خيانة ابن العلقمي للأهل السنة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

خيانة ابن العلقمي للأهل السنة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-02-23, 18:07   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alfatron31 مشاهدة المشاركة
الى المهاجر الى الله السلمي، زادك الله حرصا و علما،
هل بالامكان الرد على ماذكره الأخ العثماني :
"لقد كانت بغداد على زمن ابن العلقمي مقسمة بين طرفين : الرصافة ويسكنها أهل السنة ؛ والكرخ ويسكنها الشيعة الرافضة.فلو كانت مصوغاتكم صحيحة فالمنطق يقول أن الرافضي ابن العلقمي سيكون حريصا على ابناء طائفته. بأن يقوم بإجلاء طائفته قبل غزو التتر أو أن يقوم بالإيعاز إلى هولاكو لغزو الرصافة تحديدا وهي معقل أهل السنة وأن يستثني الكرخ أبناء طائفة ابن العلقمي لكن كتب التاريخ لا تذكر أن هولاكو غزا جهة دون أخرى ؛ بل غزا بغداد كل بغداد : الرصافة والكرخ على السواء ؛ وقتل السنة والشيعة على السواء.فكيف يكون تبريرك منطقيا وحقائق التاريخ لا تسعفك في ذلك ؟"
بارك الله فيك أخي الكريم

أرد عليك بشرط أن تخبرني بشيء واحد .
هل أنت ممن يعتقد وجود ابن العلقمي و أنه رافضي ، و أنّ له يدا في غزو التتار لبغداد ؟
فقد ذكرت شيئا يوحي بذلك و هو قولك :
خاصة اذا كان هذا الشخص بمثل وضاعة العلقمي فيمكن اعتباره في هذه الحالة كالقشة التي قصمت ظهر البعير
و بعد ذلك تتوضّح خريطة البحث
و جزاك الله خيرا على أدب الحوار








 


قديم 2016-02-23, 20:44   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
alfatron31
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهاجر الى الله السُّلمي مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أخي الكريم

أرد عليك بشرط أن تخبرني بشيء واحد .
هل أنت ممن يعتقد وجود ابن العلقمي و أنه رافضي ، و أنّ له يدا في غزو التتار لبغداد ؟
فقد ذكرت شيئا يوحي بذلك و هو قولك :
خاصة اذا كان هذا الشخص بمثل وضاعة العلقمي فيمكن اعتباره في هذه الحالة كالقشة التي قصمت ظهر البعير
و بعد ذلك تتوضّح خريطة البحث
و جزاك الله خيرا على أدب الحوار
وفيك بارك الله
لأصدقك لم احرر المسالة بتفاصيلها, انا احب مطالعة التاريخ (هواية و ليست اختصاصي),ولا اعرف عن بن العلقمي الا الذي قراته في البداية والنهاية ولا اضنه كذب لقرب المسافة الزمنية بين بن كثير و سقوط الدولة العباسية.
لكن الذي لا افهمه او لا أستسيغه هو ربط سقوط الدولة العباسية بشخص واحد, واهمال كل المسببات الرئيسة في انهيار الدول كالجهل و الفساد و الظلم و و... والتركييز على ترفض الرجل, هذه القراءة خاطئة لانها لما تلقى على العامة بهذه الطريقة يستنتج و ببساطة "ان الشيعة هم من اسقط الدولة العباسية" والامر في الحقيقة اعقد من هذا.
انا صراحة فهمت من هذا ان كل الطرق متاحة لمحاربة الشيعة حتى و لو استلزم الامر انتهاج طرق غير مشروعة كالمبالغات وتحميل الاشياء فوق ماتحتمل, في عقائد الشيعة ما يكفي من البطلان لردها ودحضها و مع الالتزام بالعدل الذي أمرنا الله به.
وما اوردته عن الاخ العثماني ظهر لي انه مقبول و معقول.
أعلم انك حريص على دينك وعلى مجتمعك من الضلالات, لكن الحرص الزائد قد يؤدي الى معكوس المراد وكم من مريد للخير لن يدركه –علينا جميعا-









قديم 2016-02-23, 21:04   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرّحمن الرّحيم


ابن العلقمي الخائن الذي كان سببا في سقوط الخلافة العباسية

قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- (ج13 ص212): الوزير ابن العلقمي الرافضي قبحه الله: محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن أبي طالب، الوزير مؤيد الدين أبوطالب ابن العلقمي وزير المستعصم البغدادي، وخدمه في زمان المستنصر أستاذ دار الخلافة مدة طويلة، ثم صار وزير المستعصم وزير سوء على نفسه وعلى الخليفة وعلى المسلمين، مع أنه من الفضلاء في الإنشاء والأدب، وكان رافضيا خبيثا رديء الطوية على الإسلام وأهله، وقد حصل له من التعظيم والوجاهة في أيام المستعصم ما لم يحصل لغيره من الوزراء، ثم مالأ على الإسلام وأهله الكافر (هولاكوخان) حتى فعل ما فعل بالإسلام وأهله مما تقدم ذكره، ثم حصل له بعد ذلك من الإهانة والذل على أيدي التتار الذين مالأهم وزال عنه ستر الله وذاق الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الاخرة أشد وأبقى، وقد رأته امرأة وهو في الذل والهوان وهو راكب في أيام التتار برذونا وهو مرسم عليه وسائق يسوق به ويضرب فرسه، فوقفت إلى جانبه وقالت له: يا ابن العلقمي هكذا كان بنوالعباس يعاملونك؟ فوقعت كلمتها في قلبه، وانقطع في داره إلى أن مات كمدا وغبينة وضيقا وقلة وذلة في مستهل جمادى الآخرة من هذه السنة، وله من العمر ثلاث وستون سنة، ودفن في قبور الروافض وقد سمع بأذنيه ورأى بعينيه من الإهانة من التتار والمسلمين ما لا يحد ولا يوصف، وتولى بعده ولده الخبيث الوزارة ثم أخذه الله أخذ القرى وهي ظالمة سريعا، وقد هجاه بعض الشعراء فقال فيه:
يا فرقة الاسلام نوحوا واندبوا أسفا على ما حل بالمستعصمدست الوزارة كان قبل زمانه لابن الفرات فصار لابن العلقمي




