اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أمة الله الجزائرية
تفريغ تعليق الشيخ محمد بن رمزان الهاجري على نصيحة وهب بن منبه
الشيخ محمد بن رمزان الهاجري حفظه الله : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد
سمعنا الآيات والنصوص من الأحاديث الصحيحة والآن في بيان حال السلف في تطبيق هذه النصوص على الواقع الذي هم فيه
حادثة حدثت كما قال الشيخ محمد وفقه الله لوهب بن منبه
وهب ولد في زمن عثمان سنة أربع وثلاثين وتوفي سنة مائة وأربعة عشر
الخوارج هناك مواقف كثيرة للصحابة معهم في الرد عليهم ونقاشهم وحوارهم ولكن هذه الرواية التي إن شاء الله يقرأها علينا أخونا الشيخ فارس يقرأها ونعلق عليها فليبدأ بإذن الله وفقه الله
الشيخ فارس : بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم هذه مناصحة للإمام وهب بن منبه رحمه الله تعالى لرجل تأثر بمذهب الخوارج وأصل هذه النصيحة جاءت في تهذيب الكمال للحافظ المزي وقد استلها وأخرجها الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله تعالى
قال علي بن المديني حدثنا هشام بن يوسف الصنعاني أبو عبد الرحمن
قاضي صنعاء قال أخبرني داود بن قيس قال كان لي صديق من أهل بيت خولان من حضور يقال أَبُو شمر ذو خولان، قال: فخرجت من صنعاء أريد قريته، فلما دنوت منها وجدت كتابا مختوما فِي ظهره
الشيخ بن رمزان حفظه الله : انظر يقول صديق لي وكهذا هي صحبة أهل البدع بعضهم لبعض .
الشيخ فارس : مختوما فِي ظهره إلى أَبِي شمر ذي خولان فجئته فوجدته مهموما حزينا، فسألته عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: قدم رسول من صنعاء فذكر أن أصدقاء لي كتبوا إلي كتابا فضيعه الرسول
الشيخ ابن رمزان حفظه الله : أصدقاء بعثوا برسول وبكتاب دائما استغلال الناس لإرسال الرسائل السرية والأمور التي لا يريدون أن يطلعون الناس عليها ، أهل مكر ولأهل سوء وعندما نسمع هذه الحادثة لابد أن ننزلها على واقع الحال وما يمارسه أبناء البدع من الجماعات السياسية التي تبي أمورها على السرية، فإذا رأيت القوم يتناجون في أمر دينهم دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة ، ولا تستغرب في زمن العصر الكتابات وإن كان من خلال الوسائل العصرية بالإيميلات أو بالشفرات النصية أو غيرها ، هكذا أساليبهم فيما يلقون بعضهم لبعض .
الشيخ فارس : فذكر أن أصدقاء لي كتبوا إلي كتابا فضيعه الرسول، فبعثت معه من رقيقي من يلتمسه من قريتي وصنعاء، فلم يجدوه
الشيخ بن رمزان حفظه الله : انظر بين قريته وصنعاء رقيق رجل ذا مال ذا جاه ذا ثراء يملك من العبيد عنده ما يصل به إلى صنعاء ذهابا وإيابا على الطريق حتى يجدوا ذلك الكتاب المختوم لماذا ؟ لما فيه من الأمور الخفية السيئة التي فيها مكر وكيد .
الشيخ فارس : وأشفقت من ذَلِكَ، قلت: فهذا الكتاب قد وجدته فَقَالَ: الحمد لله الذي أقدرك عليه
الشيخ ابن رمزان حفظه الله: انظر أشفقت أي خفت ، الكتاب مختوم باسمه والمادة المكتوبة فيه مادة خطيرة فيها طعن وفيها تكفير وفيها بوح بالاعتقاد فخاف أن يقع على أحد ففرح لما هذا وقع في يده الذي أقدرك الله عليه حتى لا يجدها أحد غيرك وأنت الذي أتيت به إلي وما درى أن الذي أتى به قد سر الله له أنه أتى به لتكون الهداية على يديه.
الشيخ فارس : ففضه فقرأه، فقلت: أقرئنيه
الشيخ بن رمزان حفظه الله : ففضه فدل على أن حامل هذا الكتاب لم يتجرأ ويفك الأمانة المختومة وهكذا السني ، انظر في تعامله لا يدري ما في هذا الكتاب ولما أتى إليه وفتح الكتاب ، انظر ماذا حصل ؟؟!!
