يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
(( لكل صفة عبودية خاصة هي من موجباتها ومقتضياتها
أعني: من موجبات العلم بها والتحقق بمعرفتها، وهذا مطرد في جميع أنواع العبودية التي على القلب والجوارح.
فعلم العبد بتفرد الرب تعالى بالضر والنفع، والعطاء، والمنع، والخلق، والرزق، والإحياء، والإماتة يثمر له:
عبودية التوكل عليه باطنًا،
ولوازم التوكل وثمراته ظاهرًا.
وعلمه بسمعه تعالى وبصره، وعلمه أنه لا يخفى عليه مثقال ذرة وأنه يعلم السر، ويعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور يثمر له:
حفظ لسانه وجوارحه، وخطرات قلبه عن كل ما لا يرضي الله،
وأن يجعل تعلق هذه الأعضاء بما يحبه الله ويرضاه فيثمر له ذلك:
الحياء باطنًا، ويثمر له الحياء اجتناب المحرمات والقبائح.
ومعرفته بغناه وجوده، وكرمه وبره وإحسانه، ورحمته
توجب له سعة الرجاء.
وكذلك معرفته بجلال الله وعظمته وعزته تثمر له:
الخضوع والاستكانة، والمحبة، وتثمر له تلك الأحوال الباطنة أنواعًا من العبودية الظاهرة هي موجباتها..
فرجعت العبودية كلها إلى مقتضى الأسماء والصفات»