https://www.muqbel.net/files.php?file_id=7&item_index=19




----------------------------------------------




ابن العلقمي.. صورة مشوّهة في التّاريخ الإسلامي



الشيخ عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم



الوزارة منصب رفيع، يتبوأ صاحبه ثقة ولاة الأمر، إذ يعتمدون عليه ـ بعد الله تعالى ـ في تخفيف العبء الذي نيط بهم. لذا فإن الوزير في لغة العرب مشتق من الوَزَر وهو: الجَبَلُ الذي يعتصم به لينجو من الهلاك، فوزير الخليفة معناه الذي يعتمد على رأيه في أموره, ويلتجئ إليه. ويحمل أثقال ما أسند إلى الخليفة من تدبير.

ولقد كان الوزراء في الإسلام مضرب مثل الوفاء والنصح للأئمة والأمة، مما سيَّر ممالك المسلمين على أحسن سيرة وأتمها، إلا أن نفوساً ضعيفة، ملأها الحقد والغل، وطبعت على اللؤم والغدر تسللت إلى هذا المنصب العالَي لتكون سوسة النخر في كيان الأمة، لا يهدأ بالها، ولا يقر قرارها حتى تشاهد الأمّة ممزّقة في ولاّتها ودينها وأخلاقها واقتصادها ودمائها {وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} وإن أضرَّ تلك النفوس الخؤونة على المسلمين ما لبست لبوس الدّين وتستّرت بعلمائه الصّادقين حتى تظفر ببغيتها فتكشِّر عن أنياب الحقد وتمتشق سيوف الغلبة فتجيلها في العلماء والأمراء بكل سرور وهناء، مديرة لهم الوجه الثاني الذي لم يكتشفوه إلا بعد الواقعة، فلا يكاد أحد منهم يصدق ما رأى، بل يكذب عينيه ـ أعلى شاهدين عنده ـ عندها يكون الحال كما قال الأول:

سوف ترى اذا انجلى الغبار *** أفرس تحتك أم حمــار

لقد سطر الوزير ابن العلقمي أسوء صور الغدر والخيانة في تاريخ الوزارة، وكم له من أحفاد وأنجال يخبؤهم الزمن تارة ويظهرهم أخرى. إن ابن العلقمي نموذج للوزراء الساعين إلى الهدم والقضاء على الجماعة، فهو كخضراء الدِّمن، وكالورم الخبيث، لا يدرك حتى يقع فأسه في مقتل، ويمدح الخلفاء بشراهة وغلو، ويخضع لهم بالقول، ويظهر بمظهر الخادم المطيع، إلا إن سكينه خلف ظهره، حتى واتت الفرصة وخز، فعل المنافقين الجبناء.

وعلى قدر ما يفوح من لسانه المدح الغالي؛ على قدر ما ترى أعماله تزرع ألغاماً في طريق الأمّة، كلمّا ثار لغم أوشك تبيعه أن يثور.



فما وزن ذاك المدح والثناء؟ إن وزنه عند أهل الألباب لهباء بل لهبٌ وبلاء!!

كان ابن العلقمي ـ محمد بن محمد بن علي بن العلقمي ـ وزيراً للخليفة المستعصم بالله عبد الله بن المستنصر بالله منصور بن الظاهر بأمر الله ـ آخر خلفاء بني العباس ـ وزر له أربع عشرة سنة. ومدحه نظماً ونثراً.



من ذلك أن المستعصم بعث إليه شدة أقلام. فقال ابن العلقمي: قبل المملوك الأرض شكراً للإنعام عليه بأقلام قلمت أظفار الحدثان... الخ ثم قال شعراً:

لم يبق لي أرب إلا وقد بلغت *** نفسي أقاصيه براً وإنعامــا

تعطي الأقاليم من لم يبد مسألة *** له فلا عجب أن تعطى أقلاما

فما لبث أن بان مدحه هذا ذبحاً، ونصحه فضحاً، وولاؤه لأواء، فهو مسقط الخلافة العباسية، وجالب الجيوش التتارية لتوقع بالمسلمين ألوان الجرائم التي أذهلت أهل الدنيا إلى اليوم... إن منصبه هذا خوله لأن يحل بالخلافة وجماعة المسلمين ما لا يستطيعه أعدى الأعداء من خارج الأمة.. لقد أقدم بكل جراءة على أن يكاتب «هولاكو» ملك التتار، بأي شيء؟ وعلى أي أمر؟ إنه يطلب منه هدم عاصمة الخلافة «بغداد» يستحثه ويجريه على ذلك!!! يضع بين يديه أحوال المسلمين وأسرارهم. وكان قبل ذلك قد سعى ـ تحت ثوب النصح ـ لدى الخليفة لتقليل عدد الجيش، فصار ما أراد وأمل، إذ بلغ عدد الجيش أقل من عشرة آلاف فارس.

