مساعدة عاجلة 2

[بنت الرّحّل]

الثّلاثاء : 20 الـــــــمحرّم 1437 من الهجرة النّبويّة

وعليكم السلام
أهلا وسهلا بك أختي الكريمة
لقد قرأت موضوعك السّابق ولكني كنت متعبة ومازلت والله ! وصدقا هناك ردود من الأعضاء جيد ة ونافعة ..
المهم !
أنا عندي جزئية أحببت أن أتحدّث عنها وقبل ذلك عندي سؤال : ما الفائدة إن خطبك أحد ثم تراجع ؟
فلو تفحصت المشاكل المطروحة في هذا القسم ستجدين من وضعت مشكلتها المتمثلة في تراجع الخطاب عنها مما أدى بها إلى الاكتئاب وعدم الثقة في النفس ...
فالمرأة إن لم يتقدّم لها أحد ..حزنت وفكرت في الأسباب المانعة لخطبتها ...
وإن تقدم لها خطاب وتراجعوا حزنت وأخذت تفكر في أسباب تراجعهم ...
وإن خطبت وتزوجت فلم تحمل فكرت في الأسباب و..و...إلى آخره

يا أختي الكريمة أنت تصلين فهل أنت تعرفين الدعاء الذي في دبر كل صلاة : ((لا إله إلا الله وحده ، لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، اللهم ! لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد )) .
للأسف أخية نحن ربما نصلي وندعو بشكل روتيني دون أن نتأمل ما نقوله ولا نستحضر المعاني الجليلة في هذه الأدعية المأثورة

وهناك جملة تعلمتها من الشيخ محمّد ناصر الدّين الألباني - رحمه الله - في درس عن التوحيد وأمراض القلوب لا أذكر ما اسمها بالضبط لكن الكلمة التي قالها في الأخير لامست قلبي :
(( فلنفتّش في أنفسنا ))
وأنت فتّشت في المكان الخطأ ، عددت ما تملكين من أشياء ظاهرة لكن غاب عنك مكان تغافلت عنه وهو (القلب)
أنا آسفة جدا و لا أتهمك أخية وإنما هي نصيحة فقط فالكبر والغرور قد يكون خفيا دقيقا لدرجة أنه يخفى على صاحبه !
فقد تكون جملتك التي تقولينها ليست بالسياق الذي تستعملينه وإنما هي هكذا : أنا أملك كل شيء فمن المفروض أن يصطف الشبان على بابي صفا !

هي حقيقة أن الرّجل يتقدّم لخطبة المرأة للمؤهلات التي تملكها ولكن من مسبّبها ومن جعل هذا السّبب مؤثّرا ؟
هي مسألة عقدية بالدّرجة الأولى !
وهذا ما يثبت أننا بحاجة دوما للارتباط بالعقيدة و تذكّرها والتذكير بها فأنت تملكين الجمال والأخلاق والأسرة المحترمة فهذه عوامل جذب جيّدة لكنها لا تعمل بمفردها؛ إن شاء الله كا نت سببا ،وإن شاء لم تكن!

لذلك أختي قلقك يجب أن يكون عن طهارة قلبك ونقائه و تعلقه بالله سبحانه فهو جل شأنه قد يرزق أقواما امتحانا واختبارا لهم وقد يحرم أقواما امتحانا واختبارا لهم ، ويجعل بعضهم لبعض اختبارا أيضا

فبحثك عن الأسباب عدم المؤدية لخطبتك ليس من العقل في شيء
وإلا فتأمّلي في كل من تزوّجت من النّساء أو خطبت منهنّ هل هن جميعا يملكن هذه الميزات التي تتحدّثين عنها ؟
أبدا ... فهناك من تزوجت أو خطبت لأنها من الأقارب ، وأخرى تتزوج لأن هناك مصلحة يرجوها الرجل أو أهله ..وأخرى تزوجت لأنها يتيمة مع أنها ليست جميلة ولا مثقفة وهذا قد يوجد في الأسر الكبيرة حتى تكون كالخادمة ...
وهناك وهناك وهناك العديد من الأسباب التي ييسّرها الله وتكون مؤثّرة في زواج سعيد من سعيدة

فمثل هذه الأفكار : تلك ليست جميلة وخطبت وتزوجت ، وأخرى لا تملك أخلاقا وتزوجت .. وغيرها فهذه الأفكار كالعملة لها وجهان
وجه كما تفضلت به ووجه آخر هو أنا أولى منها وأفضل منها فيجب ان أخطب وأتزوج وهو

• فيه ازدراء للغير واحتقار لهم
• وفيه غرور واعتداد بالنفس
• وفيه للأسف سوء ظن بالله وبعدله وحسن تدبيره

وهي دائما في الوجه الآخر لذلك سميته بالكبر الخفي .. وأؤكد من جديد هذا ليس اتهاما وإنما إرشاد لك وتوضيح
وقد تكون أسباب الحرمان كثيرة ومتشعبة أنصحك بكتب ابن القيّم ففيها الكثير من التفصيلات والفوائد العظيمة

وأخيرا :
وأنا أرد عليك تذكرت أبياتا لأحمد شوقي :

فما أنت أوّل نجم أضاء ..:.. ولا أنت آخر نجم خبا
وقد تنزل الشّمس بعد صعود ..:.. وتسقم بعد اعتدال الضّحى
ويا ربّ غار عراه الجفوف ..: على هامة قد علاها البلى

فسبحان الله مالك الملك !

لا أدري لماذا أكتب كثيرا مع أنّي متعبة أرجو أني لم أتعبك ولم يكن ردي ثقيلا عليك ومؤلما ..فلست هذا ما أبغيه!

أسأل الله أن ييسّر لك الخير ويرزقك الزوج الصالح

أتمنّى لك التّوفيق .