) ؛ بالإضافة إلى ضعف الوعي السياسي والثقافي للشعب المصري الذي تشيع فيه الأمية والفقر ؛ هذا عدا عن مخططات خارجية للإطاحة بمرسي تقودها السعودية والإمارات على الخصوص.