فقدم «هولاكو بن تولي خان بن جنكيز خان» بغداد في أول سنة ست وخمسين وستمائة بجيوش عظيمة تسد الآفاق. وكان في معيته نصير الدين الطوسي الذي استصحبه بعد فتحه «قلاع الألموت» ـ وكان الطوسي وزيراً لحكامها ثم أصبح وزيراً لـ«هولاكو» ـ فأشار الوزير ابن العلقمي على الخليفة: أني أخرج إلى «هولاكو» فتوثق لنفسه ثم رجع، فأشار ـ ثانية ـ على الخليفة بأن يخرج إليه ويمثل بين يديه لتقع المصالحة... فخرج الخليفة المستعصم بالله في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء ورؤوس الأمراء والدولة والأعيان. فلما اقتربوا من منزل «هولاكو» حجبوا عن الخليفة إلا سبعة عشر نفساً، وأنزلوا عن مراكبهم فنهبت وقتلوا عن آخرهم. فلما مثل الخليفة بين يدي «هولاكو» ضرب وأهين. ثم عاد إلى بغداد وفي صحبته: نصير الدين الطوسي وابن العلقمي وغيرهما، فأحضر شيئاً كثيراً من الذهب والجواهر النفيسة. ثم رجع إلى «هولاكو» فأمر بقتله فقتل خليفة المسلمين رفساً بالأرجل، فقرت أعين الخائنين... بعدئذ خلت الدار فدخلت جيوش «التتار» عاصمة الإسلام لا يدافعهم أحد: فلا تسأل عما فعلوا من القتل والسلب والاستباحة، جرت سيول الدماء وبقيت البلدة كأمس الذاهب. وبلغ عدد القتلى ثمانمائة ألف على الصحيح. وقيل مليوناً وثمانمائة ألف قتيل. حتى بكى اليهود والنصارى حزناً على ما جرى.

قال ابن القيم مصوراً ما حدث في «نونيته»:

وكذا أتى الطوسيُّ بالحرب الصريح **** صـارم منه وسل لسـان

وأتى إلـى الإسـلام يهـدم أصله **** من أسـه وقواعـد البنيان

وأراد تـحويل الشريعـة بالنَّواميس **** الـتي كانـت لدى اليونان

لكنـه علم اللعـين بـأن هـذا **** ليس في المقـدور والإمكان

إلا إذا قتل الخليفـة والقضـاة **** وسائـر الفقهـاء في البلدان

فأشار أن يضع التتار سيوفهـم **** في عسكر الإيمان والقرآن

فغدا على سيف التتار الألف في **** مثل لها مضروبة بـوزان

وكذا ثـمان مئينهـا في ألفها **** مضروبة بالعـد والحسبان

حتى بكى الإسلام أعداه اليهود **** كذا المجوس وعـابدو الصـلبان


فشفى اللعين النفس من حزب **** الرسول وعسكر الإيمان والقرآن

فظن ابن العلقمي وقرينه النصير الطوسي أن هذا آخر لواء للسُنَّة يرفع، فكذب الله ظنّهما وخيب سعيهما، فأقام الله للسُنّة وأهلها مقاماً تحقيقًا لوعده الذي لا يخلف {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}

فهذه دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب وولاية آل سعود تخفقان في كبد السماء: نصراً للتوحيد ونشراً للسُنّة.

نسأل الله لها الثبات والتوفيق والحماية من أهل السوء الذين تقلقهم دعوة التوحيد وتكدر عيشهم، فينشرون في «جامعات» المسلمين: أن دعوة محمد بن عبد الوهاب قد انتهت بموت مؤسسها؟!!

أما ابن العلقمي فقد تحقق فيه قوله تعالى: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}
قال الذهبي عنه: «حفر للأمّة قليباً فأوقع فيه قريباً. وذاق من الهوان، وبقى يركب كديشاً وحده، بعد أن كانت ركبته تضاهي موكب السلطان. فمات ـ بعد الكائنة بثلاثة أشهر ـ غبناً وغماً، وفي الآخرة أشد خزياً وأشد تنكيلاً» أهـ.

الشيخ عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم


محاضر بالمعهد العالي للقضاء ـ الرياض ـ السعودي






https://burjes.com/play.php?catsmktba=115


---------------------------------------------

هدية إلى الشيعة ...(7)

اعتراف الشيعة بجريمة إدخال التتار إلى بغداد


ذكر (اليافعي) أن التتار دخلوا بغداد ووضعوا السيف واستمر القتل والسبي نيفًا وثلاثين يوماً، وقل من نجا، وسبب دخولهم أن ابن العلقمي- الرافضي- كاتبهم وحرضهم على قصد بغداد ليقيم خليفة علوياً، وكان يكاتبهم سراً، ولا يدع المكاتبات تصل إلى الخليفة.

