سقوط بغداد

[أم رقية نسرين]

يا أخي ما قلته ليس بالصحيح إطلاقا و ما نقلته لا يتفق مع كبار مصادر التاريخ كالبداية و النهاية لابن كثيرأو العبر في خبر من غبر للذهبي

حيث أشارك الأخت أم عبد المصوّر جزاها الله خير في نقلها عن ابن كثير ما قاله أن الدور الأكبر في سقوط بغداد كان للوزير ابن العلقمي إذ أنّه عمل جاهدا على صرف الجيوش و اسقاط اسمهم من الديوان فكانت العساكر في أواخر أيام المستنصر قرابة 100.000 مقاتل ولم يزل يقللّهم إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف مقاتل.

ولقد ركن المستعصم للعلقمي الذي لعب بالخليفة كيف شاء.

ويقول الذهبي عن دوافع العلقمي فيما عمله : أنّه كاتب التتار و حرّضهم على قصد بغداد و ظن أن ّ الأمر سيتم ّ وسيقيم خليفة علويّا ، فأرسل إلى هولاكو أخاه ومملوكه و سهّل عليه دخول بغداد و طلب أن يكون نائبا لهم عليها .

ويقول فاروق عمر فوزي في كتابه الخلافة العباسية أن الخلافات كانت تتزايد بين الوزير العلقمي و مجاهد الدين أيبك الملقّب ب الدويدار الصغير و اتهم الوزير ابن العلقمي الدويدار الصغير بالتآمر على الخليفة من أجل خلعه فيما اتّهم الدويدار الصغير ابن العلقمي بالخيانة و مكاتبة المغول ...

حتى إنّ ابن العلقمي هذا أشار على المستعصم عدم محاربة التتار و أن يتألّفهم بالتحف و الهدايا و النّفائس و نصحه بتقديم الإعتذار لهولاكو و جعل الخطبة في الجوامع لهولاكو و وضع اسمه على السكة... وهذا ما ذكره حسن إبراهيم حسن في كتابه تاريخ الإسلام جزء 4.

ويذكر ابن كثير أن الوزير ابن العلقمي هو من أشار و هوّن على هولاكو قتل المستعصم بعد دخول بغداد لأن هولاكو توجس خيفة من قتل الخليفة لما يعتقده التتار بأن إسالة دم حاكم شؤم لدولتهم لذلك قتله اللّعين هولاكو رفسا و قيا خنقا و قيل أغرق و لم يسل قطرة من دمه..

وكان ابن العلقمي توفي في نفس العام بعد أن وكّله هولاكو ولحقه ابنه و يقول ابن كثير : فمات جهدا و حزنا و غمّا وندما .

هذا هو الوزير مؤيّد الدين ابن العلقمي و دوره البارز في سقوط حاضرة الخلافة العباسية التي دامت لأكثر من خمسة قرون من بعض المصادر و المراجع التاريخية المعروفة و التي سبق و أن اطّلعت عليها.

. و أنا لاأحبّذ تسميته بمؤيّد الدين بل أسّميه خاذل الدين لما فعله ببلاد الإسلام و لم يعجبه أن ترفع راية الإسلام على المذهب السني.

و لا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم .