سلام ربي عليك ورحمته وبركاته
هكذا كنتُ ذاتَ يومٍ أطمحُ أنْ أراكِ أيتها النَّحلة التي شربت من كلِّ زهرةٍ نديَّة بهيَّة رحيقـا ً ،فأنتجتْ لنـا عسلٌ فيه شفاءٌ للنفوسِ والعقولِ معاً .
نعم وقد قلتُِ لكِ يوما ًمُتفائلاً بأنكِ حاملةٌ لمشعلِ الأملِ وقبسِ التفاؤُلِ، فحَاولي انْ لا تتعثري وسيري ببطءٍ، كي لا تصلي إلى القمة في أقرب وقت.
لأنَّ من وَصلَ إلى الصَّهوة والرَّبوة صعُب عليه المُكوثُ هناك ، أو رُبما قد يغتر ويظن أنه قد وَصل، أو رُبما يُفكر في أنْ يرتاح ،
أما السَّائر ببطءٍ يكون مُجتهداً كادحاً على الدوام مُستمراً،لا يملُّ ولا يكلُّ لأنه مُتيقنٌ ومُتفائلٌ بأنه سَوفَ يصلُ إلى مُبتغاهُ ذاتَ يومٍ ،لكنه لا يهمُه متى يصلُ مادامت ثقته في ربه كبيرة ،وأنه لم يخلقه عبث.
إن السَّابح في رياض المُتفائلين يقطفُ لآليء الخير ،ويستظلُ بوارفٍ من الأمنِ والإرتياح ِ الممزُوج برضَى النفس بما قدَّره المَولىَ عز وجل ،من غير تأسفٍ ولا اعتراضِ على حكمة الإله بطريقة الضَّجر و التشاؤم .وأختم القولَ ولنْ أزيد بعد كلام المصطفى صلاة ُربي عليه وسلامه في الحديث القدسي:
رقم الحديث: 645
(حديث قدسي) أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، وَذَكَرَ ابْنُ سَلْمٍ آخَرَ مَعَهُ أَنَّ أبا يونس ، حَدَّثَهُمْ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلا يَقُولُ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ، إِنْ ظَنَّ خَيْرًا فَلَهُ ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ " ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : أَبُو يُونُسَ هَذَا اسْمُهُ سُلَيْمُ بْنُ جُبَيْرٍ تَابِعِيٌّ .