الإمام ابن تيمية المفترى عليه - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الإمام ابن تيمية المفترى عليه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-07-16, 10:37   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الصارم المنكي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمدلله و الصلاة و السلام على سيدي رسول الله و آله و صحبه و من والاه



و بعد


فقد نقل المعترض على أهل السنة نقلا عن أحد المخالفين لأهل السنة ممن شانه إثبات علو ذات الله تعالى على خلقه و رأى في ذلك محالات ! و إستحالات ! و كأن علو الذات الإلهية على الخلق تُلزم بإلزامات سخيفة و نقولات ضعيفة و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم


و هذا شأن الجهمية الحلولية منذ القدم : ينفون علو الله تعالى ويقولون انه في كل مكان و هاهي الجهمية المعطلة تنفي وجود الله بالكلية و تصطلح على ذلك بأنه لا داخل العالم – أي الخلق – و لا خارجه ! فنفته بالكلية و العياذ بالله حتي قيل لهم : ان وجود الله تعالى عندكم وجود معنوي لا حقيقي , و هذا فعلا هو حقيقة قولهم




قال المخالف :

(الاستواء على العرش المذكور فى جملة آيات مع خلق السموات والأرض بأن المقصود هولازم معناه ، وهو تدبير المملكة الإلهية ..الخ )


أما انه لازم معناه : فلم نسمع بذلك من النبي صلى الله عليه و سلم و لا من الصحابة و لا من التابعين , بل الذي حققناه من مذهب السلف انهم يعنون به العلو و الإرتفاع ذكر ذلك عنهم جماعة من الإمام البخاري في صحيحه و المفسر ابن جرير الطبري في آخرين ,, هذا أولا

أما ثانيا : فلا نعرف عند العرب إن اللازم مقدم على المعنى الحقيقي مطلقا , بل عندهم ان اللفظ له معنى حقيقي في نفسه و إثبات لازمه لا يعني نفي المعنى الحقيقي له

و ثالثا : قوله (فمهما فرض فى الاستقرار من نفى الكيفية فهو استقرار حاصل بعد أن لم يكن )

كلام من لا يفهم و لا يعقل : فالله تعالى أثبت أنه استوى على عرشه بعد خلق السموات و الأرض و الزعم ان هذا الإستواء حاصل بعد ان لم يكن : زعم صحيح لا ينفيه عقل و لا شرع بل من هو كمال الله تعالى فالذي يفعل أكمل ممن لا يفعل و أنتم لا تثبتون لله تعالى المشيئة و القدرة و الفعل لأن هذا عندكم يسمي حلول حوادث ! أما أهل السنة فيثبتون لله تعالى أفعاله فمنها النزول كل ليلة الى السماء الدنيا بنص حديث نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و من أنكر ذلك فإنما ينكر كلام النبي صلى الله عليه و سلم فهو ملحد بكلام النبي صلى الله عليه و سلم و لن ينفعه تعطيله يوم القيامة

ثم قال المخالف : (
فإذا فهم من الاستواء والمعية ظاهرهما الذى هو الظرفية المكانية لزم التناقضلأن الاستقرار على العرش يمنع المعية المكانية مع أهل الأرض ، والتناقض فى كلامهتعالى محال ، ولزم اتصاف القديم جل وعلا بصفات الحوادث وهى المعية المكانية ومايتبعها وهو محال . )

و هذا من جهله لأن القائل بأن الله تعالى فوق عرشه لا يقول بأن هذا ظرفية مكانية لله تعالى بمعنى ان الله تعالى محصور و العياذ بالله في شيء من خلقه ! إنما فهم هذا الجاهل مثله فلم يعرف معتقد مخالفه بل أطنب في الكلام بغير علم و الله المستعان

ثم ان قوله ان المعية و الإستواء يلزم منها التناقض مردود و بيانه :

إن المعية الحقيقة لا تقتضي أن تكون معية بالذات في أصل وضع اللغة، فالعرب تقول مازلنانسير والقمر معنا، وهو في السماء وهذا في الأرض وتلك معية حقيقية لايلزم منها تماس ولا اختلاط.

فهذه معية حقيقة و لم تكن مستلزمة لمعية الذات هذا في المخلوقات فما بالك بالواحد القهار الذي ليس كمثله شيء ؟




ثم اندفع قائلا (رابعا : قال الله تعالى فى سورة الأنعام : ﴿ وهو الله فى السموات وفى الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون ﴾ فلو فهم الاستواء بمعنى الاستقرار للزم التناقض مههذه الآية الشريفة والتناقض فى كلام الله تعالى محال . )


و هذا أيضا إنما أُتي من جهله , فإن العرب لا تفهم من هذه الآيات الشريفة ان الله تعالى بذاته في الأرض و السموات المخلوقة , و المعنى الصحيح لهذه الآيات ان الله تعالى معبود من في السموات و الأرض

قال الإمام العلامة حافظ المغرب أبو عمر ابن عبدالبر المالكي رحمه الله ( قال أبو عمر فإن احتجوا بقول الله عز وجل { وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله } وبقوله { وهو الله في السماوات وفي الأرض } وبقوله { ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم }
الآية وزعموا أن الله تبارك وتعالى في كل مكان بنفسه وذاته تبارك وتعالى قيل لهم لا خلاف بيننا وبينكم وبين سائر الأمة أنه ليس في الأرض دون السماء بذاته فوجب حمل هذه الآيات على المعنى الصحيح المجتمع عليه وذلك أنه في السماء إله معبود من أهل السماء وفي الأرض إله معبود من أهل الأرض وكذلك قال أهل العلم بالتفسير فظاهر التنزيل يشهد أنه على العرش والإختلاف في ذلك بيننا فقط وأسعد الناس به من ساعده الظاهر )



ثم قال المخالف (خامسا : قال الله تعالى : ﴿ ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ﴾ .

فلو كانتعالى مستقرا على العرش لكان محمولا بالملائكة المحمولين بقدرته ، ولكانوا أقوىوأولى بتدبير الملك ، ولكان مفتقرا لمن يحمله ، وكل هذا من صفات الحوادث الفقراءالعجزة ، ولكنه تعالى قديم غنى عما سواه ، قادر لا نهاية لقدرته . )

و الجواب من وجوه :

الوجه الأول : كيف عرفتَ هذا ؟ فأنه لا يستطيع نقل حرف واحد من هذا الهذيان من الكتاب أو السنة أو بنقل صحيح عن السلف

الوجه الثاني : ان معرفة حقيقة الشيء لا يمكن إدراكه إلا بمشاهدته، أو مشاهدة نظيره، أو الخبر الصادق عنه , فكيف حكمتَ بأن إستواء الله تعالى على عرشه يعني انه محمول بالملائكة ؟


الوجه الثالث : ان هذا قياس الغائب على الشاهد , و هذا ممنوع عندنا أم عندكم فالظاهر جوازه و إلا ما تفوهتَ بهذا الهراء الذي لا يقوله عاقل

الوجه الرابع : نحن نقطع يقينا ان الله تعالى هو حامل عرشه بقدرته و قوته و لم يكن هذا المعنى يناقض هذه الآيات فإن الله تعالى لا يحتاج الى عرشه بل خلقه لحكمة و استوى عليه لحكمة لا يعلمها إلا هو فاتركوا عنكم التشنيع على كلام الله تعالى و اختلاق الأكاذيب و المنكرات لنفي هذا العلو الذي فطر الله عليه جميع الناس و لا يدفعه الا من انتكست فطرته و العياذ بالله


ثم قال المخالف : (أولا : بما أن الأرض كروية والسموات محيطة بها والعرش فوق السموات ، فلو كانالاستواء على العرش بمعنى الاستقرار المكانى لزم اتصافه تعالى بما لا يليق بعلوهورفعة شأنه على خلقه ولزم التغير فى صفاته تعالى وكل هذا محال للأدلة الآتية :
أ- أن أهل الأرض يفهمون أن الله تعالى فوقهم على فرض أنه تعالى مستقر علىالعرش ، ولكن إذا درات الأرض نصف يوم وجاء اليل انعكس الأمر ، فيفهمون أن رب العزةتعالى تحتهم وهو محال من وجهين : ارتفاع المخلوق على الخالق جل وعلا ، وتغير صفاتالخالق سبحانه وما أدى إلى المحال فهو محال .
ب- إن أهل الأرض فى القسم المقابليفهمون أن رب العزة تعالى ليس فوقهم بل تحتهم وهذا محال لأنه لا يصح أن الخالقتعالى فوق قوم وتحت آخرين .

فإذا درات الأرض نصف يوم انقلب حال هؤلاء فصاروايفهمون أن رب العزة تعالى فوقهم بعد أن كان فى نظرهم تحتهم والتغير فى صفات القديمتعالى محال . )


و هذا كله هراء و لا يتم له و الجواب أيضا من وجوه :




الوجه الأول: أن جهة السماء ثابتة وهي فوق . وجهة الأرض ثابتة وهي تحت ... و لاأحد عاقل يقول أن السماء الآن تحتي أو ستكون تحتي بعد زمن معين.. !! ولو قالها شخص لأتهم في عقله .

الوجه الثاني : أن الآرض تدور حول نفسها وليس حول السماء حتى تكون السماء تارة فوقها و تحتها تارة أخرى .

الوجه الثالث: قولنا ان الله تعالى في السماء لا يعني انه تعالى حال فيها بل له تعالى العلوالمطلق و هذا معلوم مشهور من كلام أهل السنة

الوجه الرابع: يلزم من هذا الكلام ان تكون الملائكة التي في السموات تحت الأرض تارة وبجانب الأرض تارة أخرى ! و معلوم انه ما من عاقل يقول ذلك

الوجه الخامس : يلزم أيضا ان يكون العرش فوق بعض الناس و تحت البعض الاخر ! و الاشاعرة يقولون بأن العرش هو اعلى الأفلاك


الوجه السادس : ان أهل الأرض لا يدور بمخيلتهم هذا الهراء المريض , فهم مفطورون على علو الله تعالى و لا يقول أي شخص منهم : يا الله , إلا و كان قلبه يطلب العلو لا يطلب سفلا و لا شمالا و لا جنوبا

الوجه السابع :الجهات الست المخلوقة هي للحيوان فإن له ستة جوانب يؤم جهة فتكون أمامه ويخلف أخرىفتكون خلفه، وجهة تحاذي يمينه وجهة تحاذي شماله، وجهة تحاذي رأسه، وجهة تحاذيرجليه. وليس لهذه الجهات الست في نفسها صفة لازمة، بل هي بحسب النسبة والإضافة،فيكون يمين هذا ما يكون يسار هذا، ويكون أمام هذا ما يكون خلف هذا، ويكون فوق هذاما يكون تحت هذا. لكن جهة العلو والسفل للأرض و السموات لا تتغير، فالمحيط هو العلو والمركزهو السفل، مع أن وجه الأرض التي وضعها الله للأنام وأرساها بالجبال هو الذي عليهالناس والبهائم والشجر والنبات والجبال والأنهار الجارية.

فأما الناحية الأخرى من الأرض فالبحر محيط بها وليس هناك شيء من الآدميين ومايتبعهم. ولو قدر أن هناك أحد لكان على ظهر الأرض ولم يكن من في هذه الجهة تحت من في هذه الجهة، ولا من في هذه تحت من في هذه، كما أن الأفلاك محيطة بالمركز وليس أحد جانبي الفلك تحت الآخر، ولا القطب الشمالي تحت الجنوبي ولا بالعكس، وإن كان الشمالي هو الظاهر لنا فوق الأرض وارتفاعه بحسب بعد الناس عن خط الاستواء، فما كان بعده عن خط الاستواء ثلاثين درجة مثلاً كان ارتفاع القطب عنده ثلاثين درجة وهو الذي يسمى عرض البلد. فكما أن جوانب الأرض المحيطة بها وجوانب الفلك المستدير ليس بعضها فوق بعض ولا تحته، فكذلك من يكون على الأرض من الحيوان والنبات لا يقال أنه تحت أولئك،وإنما هذا خيال يتخيله الإنسان، وهو تحت إضافي، كما لو كانت نملة تمشي تحت سقف فالسقف فوقها وإن كانت رجلاها تحاذيه، وكذلك من علق منكوساً فإنه تحت السماء، وإن كانت رجلاه على السماء، وكذلك قد يتوهم الإنسان إذا كان في أحد جانبي الأرض أوالفلك أن الجانب الآخر تحته.

و بهذا يندفع تشنيع هذا الرجل و لله الحمد









 


قديم 2008-07-16, 10:38   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الصارم المنكي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

ثم قال المخالف (ثانيا : أن الاستقرار المكانى على العرش ضرورى لملوك الأرض لأنه يتوقف عليهالأعتراف بتقلدهم الملك والخضوع لأوامرهم وأحكامهم .

أما ملكل الملوكوالممالك فلا يتوقف ملكه على هذا فإنمه تعالى ملك قبل أن يخلق العرش وما حواه منالسموات والأرض ، كما انه تعالى قهر عباده على تنفيذ ما أراد ، فكلهم مسخرون بقدرتهطوعا وكرها عرفوا أنه تعالى ملكهم أو لم يعرفوا ، فنسبة الجلوس والاستقرار علىالعرش إليه تعالى محال لأن فيه تشبيه بملوك الأرض وإبهام أن الخضوع إرادته يتوقفعلى هذا الاستقرار وكل هذا محال . )


و هذا أيضا تشبيه منه و قياس الخالق على المخلوق و لا يتم له ذلك لأمرين :

الأول : ان إستواء الله تعالى على عرشه لحكمة لا يعلمها الا هو و لم يكلّفنا الله تعالى معرفتها أو تطلبها فنكف عن ذلك و لا نتطلبه بالأوهام و التخيلات المريضة

الثاني : ان العلو لله تعالى لازم له جل و علا و من لم يثبت هذا العلو فإنه فرعوني معطل , و كل النفوس مجبولة و مفطورة على العلو لا ينازع في ذلك أحد من الموحدين


قال الإمام ابن عبدالبر المالكي رحمه الله (ومن الحجة أيضا في أنه عز وجل على العرش فوق السموات السبع أن الموحدين أجمعين من العرب والعجم إذا كربهم أمر أو نزلت بهم شدة رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون ربهم تبارك وتعالى وهذا أشهر وأعرف عند الخاصة والعامة من أن يحتاج فيه إلى أكثر من حكايته لأنه اضطرار لم يؤنبهم عليه أحد ولا أنكره عليهم مسلم )

ثم قال المخالف :

(ثالثا : لو كان الله تعالى مستقرا على العرش لتخيل الفكر مكانا أعلى من العرش بآلافالأميال ، لجاز عقلا أن يرتفع الإله تعالى إلى ذلك المكان الأعلى ، فعدم ارتفاعهإليه يحتاج إلى مرجح لأنه لا ترجيح بلا مرجح ، والاحتياج إلى المرجح من صفاتالحوادث ولكنه تعالى قديم . )


و يقال في هذا أيضا أنه تشبيه منه , فعلو الخالق عز و جل لا يشبّه علو المخلوقات بل هو علو يليق به و إستخدام المخالف لفكره و تخيلاته غير مرضي عند أهل السنة لأنهم لا يتطلبون ذلك و قد كشف المخالف نفسه عندما أطلق لفكره العنان و صار يكيّف علو رب الأرباب و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم

ثم ان ترجيح العلو لله تعالى على عرشه : مرجّح عندنا بالآيات القرآنية و الأحاديث النبوية و إجماع السلف الصالح و أهل العلم الثقات و بالأدلة العقلية و بالأدلة الفطرية فما الذي يحتاج الى مرجّح الآن ؟ كلامك أم كلام من ذكرنا ؟


ثم قال ( رابعا : لو كان تعالى مستقرا على العرش لاقتضى الحال أحد ثلاثة أمور : إما أن يكونتعالى مساويا للعرش أو زائدا عليه ، أو ناقصا عنه ، وكل هذا تحديد وتقييد وهما منصفات الحوادث ولكنه تعالى قديم ، وحيث أن فهم الاستواء على العرش بمعنى الاستقرارقد أدى إلى هذه المحالات فهو محال . )


و هذه شبهة من شبه الجهمية و من إلقاء الشيطان و لو كف عن تطلب الحقيقة و الكنه لسَلِم ! و لكن هذا شأن الجهمية في كل حين : يلقون الشبهات إعتراضاً منهم على كلام رب الأرباب

و الجواب أن يقال : هذه مقارنة بائسة و نعوذ بالله من الخذلان , و الله تعالى أكبر من كل شي و أعظم من كل عظيم و هذا كاف في إبطال حجة هذا المبطل





نسأل الله أن يثبتنا على الإيمان به و بصفاته العليا كما ينبغي و يجنبنا طرائق المعطلة و الجهمية انه على كل شيء قدير










قديم 2008-07-17, 21:27   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الصارم المنكي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصارم المنكي مشاهدة المشاركة
[b][font=traditional arabic]الحمدلله

ثم قال المخالف : (أولا : بما أن الأرض كروية والسموات محيطة بها والعرش فوق السموات ، فلو كانالاستواء على العرش بمعنى الاستقرار المكانى لزم اتصافه تعالى بما لا يليق بعلوهورفعة شأنه على خلقه ولزم التغير فى صفاته تعالى وكل هذا محال للأدلة الآتية :
أ- أن أهل الأرض يفهمون أن الله تعالى فوقهم على فرض أنه تعالى مستقر علىالعرش ، ولكن إذا درات الأرض نصف يوم وجاء اليل انعكس الأمر ، فيفهمون أن رب العزةتعالى تحتهم وهو محال من وجهين : ارتفاع المخلوق على الخالق جل وعلا ، وتغير صفاتالخالق سبحانه وما أدى إلى المحال فهو محال .
ب- إن أهل الأرض فى القسم المقابليفهمون أن رب العزة تعالى ليس فوقهم بل تحتهم وهذا محال لأنه لا يصح أن الخالقتعالى فوق قوم وتحت آخرين .

فإذا درات الأرض نصف يوم انقلب حال هؤلاء فصاروايفهمون أن رب العزة تعالى فوقهم بعد أن كان فى نظرهم تحتهم والتغير فى صفات القديمتعالى محال . )


و هذا كله هراء و لا يتم له و الجواب أيضا من وجوه :




الوجه الأول: أن جهة السماء ثابتة وهي فوق . وجهة الأرض ثابتة وهي تحت ... و لاأحد عاقل يقول أن السماء الآن تحتي أو ستكون تحتي بعد زمن معين.. !! ولو قالها شخص لأتهم في عقله .

الوجه الثاني : أن الآرض تدور حول نفسها وليس حول السماء حتى تكون السماء تارة فوقها و تحتها تارة أخرى .

الوجه الثالث: قولنا ان الله تعالى في السماء لا يعني انه تعالى حال فيها بل له تعالى العلوالمطلق و هذا معلوم مشهور من كلام أهل السنة

الوجه الرابع: يلزم من هذا الكلام ان تكون الملائكة التي في السموات تحت الأرض تارة وبجانب الأرض تارة أخرى ! و معلوم انه ما من عاقل يقول ذلك

الوجه الخامس : يلزم أيضا ان يكون العرش فوق بعض الناس و تحت البعض الاخر ! و الاشاعرة يقولون بأن العرش هو اعلى الأفلاك


الوجه السادس : ان أهل الأرض لا يدور بمخيلتهم هذا الهراء المريض , فهم مفطورون على علو الله تعالى و لا يقول أي شخص منهم : يا الله , إلا و كان قلبه يطلب العلو لا يطلب سفلا و لا شمالا و لا جنوبا

الوجه السابع :الجهات الست المخلوقة هي للحيوان فإن له ستة جوانب يؤم جهة فتكون أمامه ويخلف أخرىفتكون خلفه، وجهة تحاذي يمينه وجهة تحاذي شماله، وجهة تحاذي رأسه، وجهة تحاذيرجليه. وليس لهذه الجهات الست في نفسها صفة لازمة، بل هي بحسب النسبة والإضافة،فيكون يمين هذا ما يكون يسار هذا، ويكون أمام هذا ما يكون خلف هذا، ويكون فوق هذاما يكون تحت هذا. لكن جهة العلو والسفل للأرض و السموات لا تتغير، فالمحيط هو العلو والمركزهو السفل، مع أن وجه الأرض التي وضعها الله للأنام وأرساها بالجبال هو الذي عليهالناس والبهائم والشجر والنبات والجبال والأنهار الجارية.

فأما الناحية الأخرى من الأرض فالبحر محيط بها وليس هناك شيء من الآدميين ومايتبعهم. ولو قدر أن هناك أحد لكان على ظهر الأرض ولم يكن من في هذه الجهة تحت من في هذه الجهة، ولا من في هذه تحت من في هذه، كما أن الأفلاك محيطة بالمركز وليس أحد جانبي الفلك تحت الآخر، ولا القطب الشمالي تحت الجنوبي ولا بالعكس، وإن كان الشمالي هو الظاهر لنا فوق الأرض وارتفاعه بحسب بعد الناس عن خط الاستواء، فما كان بعده عن خط الاستواء ثلاثين درجة مثلاً كان ارتفاع القطب عنده ثلاثين درجة وهو الذي يسمى عرض البلد. فكما أن جوانب الأرض المحيطة بها وجوانب الفلك المستدير ليس بعضها فوق بعض ولا تحته، فكذلك من يكون على الأرض من الحيوان والنبات لا يقال أنه تحت أولئك،وإنما هذا خيال يتخيله الإنسان، وهو تحت إضافي، كما لو كانت نملة تمشي تحت سقف فالسقف فوقها وإن كانت رجلاها تحاذيه، وكذلك من علق منكوساً فإنه تحت السماء، وإن كانت رجلاه على السماء، وكذلك قد يتوهم الإنسان إذا كان في أحد جانبي الأرض أوالفلك أن الجانب الآخر تحته.

و بهذا يندفع تشنيع هذا الرجل و لله الحمد



ملاحظة : لم يجب المعترض على ردنا على هذيان شيخه الأزهري









قديم 2008-07-17, 22:04   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الصارم المنكي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي


هذا و قد ترك المعترض الكثير من أجوبتنا على هذيانه وصار يكررها ! رغم أننا رددنا عليها و حاصل جوابه عندما لا يستطيع الجواب : أنتم لا تفهمون ! بكل بساطة ! و معلوم ان هذه المناهضة إنما هي دفع بالصدر دونما دليل بيّن واضح , و هذا غاية في الوهن و الضعف من المعترض


و قد قال المعترض : (لا يحفظ عن السلف الصالح صحابة وتابعين قولهم بالعلو الحسي!!وإنما هو قول ابتدعتموه وأول من قال ذلك لعله يكون مقاتل وابن أبي مريم وغيرهم في السلف الأول ولعله مقصودكم فلا يحفظ عن كبار الأئمة قولهم بالعلو الحسي )

فانظر كيف تهرب المعترض و تناسى النصوص الكثيرة المحفوظة عن السلف و اتهمنا بإتباع مقاتل و أبي مريم و هؤلاء ليسوا عمدتنا في العقيدة يعرف ذلك من يقرأ مصنفات سلفنا الصالح و لكن من يتهم شيخ الإمام البخاري بالتجسيم يهون عليه رمي مخالفه بما هو أشنّع من ذلك و من يعدّل الجهمية كالثلجي و أشياعه و يعتبرهم من أئمة الدين : فلا غرو في أن يشيع على خصمه ما هو باطل بالضرورة


و لو أردنا الإطالة في هذا المقام بأن نذكر طعونات هذا الرجل و شيوخه من الجهمية كالسقاف و الكوثري في أئمة السنة لطال المقام جداً جداً , و لكن نكتفي بالإحالة على مشاركاته في هذا المنتدى حيث أكثر من الطعن عليهم و تصحيح عقائد الجهمية و أئمتها كالثلجي و أتباعه و لا غرو فقد صحح الكوثري عقيدة بشرالمريسي و رمي الإمام الدارمي تلميذ الأئمة : أحمد بن حنبل و يجيي بن معين و البويطي : رماه بالتجسيم و الحشو فإنا لله و إنا إليه راجعون

و كتب الكوثري قرأنا أكثرها و خصوصا مقالاته و تلعيقاته على السيف الصقيل و غير ذلك و في النية جمع طعوناته على أئمة السلف من كتبه كلها إن شاءالله و إن كفانا الإمام العلم المحدث الناقد المعلمي رحمه الله أكثر ذلك في كتابه الحافل العجيب : " التنكيل بما في تأنيب الكوثري من أباطيل " فرحمة الله على الإمام الفذ المعلمي و برّد الله مضجعه


ثم يقال للمعترض : ان العلو الحسي الذي تصطلح عليه و تقصد به علو الذات الالهية على العرش الذي تنكره رغم انك لو تُركتَ لفطرتك لما رأيتك إلا متوجها للعلو كما قال الإمام الكبير حافظ المغرب ابن عبدالبر المالكي رحمه الله فيما نقلناه عنه سابقا


و هذا العلو عليه أئمة السلف قاطبة و الدليل انهم لا يريدون به العلو المعنوي فقط :

ان الجهمية كانوا ينصون على ان الله في كل مكان و يقصدون انه بذاته

فعاكسهم السلف بذكر ان الله تعالى في السماء و لو كان مقصدهم ان مكانته عالية لما كان لذلك أي معنى , لأن الجهمية يتفقون على ذلك و يرون انه في كل مكان بذاته تعظيما له كما يزعمون , فلما وضّح لهم السلف ان الله تعالى فوق عرشه كانوا يقصدون علو الذات لا علو المكانة فقط

سُئل شيخ الإسلام عبدالله بن المبارك رضي الله عنه :

كيف ينبغي لنا أن نعرف ربنا عزوجل قال على السماء السابعة على عرشه ولا نقول كما تقول الجهمية إنه هاهنا في الأرض )اهـ


فانظر اليه كيف قال انه على السماء على عرشه , و هذا دليل إثبات علو الذات الإلهية على العرش لا علو المكانة فقط


أما الإمام الطبري فقد نقلنا كلامه غير مرة و هو يثبت العلو الحقيقي بلا ريب خصوصا انه فرّق بين المعية بالعلم و علو الذات فقال :

(وقوله: ( يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا ) يقول تعالى ذكره: مخبرا عن صفته، وأنه لا يخفى عليه خافية من خلقه،( يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأرْضِ ) من خلقه. يعني بقوله يَلِجَ ) : يدخل،( وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزلُ مِنَ السَّمَاءِ ) إلى الأرض من شيء قطّ.( وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا )، فيصعد إليها من الأرض.( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ ) يقول: وهو شاهد لكم أيها الناس أينما كنتم يعلمكم، ويعلم أعمالكم، ومتقلبكم ومثواكم، وهو على عرشه فوق سمواته السبع،( وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) يقول: والله بأعمالكم التي تعملونها من حسن )



و الحق أنه إمام سلفي و ما وقع بينه و بين بعض الحنابلة لا علاقة له بهذه المسألة , و يكفي أنه رد عليكم في مسألة الإستواء فيمن زعم انه معناه على غير ما تعرف العرب و ذلك مبسوط في موضعه

و من طالع كتابه الحافل الجليل : معالم تبصير الدين : علم مقداره من العلوم و السنة و قد رد على المؤولة لصفات الله تعالى كالنزول و المجيء و غير ذلك مما تسمونه حلول حوادث تعالى الله عن كلامكم علوا كبيرا


ثم قعقع المعترض كعادته بكلام لا خطام له و لا زمام فقال : نعرف ضعفك في لغة العرب ! فانظر الى هذا الخطاب الأجوف ! فأين عرفته ياهذا ؟ بالتقليد عرفته أم بالنظر ؟ سبحان الله !

ثم زاد في النغمة فقال ان اللازم مقدم على المعنى الحقيقي ! ثم مثّل على ذلك بقول العرب فلان فوق فلان , و نحن نقول له : تمثيلك لا يستقيم إلا إذا أكملت العبارة فقلت : مكانة أو حقيقة , أي انه فوقه بذاته كأن يكون ساكنا في شقة أعلى منه أو مكانة , فهنا يقال لهم : عرفنا المعنى الحقيقي من اللازم , فإن كانت الأولى فالمعنى الحقيقي هو فوقه بذاته و ان كانت الأخرى فالمعنى الحقيقي هو المكانة


أما في مسألة الإستواء فنحن نجزم ان علو الله تعالى ليس كعلو مخلوقاته لأنه ليس كمثله شيء و هذا لا يعني نفي علوه تعالى على خلقه بذاته لأن الوارد عليك هو نفسه : فيقال لهم : ان قلت ان الله أعلى مكانة فقد شبهته بخلقه ! فنحن لا نعرف علو المكانة في المخلوقات إلا بكيت و كيت فإنت مشبّه و إن أنكرت و هكذا لا تقول شيئا إلا ألزمناك بمثله


ثم قال المعترض : (فلما لا تقولن ذلك حتى في جهة العلو لان الجهات بالنسبة له سبحانه وتعالى سواء فلا الفوق ولا التحت واليمين ولا الشمال كلها صفات عدمية اعتبارية وجودها في الأذهان؟!! فلما تثبتون شيئا لم تحققوه بعد! )


و هذا دليل على عدم فهمه لمرادنا : فنحن نقول ان الجهات الإضافية المخلوقة يتنزه الله عنها فهو فوقها فافهم و عِ !

فعلو الله تعالى على خلقه عندنا معناه : مهما تصورت مخلوقا هو أعلى المخلوقات بذاته كالعرش مثلا أو غيره – ان كنتم تقولون بشيء آخر – فالله تعالى فوق ذلك و الحمدلله


فما الإشكال عندك بالضبط ؟ فقد أكثرت من الخبط و الخلط و لم تفهم شيئا مما نقوله فحدد لنا نقطة لم تفهمها فنشرحها لك على الرحب و السعة

أما القراء فهو و لله الحمد يعلمون المحق من المبطل لأن الكلام المدعّم بالدليل النقلي و العقلي أقوى من الكلام المليء بالهذيان و الفلسلفة العقلية


ثم أنه قال ان التغير حاصل لله تعالى إذا اثبتنا الاستواء بعد خلق العرش ! رغم ان الإمام الطبري قال بذلك ! و لهذا يقال لهذا الرجل :

هل أنت أعرف بالله تعالى من رسوله صلى الله عليه و سلم ؟ هو يقول ان ربه ينزل كل ليلة الى السماء الدنيا و انتم تعارضونه و تصرخون و تقولون : هذا مستحيل ! هذا مستحيل ! هذا مستحيل !


فمن أعلم ؟ أنتم أم رسوله صلى الله عليه و سلم ؟


ثم ان الله تعالى قال : : ( وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ) قال الإمام الطبري مفسرا : يقول تعالى ذكره: وإذا جاء ربك يا محمد وأملاكه صفوفا صفا بعد صفّ. ) اهـ


فهل تقول ان الملائكة تجيء و الرب جل و علا لا يجيء ؟ ان قلتَ هذا كفرت ! لأن الكلام في مقام واحد فماالذي جعلك تتأول مجيء رب و لا تتأول مجيء الملائكة ؟

هذا جواب قاطع أشار به الإمام الطبري رحمه الله في تبصيره و قد أحسن رحمه الله لما قال (وإذا جاء ربك يا محمد وأملاكه صفوفا صفا بعد صفّ ) فانظر كيف أثبت ما تسمونه حلول الحوادث !


أما شبهة التغير فهذا هذيان لأننا لو قلنا هذا الكلام من عند أنفسنا لجاز لكم ذلك و لكن قلنا كما قاله تعالى في الكتاب فما الإشكال ؟؟



ثم قال ان من قام به الحادث فهو حادث ! و كنا قد رددنا على هذيانه هذا في موضوعه الخاص عن الشيخ تقي الدين ابن تيمية و نقلنا أقوال الأئمة الكبار كالبخاري و غيره بل و كلام الكشميري الماتريدي ليكون حجة عليه و لكن الظاهر انه لا يقرأ و ان قرأ لا يفهم و الله المستعان


و لا بأس من التذكير فنقول : ان كل مخلوق حادث و ليس كل حادث مخلوق, ألا ترى ان الانسان و هو مخلوق عندما يقوم أو يقعد هل يقال بأنه خلق هذا القيام و القعود؟ لا يقال ذلك و هذا بإتفاق العقلاء إلا ان شذ من لا عبرة بشذوذه في ذلك , و بهذا تبطل قاعدتكم هذه


يتبع ,,,,,










 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:16

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc