![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
أقوى الردود على من أنكر علو العزيز الودود..متجدد
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() معنى علو الله على خلقه وأنواع العلو : قال الله تعالى: {وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة:255]، وقال تعالى {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} [الأعلى:1]، وقال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} [الرعد:13] وذلك دال على أنَّ جميع معاني العلو ثابتة لله من كل وجه، فله علو الذات، فإنه فوق المخلوقات، وعلى العرش استوى أي علا وارتفع وله علو القدر وهو علو صفاته وعظمتها فلا يماثله صفة مخلوق، بل لا يقدر الخلائق كلهم أن يحيطوا ببعض معاني صفة واحدة من صفاته، قال تعالى: {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه:110] وبذلك يعلم أنه ليس كمثله شيء في كل نعوته، وله علو القهر، فإنه الواحد القهار الذي قهر بعزته وعلوه الخلق كلهم، فنواصيهم بيده، وما شاء كان لا يمانعه فيه ممانع، وما لم يشأ لم يكن، فلو اجتمع الخلق على إيجاد ما لم يشأه الله لم يقدروا، ولو اجتمعوا على منع ما حكمت به مشيئته لم يمنعوه، وذلك لكمال اقتداره، ونفوذ مشيئته، وشدة افتقار المخلوقات كلها إليه من كل وجه 255 قال الطبري({ وهو العلي } على كل شيء { الكبير } الذي لا شيء دونه)) تفسير الطبري . وقال كذلك(ومنها: العلوّ والارتفاع، كقول القائل، استوى فلان على سريره. يعني به علوَّه علي.) وقال ابن خزيمة رحمه الله ((الأعلى :المفهوم في لغة العرب أنه أعلى كل شيء,وفوق كل شيء.وقد وصف الله نفسه في غير موضع من تنزيله ,وأعلمنا أنه العلي العظيم .أفليس العلي –يا ذوي الحجج-ما يكون عاليا؟ !)).التوحيد ص112 قال ابن القيم : وله العلو من جميع وجوهه***ذاتا وقهرا مع علو الشأن لكن نفاة العلو سلبوه ***إكمال العلو فصار ذا نقصان حاشاه من إفك النفاة وسلبهم***فله الكمال المطلق الرباني .)) الكافية الشافية ص104. قلت : ومما يدل على ذلك أننا نجد في القرآن الكريم العلو يأتي بمعنى الفوقية كقوله تعالى: يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [النحل:50] قال ابن القيم رحمه الله والفَوْق أنواعٌ كلها لله ثابتة بلا نُكران فوقية الذات، وفوقية القهر، وفوقية القدْر. فعلو الذات : أنه مستو على عرشه فوق جميع خلقه ,مباين لهم وهو مع هذا مطلع على أحوالهم، مشاهد لهم، مدبر لأمورهم الظاهرة والباطنة متكلم بأحكامه القدرية، وتدبيراته الكونية، وبأحكامه الشرعية وأما علو القدر فهو علو صفاته، وعظمتها فلا يماثله صفة مخلوق، بل لا يقدر الخلائق كلهم أن يحيطوا ببعض معاني صفة واحدة من صفاته، قال تعالى: {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} وأما علو القهر : فهو قهره تعالى لجميع المخلوقات فالعالم العلوي والسفلي كلهم خاضعون لعظمته مفتقرون إليه في جميع شؤونهم . قال الشيخ عبد العزيز الراجحي :وقد وافق أهل التعطيل على نوعين من العلو، وخالفوا في واحد، أثبتوا لله علو القدْر والعظمة والشأن، وعلو القهر والغلبة والسلطان، وأنكروا علو الذات. الخلاف بينهم وبين أهل السنة في علو الذات، وأهل السنة أثبتوا الأنواع الثلاثة كلها لله كما قال ابن القيم والفَوْق أنواعٌ كلها لله ثابتة بلا نُكران ثلاثة أنواع علو القدر، وعلو القهر، وعلو الذات، وأهل التعطيل أوّلوا النصوص التي فيها إثبات علو الذات، وحملوها على علو القدر أو على علو القهر))انتهى كلامه. وبما أن علو الذات هو المتنازع فيه بين أهل السنة وبين المعطلة سيكون تركيزي في هذا البحث عليه أكثر من غيره والله الهادي إلى سواء السبيل. يتبع.....
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() [b]تنبيه:هذا جزء مفرد من بحثي((حشد الحشود على من أنكر علو العزيز الودود)) بالرغم من أنني لم أكمله بعد إلا أنني خشيت أن يطول بي الأمد فينالي إثم كتمان العلم ,وذلك إن بقيت مثل هذه المباحث حبيسة أدراجي!
ذلك وإن عملي هذا ليس معصوما من الزلل ,ولا آمنا من مقارفة الخطل,فلست أدعي العصمة,أو الاتيان بما لم يأته به الأوائل, بل جل بحثي مأخوذ من كتب السلف وما لي فيه إلا الجمع والتنسيق . وقد اعتمدت الإطالة فيه والتفصيل لدحض شبه المبطلين ورد اعتراضات المبتدعين الذين لا ينفع معهم الإختصار لعشقهم الجدل والإنتصار ولو على حساب النبي المختار عليه الصلاة والسلام ما ذكره الذاكرين الأبرار وكذا أتباعه المهاجرين والأنصار. «فَإن يَكُ صَوَابًا؛ فَمِنْ اللهِ. وَإِن يَكُ خَطَأً؛ فَمِنَ نَفْسِي [وَمِنَ الشَّيْطَانِ] وأسْتَغْفِرُ اللَه»[/b] |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() الأدلة على علو الله تعالى على عرشه : ولقد لخصها قائلا:لقد تواترت النصوص على علو الله تعالى في الكتاب والسنة وتنوعت ألفاظها وتوافقت على أنه سبحانه فوق عباده وذكرها أئمة السنة على أساس أنها عقيدة أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية الطائفة المنصورة ورحم الله ابن القيم حين قال في نونيته : يا قومنا واللــه أن لقــولنا ألــفـا تدل علــيه بـل ألفــان عقلا ونقـلا مع صريح الفـطرة الأ ولـى وذوق حـلاوة القـرآن هَذَا وَخَاتِمُ هذه العِشرينَ وَجهاً * وَهوَ أقرَبُهَا إلَى الأذهَانِ سَردُ النُّصُوصِ فإنَّهَا قَد نَوَّعَت * طُرقَ الأدِلَّةِ فِي أتَمِّ بَيَانِ وَالنَّظمُ يَمنَعُنِي مِنَ استِيفَائِهَا * وَسَياقَةُ الألفَاظِ بالميزَانِ فأشِيرُ بَعضَ إشَارَةٍ لِمَوَاضِعٍ * مِنهَا وَأينَ البَحرُ مِن خِلجَانِ فاذكُر نُصُوصَ الإِستِوَاءِ فإنَّهَا * فِي سَبعِ آياتٍ مِنَ القُرآنِ واذكر نُصُوصَ الفوقِ أيضاً فِي ثَلاَ * ثٍ قَد غَدَت مَعلُومَةَ التِّبيَانِ واذكُر نُصُوصَ عُلُوِّهِ فِي خَمسَةٍ * مَعلُومةٍ بَرِئَت مِنَ النُّقصَانِ واذكُر نُصُوصاً فِي الكِتَابِ تَضَمَّنت * تَنزِيلَهُ مِن رَبِّنَا الرَّحمنِ كَونَ الكِتَابِ كَلاَمَهُ سُبحَانَهُ * وَعُلُوَّهُ مِن فَوقِ كُلِّ مَكَانِ وَعِدَادُهَا سَبعُونَ حِينَ تُعَدُّ أو * زادَت عَلَى السَّبعِينَ فِي الحُسبَانِ واذكُر نُصُوصاً ضُمِّنَت رَفعاً وَمِعـ * ـرَاجاً وَإصعَاداً إلَى الدَّيَّانِ هِيَ خَمسَةٌ مَعلُومَةٌ بِالعَدِّ وَالـ * ـحُسبَانِ فاطلُبهَا مِنَ القُرآنِ وَلَقَد أتَى فِي سُورَةِ المُلكِ التِي * تُنجِي لِقَارِئِهَا مِنَ النِّيرَانِ نَصَّانِ أنَّ الله فَوقَ سَمَائِهِ * عِندَ المُحرِّفِ مَا هُمَا نَصَّانِ وَلَقَد أتَى التَّخصِيصُ بالعِندِ الذِي * قُلنَا بِسَبعٍ بَل أتَى بِثَمَانِ مِنهَا صَرٍيحٌ مَوضِعَانِ بِسُورَةِ الـ * أعرَافِ ثُمَّ الانبِياءِ الثَّانِي فَتَدَبَّرِ النَّصينِ وانظُر مَا الذِي * لِسَواهُ ليسَت تَقتَضِي النَّصَّانِ. وهاهنا أذكر أهمها : أحدها: التصريح بالفوقية مقرونة بأداة "من" المعينة لفوقية الذات قال الله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِم} .النحل50 قال ابن خزيمة ((فأعلمنا الجليل جل وعلا في هذه الآية أيضا أن ربنا فوق ملائكته ، وفوق ما في السماوات ، وما في الأرض ، من دابة ، أعلمنا أن ملائكته يخافون ربهم الذي فوقهم))التوحيد ص111. ثانياً: ذكرها مجردةً عن الأداة, قال تعالى:{ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } الأنعام 18. رَوَىُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيث سَعْد بْن إِبْرَاهِيم عَنْ عَامِر بْن سَعْد عَنْ أَبِيهِ , وَفِيهِ فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَقَدْ حَكَمَ فِيهِمْ الْيَوْم بِحُكْمِ اللَّه الَّذِي حَكَمَ بِهِ مِنْ فَوْق سَبْع سَمَاوَات " . وَقَالَ اِبْن إِسْحَاق فِي حَدِيثه " لَقَدْ حَكَمْت فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّه الَّذِي حَكَمَ بِهِ مِنْ فَوْق سَبْعَة أَرْقِعَة " وَالرَّقِيع مِنْ أَسْمَاء السَّمَاء . ثالثاً: التصريح بالعروج، قال تعالى:{ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ } المعارج 4. وقال الله تعالى((يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه) السجدة5 قال مجاهد رحمه الله((يقال ذي المعارج : الملائكة تعرج إلى الله))رواه النسائي في السنن الكبرى وصححه الألباني. وقال الطبري رحمه الله((يقول تعالى ذكره : تصعد الملائكة والروح وهو جبريل عليه السلام-إليه يعني : إلى الله جلا وعز ,والهاء في قوله(إليه) عائدة على إسم الله))جامع البيان(م14/ج39/ص78). ومن ذلك الحديث الصحيح المتفق عليه أنه صلى الله عليه وسلم قال: {يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم الله تعالى: كيف تركتم عبادي؟ قالوا: جئناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون } قال ابن خزيمة رحمه الله : ( وفي الخير ما بان وثبت وصح أن الله عز وجل في السماء,وأن الملائكة تصعد إليه من الدنيا ,لا كما زعمت الجهمية المعطلة)التوحيد381 رابعاً: التصريح بالصعود إليه، قال تعالى ((إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [فاطر:10] قال الطبري رحمه الله :(( يقول تعالى ذكره : إلى الله يصعد ذكر العبد إياه وثناؤه عليه))تفسير الطبري. وقال صديق خان رحمه الله )):وفيه دليل على علو تعالى فوق الخلق وكونه بائنا عنه بذاته الكريمة,كما تدل له الآيات الأخرى الصريحة والأحاديث المستفيضة الصحيحة)فتح البيان(11/227) وقال ابن القيم(وإليه يصعد كل قول طيب***وإليه يرفع سعي ذي الشكران)الكافية الشافية54 وتأمل الأحاديث التالية : 1-عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال((من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يصعد إلى الله إلا الطيب فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل)) رواه البخاري 2--عن عبدالله بن السئب رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي أربعا بعد أن تزول الشمس قبل الظهر, فقال : (إنها ساعة تفتح فيها أبوا السماء وأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح)كما في الترمذي والحديث صحيح 3-وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهر من الشهور كما تصوم شعبان؟ قال ( ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) الحديث رواه النسائي 4-وعن رفاعة بن رافع قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطست, فقلت: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه, مباركا عليه, كما يحب ربنا ويرضى. فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف فقال: (من المتكلم في الصلاة؟) فلم يتكلم أحد, ثم قالها الثانية, فلم يتكلم أحد, ثم قالها الثالثة, فقال رفاعة: أنا يا رسول الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده! لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكا أيهم يصعد بها). رواه الترمذي وأبو داود والنسائي. 