توقّف الزّمن وتوقف شريط الذّكريات عند هذه الصّورة ، صورة وداعه الأخيرة ، بدأت تتذكّر كلّ لمسة حانية ، كلّ كلمة رقيقة ، كفكفت دموعها بسرعة كأنّها أيقنت أن البكاء مهلكها لا محالة ، ناجت ربّها فهو أعلم بحالها ، دعته قائلة ...ربّ أرحمه واغفر له فقد كان نعم الزّوج ونعم الأب ونعم الإبن ، اللهم أرزقني من لدنك الصبر والقوّة ، اللّهم إنّي أمتك الضعيفة أمنت بك واستسلمت لقضائك واحتسبت صبري على فاجعتي عندك فلست تضيع صبر الصّابرين
مضت الأيام والشّهور وسلمى تحاول بناء حياتها من جديد ولملمة شتات نفسها الحائرة الضّائعة ومداواة روحها الجريحة ، فلا بدّ لها من ذلك فصغارها بحاجة إليها فهي الأن الأم والأب في نفس الوقت
وضعت سلمى رأسها المثقل بالأحزان على وسادتها ، عانقت صغيرها علّها تنعم ببضع لحظات الهدوء متمنية أن يزورها طيف حبيبها في الحلم فتقرّ عينها برؤيته ولو للحظات قليلة