السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مما وجب التنبيه عليه أن الفرقة و التفريق في ديننا قسمان فرقة مذمومة و فرقة محمودة أما الفرقة المذمومة فهي الاختلاف و التفرق عن كتاب الله و سنة رسوله عليه السلاة و السلام و التفرق عن الحق و الهدى إلى الباطل و الضلال و أما الفرقة المحمودة في التفريق بين الحق و الباطل و بين العدل و الظلم و بين الصدق و النفاق و لقد أنزل الله كتابا و سماه فرقانا لأنه فرق بين ما ذكر و كان من صفات نبينا محمد عليه الصلاة و السلام أنه ((فرّق)) كما وصفته الملائكة و لقد لقب الخليفة الراشد عمر بالفاروق
و على هذه التفرقة يصنف الناس و لقد صنف الله الناس و صنفهم رسوله و صنفهم الصحابة رضي الله عنهم و تصنيفهم كان عن علم و يقين و تصنيف الناس على العلم و اليقين لا عيب فيه و لا يذم و إنما يذم الذي كان عن وهم أو ظن فالتصنيف طرفاه بين الظن و اليقين و على ذلك يبنى الذم و المدح
و إن هذا العالم قد شابه العالم الواقعي في الكثير من الأمور و فارقه فى أخرى و من أنكر تصنيف الناس في هذا العالم فقد كابر و عاند صريح العقل فلا يمكن دفع التصنيف في هذا العالم كما لا يمكن دفعه في العالم الواقعي و التصنيف في هذا العالم شبيه الشروط فالمؤمنون على شروطهم في العالم الواقعي و العالم الافتراضي ما لم يكن الشرط مخالفا لما هو ثابت مستقر معلوم شرعا
و بما أن التصنيف لا يمكن أن يدفع فلوازمه و مقتضياته لا يمكن أن تدفع و من أعظم تلك اللوازم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و المعروف هو كل ما عرف حسنه شرعا و عقلا و المنكر كل ما عرف قبحه و نكارته شرعا و عقلا
و من أنكر وجود المنكر في المنتديات فقد كابر عقله و رمى بنفسه في الهاوية و من أقّر بوجود المنكرات و سكت عنها فهو عياذا بالله شيطان
ثم سنة الله في كل من امر بمعروف أو انكر منكرا أن يجابه و يرد و خاصة إذا تعلق الانكار بمن تربعوا على عروش السلطة و سن القوانين الوضعية
و ذلك سنة كونية لا تدفع جعلها لله بلاء و فتنة و تمحيصا و الحكيم من فقه السنن الكونية و الشرعية و عمل بما علم و من تخلف عنه ذلك الفقه فقد تخلف عنه خيرا كثيرا
ثم العجب فيمن وقف على الخلاف و الاختلافات و رد الحق بحجة رفع الخلاف و متى كان الحق يرد بدعوى الخروج من الخلاف أو رفعا للخلاف بل الحق يجب ان ينصر و خاصة اذا كان بنصره يدفع باطلا و يرفع ظلما
ثم بعد:
إن من أسمى المقاصد التي يشمر اليها كل مخلص هو الرقي بالمنتدى و لكن الرقي لا يجب ان نهمل التفريق بين العث و السمين و الضار و النافع و العادل و الظالم و لقد ساد و ظهر دين الله بهذا التفريق فكيف نريد نحن الظهور و السيادة من غير هذا التفريق و الله لن يستقيم لنا امر من غير تفريق و تصفية من كل شائبة مهلكة من فكر او شخص بعينه
و و قد كتبت هذا الرد قد يراه البعض خارجا عن الموضوع و أراه يصب في عينه
و الله المستعان
و السلام عليكم