5-وعن أبي موسى قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات, فقال: (إن الله عز وجل لا ينام, ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه, يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار, وعمل النهار قبل عمل الليل, حجابه النور). رواه مسلم. قال ابن القيم رحمه الله ((وحجابه نور فلو كشف الحجاب***لأحرق السبحات للأكوان))الكافية الشافية249 فإذا كانت سبحات وجهه الأعلى لا يقوم لها شيء من خلقه ولو كشف حجاب النور تلك السبحات ,لاحترق العالم العلوي والسفلي ,فما الظن بجلال ذلك الوجه الكريم وعظمته وكبريائه وكماله وجلاله؟ ! 6-عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن لله ملائكة سيارة فضلا, يبتغون مجالس الذكر, فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم, وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم, حتى يملأوا ما بينهم وبين السماء الدنيا, فإذا تفرقوا عرجوا, وصعدوا إلى السماء, قال: فيسألهم الله وهو أعلم: من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عبادك في الأرض, يسبحونك ويكبرونك, ويهللونك ويمجدونك, ويحمدونك ويسألونك. قال: وماذا يسألوني؟ قالوا: يسألونك جنتك. قال: وهل رأوا جنتي؟ قالوا: لا, أي ربِّ! قال: وكيف لو رأوا جنتي؟ قالوا: ويستجيرونك. قال: ومم يستجيروني؟ قالوا: من نارك. قال: وهل رأوا ناري؟ قالوا: لا. قال: فكيف لو رأوا ناري؟ قالوا: يستغفرونك. قال: فيقول: قد غفرت لهم, فأعطيتهم ما سألوا, وأجرتهم مما استجاروا. قال: يقولون: ربِّ! فيهم فلان عبد خطاء, وإنما مرَّ فجلس معهم! قال: فيقول: وله غفرت, هم القوم لا يشقى بهم جليسهم) متفق عليه وهذه رواية مسلم. جاء في السراج الوهاج ( 10/ 567) قوله " هذا الحديث صحيح جليل القدر زكثير الفائدة وهو حسن الافاظ لطيف المعاني ، وفيه إثبات جهة العلو و الفوق لله تعالى). خامساً: التصريح برفعه بعض المخلوقات إليه, قال تعالى: { بل رفعه الله إليه} النساء158, { إني متوفيك ورافعك إليّ } آل عمران 55. سادساً: التصريح بالعلو المطلق الدال على جميع مراتب العلو ذاتاً وقدراً وقهراً ، قال الله تعالى { وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }(البقرة: من الآية255) { وهو العلي الكبير } (سبأ 23 ) { عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ } (الرعد:9){ سبح اسم ربك الأعلى }[ الأعلى 1 ] { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }(يونس: من الآية18) قال ابن القيم رحمه الله تعالى ![]() وفسر الطبري " العلي " بالعلو والارتفاع " جامع البيان م / 3 / ج2 /ص 19 " سابعاً: التصريح بتنزيل الكتاب منه سبحانه وتعالى : قال الله عز وجل { تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }(الزمر:1) { تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } (فصلت:2){ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }(فصلت: من الآية42) {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (السجدة:2) {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ }(الأنعام: من الآية114){ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } (غافر:2){ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (الواقعة:80){ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ }النحل: من الآية102) تفيد هذه الآيات الآتي : أ- أنه المتكلم ، وأنه منه منزل ، ومنه بدأ وهو الذي تكلم به . ب- علو الله سبحانه فوق خلقه ، فإن النزول والتنزيل الذي تعقله العقول ، وتعرفه الفِطَر : وهو وصول الشيء من أعلى إلى أسفل . والرب تعالى إنما يخاطب عباده بما تعفه فطرهم ، وتشهد به عقولهم . قال ابن القيم رحمه الله : والله أخبرنا بأن كتابه ***تنزيله بالحق والبرهان أيكون تنزيلا وليس كلام من ***فوق العباد أذاك ذو إمكان أيكون تنزيلا من الرحمان والر***حمن ليس مباين للأكوان)) الكافية الشافية ص109-110 ثامناً: التصريح باختصاص بعض المخلوقات بأنها عنده ، وأن بعضها أقرب إليه من بعض .قال الله تعالى { فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ }(فصلت: من الآية38) وقال تعالى { وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ } (الانبياء:19) وقال تعالى { رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ }(التحريم: من الآية11) { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ}(القمر: 54 – 55 ) { وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ }(يونس: من الآية2){ إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ }(لأعراف:206) فدلت هذه الآيات على أن الذين عنده هم قريبون إليه " ولو كان موجب العندية معناً عاماً ، كدخولهم تحت قدرته ومشيئته وأمثال ذلك لكان كل مخلوق عنده ؛ ولم يكن أحد مستكبراً عن عبادته ، بل مسبحاً له ساجداً ، وقد قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}(غافر: من الآية60) وهو سبحانه وصف الملائكة بذلك رداً على الكفار المستكبرين عن عبادته . " مجموع الفتاوى ( 5 / 165 – 166 ) قال ابن القيم رحمه الله : لو لم يكن سبحانه فوق الورى ***كانوا جميعا عند ذي السلطان ويكون عند الله إبليس وجبريل***هما في العند مستويان )) الكافية الشافية ص112 عن مسروق قال سألنا عبد الله بن مسعود عن هذه الآية ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) الآية قال إنا قد سألنا عن ذلك فقال أرواحهم في أجواف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال هل تشتهون شيئا ؟ قالوا أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا . رواه مسلم . وقال ابن خزيمة رحمه الله : فكل من له فهم بلغة العرب ، يعلم أن اطِّلاعه إلى الشيء لا يكون إلا من أعلى إلى أسفل . ولو كان كما زعمت الجهمية أن الله مع الإنسان وأسفل منه ،وفي الأرض السابعة السفلى كما هو في السماء السابعة ، لم يكن لقوله " فاطلع إليهم ربهم اطلاعة " معنى - من كتاب التوحيد " ص 381 " وتدبر الأحاديث التالية : 1-عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم جل وعز قلنا وكيف تصف الملائكة عند ربهم قال يتمون الصفوف المقدمة ويتراصون في الصف))رواه مسلم. 2-عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ((ما من قوم يذكرون الله إلا حفت بهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده)) رواه الترمذي . 3-عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال)) لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وماذا عمل فيما علم)) رواه الترمذي وصححه الألباني . 4-عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ))لما خلق الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي تغلب غضبي))رواه مسلم. قال ابن خزيمة :((فالخبر دال على ربنا جلا وعلا فوق عرشه الذي كتابه-أن رحمته غلبت غضبه-عنده) كتاب التوحيد ص105 وقال صديق حسن خان رحمه الله : وهذا يدل على العندية والعلو والفوقية.ونحن نؤمن به,بلا كيف ولا تمثيل,ولا ننكره,ولا نؤوله كأهل الكلام.وهذا هو سبيل السلف في مسائل الصفات. والحديث : دليل على سبق لرحمة وغلبتها على الغضب والسخط.وهذا هو اللائق بشأن أرحم الراحمين.ولولا ذلك لكنا جميعا خاسرين هالكين.نعوذ بالله من غضب الله ونتوب إليه من سخطه ونرجوا رحمته وكرمه وفضله ولطفه.وما أحقه بذلك)السراج الوهاج(11/22-23). قال ابن القيم رحمه الله : واذكر حديثا في الصحيح تضمنت***كلماته تكذيب ذي البهتان لما قضى الله الخليقة ربنا***كتبت يداه كتاب ذي إحسان وكتابه هو عنده وضع***على العرش المجيد الثابت الأركان إني أنا الرحمان تسبق***رحمتي غضبي وذاك لرأفتي وحنان يتبع......... |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() تاسعاً: التصريح بأنه تعالى في السماء والمراد بها العلو، قال تعالى:{ أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور/أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير} الملك-1716، معنى كون الله في السماء : أما معنى(الله في السماء) فهو العلو كما قال ابن الأعرابي : [كل ما علاك فهو سماء ]، ومما يؤكد أن السماء لفظ اصطلاحي يراد به العلو هو قول النبي صلى الله عليه وسلم ): الخيمة درّة طولها في السماء ستون ميلاً في كل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراهم الآخرون » (متفق عليه). يبين ذلك أيضاً قول الإمام النووي رحمه الله: « قوله (طولها في السماء) أي في العلو » [شرح النووي على مسلم ج 17/176]. يقول الحافظ ابن عبد البر رحمه الله : وأما قوله تعالى : ( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ ) الملك/16 فمعناه مَن على السماء يعني على العرش ، وقد يكون في بمعنى على ، ألا ترى إلى قوله تعالى : ( فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ) التوبة/2 أي : على الأرض . وكذلك قوله : ( وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ) طه/71 " انتهى. " التمهيد " (7/130) . وقال أبي الحسن الأشعري في كتاب الإبانة((ومنها قول الله عز وجل : ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ) ثم قال : فالسموات فوقها العرش , فلما كان العرش فوق السموات قال : (أأمنتم من في السماء ) لأنه مستو على العرش الذي فوق السموات , وكل ما علا فهو سماء . فالعرش أعلى السموات , وليس إذا قال : ( أأمنتم من في السماء) يعني جميع السموات . وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السموات إلى أن قال : ورأينا المسلمين جميعاً يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء , لأن الله عز وجل مستو على العرش الذي هو فوق السموات , فلولا أن الله عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش)) . انتهى و قال الشيخ ابن عثيمين في " شرح الواسطية " (ص 252 – 253): لكن ها هنا إشكال, وهو أن (في) للظرفية, فإذا كان الله في السماء, و(في) للظرفية, فإن الظرف محيط بالمظروف! أرأيت لو قلت: الماء في الكأس, فالكأس محيط بالماء وأوسع من الماء! فإذا كان الله يقول: أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ فهذا ظاهره أن السماء محيطة بالله, وهذا الظاهر باطل, وإذا كان الظاهر باطلا, فإننا نعلم علم اليقين أنه غير مراد لله, لأنه لا يمكن أن يكون ظاهر الكتاب والسنة باطلا. فما الجواب على هذا الإشكال؟ قال العلماء: الجواب أن نسلك أحد طريقين: 1- فإما أن نجعل السماء بمعنى العلو, والسماء بمعنى العلو وارد في اللغة, بل في القرآن, قال تعالى: أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا (الرعد 17) والمراد بالسماء العلو, لأن الماء ينزل من السحاب لا من السماء التي هي السقف المحفوظ, والسحاب في العلو بين السماء والأرض, كما قال تعالى: وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ (البقرة 164).