ثم ذكر (اليافعي) أن ابن العلقمي خدع الخليفة وأوهمه أن التتار يريدون عقد الصلح معه وحثه أن يخرج إليهم بأولاده ونسائه وحاشيته، فخرجوا فضربت رقاب الجميع، وصار كذلك يخرج طائفة بعد طائفة، فتضرب أعناقهم حتى بقيت الرعية بلا راع، وقتل من أهل الدولة وغيرهم ألف ألف وثمان مائة.

وإذا واجهت أي رافضي بهذا لأنكر وقال هذه مراجع سنية !

طيب إليك مراجعك الشيعية


يقول المؤرخ الشيعي (نور الله الششتري المرعشي) ما نصه عن حقيقة الدور الذي لعبه ابن العلقمي: (إنه كاتب هولاكو والخواجه نصيرالدين الطوسي، وحرضهما على تسخير بغداد للانتقام من العباسيين بسبب جفائهم لعترة سيد الأنام صلى الله عليه وسلم).


ويقول العالم الشيعي (الخوانساري) عند ترجمته لنصير الدين الطوسي ما نصه:


(ومن جملة أمره المشهور المعروف المنقول حكاية استيزاره للسلطان المحتشم هولاكو خان، ومجيئه في موكب السلطان المؤيد مع كمال الاستعداد إلى دار السلام بغداد لإرشاد العباد وإصلاح البلاد، بإبادة ملك بني العباس، وإيقاع القتل العام من أتباع أولئك الطغام، إلى أن أسال من دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار، فانهار بها في ماء دجلة، ومنها إلى نار جهنم دار البوار)!

وهذا إمام الشيعة المعاصر (الخميني) يقول بكل صراحة ما نصه: (إذا كانت ظروف التقية تلزم أحداً منا بالدخول في ركب السلاطين فهنا يجب الامتناع عن ذلك حتى لو أدى الامتناع إلى قتله، إلا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام والمسلمين مثل دخول علي بن يقطين ونصير الدين الطوسي رحمهما الله).


أما خدمة (نصير الدين الطوسي) فقد عرفها الجميع حينما قدم مع التتار لإبادة بغداد، أما خدمة علي بن يقطين للإسلام فندع بيانها لأحد علماء الشيعة (نعمة الله الجزائري) وملخصها كما ذكر: أن علي بن يقطين كان مسؤولاً في الدولة العباسية، وسنحت له الفرصة لقتل خمسمائة سني وصفهم بقوله: (جماعة من المخالفين) فقتلهم بأن هدم عليهم سقف السجن فماتوا كلهم، فأرسل يستفسر عن عمله عند إمامه المعصوم فأقره على عمله وعاتبه أنه لم يستأذن، وجعل كفارة كل رجل من أهل السنة (تيساً) وقال: والتيس خير منهم.


يقول العالم الشيعي (نعمة الله الجزائري) معلقاً على هذه الحادثة:


(فانظر إلى هذه الجزيلة التي لا تعادل دية أخيهم [أهل السنة] الأصغر وهو كلب الصيد، فإن ديّته عشرون درهماً، ولا ديّة أخيهم الأكبر وهو اليهودي).


ومن الخدمات الجليلة التي قدمها (نصير الدين الطوسي) تلك الرسالة التي كتبها -بوصفه وزيراً (لهولاكو) - إلى أهل السنة في الشام، يهددهم فيها ويتوعدهم إن لم يدخلوا في طاعة التتار، أن سوف يفعل بهم كما فعل في بغداد!!


يقول الطوسي: (اعلموا أنا جند الله، خلقنا من سخطه، فالويل كل الويل لمن لم يكن من حزبنا، قد خربنا البلاد، وأيتمنا الأولاد، وأظهرنا في الأرض الفساد، فإن قبلتم شرطنا، وأطعتم أمرنا، كان لكم مالنا، وعليكم ما علينا).

[ مخطوطة في مكتبة كلية الآداب - جامعة بغداد: (رقم 975)].


وهذا عميد الطائفة الشيعة في بغداد وقت سقوطها الشهير (بابن طاووس) -والذي يذكرنا بآية الله السستاني- يعلن عن فرحته بدمار دولة الإسلام ويسميه فتحاً، ويترحم على هولاكو. حيث يقول:


(يوم ثامن عشر محرم وكان يوم الاثنين سنة 656هـ فتح ملك الأرض - يقصد هولاكو- زيدت رحمته ومعدلته ببغداد).

[إقبال الأعمال- ابن طاووس (ص586)].


وذكر المؤرخ (ابن الطقطقي) أن (ابن طاووس) أصدر فتوى لهولاكو يفضل فيها العادل الكافر على المسلم الجائر!!

[ الفخري (ص17)].


وذكر (ابن مطهر الحلي) أن أباه والسيد محمد ابن طاووس والفقيه ابن أبي العز، أجمع رأيهم على مكاتبة هولاكو، بأنهم مطيعون داخلون تحت دولته. وأن هولاكو سألهم: لماذا تخونون خليفتكم؟!


فأجابه والد (ابن مطهر الحلي) بأن رواياتهم المذهبية تحثهم على مبايعتك وخيانة الدولة السنية، وأنك أنت المنصور الظافر!


ويعلق (ابن مطهر الحلي) على قصة والده: (فطيب قلوبهم وكتب فرماناً باسم والدي يطيب فيه قلوب أهل الحلة وأعمالها).

[سفينة النجاة- عباس القمي: (1/ 56].


أخيرا هذه من أعظم المجازر في التاريخ وقعت على أيدي الروافض –وفي كتبهم- فمتى يستفيق السذج من دعاة التقريب بين السُنّة والشيعة –أي بين الإسلام والكفر والنّفاق !!!-.


أعدّه من الشبكة أبو أسامة سمير الجزائري


https://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=24425











قديم 2016-02-23, 21:15   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي







سقوط الدولة العباسية.. دروس وعبر




الشيخ سالم العجمي وفّقه الله



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله و صحبه وسلم تسليماً كثيرا.

أما بعد..

فإن من المعلوم أن الحق والباطل لا زالا في صراع منذ قيام الدنيا وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، وإن في قصص الزمان عبرة للمعتبر وعظة للمتعظ، وحريٌّ بالمرء أن يطلع على قصص التاريخ فإن فيها دروسا وعبرا وعظات.

وإننا في هذه الكلمات نريد أن نتكلم حول سقوط الدولة العباسية، تلك الدولة العظيمة التي عمّرت ردحاً من الزمن وكان سقوطها عبرة للمعتبرين وعظة للمتعظين، وهذه هي سنة الله جل وعلا في خلقه، قال سبحانه وتعالى: {حتى إذا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظن أَهْلُهَآ أَنَّهُمْ قـدِرُونَ عَلِيْهَآ أَتاها أَمْـرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْناهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْن بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نفصلُ الآيات ِ لِقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ}(1).

وقال نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه: "حقٌ على الله ألا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه"(2).

ولكن الذي يتأمل هذه القصة يعلم علم اليقين أنها مأساة، وأنها ليست بقصة تذكر وتمر، فهي قصة ولكنها في الحقيقة غصة في حلق التاريخ، ويندى لها جبين البشرية، وتتصدع لهولها الجبال الراسيات، وعقت الأيام والليالي أن تلد مثلها.

فإن الذي يتأمل فيها يجد محناً وويلات جُرت على الأمة الإسلامية بسبب غفلة وحسن ظن وطيب نية، استغلها من في قلبه حقد ودغل على الإسلام وأهله وقد بات في خلده حلم لا يغيب يتمثل بتغيير الواقع المنير إلى واقع مظلم بئيس.

إن الدولة الإسلامية منذ قيام دولة بني العباس قد دب فيها التفرق والاختلاف، فحين خرج أبو العباس السفاح على دولة بني أمية فرَّ عبد الرحمن الداخل -رحمه الله- وأقام دولة بني أمية في بلاد الأندلس، وهذا هو بداية التفرق، على أن حصول التفرق في الأمة الإسلامية منذ ذلك التاريخ كان على مراحل، وكلما تقدم الزمن كان يظهر التفرق جليا واضحاً، ففي البداية كان هناك دولة بني العباس ودولة بني أمية الثانية التي أقامها عبد الرحمن الداخل، وبعد ذلك بدأت تخرج تلك الدويلات، فظهرت دولة خوارزم، ودولة السلاجقة، والدولة الأيوبية، ودولة العبيديين الفاطميين الرافضة في مصر، وهكذا، ولكن هذا التفرق كما ذُكر جاء على مراحل.

وفي عام 616هـ كان ظهور التتار وهم الذين سقطت الدولة العباسية على أيديهم، وواكب ذلك أن دولة بني العباس في هذا التاريخ كانت دولة ضعيفة بالنسبة لما قبلها، فقد كانت سيطرتها الفعلية فقط على بغداد ونواحي بغداد، وكانت الدويلات الصغيرة التي ذُكِرَت وغيرها قد انتشرت في العالم الإسلامي.

في عام 616هـ كان الحاكم للدولة العباسية الناصر، والناصر هذا كان أطول بني عباس مدة، فقد حكم من عام 575هـ إلى عام 633هـ، وقد ذُكر من سيرته أنه كان شحيحا، وقد وضع المكوس التي أثقلت كاهل الأمة ومن ولاه الله عليهم، وقد بقي في الخلافة إلى سنة 622هـ ثم خلفه بعده ابنه الظاهر، والظاهر -رحمه الله- كان عدلاً حسن السيرة مع من ولاه الله عليهم، وكان وقوراً ديناً عاقلاً وهو أسن بني العباس من ناحية الحكم، فقد كان عمره حين تولى الخلافة اثنين وخمسين عاماً، وقيل فيه من ناحية العدل والإحسان أنه لم يكن بعد عمر بن عبد العزيز أعدل منه لو طالت مدته، فإنه لم تمض عليه بعد توليه الخلافة تسعة أشهر حتى توفي رحمه الله.

ثم خلفه بعده ابنه المستنصر والذي تولى الخلافة من عام 623هـ حتى عام 640هـ، وكان كأبيه كثير الصدقة، محسنا إلى الرعية، كثير النفقات على المحاويج والعلماء، ولم تزل الخلافة له حتى توفاه الله في عام 640هـ فتولى الخلافة بعده ابنه المستعصم بالله وهو الذي زالت الدولة العباسية على يديه






ما هي قصة مجيء التتار؟ ومن أين جاؤوا؟

التتار كانوا يسكنون في جبال طغماج في الصين وقد عبروا نهر ديجون إلى دولة الإسلام بصحبة حاكمهم جنكيزخان، وقصة هذا العبور أن جنكيزخان بعث تجاراً له إلى دولة شاه خوارزم ليشتروا له بعض الملابس ويتبضعوا له من هناك. فلما وصلوا إلى تلك السلطنة -وكان خوارزم في الخارج- أرسل إليه نائب السلطنة بمجيء هؤلاء التجار من طرف جنكيزخان وأن معهم أموالاً كثيرة فلم يحسن شاه خوارزم التصرف فأمر بقتلهم و مصادرة الأموال.