الشيخ فارس : فقلت: أقرئنيه. فَقَالَ: إني لأستحدث سنك.
الشيخ ابن رمزان : أقرئنيه اقرأ دعني أسمع أو أقرأ عليك ، قال أنت صغير ما تعرف هذه الأمور
الشيخ فارس : قلت: فما فيه؟ قال: ضرب الرقاب
الشيخ ابن رمزان : إذا يعرف أن هذا الكلام الموجود في هذا الكتاب كلام خطير لا يقوله السوي لا يقوله صاحب العقيدة السليمة ويعلم أن مآل هذا الأمر لو بلغ ولي الأمر لقطع رأسه لأن هذا حكم الخوارج
الشيخ فارس : قلت: لعله كتبه إليك ناس من أهل حروراء فِي زكاة مَالِك؟
الشيخ ابن رمزان : لما سمع اللغة أن هذا قطع الرقاب ربط ما بين الكتاب وهذا الهلع وهذا الخوف وعدم وجوده وقطع الرقاب قال لعلك تقصد أنه أتاك من حروراء أي من الخوارج الذين في صنعاء ، بلغ التحذير منهم وبلغ البيان منهم ، انظر ماذا حصل ؟؟!!
لما استشف من خلال طرحه بمقدمات قال لعلك تقصد أولئك الذين في صنعاء من الحرورية ، لم يبوح له الرجل بشيء لم يقرأ الكتاب لم يبين له ولكن ربط ما بين طرحه مع إنه أخفى عليه ما في الكتاب .
الشيخ فارس : قال: من أين تعرفهم؟ قلت: إني وأصحابا لي نجالس وهْب بْن منبه
الشيخ ابن رمزان : إذا هذا الذي استصغر سنه عنده من العلم ما ليس عنده وعنده من المعرفة ما ليس عنده وعنده من التمييز ما بين الحق والباطل ما ليس عنده أنظر هذا الرجل استُغل على ثرائه بعاطفة دينية ليستسلب ماله وليصبح سخرة هؤلاء وفي طوع أمرهم فاستصغر سن الشاب وما علم أن هذا الشاب عنده من العلم ما ليس عنده لأن وهب بن منبه قد حذره قال نعم كنا نحذَّر من هؤلاء وهذا بيان أن التحذير من أهل البدع لابد أن يصل الجميع ولعله يحضرني الآن ما حصل لمعاذة عند عائشة عندما سألتها بذلك السؤال فقالت أحرورية أنت ؟؟ فقالت لا يا أماه ولو كانت جاهلة بمعرفة الخوارج لقالت وما الحرورية يا أماه ؟؟ولكن كانوا يحذرون عوام الناس ومن يجهلون الأحكام من أهل البدع والباطل ولذلك هذه الليلة وهذه الندوة وهذه المحاضرة في دواعش إني مغتبط بذلك فرح مسرور أعتبر هذا العمل من أرجى الأعمال عند الله عز وجل في فضح الخوارج ووالله هي لأشد عليهم مما ينزل عليهم من الصواريخ لأن بيان الحق من السني لإخوانه المسلمين في العالم لفضح هؤلاء الذين شوهوا وفعلوا ما فعلوا قاتلهم الله .
الشيخ فارس : قال: من أين تعرفهم؟ قلت: إني وأصحابا لي نجالس وهْب بْن منبه، فيقول لنا: احذروا أيها الأحداث الاغمار هؤلاء الحروراء، لا يدخلوكم فِي رأيهم المخالف، فإنهم عرة لهذه الأمة
الشيخ ابن رمزان : إذاً هم شر لهذه الأمة فأصبح عند هذا الشاب من العلم ما ليس عند هذا الرجل الكبير فبين له ونصحه وبدأ يسأله ما عندك يعني ماذا تعرف عنهم ، يريد ما يؤكد أمره فإذا به يطرح له طرح يخالف ما هو عنده أنهم أهل ضلال وأهل انحراف .
