كان الخليفة المأمون العباسي مشهوراً بالعلم ومجالسة العلماء وكان يعقد مجلساً عاماً للعلماء والناس فيدخلون عليه يناقشهم ويحاورونه. وفي أحد هذه المجالس دخلت امرأة وقالت له :يا أمير المؤمنين مات أخي وخلف ستمائة دينار وقسموا تركته فأعطوني ديناراً واحداً وقالوا هذا نصيبك من تركة أخيك, فهل يصح هذا ؟ .
وسكت المأمون ثم قال للمرأة : إنه فعلاً نصيبك يرحمك الله!! فقال العلماء للخليفة : كيف علمت يا أمير المؤمنين ؟ فقال المأمون يخاطب المرأة : هذا الرجل أخوك قد خلف أربع بنات أليس كذلك ؟ قالت نعم : قال : فلهن الثلثان أي أربعمائة دينار وخلف والدة أليس كذلك ؟ فقالت نعم , فقال الخليفة: فللأم السدس أى مائة درهم .. وخلف زوجة ؟ قالت المرأة: نعم . قال: فللزوجة الثمن أي خمسة وسبعون ديناراً ، ثم قال لها : بالله عليك ألأخيكِ المتوفي إثنا عشر أخاً ؟ قالت: نعم. قال : أخذ كل منهم دينارين إثنين أي أخذوا أربعة وعشرين ديناراً..وبقى لكِ دينار واحد هو نصيبك !!