ما المقصود بالعقلانيين المعاصرين؟
"تلك الاتجاهات العقلانية التي ظهرت في القرنين الأخيرين التي تتبنى تحكيم العقل البشري وتقديمه على الدين أو تعطي العقل اعتبارا فوق اعتبار نصوص الوحي الثابتة عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والتي تقوم على أنقاض المدارس والفرق العقلانية والكلامية القديمة تجدد أصولها وتحيي أمجادها والتي تذهب إلى تفسير الإسلام في عقيدته وأصوله تفسيرا عقلانيا وعصرانيا ماديا دون اعتبار لدلالات اللغة وأصول الدين وعمومات النصوص وعمل المسلمين وإجماعهم والتي تذهب إلى تفسير الوحي والدين والنبوات والغيب والمعجزات والقدر ونحوها على مقتضى المفاهيم العقلانية البشرية والكشوفات العلمية المحسوسة والنظريات الغربية المادية والتي تدعو إلى التجديد والنظر في الإسلام – حسب مقتضيات العصر الحديث – عقائديا وفكريا وتشريعيا وتاريخيا وصياغته صياغه جديدة ليساير الفكر الغربي والحياة الغربية المتقدمة والمتمدنة وإخضاعه للسيادة العقلانية العالمية كما فعل الغرب بالكنيسة ودينها ومنها تلك الاتجاهات العلمانية التي دعت إلى فصل الدين عن الحياة ومنها كذلك العصرانية وهي التي تريد من الدين أن يساير العصر ويخضع له ومنها كذلك : التنوير وهو شعار للاتجاهات العقلانية التي تستوحش من الإيمان بالغيب"
أصول المدرسة العقلية المعاصرة
هناك أصول اتفقت عليها المدرسة العقلية المعاصرة والمدرسة العقلية القديمة وهي
"1- إكبار العقل وتقديمه على النص وإخضاع الثاني للأول وجعل العقل مصدرا للتلقي مقدما في الاستدلال مقدما على الكتاب والسنة
2- عداء السنة وأهلها واحتقارها ولمزها والتهكم بها وبأهلها
3- التبعية للمذاهب والفلسفات الأجنبية عن الإسلام
4- استباحة الخوض في سائر أمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله وليس للعقل قدرة على تصورها فضلا عن الحكم عليها
5- الاستهانة بأحكام الله وشرعه والجرأة على الفتوى والقول على الله بغير علم في الحلال والحرام
6- الجرأة على إثارة الشبهات والآراء الشاذة في الدين عموما والعقيدة بخاصة
7- الترويج للملل وإحياء النحل الضالة والمذاهب والأهواء والفرق بين المسلمين وتمجيدها
8- احتقار أهل السنة والتهوين من شأنهم ورميهم بالتعصب وضيق التفكير والجهل
9- الدعوة إلى تفسير القرآن والسنة بالأهواء وتأويلها تأويلا عقلانيا جديدا
10- التجديد والتغيير في أصول العقيدة وأصول التشريع الثابتة ومناهج التلقي والاستدلال
11- اعتبار هزيمة الفرق المنحرفة في القديم والجديد وانتصار أهل السنة نكسة تاريخية وضررا بالإسلام والمسلمين وعاملا من عوامل التخلف والجمود"
بتصرف