وعليكم السلام والرحمة
مرحلة مضت لكنها مازالت حاضرة في يومي وموضوعك هذا أختي حضورها قوة
شهادة شاهد من أهلها :
معاناة أفراد أسرة السجين لا يحسّ بها إلا هم ، خصوصا إذا كانت التجربة تتعلق بأول سجين في العائلة
تبدأ معاناة الأسرة مع سجينهم في يوم دخوله السجن ولا تنتهي بخروجه منه
قبل استيعاب الصدمة الأولى يبدأ المتضامنون والشّامتون على حد سواء في تعميق البحث مع أفراد العائلة
عن سجينهم وتفاصيل اعتقاله وتهمته وهل هو مذنب أو بريء وعن المدّة التي يمكن أن يقضيها في السجن
في الأيام الأولى تعاني الأسرة من البحث عن وسيط لدى المحاكم لإخراج السجين من ورطته وما يرافق
ذلك من نصب المحتالين وأخذ مالهم دون نتيجة ، بعد إصدار الحكم بمدة معيّنة تأتي معاناة السّلة الغذائية وما
يستلزمها من الموارد المالية والوقوف لساعات في الطابور أمام بوابة السجن ، العائلة تقدّم تضحياتها عن طيب
خاطر وهي تعتقد أن سجينهم مازال كما عرفوه طيبا طاهرا ومستقيما ، أما هو ففي الغالب يكون قد أثر عليه
أصحاب السّوابق من تجار المخدرات والخمور وثطاع الطرق ...
حينما يخرج من السجن تتفاجأ الأسرة بإنسان غريب لا يمتّ بصلة للذي تربّى بينهم ، ومن هنا يبدأ الصراع بين
الأصل والفرع الذي أصبح غريبا عليهم بسلوكيات لم يعهدوها في أي فرد من أفراد العائلة ، أما المجتمع فنظرته
إلى السجين لن تكون أحسن من نظرة أسرته إليه ، وبهذا الجو القاتم تكون الأبواب مشرّعة للسجين كي يرتكب
حماقات وربما جرائم تعيده إلى السجن مرة اخرى ..
إدا كان السجين قد تلقّى في أسرته تربية حسنة مبنية على الصّدق والإستقامة والإحترام فلا بد أن يرجع إلى أصله
حتى وإن انحرف في مرحلة من مراحل عمره ..
السجن في العرف هو مؤسسة تربوية لإعادة تأهيل السجين وإدماجه في المجتمع ، أما في الواقع فهو مصنع
لتفريخ المجرمين ..
تحيتي