اما المرسل :
هو ما ارسله التابعي الى النبي صلى الله عليه وسلم واسقط الصحابي ؛ ونضرب مثالا لذلك فيما اتخذناه مثالا وشاهدا وهو حديث البخاري الآنف الذكر ؛ فمثلا : قال البخاري :حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال حدثنا يحى بن سعيد الانصاري قال حدثنا محمد بن ابراهيم التيمي قال سمعت علقمة بن وقاص الليثي يقول سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" إنما الاعمال بالنيات وإن لكل إمريء مانوى ..الحديث بطوله ؛ فلو أسقط علقمة ذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم او جاء بصيغة احتمال اخرى كأن يقول قال رسول الله او عن رسول الله ؛ فهذا يسمى إرسالاً ؛ والارسال ليس بعلة قادحة إذا كان من ارسل ثقة عدلاً مشهورا كما قال الامام الشافعي اذ اشترط في المرسل ان يكون من كبار التابعين ويحتف بقرائن ان ذاك التابعي قد لقي ذاك الصحابي فالصحابة كلهم عدول ولا يقدح بجهالة احدهم كأن يقول التابعي الثقة حدثني رجل من الانصار فهذا مظنة انه لقي صحابيا من الانصار لثقتنا بالتابعي المتوفرة فيه شرط العدالة والثقة والحال كذلك فيما يخص الارسال فان كان التابعي غير مجهول ومشهوراً وعدلاً فلا ضرر في ارساله لان طبقة التابعين لم ينتشرفيهم كثرة الاسانيد وافة الوضع والكذب إنما العلة كانت في قلة الضبط بينما الكذب والتدليس والوضع جاء متأخراً عندما انتشرت الاسانيد هل يحتج بالمرسل ؟ قال ابن الصلاح : وماذكرناه من سقوط الاحتجاج بالمرسل والحكم بضعفه هو الذي استقر عليه آراء جماعة من حفاظ الحديث ونقاد الأثر وتداولوه في تصانيفهم
قال ابن ابي حاتم في (المراسيل) (ص:7) :"سمعت أبي وأبا زرعة يقولان :لايحتج بالمراسيل ولاتقوم الحجة إلا بالأسانيد الصحيحة "
تنبيه : ان جمهور الفقهاء والأصوليين لم يكن ثمة فارق عندهم بين المرسل والمعضل ؛ والمعضل هو وقف الاسناد على التابعي الصغير الى النبي صلى الله عليه وسلم . والعبرة بما اطلقه المحدثون في وصف الارسال .