نعم أنا معك، يوجد في النقابة عناصر لا تدري هل هي تمثل وزارة التربية أم تمثل قاعدة عمالية هي التي انتخبتها لتصبح ممثلها الشرعي أمام الهيئات الرسمية.
إن النقابة مكسب عظيم لا نتركه لمن يريد ان يجعله مطية لتحقيق أطماع في نفسه لم يحققها بأساليب نزيهة في حياته المهنية.
كما أطلب من كل منتخب أن يكون في مستوى الثقة التي وضعها فيه منتخبوه و أن لا يخون الأمانة.
والأمانة كلمة واسعة المفهوم ، يدخل فيها أنواع كثيرة ، فمن هذه الأنواع الأمانة العظمى ، وهي الدين والتمسك به ،حيث قال تعالى : ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) (آية 72 من سورة الأحزاب) . يقول القرطبي : الأمانة في الآية تعم جميع وظائف الدين ( تفسير القرطبي 14 /253) ويعتبر تبليغ هذا الدين أمانة أيضاً ، فالرسل أمناء الله على وحيه كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ، يأتيني خبر السماء صباحاً ومساء ). (رواه البخاري 8/84 برقم 4351) . وكذلك كل من جاء بعدهم من العلماء والدعاة، فهم أمناء في تبليغ هذا الدين . وكل ما يأتي من أنواع يمكن دخولها في هذا النوع وكل ما أعطاك الله من نعمة فهي أمانة لديك يجب حفظها واستعمالها وفق ما أراد منك المؤتمن ، وهو الله جل وعلا ، فالبصر أمانة ، والسمع أمانة، واليد أمانة ، والرجل أمانة ، واللسان أمانة ، والمال أمانة أيضاً ، فلا ينفق إلا فيما يرضي الله والعرض أمانة ، فيجب عليك أن تحفظ عرضك ولا تضيعه ، فتحفظ نفسك من الفاحشة ، وكذلك كل من تحت يدك ، وتحفظهم عن الوقوع فيها ، قال أبي كعب رضي الله عنه : من الأمانة أن المرأة أؤتمنت على حفظ فرجها. والولد أمانة ، فحفظه أمانة ، ورعايته أمانة ، وتربيته أمانة .
والعمل الذي توكل به أمانة ، وتضييعه خيانة ، لما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال : إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) (رواه البخاري برقم 6496 ) . وقال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر لما سأله أن يوليه قال
وإنها أمانة .. ) (رواه مسلم برقم 1825 ) .
فالواجب عدم إسناد الأمر لغير أهله