الشيخ فارس : فدفع إلي الكتاب، فقرأته فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم إلى أَبِي شمر ذي خولان سلام عليك، فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، ونوصيك بتقوى الله وحده لا شَرِيك له
الشيخ ابن رمزان : انظر إلى لغة الخوارج ، أهل تقوى وهم من أفجر خلق الله ومن أجرأ الأمور الجرأة على الدماء فهؤلاء يتكلمون بكلام كما سمعنا من الإخوة الأفاضل الشيخ زيد والشيخ بدر في بيان هؤلاء وأن لهم كلام ولهم طرح يخالف فعلهم وأعمالهم
الشيخ فارس : ونوصيك بتقوى الله وحده لا شَرِيك له، فإن دين الله رشد وهدى فِي الدنيا ونجاة وفوز فِي الآخرة، وإن دين الله طاعة، ومخالفة من خالف سنة نبيه وشريعته
الشيخ ابن رمزان : هم أول من خالف طاعة الله وشريعته وطاعة النبي .
الشيخ فارس : فإذا جاءك كتابنا هذا فانظر أن تؤدي - إن شاء الله - مَا افترض الله عليك من حقه تستحق بذلك ولاية الله وولاية أوليائه
الشيخ ابن رمزان : هذا الذي يريدون ، المال ، هذه المقدمة من أجل المال جيبوا الأموال وانظروا إلى دعاة هؤلاء وأفكار هؤلاء وطرح هؤلاء يردون الأموال صناديقهم شاهدة ، حتى صناديق الأضاحي وصناديق تفطير الصائم وصناديق ... كلها جُعلت لضرب المسلمين وما يحصل من هذه الأشياء كلها من جمع هذا المال والاعتداء على الناس بل تسلط على أموال المحسنين وجمعها في ما يحبونه وصرفها في أفكار الجامعين فالمحسنين بذلوا والجامعين صرفوا فيما يريدون من أفكار
الشيخ فارس : فقلت له: فإني أنهاك عنهم قال: فكيف أتبع قولك وأترك قول من هُوَ أقدم منك ؟
الشيخ ابن رمزان : أنت صغير ما تعرف كيف أسمع كلامك ؟ هؤلاء كبار وأنا أعرفهم وأنا كبير فماذا كان منه؟ ، نرجع إلى الصواب قال نرجع إلى من ؟ تسمع قوله إلى العلماء ولذلك تجد الذين تركوا الصحابة في الكوفة في المسجد ويقول لهم ابن مسعود وهؤلاء أصحاب رسول الله متوافرون أي ليسوا فيم جلس مع الصحابة فماذا حصل ؟ حصل أن عامة أصحاب الحلق من الذين طاعنونا يوم النهروان أي خرجوا وهكذا اعتزال أهل العلم هذه نتيجته جاهل مع جاهل النتيجة تكفير وتفجير وعبث
الشيخ فارس : قال: قلت: أفتحب أن أدخلك على وهْب بْن منبه حَتَّى تسمع قوله ويخبرك خبرهم؟ قال: نعم. فنزلت ونزل معي إلى صنعاء
الشيخ ابن رمزان : ذهبوا حتى وصلوا صنعاء قال نذهب إلى العلماء وهذا منهج سني إذا اختلفت تجع إلى العلماء وأهل العلم .
الشيخ فارس : ثُمَّ غدونا حَتَّى أدخلته على وهْب بْن منبه قال فوجدنا عند وهْب نفرا من جلسائه، فَقَالَ: لي بعضهم: من هذا الشيخ؟ فقلت: هذا أَبُو شمر ذو خولان من أهل حضور وله حاجة إلى أَبِي عَبد اللَّهِ. قَالُوا: أفلا يذكرها؟ قلت: إنها حاجة يريد أن يستشيره فِي بعض أمره. فقام القوم، وَقَال وهْب: مَا حاجتك يا ذا خولان؟ فهرج وجبن من الكلام، فَقَالَ لي وهْب: عبر عَنْ شيخك.
الشيخ ابن رمزان : لماذا ؟ لأنه شعر أنه مخطئ ووهب عالم سنة والهيبة ولذلك الذلة والصغار على من خالف أمري .
الشيخ فارس : فقلت: نعم يا أَبَا عَبْد اللَّهِ، إن ذا خولان من أهل القرآن وأهل الصلاح فيما علمنا، والله أعلم بسريرته.
الشيخ ابن رمزان : يعني في ظاهره ودائما يستغلون الصلاح والقرآن وأهل القرآن وحلقات القرآن من أجل استخفاف الناس والاستحواذ على الناشئة ومن الخطورة بمكان أن يتولى الناشئة أصحاب الفكر المنحرف فلذلك إذا تولى الأعجمي أو الشاب رجلا على غير السنة حرفه .
الشيخ فارس : فأخبرني أنه عرض له نفر من أهل صنعاء من أهل حروراء، فقالوا له: زكاتك التي تؤديها إلى الأمراء لا تجزي عنك فيما بينك وبين الله، لأنهم لا يضعونها فِي مواضعها
الشيخ ابن رمزان : وهذا شائع ذائع منهم لا تدفع لا إلى مصلحة الزكاة ولا تدفع الزكاة جيب المال نحن نأخذ الزكاة عنك نحن نتصرف فيها ، يردون المال يستميتون في المال وفي الأخير تجمع الأموال في هذه الأشياء التي يمارسونها بل جعلوا حتى في قضايا ... أشياء تحزن والله ، تجعل أموال في تفطير الصائم في دعم حملات انتخابية .
|
الذي أعرفه يا أختي أن الخوارج يخرجون على شرع الله قبل خروجهم على الحكام، أي أنهم يكفرون بالكبيرة ويخلدون في النار ويشهرون السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ويقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، وليس كل من خرج ضد حاكم كافر فاسق ظالم جائر فهو خارجي، والقول بهذا صاحبه قادياني يعطل الجهاد في سبيل الله، وقد خرج كثير من الصحابة الكرام، ولم يكن يحرجهم ما نسمعه اليوم من شنشنات المرجئة (الأمريكية)، التي كانت ترى حاكم العراق الأمريكي (بريمر) ولي أمرها، بل لو انتشر هذا الفكر المريض في الشعوب زمن الاستعمار لما أمكنها التحرر نهائيا، لكانوا خذلوها وقالوا هذا خروج على ولي الأمر، ولقد تحررت تلك البلدان بالفكر اليساري والقومي والصوفي، فحتى الصوفية حاربت الغزاة كالنقشبندية في العراق منذ احتلال الأمريكان والقادرية حاربت مع الأمير عبد القادر والرحمانية مع المقراني وغيرهم ولم تتحرر الدول العربية بالفكر الديني المدعي العصمة والنجاة يوم القيامة، لأن هذا الفكرـ خاصة بنسخته المدخلية ـ محله القصر والبلاط مع أي حاكم كان، بل لا يجد حرج في الاستعانة بالكفار فكيف بالله عليك يطردهم؟
أما تحديد شخص بأنه خارجي فيشترط شروط، أولها أن يكون مكفرا بالكبيرة، والمسلمون سموا أهل حروراء والنهروان والأزارقة والصفارية و الرستمية والنكارية خوارجا لأنهم كفروا بالكبيرة، كفروا المسلمين، ولم يسموا الحسين وعبد الله بن الزبيروعبد الرحمان بن صرد والتوابين وابن الأشعث وغيرهم خوارجا لأنهم ليس لديهم فكر وعقيدة الخوارج، وكل الدول الإسلامية قامت بالسيف والخروج على حاكم سابق، فلم يقال اليوم لكل خارج خارجي بالمعني الحروري وليس بالمعنى الحسيني والصردي والتوابي والعباسي والموحدي والمرابطي والادريسي، هذا تعالم ودجل في التاريخ، صحيح ثمة فتوى أصدرها بعض الناس تحرم الخروج على الحاكم لما يترتب عليه من الفساد، منهم الغزالي في عصر الانحطاط، لكن طالما المسألة اجتهادية تقديرية وخرج السابقون فلا نأتي نحن ونتهم الناس ونقول عنهم بأنهم خوارج تخذيلا عنهم أوانتصارا وتبريرا لقعودنا، أقول هذا وأنا جزائري ويشهد الله أني لا أرى الخروج على رئيسنا شفاه الله، بل أراه حكيم العرب في هذا الظرف العصيب ،ولا أبرر لزيد أو لعمرو هنا وهناك، ولكن أهل مكة أدرى بشعابها، ولست ملزما بفتاوى على شاكلة فتاوى الجامية المدخلية المستجلبة للكفار إلى ديار المسلمين ثم تتهم كل من نابزهم بأنه خارجي وهي على شفير المروق من الإسلام بمنزعها الإرجائي الموالي لأعداء الملة وحواراتها مع أهل الشرك والإلحاد ومساواتها لدين الإسلام بأديان أهل الصلبان الأوثان.