موضوع مميز الذاكرون الله والذاكرات "فضل الذكر وفوائده من كلام إبن القيم" - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الذاكرون الله والذاكرات "فضل الذكر وفوائده من كلام إبن القيم"

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-12-25, 19:17   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

بيان فضل الذكر

قال صلى الله عليه وسلم:«وآمركم أن تذكروا الله تعالى، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعاً، حتى إذا أتى إلى حصن حصين، فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله».



فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة، لكان حقيقاً بالعبد أن لا يفتر لسانه من ذكر الله تعالى، وأن لا يزال لهجاً بذكره، فإنه لا يحرز نفسه من عدوه إلا بالذكر، ولا يدخل عليه العدو إلا من باب الغفلة، فهو يرصده، فإذا غفل وثب عليه وافترسه، وإذا ذكر الله تعالى انخنس عدو الله تعالى وتصاغر، وانقمع، حتى يكون كالوصع ([1]) وكالذباب، ولهذا سمي }الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ{، أي : يوسوس في الصدور، فإذا ذكر الله تعالى خنس، أي: كف وانقبض.



وقال ابن عباس: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله تعالى خنس.
وفي «مسند الإمام أحمد» عن معاذ ابن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما عمل آدمي عملا قط أنجى له من عذاب الله من ذكر الله عز وجل»


وقال معاذ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم»، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «ذكر الله عز وجل»([2]).



في «صحيح مسلم»، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة، فمر على جبل يقال له : جمدان، فقال : «سيروا، هذا جمدان، سبق المفردون». قيل : وما المفردون يارسول الله؟ قال «الذاكرون الله كثيرا والذاكرات»([3]).



وفي «السنن» عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه، إلا قاموا عن مثل جيفة حمارٍ، وكان عليهم حسرة»([4]).



وفي رواية الترمذي: «ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم»([5]).



وفي «صحيح مسلم» عن الأغر أبي مسلم قال: أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد، أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يقعد قوم في مجلس يذكرون الله فيه إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده»([6]).



وفي «الترمذي» عن عبد الله بن بسر أن رجلاً قال : يا رسول الله، إن أبواب الخير كثيرة، ولا أستطيع القيام بكلها، فأخبرني بشيء أتشبث به، ولا تُكثر علىّ فأنسى. وفي روايه : إن شرائع الإسلام قد كثرت على، وأنا قد كبرت، فأخبرني بشيء أتشبث به. قال : «لا يزال لسانك رطبا بذكر الله تعالى»([7]).



وفي (صحيح البخاري)، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «مثل الذي يذكر ربه، والذي لا يذكر ربه. مثل الحي والميت» ([8]).



وفي (الصحيح) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يقول الله تبارك وتعالى : أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إليّ شبرا تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إليّ ذراعاً، تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي، أتيته هرولة» ([9]).



وفي (الترمذي) عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا» قالوا : يا رسول الله! وما رياض الجنة؟ قال: «حلق الذكر»([10]).



وفي (الترمذي) أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن الله عز وجل أنه يقول : «إن عبدي كل عبدي الذي يذكرني وهو مُلاق قِرْنه».



وهذا الحديث هو فصل الخطاب في التفصيل بين الذاكر والمجاهد، فإن الذاكر المجاهد أفضل من الذاكر بلا جهاد والمجاهد الغافل، والذاكر بلا جهاد أفضل من المجاهد الغافل عن الله تعالى:
فأفضل الذاكرين المجاهدون، وأفضل المجاهدين الذاكرون.



قال الله تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{[الأنفال:45]. فأمرهم بالذكر الكثير والجهاد معاً، ليكونوا على رجاء من الفلاح، وقد قال تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا{[الأحزاب].



وقال تعالى: }وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ{[الأحزاب:35] أي: كثيراً.



وقال تعالى: }فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا{[البقرة:200].



ففيه الأمر بالذكر بالكثرة والشدة لشدة حاجة العبد إليه، وعدم استغنائه عنه طرفه عين، فأي لحظة خلا فيها العبد عن ذكر خسرانه فيها أعظم مما ربح في غفلته عن الله.



وذكر عن معاذ بن جبل يرفعه أيضا: «ليس تحسر أهل الجنة إلا على ساعةٍ مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها»([11]).



وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كلام ابن آدم عليه لا له، إلا أمرا بمعروف، أو نهيا عن منكر، أو ذكرا لله عز وجل»([12]).



وعن معاذ بن جبل قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ قال: «أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله عز وجل»([13]).



وقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه : لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل.



وذكر البيهقي مرفوعا من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : «لكل شيء صِقالة، وإن صقالة القلوب ذكر الله عز وجل، وما شيء أنجى من عذاب الله عز وجل ومن ذكر الله عز وجل» قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل؟ قال: «ولو أن يضرب بسيفه حتى ينقطع»([14]).



ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما، وجلاؤه بالذكر، فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء، فإذا ترك الذكر صدئ، فإذا ذكره جلاه. وصدأ القلب بأمرين: بالغفلة والذنب، وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر، فمن كانت الغفلة أغلب أوقاته، كان الصدأ متراكباً على قلبه، وصدؤه بحسب غفلته، وإذا صدئ القلب، لم تنطبع فيه صور المعلومات على ما هي عليه، فيرى بالباطل في صورة الحق، والحق في صورة الباطل، لأنه لما تراكم عليه الصدأ أظلم، فلم تظهر فيه صورة الحقائق كما هي عليه.



فإذا تراكم الصدأ واسودّ، وركبه الران، فسد تصوره وإدراكه، فلا يقبل حقاً، ولا ينكر باطلاً. وهذا أعظم عقوبات القلب.



وأصل ذلك من الغفلة، واتباع الهوى، فإنها يطمسان نور القلب ويعميان بصره.



قال تعالى: }وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا{[الكهف:28].



فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل فلينظر: هل هو من أهل الذكر، أو من الغافلين؟ وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي؟ فإن كان الحاكم عليه هو الهوى وهو من أهل الغفلة، وأمره فرط، لم يُقتد به، ولم يتبعه فإنه يقوده إلى الهلاك.
***

([1]) الوصع: طائر أصغر من العصفور.

([2]) رواه أحمد (5/239) و (صحيح الجامع) برقم (2629).

([3]) رواه مسلم (2676).

([4]) رواه أبو داود (4855) ، (الأحاديث الصحيحة).(74).

([5]) رواه الترمذي (3377) ، (الأحاديث الصحيحة). (74).

([6]) رواه مسلم (2700).

([7]) رواه الترمذي (3372)..

([8]) رواه البخاري (6407) ومسلم (779)..

([9]) رواه البخاري (6502) ومسلم (2675).

([10]) رواه الترمذي (3505) وأحمد (3/150)..

([11]) الترغيب والترهيب (2/401).

([12]) رواه الترمذي (2414) وابن ماجة (3974).

([13]) رواه ابن حبان (2318).

([14]) الترغيب والترهيب (2/395_96 3 ).









رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, الذاكرون, والذاكرات

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:40

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2025 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc