// ** - هل أخطأ الإخوان ... ؟ - ** //

[أم الفضل1]

لكن بعد ما جرى في مصر ... انكشف ظهرها .. و للأسف بان عوارها .. إلا من مخلصي أنصارها الخلص .. و عددهم قليل بحساب الرياضيات في أمة تعدادها عشرات الملايين ...

تبين أن أبناءها و منظريها كانوا يعيشون في وهم أن الشعب سينصرهم و ينتفض معهم ضد السيسي ومن وراءه ...

في هذه العبارة بالذات يكمن خطأ الأول الإخوان لأنه ومما هو معلوم من الدين بالضرورة أن النصر والتمكين لا يكون من الشعب ولا من الحاكم ولا من أمريكة...ولكنه من عند الله وحده وقد جعل الله لنصره شروطا وسائلا لا يجوز تجاوزها فالغاية لا تبرر الوسيلة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}محمد 7 فنصرة الله لا تكون إلا بتعبيد الناس لرب الناس وعدم الإشراك به (وهذا خطأ عقدي بالدرجة الأولى وليس خطأ حركي)

إذ أن الحركات الإسلامية عموما و الإخوان خصوصا .. كانت تعمل في الأوساط الشعبية و تركز على الأعمال الخيرية :

مؤسسات .. و مستشفيات ... و جمعيات ... تزويج ... و تغذية البطون ... وختان ... و علاج المرضى ... و إسكان من لا مأوى له ... و حتى الترويح عن المعدومين ... بمخيمات و رحلات و .. واذكروا ما شئتم ... لكن ذلك كله أو جله كان نفخة في رماد ... حسب اعتقادي ... شعب ناكر للجميل ... أو نفعية و انتهازية ينتفع منك فإذا سقطت تخلى عنك و لم يتأسف ... نفسيات و ذوات طفيلية ...

الإخوان حصدوا ما زرعوا تعاملوا مع الناس بالمصالح الدنيوية "صوت على من هو أنفع لك في معاشك" فلما وجد الناس من هو أنفع لهم في بعض معاشهم تركوا الإخوان وزهدوا فيهم..!!!

-وهذا ثاني أهم أخطاء الإخوان أنهم اهتموا بتوفير بعض احتياجات المواطن الدنيوية لأنه كما بينا سابقا ظنوا أن تأييد الشعب لهم هو العنصر الأساسي في وصولهم للسلطة –وليس الله وحده_ وإن كانوا يقرون بذلك قولا ولكن أفعالهم لم تكن تترجم هذا الاعتقاد في الواقع والدليل أنهم في تقديم مساعدتهم للناس لم يكن همهم تعليم الناس الدين الصحيح من التوحيد وعدم الشرك وأداء العبادات على الوجه الصحيح فاهتموا بتلبية احتياجات الناس البيولوجية كما جاء في المقال والتى هي في الحقيقة لم تكن في يوم من الأيام من مهمة الأنبياء ولا المرسلين بل كان الرسل يقولون:{قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌإِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ...}الأنعام50

وجاء في تفسير السعدي :"وإنما ذلك كله عند الله فهو الذي ما يفتح للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده، وهو وحده عالم الغيب والشهادة"

{إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ...}فهل اتبع الإخوان في منهجهم الحركي ما أوحى ربهم في القرآن والسنة النبوية؟؟

حتى وإن أجاب أغلبهم بنعم نحن على المنهج النبوي!!! فإن أفعالهم تكذبهم -ولو أن أطيل لذكرت الكثير الكثير من أفعالهم التى تخالف الكتاب والسنة-..وكذلك كتبهم تكذبهم وتشهد أنهم لم يكونوا على المنهج الحق والذي أساسه دعوة النفس ثم الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له عبادة لن تكون مقبولة إلا إذا كانت خالصة لله وكانت وفق ما شرع الله.قَوْله تَعَالَى : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رَسُول إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَه إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }الأنبياء 25

لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى نَحْوِ أَهْلِ الْيَمَنِ ، قَالَ لَهُ : إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ ، فَإِذَا صَلَّوْا ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ ، فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ ، فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ " .

فهذه أولويات الدعوة الإسلامية كما بينها الرسول صلى الله عليه وسلم..فاين هي دعوة الإخوان من كل هذا في الواقع..؟ (وهذا خطأ عقدي بالدرجة الأولى وليس خطأ حركي)

هل أخطأ الإخوان .. ربما يجدر بأجيال المستقبل أخذ العبرة ... لعلاج أمراض العقول و القلوب قبل تلبية الحاجات البيولوجية ... شهوات البطن و الفرج .. و معذرة على الأسلوب المباشر ..

وهذا خطأ ثالث وقع فيه الإخوان أنه تولوا مهمة أو قل حددوا لأنفسهم غاية لم يحددها لهم الشرع الحنيف فألزموا بها أنفسهم وغيرهم وسفكت من أجلها الدماء وانتهكت الأعراض..ألا وهي إقامة الدولة أو الخلافة الإسلامية على زعمهم..والله جل جلاله حدد لنا غاية واحدة هي التى من أجلها نحيا ومن أجلها نموت..{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} الذريات56 –إن نوح عليه السلام لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما لم يحقق لا خلافة إسلامية ولا أكثر أتباعه فلم يعاتبه ربه "لم لم تحقق الدول الإسلامية على أرض الواقع ؟؟؟"بل أثنى عليه تعالى:

{وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ·وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ·وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ ·وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ ·سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ·إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ·إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ }

و-يجب أن نعلم إذا ألا يعبد الله إلا باتباع شرعه وسنة نبيه لقَوْله تَعَالَى :{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّه وَيَغْفِر لَكُمْ ذُنُوبكُمْ وَاَللَّه غَفُور رَحِيم}

أما عن النتائج فهي بيد الله وحده :{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}الملك{26}

وكل من يتابع حركة الإخوان بعين الموضوعية سيجد أنهم أبعد الناس عن التزام سنة النبي عليه الصلاة والسلام سلوكا ومنهجا فالداعية الإسلامي يلتزم الغاية الشرعية وينتهج النهج الشرعي ويستعمل الوسائل المشروعة وكل هذا لا يتأتى إلا بعد فقه عميق في كتاب الله وسنته رسوله صلى الله عليه وسلم وليس بالتفقه في كتب حسن البنا رحمه الله..فهو رجل قد يكون أحسن النية وأخلصها ولكنه أخطأ في تحديد الغاية وبالتالي أخطأ في المنهج وفي الوسيلة...