في سنوات الجمروالقهر التي عشتها بكل علقم ، كنت أعيش في مستنقع عفن
كل يوم أكثر من جثة ملقاة أمام أعيني وناهيك عن تلك الطلقات النارية والقنابل
اليدوية المزروعة في كل مكان ، نجوت منها عديد المرات ,
ولاأنسى تلك الذكريات المؤلمة التي حين أتذكرها تفيض عيناي دمعا وقهرا
خصوصا أنني أنا آخر من ودعت أبي الى مثواه الاخير حين خطفته جماعة إرهابية وقتلته
ما كدت أعتاد فراق أبي ستة أشهر لتعود النكسة ،
في ليلة باردة وقاسية كنت بنت ستة سنوات ، لم تكن بهم رحمة أبدا
آه لكم أتذكر صباح الفاتح ديسمبر 1995
حين استيقظت بعد غفوة قصيرة على رائحة الدماء التي يفوح بها أرجاء منزلي
كنت صدمة كسرت قلبي ، حين بحثت عن أمي ، لاجدها مع جدتي مرمية خارج البيت
وبعد أن نهشت الكلاب الضارية جسدهما , بلا حراك ، مفصولتا الرأس ،
لا أستطيع وصف ما عشته في تلك الفترة والحمد لله على كل حال
اللهم ارحم والديا واسكنهما فسيح جنانك