يقول المؤرخون: أنه بتصرفه هذا كان هو السبب في مجيء التتار إلى أمة الإسلام، فبسبب ذلك غضب جنكيزخان، وأرسل يتهدد شاه خوارزم، ثم عبر التتار على إثر ذلك نهر ديجون قادمين إلى بلاد خوارزم، فلما أقبلوا على شاه خوارزم حدث بينهم وبينه قتال عظيم، والدولة الخوارزمية كانت دولة عتية وقوية، فحصل بينهم قتال شديد حتى قتل من الفريقين خلق كثير، حتى أن الخيول كانت تتزحلق في الدماء، وكان جملة من قتل من المسلمين عشرين ألفاً ومن التتار أضعاف ذلك، وبعد ذلك تحاجز الفريقان وتولى كل منهم إلى بلاده ورجع شاه خوارزم وأصحابه إلى بخارى وسمرقند.

ثم جاء جنكيزخان فحاصر سمرقند وبخارى، فطلب أهلها منه الأمان فأمَّنهم غدراً وخيانة وخديعة، فأحسن فيهم السيرة، وامتنعت عليه القلعة التي تحصن بها بعض من كان في تلك البلاد فحاصرها واستعمل أهل البلاد بأنفسهم لدفنها من أجل أن يفتح تلك القلعة، ولما فتحت تلك القلعة عاد إلى بلاد بخارى وسمرقند وصادر أموال تجارها وأباحها لجنده فقتلوا من أهلها خلقا لا يحصيه إلا الله جل وعلا، وأسروا الذرية والنساء وفعلوا بهن الفواحش بحضرة أهليهن، فمن الناس من قاتل دون أهله حتى قُتل، ومنهم من أسر فعذب بأنواع العذاب.

وكثر البكاء والضجيج في البلد، ثم ألقت التتار النار في دور بخارى ومدارسها ومساجدها فاحترقت حتى صارت بلاقع خاوية على عروشها.

وفي هذا العام أيضا كان القتال ناشب بين الفرنج وأهل الإسلام، فعدى الفرنج على مدينة دمياط ودخلوها بالأمان، حيث أمنوا أهلها ثم غدروا بهم بعد ذلك وقتلوا الرجال وسبوا النساء والأطفال، وفجروا بالنساء، وبعثوا بمنبر الجامع والمصاحف ورؤوس القتلى إلى الجزائر وجعلوا الجامع كنيسة وهذه ثمرة من ثمرات التفرق.

ثم دخلت سنة 617هـ، وفي هذه السنة عم البلاء الفعلي بجنكيزخان ومن معه واستفحل أمرهم وامتد فسادهم من أقصى بلاد الصين إلى أن وصلوا بلاد العراق ومن حولها، فكانوا إذا دخلوا بلداً خربوا المنازل وقتلوا النساء والرجال، وفجروا بالنساء وقتلوا الأطفال، وكانوا يأخذون الأسرى من المسلمين فيقاتلون بهم ويحاصرون بهم، وإن لم ينصحوا بالقتال قتلوهم، حتى إنهم كانوا يجعلون المسلمين كحائط صد في قتالهم، حتى إذا وقع القتل، وقع في المسلمين.

وقد عظمت بهم المصيبة في بلاد الإسلام فكانوا يشقون بطون الحوامل ويقتلون الأجنة، ولم يكن لهذه الأحداث التي فعلها التتار مثيل فقد استطار شررها في جميع بلاد الإسلام وما تركوا قرية من قرى الإسلام في ذلك الوقت إلا دخلوها ذهبوا إلى الري وبلاد الجبل، وذهبوا إلى همادان، وكانت هذه سيرتهم. والمصيبة العظيمة أن التتار قد نشروا الرعب والخوف في قلوب الناس.

كانوا قد جاءوا إلى أذربيجان فقتلوا من أهلها خلقا كثيرا وجما غفيرا وحرّقوها وأيضا كانوا يفجرون بالنساء ثم يقتلونهم ويشقون بطونهم عن الأجنة، وقصدوا مدينة مرو واستنـزلوا نائبها خديعة، ثم غدروا به وبأهل البلد فقتلوهم وغنموهم وسبوهم وعاقبوهم بأنواع العذاب، حتى قيل إنهم قتلوا منهم في يوم واحد سبعمائة ألف إنسان، ثم ساروا إلى نيسابور وفعلوا نفس الفعل.

ثم استمر حالهم على تلك الأفعال منذ ذلك الزمان وحتى سنة 624هـ وفي هذه السنة أرسلت الإسماعيلية من الرافضة إلى التتار تخبرهم بأحوال المسلمين، وكانوا من أكبر العون على المسلمين لما قدم التتار إلى الناس، بل إنهم كانوا كما يقول أهل التاريخ أضر على المسلمين من التتار، واستمر الحال على نفس الصورة في القتل والنهب والسبي وشق البطون وقتل الأجنة إلى سنه 628هـ وهنا خرجت طائفة من التتار مره أخرى من بلاد ما وراء النهر، وكان سبب قدومهم أيضا أن الإسماعيلية كتبوا إليهم يخبرونهم بضعف أمر جلال الدين ابن خوارزم شاه، وهنا جاءت التتار وتمكنت من الناس في سائر البلاد لا يجدون من يمنعهم ولا من يردعهم، وقد ألقى الله تعالى الوهن والضعف في قلوب الناس منهم.

كانوا كثيرا ما يقتلون الناس فيقول المسلم: لا بالله لا بالله، فكانوا يلعبون على الخيل ويغنون -يحاكون الناس لابالله لابالله- وهذه طامة عظمى وداهية كبرى. وعلى الرغم من هذا كله إلا أن القتال إلى ذلك الوقت لم يكن قريبا من خلافة بني العباس.

ثم دخل عام 640هـ، وهنا تولى المستعصم بالله -رحمه الله- الخلافة، وكان عمره آنذاك ثلاثين سنة، وقد حفظ القرآن في شبيبته، وأتقن العربية والخط الحسن، وله غير ذلك من الفضائل فقد كان يكثر التلاوة ويحسن الأداء طيب الصوت يظهر عليه خشوع و إنابة، كما ذكر من سيرته وكان مشهوراً بالخير مقتديا بأبيه المستنصر وقد سارت الأمور في أيامه على السداد والاستقامة، إلى أن جاء عام 656هـ وكان فيه سقوط الدولة العباسية وانتهاء عصرها وأفول شمسها بعد أن استمرت ردحا من الزمن، وكما قال القائل:

لكل شي إذا مـا تم نُقصــان فلا يغر بطيب العيش إنســان

هي الأمور كمـا شاهدتها دول من سره زمـن سـاءته أزمان

وهذه الدار لا تبقـي على أحد ولا يدوم على حـال لها شان


وقد كان لهذا السقوط قصة، وأي قصة؟؟


هذه القصة كانت قصة دامية بحق، وقد جرَّت على الأمة الإسلامية كثيرا من الويلات، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون}(3)،

والسّعيد مَن أخذ من قصص الزمان عبرة وعظة له.

يذكر أهل التاريخ أن المستنصر -والد المستعصم- رحمه الله كان ذا همة عالية، وشجاعة وافرة، ونفس أبية، وعنده إقدام عظيم، وقد استخدم جيوشاً كثيرةً وعساكر عظيمة في الخلافة، كما كان له أخ يُعرف بالخفاجي رحمه الله، كان يزيد عليه بالشجاعة والإقدام، وقد ذُكر عنه أنه كان يقول: إن ملّكني الله الأرض لأعبرن بالجيوش نهر ديجون، وأنتزع البلاد من التتار وأستأصلهم.

فلما توفي المستنصر فضّل أكابر الأمراء ممن كانوا بعده أن يعّين المستعصم، لأنهم خافوا من إقدام الخفاجي، وعلموا في المستعصم ضعف رأيه وانقياده لهم فأرادوا أن تكون لهم الكبرياء فأقاموه خلفا للمستنصر.

ومع الأسف الشديد بداية الطامة والمصيبة العظمى التي أدت إلى سقوط دولة بني العباس، أن الخليفة المستعصم بالله- غفر الله له- قد اتخذ وزيراً خبيثاً رافضي المذهب يقال له: ابن العلقمي وذلك في عام 642هـ، وابن العلقمي هذا قد حبب إلى الخليفة جمع المال والتقليل من العساكر، ولم يعصم المستعصم بالله في وزارته، ولم يكن وزير صدق ولا مرضي الطريقة، وكان ابن العلقمي معادياً للأمير أبي بكر ابن الخليفة وأصحابه، لأن أبا بكر كان من أهل السنة، وقد نهب الكرخ ومحلة الرافضة في بغداد، حين سمع عن الروافض أنهم قد تعرضوا لأهل السنة بالأذى، والمتأمل في التاريخ يجد أن الروافض لم تمض سنة من السنوات إلا ويكيدون لأهل السنة مئات المكائد.

فلما دخل أبو بكر -ابن المستعصم- ومن معه فعلوا بالروافض أمورا عظيمة، ونهبوا دور قرابات ابن العلقمي، وقد حدث ذلك عام 555هـ، وحينذاك فقد تملك الحقد من ابن العلقمي، وأضمر في نفسه الغل، واشتد حنقه على أهل الإسلام، وكان مما أهاجه على تدبير أكبر مكيدة على الإسلام مما وقع من الأمر الفظيع الذي لم يؤرخ أبشع منه، منذ أن بنيت بغداد وحتى وقوع هذه الحادثة، وكتب الوزير ابن العلقمي إلى الخليفة بإربل وهو تاج الدين محمد بن صلايا -وهو أيضاً رافضي- رسالة يقول فيها: "نُهب الكرخ المكرم والعترة العلوية، وقد عزموا لا أتم الله عزمهم -أي أهل السنة- ولا أنفذ أمرهم على نهب الحلة والنيل، بل سولت لهم أنفسهم أمراً فصبر جميل، والخادم قد أسلف الإنذار وعجل لهم الأعذار، فلا بد من الشنيعة بعد قتل جميع الشيعة، وإحراق كتب الوسيلة والذريعة، فكن لما نقول سميعا وإلا جرعناك الحمام تجريعا، ولآتينَّهم بجنود لا قبل لهم بها و لأخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون".

فاجتهد ابن العلقمي في إعداد المخططات والمكائد، حتى إنه كان يبذل كل ما في وسعه لصرف جيوش الدولة العباسية، وإسقاط أسهمهم من الديوان، فقد بلغت العساكر في آخر أيام المستنصر -والد المستعصم- قريبا من مائة ألف مقاتل من الأمراء، وممن هو كالملوك الأكابر الأكاسر، فما زال يجتهد ابن العلقمي في تقليلهم ويسول للخليفة؛ بحجة تقليل النفقات وحجج أخرى واهية، حتى إنه لم يبق في زمان المستعصم سوى عشرة آلاف.

تأمل! من مائة ألف إلى عشرة آلاف!

خلافة إسلامية ولها عشرة آلاف جندي؟ كيف يستقيم هذا؟ وكيف يصنعون في مواجهة الأعداء والتتار يبلغون الأعداد الهائلة؟

ثم بعد ذلك كاتب ابن العلقمي التتار، وأطمعهم في البلاد وسهل عليهم ذلك، وحكى لهم حقيقة الحال، وكشف لهم ضعف الرجال، وذلك طمعا في أن يزيل السنّة بالكلية، وأن يظهر البدعة الرافضية، ويقيم خليفة من الفاطميين، وأن يبيد العلماء والمفتين، وكما قيل:

كل العداوات قد ترجى مودتها إلا عداوة من عاداك في الدين

ثم استهلت سنة656هـ، وجنود التتار كانوا قد نازلوا بغداد، وجاءت إليهم إمدادات صاحب الموصل يساعدونهم -ومع الأسف الشديد- على البغاددة!

لماذا؟؟

كل ذلك خوفا من التتار، فصاحب الموصل خاف على حكمه فساعد التتار على إخوانه من البغاددة، فعل ذلك مصانعة للتتريين قبحهم الله جميعا.

وعند ذلك سترت بغداد، ونصبت عليها المجانيق وغيرها من آلات الممانعة، ولكن لا راد لما قدر الله {إِنّ أَجَلَ الّلهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ}(4)، فقد أحاطت التتار ببغداد، وبدار الخلافة بالذات، يرشقونها بالنبال من كل جانب حتى أصيبت جارية بين يدي أمير المؤمنين المستعصم، وكان قائد التتار ذلك الوقت هو هولاكو، فقد ذهب زمن جنكيزخان.

وقد كان زمن قدومه بجنوده كلها -وهم نحو مائتي ألف مقاتل إلى بغداد في ثاني عشر المحرم من تلك السنة، وكان هولاكو شديد الحنق بسبب ما كان قد تقدم من الأمر الذي قدره الله وقضاه، وذلك أن هولاكو لما كان أول بروزه من همادان كان متوجها إلى العراق، فأشار الوزير ابن العلقمي على الخليفة أن يبعث له بالهدايا السنِيّة، ليكون ذلك مداراة له عما يريده من قصد بلادهم في دار الخلافة، وأشار بعض أصحاب الخليفة عليه أن يبعث له شيئاً يسيرا، فأرسل إلى هولاكو بشيء يسير من الهدايا، فلما بلغته تلك الهدايا غضب ورآها شيئاً حقيراً، وأرسل إلى الخليفة يطالبه أن يبعث له من أشار عليه بإرسال تلك الهدايا الحقيرة التي لا تليق بمقامه، فلم يفعل الخليفة ذلك ولا بالى به حتى جاء الوقت ووصل هولاكو ومن معه إلى بغداد بتلك الجنود الكثيرة التي لا تحصى عدداً، فأحاطوا ببغداد من ناحيتها الغربية والشرقية، وجيوش بغداد في غاية القلة ونهاية الذلة، لا يبلغون عشرة آلاف فارس وهم بقية الجيش، قد صُرفوا عن استقطاعاتهم التي يُعطون إياها، بل ويذكر أهل التاريخ أن بعضهم صار يستجدي في الأسواق وأبواب المساجد، وصار الجند يطلبون من يستخدمهم في حمل القاذورات، ومنهم من يكاري على فرسه، ليصلوا إلى ما يتقوتون به.


حتى أنشد فيهم الشعراء قصائد يرثون لهم، ويحزنون على الإسلام وأهله.


فتأمل ما آل إليه الحال؟! من غاية في الضعف والذلة بسبب مشورة وزير السوء الرافضي ابن العلقمي.


ولهذا كان أول من برز إلى التتار عندما قدموا بغداد هو ابن العلقمي، وقد أشار على الخليفة بمصانعتهم، وقال: أخرج أنا إليهم في تقدير الصلح وتقريره، فخرج وتوثق لنفسه من التتار، ثم رجع إلى المستعصم وقال: إن السلطان يا مولانا أمير المؤمنين قد رغب في أن يزوج ابنته بابنك الأمير أبي بكر، ويبقيك في منصب الخلافة كما أبقى صاحب الروم في سلطنته، ولا يُؤثر إلا أن تكون الطاعة له، وينصرف عنك بجيوشه، وقال له من باب إظهار الصورة الحسنة عند الخليفة، فيا مولانا أمير المؤمنين ليتك تفعل هذا، فإن فيه حقن دماء المسلمين، وبعد


https://www.salemalajmi.com/main/play-92.html

للإستماع:

https://safeshare.tv/v/0zRmdFLj7Y0









موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:10

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc