اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عَبِيرُ الإسلام
بسم الله الرّحمن الرّحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم أختنا نارينا ،بعد تَحَرٍّ في الموضوع وتدقيق فيه ،اهتديتُ والحمدلله ربّ العالمين لأمور :
أنا أوافقكِ أنّ استعمال إنشاء الله ، ممكن استعمالها في اللّغة لاحتمالها معنيين :
_المعنى الأوّل : هو ما عبّر به اللّغويون في معنى إِنْشَاءُ ،بالضمّة في آخر الكلمة ، إذ في المعجم اللّغوي تعني في المجال العملي :البناء التّشييد والتّأسيس والتّكوين ، وهناك مَن يعبّر بالخَلق ، مثل قولهم خلق مناصب شغل ، ويعني إيجاد مناصب شغل .
وفي الأدب كما وجدتها في معجم المعاني تحتوي هذه الكلمة " إنشاء " على : تأليف المعاني وتنسيقها والتّعبير عنها (تشمل هذا المعنى كلّه ).
ونقول إِنْشَاءُ اللهِ : ونعني به : أَنْشَأَ الله وتدلّ على هذا المعنى الآية الكريمة في قوله تعالى: " إنَّا أنشأناهنّ إنشاءً " آ/35 سورة الواقعة.
يقول الإمام الطبري رحمه الله: ( وفي قوله : إنَّا أنشأناهنّ إنشاءً : يقول تعالى ذكره : إنّا خلقناهنَّ خَلْقًا فأوجدناهنّ ...الخ....).
أو قول الله تعالى: " هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ"11 سورة لقمان ، وتعني خَلْقُ الله هنا: إِنْشَاءُ الله
وقد وجدت آيات أخرى تدلّ على هذا المعنى ، كقوله تعالى: { وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ } و قال سبحانه { وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ } و قال : ( قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ(78)قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ(79))
_ أمّا المعنى الثاني في: إِنْشَاءُ اللهِ : وهو مستبعد ومستحيل أن يعتقد العبد المسلم هذا المعنى : وهو : خَلْقُ اللهِ : ويعني أنّ الله مخلوق (تعالى الله عن هذا المعنى علوًا كبيرا ).
لكن هناك فرق بين إِنْشَاءُ اللهِ و إِنْ شَاءَ الله ، والفرقُ بَيِّنْ في المعنى والتّشكيل أيضًا :
فالأولى : إِنْشَاءُ : معناه خلق وإيجاد ومشكّلة بالضمّة ، وقد تأتي منصوبة إذا كانت في موقع النّصب ، لكن في بداية الكلام دائمًا تأتي مرفوعة بالضمّة .
لكن إن شَاءَ الله تعني معنى آخر وهو الإرادة ، فهي تعني المشيئة التي تحمل الكونية والشّرعيّة ، كقوله تعالى : " وماتشاءُون إلاّ أن يَشَاءَ اللهُ ربُّ العالمين " ،وقوله تعالى : " إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُم ويَأْتِي بِخَلْقٍ جديد " وتأتي مفتوحة الآخر أي الألف والهمزة مفتوحة لأنّ الفعل هنا يعني شَاءَ اللهُ أي أراد الله كقوله تعالى: " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (82)"
وإِنْ هنا: شرطية ، يعني الأمر يتوقّف على مشيئة الله وإرادته
وشاء الله هنا تعني : أراد الله ولهذا وَجَبَ علينا فصلها عن "إِنْ" ،
والفصل هذا والتّفريق يمكن تمييزه عندما نقرأ ما يأتي بعده في الجملة ، فحين نجد أنّ المعنى يحتمل إرادة الله ، فهنا نفصل " إِنْ " عن " شَاءَ" ، أمّا إذا احتمل المعنى : الخلق والإيجاد ، في الجملة التي أراد أن يكوّنها الشخص ، فهنا نلصق " إِنْ" ب: " شَاءَ " .
وأظنّ أنّ الأمرسوف يكون سهلاً بالنّسبة للأشخاص الذين لايعرفون كيف يفرقون بين " إنْشَاءُ الله " ، و " إِنْ شَاءَ الله "
أسأل الله أن يعيننا على إدراك ما تعجز عقولنا على فهمه ، وأن ييسّر لنا الخير أينما كان وأن يجعلنا مرشدين للخير والفلاح .
وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنتَ أستغفرك وأتوب إليك
أختكم عبير الإسلام تحيّيكم بتحيّة الإسلام :
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
إذن أختنا عبير خلاصة كلامك أن كتابة إنشاء الله و القصد بها إن أراد الله تعتبر خطأ إملائي... و إستعمال إنشاء الله في الدلالة على الإيجاد و الخلق يكون لها سياقها الخاص في الجملة و تكون صحيحة، فيكون الخطأ في إنشاء الله قائما...