فيكون معنى: مَنْ فِي السَّمَاءِ أي: من في العلو. ولا يوجد إشكال بعد هذا, فهو في العلو, ليس يحاذيه شيء, ولا يكون فوقه شيء. 2 - أو نجعل (في) بمعنى (على), ونجعل السماء هي السقف المحفوظ المرفوع, يعني: الأجرام السماوية, وتأتي (في) بمعنى (على) في اللغة العربية, بل في القرآن الكريم, قال فرعون لقومه السحرة الذين آمنوا:وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ (طه 71), أي: على جذوع النخل. فيكون معنى: مَنْ فِي السَّمَاءِ. أي: مَنْ على السماء. ولا إشكال بعد هذا.) انتهى كلام الشيخ رحمه الله تعالى. قال البيهقي في الأسماء والصفات (2 :165): « ومعنى قوله في هذه الأخبار "من في السماء" أي فوق السماء على العرش كما نطق به الكتاب والسنة ». هذا وقد تواترت الأدلة على أن الله في السماء : قال الحافظ الذهبي رحمه الله في كتابه "الأربعين في صفات رب العالمين"—ص53/54((وكونه-عز وجل-في السماء متواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تواتر حرفيا ))فمن ذلك : 1-عن معاوية بن حكم السلمي رضي الله عنه قال :كانت لي جارية ترعى غنما قبل أحد والجوانية .فاطلعت ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمها ,وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون ,لكني صككتها صكة .فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك علي.قلت :يا رسول الله أفلا أعتقها؟ .قال((ائتني بها) فأتيته بها فقال لها((أين الله))؟,قالت في السماء.قال((من أنا)).قالت : أنت رسول الله.قال((أعتقها فإنها مؤمنة))أخرجه مسلم قال الشيخ الهراس : (هذا الحديث يتألق نصاعة ووضوحا وهو صاعقة على رؤوس أهل التعطيل ,فهذا رجل أخطا في حق جاريته بضربها فأراد أن يكفر عن خطيئته بعتقها,فاستمهله الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يمتحن إيمانها ,فكان السؤال الذي إختاره لهذا الامتحان هو(أين الله)ولما أجابت بأنه في السماء ,رضي جوابها وشهد لها بالإيمان ,ولو أنك قلت لمعطل :أين الله؟لحكم عليك بالكفران)تعليقات الشيخ الهراس على كتاب التوحيد لابن خزيمة.(ص121-122). ويستفاد من حديث الجارية ما يلي : أولا: شرعية قول المسلم: أين الله؟ ثانيا: شرعية قول المسؤول "في السماء"، ثالثا: فيه دليل على أن من لم يعلم أن الله عز وجل على عرشه فوق السماء فليس بمؤمن. رابعا: وفيه دليل على أن الله عز وجل على عرشه فوق السماء. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: والجارية التي قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "أين الله" قالت: في السماء. قال: "أعتقها فإنها مؤمنة" وإنما أخبرت عن الفطرة التي فطرها الله تعالى عليها وأقرها النبي صلى الله عليه وسلم وشهد لها بالإيمان. فليتأمل العاقل ذلك يجده هاديا له على معرفة ربه، والإقرار به كما ينبغي. وقال الحافظ ابن عبد البر في (( الاستذكار ))(23/167): )) وأمّا قوله في هذا الحديث للجارية (( أين الله؟ )) فعلى ذلك جماعة أهل السنّة، وهم أهل الحديث ورواته المتفقهون فيه وسائر نقلته، كلّهم يقول ما قال الله في كتابه.. . ومخالفونا ينسبونا في ذلك إلى التشبيه، والله المستعان، ومن قال بما نطق به القرآن، فلا عيب عليه عند ذوي الألباب )). 2- جاء صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال((والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها)) قال ابن القيم رحمه الله : وأذكر حديثا في الصحيح وفيه تحذ***ير لذات البعل من الهجران من سخط رب في السماء على التي***هجرت لا ذنب ولا عدوان.(1) وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله (( وفي هذا الحديث دليل صريح لما ذهب إليه أهل السنة والجماعة وسلف الأمة من أن الله عز وجل في السماء هو نفسه جل وعلا فوق عرشه ، فوق سبع سموات ، وليس المراد بقوله : (( في السماء )) أي ملكه في السماء ؛ بل هذا تحريف للكلم عن مواضعه . وتحريف الكلم عن مواضعه من صنيع اليهود والعياذ بالله الذين حرفوا التوراة عن مواضعها وعما أراد الله بها ، فإن ملك الله سبحانه وتعالى في السماء وفي الأرض ، كما قال الله تعالى : (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْض) [آل عمران: 189] ، وقال أيضاً : (قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْه ) [المؤمنون: 88]، وقال أيضاً : (لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْض ِ) [الشورى: 12] ))(2). 3-عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((أَلَا تَأْمَنُونِي , وَأَنَا أَمِين مَنْ فِي السَّمَاء , يَأْتِينِي خَبَر السَّمَاء صَبَاحًا وَمَسَاء " .رواه البخاري فتأمل هذا البرهان الباهر بهذا اللفظ الوجيز البين (3)الدال على علو الله سبحانه وتعالى. 4-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((الميت تحضره الملائكة ,فإذا كان الرجل صالحا,قالو : اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب.اخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان.فلا يزال يقال لها ذلك ,حتى تخرج ,ثم يعرج بها إلى السماء فيفتح لها فيقال : من هذا ؟فيقولون : فلان.فيقال :مرحبا بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب .ادخلي حميدة و أبشري بروح وريحان ورب غير غضبان .فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل))أخرجه أحمد وصححه الألباني. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعليقا على هذا الحديث ((قوله (فيها الله) بمنزلة قوله تعالى(:{ أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور/أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير))(الملك16-17) .وبمنزلة ما ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجارية معاوية بن الحكم(أين الله) ,قالت : في السماء. وليس المراد بذلك : أن السماء تحصر الرب وتحتويه ,كما تحتوي الشمس والقمر وغيرهما ,فإن هذا لا يقوله مسلم ,ولا يعتقده عاقل فقد قال سبحانه وتعالى(وسع كرسيه السموات والأرض)البقرة255.والسماوات في الكرسي كحلقة ملقاة في أرض فلاة,والكرسي في العرش كحلقة ملقاة في أرض فلاة,والرب سبحانه فوق سمواته ,على عرشه ,بائن من خلقه,ليس في مخلوقاته شيء من ذاته,ولا في ذاته شيء من مخلوقاته-بل معنى ذلك :أنه فوق السماوات,وعليها,بائن من المخلوقات,كما أخبر في كتابه عن نفسه أنه((خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش)السجدة4. وقال(يعيسى إني متوفيك ورافعك إلي)آل عمران55.وقال تعالى(تعرج الملائكة والروح إليه) المعارج4.وقال(بل رفعه الله إليه)النساء 158.وأمثال ذلك في الكتاب والسنة)(4) 5-عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الراحمون يرحمهم الرحمن. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ( قال الترمذي حديث حسن صحيح. ----- (1)الكافية الشافية ص154 (2)شرح رياض الصالحين(5/165). (3)الصواعق ص463 (4)مجموع الفتاوى(4/271-272). عاشراً: التصريح بالاستواء مقروناً بأداة (على) مختصاً بالعرش الذي هو أعلى المخلوقات {ثم استوى على العرش} ونعلم أن ثم تفيد الترتيب. وقال سبحانه وتعالى في وصف كتابه العزير((تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى/الرحمان على العرش استوى)طه(4-5). وقد فسر الطبري رحمه الله الاستواء : بالعلو و الارتفاع(1) وقال مجاهد رحمه الله((استوى :علا على العرش)(2) وقال سفيان الثوري : كنت عند ربيعة بن أبي عبد الرحمن فسأله رجل فقال(الرحمان على العرش استوى)طه5 ,كيف استوى؟قال((الكيف غير معقول ,الاستواء منه غير مجهول , ومن الله الرسالة,وعلى الرسول البلاغ ,وعلينا التصديق)(3) وقال رجل للإمام مالك :يا أبا عبد الله(الرحمن على العرش استوى),كيف استوى؟قال :(الكيف غير معقول,الاستواء منه غير مجهول,والإيمان به واجب,والسؤال عنه بدعة,وإني أخاف أن تكون ضالا,وأمر به فأخرج)(4) قال الإمام الذهبي معقبا : )) هذا ثابت عن مالك، وتقدّم نحوه عن ربيعة شيخ مالك، وهو قول أهل السنة قاطبة : أنَّ كيفية الاستواء لا نعقلها، بل نجهلها، وأنَّ استواءه معلوم كما أخبر في كتابه، وأنَّه كما يليق به، ولا نتعمّق ولا نتحذلق، ولا نخوض في لوازم ذلك نفياً ولا إثباتاً، بل نسكت ونقف كما وقف السلف، ونعلم أنَّه لو كان له تأويل لبادر إلى بيانه الصحابة والتابعون، ولما وسعهم إقراره وإمراره والسكوت عنه، ونعلم يقيناً مع ذلك أنَّ الله -جلَّ جلاله- لا مثل له في صفاته، ولا في استوائه، ولا في نزوله، سبحانه وتعالى عمّا يقول الظالمون علواً كبيراً )) - مختصر العلو ص:141،142 وقال بشر بن عمر رحمه الله(207ه) :سمعت غير واحد من المفسرين يقولون(الرحمات على العرس استوى)طه5,على العرش ارتفع)(5). وقال يزيد بن هارون رحمه الله(206ه) وقيل له :من الجهمية؟قال : من زعم أن(الرحمان على العرش استوى)على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي)(6) قال الإمام الذهبي معقبا((يقر) مخفف ,و(العامة) مراده بهم جمهور الأمة وأهل العلم ,والذي وقر في قلوبهم من الآية هو ما دل عليه الخطاب مع يقينهم بأن المستوي ليس كمثله شيء .هذا الذي وقر في فطرتهم السليمة ,وأذهانهم الصحيحة ,ولو كان له معنى وراء ذلك,لتفوهوا به وما أهملوه ,ولو تأول أحد منهم الاستواء,لتوفرت الهمم على نقله ,ولو نقل لاشتهر ,ولو تأول أحد منهم الاستواء,فإن كان في بعض الجهلة الأغبياء من يفهم من الاستواء ما يوجب نقصا أو قياسا للشاهد على الغائب ,وللمخلوق على الخالق,فهذا نادر,فمن نطق بذلك زجر وعلم,وما أظن أن أحد من العامة يقر في نفسه ذلك,والله أعلم)(7). وقال الإمام ابن خزيمة رحمه الله (311ه) :فنحن نؤمن بخبر الله جلا وعلا أن خالقنا مستو على عرشه,لا نبدل كلام الله ولا نقول قولا غير الذي قيل لنا ,كما قالت المعطلة و الجهمية :إنه استولى على عرشه لا استوى,فبدلوا قولا غير الذي قيل لهم كفعل اليهود لما أمروا أن يقولوا(حطة) فقالو :حنطة,مخالفين أمر الله جلا وعلا,وكذلك الجهمية))(8). ------- (1)تنظر جامع البيان(1/191) (2) أخرجه البخاري(13/414) معلقا ,وصحح إسناده ابن حجر في(تغليق التعليق)(5/3455). (3 ) أخرجه الذهبي في العلو ص 911 وصححه. (4) أخرجه الذهبي في العلو ص954 وقال(هذا ثابت عن مالك) (5) أخرجه الذهبي في العلو (ص1011),وقال الألباني في مختصر العلو(ص160) : وهذا إسناد صحيح مسلسل بالثقات الحفاظ. (6)أخرجه أبو داود في المسائل ص268 (7) العلو(2/1031). (8)كتاب التوحيد ص101 حادي عشر: التصريح برفع الأيدي إلى الله تعالى 1- فعن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين) ،حديث صحيح. 2- عن المقداد رضي الله عنه-في حديثه الطويل-قال(فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه إلى السماء ....فقال((اللهم اطعم من أطعمني واسقي من سقاني))روام مسلم 3- عن أنس ين مالك رضي الله عنه قال : أصابت الناس سنة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم الجمعة قام أعرابي فقال : يا رسول الله ,هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا,فرفع يديه))رواه البخاري. 4- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((إن الله تعالى طيبٌ لا يقبل إلا طيباَّ ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال تعالى : { يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا } ، وقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء : يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغُذِّيَ بالحرام ، فأنَّى يُستجاب له ) رواه مسلم . 5- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((إن صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش,مخافة أن يأمر قبل أن يمتد إليه طرفه,كأن عينيه كوكبان دريان))(1) 6-عن أم سلمة رضي الله عنها قالت مَا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِي قَطُّ إِلَّا رَفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ))رواه أبو داود وصححه الألباني. قال ابن عبد البر رحمه الله (463ه) في التمهيد ((ومن الحجة أيضا في انه عز وجل فوق السموات السبع أن الموحدين أجمعين من العرب والعجم إذا كربهم أمر أو نزلت بهم شدة رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون ربهم تبارك وتعالى ، وهذا أشهر وأعرف عند الخاصة والعامة من أن يحتاج فيه إلى اكثر من حكايته لأنه اضطرار لم يؤنبهم عليه أحد ولا أنكره عليهم مسلم". وقال ابن أبي شيبة رحمه الله(297ه)(وأجمع الخلق جميعا أنهم إذا دعو الله جميعا رفعوا أيديهم إلى السماء فلو كان الله عز وجل في الأرض السفلى ما كانوا يرفعون أيديهم إلى السماء وهو معهم في الأرض)(2) وقال أبي الحسن الأشعري رحمه الله ( ورأينا المسلمين جميعاً يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله عز وجل مستوٍ على العرش الذي هو فوق السماوات؛ فلولا أن الله عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو السماء كما لا يحطونها إذا دعوا نحو الأرض)(3) وقال ابن قدامة رحمه الله(620ه) : (الله تعالى وصف نفسه بالعلو في السماء ووصفه بذلك رسوله محمد خاتم الأنبياء واجمع على ذلك جميع العلماء من الصحابة الأتقياء والأئمة من الفقهاء وتواترت الأخبار بذلك على وجه حصل به اليقين وجمع الله تعالى عليه قلوب المسلمين وجعله مغروزا في طباع الخلق أجمعين فتراهم عند نزول الكرب بهم يلحظون السماء بأعينهم ويرفعون نحوها للدعاء أيديهم وينتظرون مجيء الفرج من ربهم وينطقون بذلك بألسنتهم لا ينكر ذلك إلا مبتدع غال في بدعته أو مفتون بتقليد و إتباعه على ضلالته))(4) يتبع... ----- (1) رواه الحاكم(4/558-559) وحسنه الحافظ في الفتح(11/376) (2)كتاب العرش ص51 '3) الإبانة ص79-98 (4)إثبات صفة العلو ص63 |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() ثاني عشر: التصريح بالنزول كل ليلة إلى سماء الدنيا، ونحن نعلم أن النزول المعقول عند جميع الأمم يكون من علو إلى سفول، والله أعلم بكيفية النزول. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]()
الخامس عشر: شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن قال: إن ربّه في السماء بالإيمان وهذا ما حدث مع الجارية السوداء حينما أجابته فقال اعتقها فإنها مؤمنة. يقول البعض في هذا الحديث إن رسول الله قد خاطبها على قدر عقلها ولكن هل يعقل لرسول الله أن يطلق حكماً أو شهادةً من عنده، فما كان قول الرسول صلى الله عليه وسلم لتلك الجارية: أين الله؟ إلا لامتحان إيمانها، والدليـل أنه أمر بإعتاقها لأنها مؤمنة بقولها أن الله في السماء، فلو أجابته أنه في الأسفل أو في كل مكان هل سيكون جواب سيد الخلق كذلك بأنها مؤمنة؟ ورسول الله هو الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، علمه شديد القوى. وصرح الشافعي بأن هذا الذي وصفته من أن ربها في السماء إيمان فقال في كتابه(1) في ( باب أعتقها فإنها مؤمنة),وذكر حديث الأمة السوداء التي سودت وجوه الجهمية ,وبيضت وجوه المحمدية,فلما وصفت الإيمان قال((أعتقها فإنها مؤمنة)),وهي أنما وصفت كون ربها في السماء ,وأن محمد عبده ورسوله,فقرنت بينهما في الذكر,فجعل الصادق المصدوق مجموعهما هو الإيمان)(2) قال شيخ الإسلام الصابوني رحمه الله : (وإنما احتج الشافعي-رحمه الله- على المخالفين....بهذا الخبر لاعتقاده أن الله سبحانه فوق خلقه وفوق سبع سماواته على عرشه كما هو معتقد المسلمين أهل السنة والجماعة سلفهم وخلفهم ,إذ كان رحمه الله لا يروي خبرا صحيحا لا يقول به)(3) وقال الحافظ إسماعيل بن محمد التميمي رحمه الله : فحكم النبي صلى الله عليه وسلم بإيمانها حين قالت : إن الله في السماء,وتحكم الجهمية بكفر من يقول ذلك)(4) قوال ابن القيم رحمه الله : واذكر شهادته لمن قد قال ربي***في السماء بحقيقة الإيمان وشهادة العدل المعطل للذي***قال ذا بحقيقة الكفران واحكم بأيهما تشاء وإنني***لأراك تقبل شهادة البطلان إن كنت من أتباع جهم صاحب الت***عطيل والبهتان والعدوان.(5). --------- (1)الأم(5/298) (2)إعلام الموقعين(2/316) (3) عقيدة السلف أصحاب الحديث . (4)الحجة في بيان المحجة(2/115) (5)الكافية الشافية سادس عشر: إخباره تعالى عن فرعون أنه رام الصعود إلى السماء ليطّلع إلى إله موسى فيكذبه بما أخبره من أن الله فوق السموات فقال: {يا هامان ابن لي صرحاً لعلّي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطّلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً}. فمن نفى العلو فهو فرعوني، ومن أثبته فهو موسويٌّ مُحَمَّدِي. قال ابن القيم رحمه الله : (فكذب فرعون موسى في إخباره إياه بأن ربه فوق السماء.وعند الجهمية : بين الإخبار بذلك وبين الإخبار بأنه يأكل ويشرب.وعلى زعمهم يكون فرعون قد نزه الرب عما لا يليق به.وكذب موسى في إخباره بذلك إذ من قال عندهم : إن ربه فوق السماوات فهو كاذب.فهم في هذا التكذيب موافقون لفرعون.مخالفون لموسى ولجميع الأنبياء ,ولذلك سماهم أئئمة السنة فرعونية.قالوا : وهم شر من الجهمية ,فإن الجهمية يقولون : إن الله في كل مكان بذاته ,وهؤلاء عطلوه بالكلية ,وأوقعوا عليه الوصف المطابق للعدم المحض ,فأي طائفة من طوائف بني آدم أثبتت الصانع على أي وجه كان قولهم خير من قولهم ))(1) وقال ابن قدامة رحمه الله((والمخالف في هذه المسألة قد أنكر هذا يزعم ان موسى كاذب في هذا بطريق القطع واليقين مع مخالفته لرب العالمين وتخطئته لنبيه الصادق الأمين وتركه منهج الصحابة والتابعين والأئمة السابقين وسائر الخلق أجمعين ونسأل الله تعالى ان يجعلنا من أهل الإتباع و يعصمنا من البدع برحمته ويوفقنا لإتباع سنته))(2) وقال السعدي رحمه الله(فهذا صريح في تكذيبه لموسى في قوله إن الله فوق السماوات والخلق كلهم,وتبع فرعون على قوله هذا جميع(الجهمية الفرعونية)و رموا ببلائهم "أهل السنة والجماعة" وقالوا :إن مذهبهم مذهب فرعون الذي اعتقد علو الله على خلقه ,وهذا من العجائب وقلب الحقائق(3).ومن المعلوم أن الجهمية أولى بفرعون في هذه الحالة ,لأنه قالها إنكارا ,وهو نفس مذهب الجهمية,فإنهم أنكروا كلام الله وعلوه على خلقه,كما أنكر فرعون ذلك بتكذيبه لرسالة موسى ولعلو الله,وليس بينهم فرقّ,إلا أن فرعون صرح بالإنكار وهم موهوا العبارات وزخرفوا الألفاظ ,وقبحوا الحسن وحسنوا القبيح,وسموا أنفسهم أهل الحق ,وسموا غيرهم أهل الباطل ,فانخدعوا لهذه الزخارف وخدعوا غيرهم)(4) وقال ابن القيم رحمه الله : ومن المصائب قولهم إن اعتقاد***الفوق من فرعون ذي الكفران فإذا اعتقدتم هذا فأشياع له***أنتم وذا من أعظم من البهتان فاسمع إذا من ذا الذي أولى بفر**عون المعطل جاحد الرحمن وانظر إلى ما جاء في القصص التي***تحكي مقال إمامهم ببيان والله قد جعل الضلالة قدوة ***بأئمة تدعوا إلى النيران فإمام كل معطل في نفيه***فرعون مع نمرود مع هامان طلب الصعود إلى السماء مكذبا***موسى ورام الصرح بالبنيان بل قال موسى كاذب في زعمه***فوق السماء الرب ذو السلطان فابنوا لي الصرح الرفيع لعلني***أرقى إليه بحيلة الإنسان وأظن موسى كاذبا في قوله***الله فوق العرش ذي السلطان وكذلك كذبه بأن إلهه***ناداه بالتكليم ذو عيان هو أنكر التكليم والفوقية***العليا كقول جهم ذي الصفوان فمن الذي أولى بفرعون إذا***منا ومنكم بعد هذا التبيان(5). ------------- (1)إعلام الموقعين(2/317). (2) إثبات صفة العلو. (3)توضيح الكافية الشافية (4)توضيح الكافية الشافية.تحقيق : أشرف عبد المقصود. (5) الكافية الشافية. سابع عشر: إخباره صلى الله عليه وسلم كيف تردد بين موسى عليه السلام وبين ربه في المعراج عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فأوحى الله إلي ما أوحى ففرض علي خمسين صلاة في كل يوم و ليلة; فنزلت إلى موسى فقال : ما فرض ربك على أمتك قلت : خمسين صلاة قال : ارجع إلى ربك فسله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك فإني قد بلوت بني إسرائيل و خبرتهم فرجعت إلى ربي فقلت : يا رب خفف عن أمتي فحط عني خمسا; فرجعت إلى موسى فقلت : حط عني خمسا قال : إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فسله التخفيف; فلم أزل أرجع بين ربي و بين موسى حتى قال : يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم و ليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة و من هم بحسنة فلم يعلمها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا و من هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا فإن عملها كتبت سيئة واحدة; فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فأخبرته فقال : ارجع إلى ربك فسله التخفيف فقلت : قد رجعت إلى ربي: قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه . )أخرجه البخاري واللفظ لمسلم. قال ابن خزيمة رحمه الله : (من الأخبار –أي أخبار المعراج- دلالة واضحة أن النبي صلى الله عليه وسلم عرج به من الدنيا إلى السماء السابعة وأن الله تعالى فرض عليه الصلوات على ماجاء في الأخبار .فتلك الأخبار كلها دالة على أن الله خالق البارئ فوق سبع سماوات))(1) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (ومحمد صلى الله عليه وسلما لما عرج به إلى ربه وفرض عليه الصلوات الخمس ,ذكر أنه رجع إلى موسى,وأن موسى قال له : ارجع إلى ربك فسله التخفيف إلى أمتك,كما تواترت أحاديث المعراج(2)فمحمد صلى الله عليه وسلم صدق موسى في أن ربه فوق السموات(3),وفرعون كذب موسى في أن ربه فوق ,فالمقرون بذلك متبعون لموسى ولمحمد,والمكذبون لذلك موافقون لفرعون))(4) وقال ابن القيم : والله أكبر من رقا فوق***الطباق رسوله فدنا من الديان وإليه قد عرج الرسول حقيقة***لا تنكروا المعراج بالبهتان ودنا من الجبار جلا جلاله***ودنا إليه الرب ذو الإحسان(5). ------ (1) التوحيد ص119 (2) مجموع الفتاوى(13/173) (3) مجموع الفتاوى(12/351) (4) مجموع الفتاوى(13/174) (5) الكافية الشافية ص335 |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
منكر, مقني, الردود, العزيز, الودود..متجدد |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc