عند إنضمامي إى منتدى الجلفة للجزائريين و كل العرب كنت أستجيب تحديدا لرغبتي في التواجد في هذا الفضاء الذي يخاطبنا كعرب، و لقد وقع إختيارى على منتدى الأخبار العالمية و العربية تحديدا مدفوعا برغبتي في التواصل مع إخواني العرب من المحيط إلى الخليج .. ليس لأنني أفتقر إلى قنوات أخرى اللتواصل فهي موجودة و قائمة و الحمد لله و كثيرة و متنوعة، و لكنني أردت أن أجرب الفضاء الإفتراضي الذي يتيح حرية أكبر في التعبير عن الرأي بما يسمح للمرء بأن يتعرف أكثر على الناس و نمط تفكيرهم و ردود فعلهم و هو ما لا يوفره الواقع لأسباب عديدة منها أنني في الواقع لم أكن أتعامل إلا مع بعض " النخب " و كنت قد سئمت صراحة " إتزان " هذه النخب و لباقتهم التي غالبا ما تؤدي إلى تجميل الواقع بكيفية تجعل المرء يرى غير ما هو موجود أصلا.
و منذ إلتحاقي بهذا المنتدى ، إكتشفت أن مصيبة العالم العربي ليست في حكامه و أنظمته ، و أن التشتت و التمزق العربي ليس صناعة غربية أجنبية تولى الترويج لها و ترسيخها محتكرو الكراسي و العروش في بلادنا العربية، فالظاهرة أعمق و هي ظاهرة إجتماعية ثقافية قبل أن تكون نهجا سياسيا و سلوكا من سلوكات الأنظمة.
فهؤلاء الزعماء الممسكون بمقاليد السلطة في البلاد العربية قد أخفقوا في تحقيق التقارب الذي يعتبر أولى الخطى على درب الوحدة لكوننا نحن الشعوب نسير في إتجاه آخر غير إتجاه الوحدة طالما أننا قد نشأنا على القطرية الضيقة و على النظر إلى بعضنا البعض نظرة عدائية فوقية أحيانا و كيدية أحيانا أخرى حتى صرنا جميعنا تقريبا من عوامل الفرقة و التنافر و الشقاق، و حتى صار الدين نفسه عاجزا عن توحيد رؤانا و أفكارنا و تحول من عامل وحدة إلى عامل فرقة، و بالتالي لم يبق لنا عمليا ما يجمعنا و يؤلف ما بين قلوبنا اللهم هذا الزعم الكاذب بأننا عرب و هو زعم لا تدعمه إلا شعاراتنا و صراخنا و عويلنا الذي ملأ الدنيا و لم يبلغ القلوب مع الأسف الشديد.
في إحد المنتديات دار بيني و بين أحدهم سجال طويل عريض لم ينته إلا حين تلقيت رسالة خاصة من مدير المنتدى يكشف لي حقيقة محاوري ليتضح لي أن هذا المحاور يدخل المنتدى مستعملا إسمين مختلفين، فيكتب موضوعا بإسم " س " يهاجم فيه السعودية مثلا، ثم يرد على نفسه مستعملا الإسم الثاني " ص " و لكن بكيفية مناقضة تماما لما كتبه ضد السعودية، و الغريب أن خطته تنجح و ينقسم رواد المنتدى ما بين مؤيد أعمي للملكة و بين معارض حاقد عليها و يعلو الصراخ و يشتد السباب ، و كلما نجحنا قليلا في تهدئة الأوضاع و تصويب النقاش و إيجاد نقاط إلتقاءـ يتدخل هذا العضو ليؤجج نيران الغضب و الحماسة عند الطرفين ...
سنكون أغبياء و نبقى كذلك إن إستمر الناس في مناقشة المسائل العامة بكل هذا التعصب الأعمى، و سنكون أكثر من أغبياء إن لم نطرح على أنفسنا السؤال عم آلاف الـ " س " و الـ " ص " التي تملأ العالم الإفتراضي.
فماذا لو قلنا جميعا أن لكل نظام في الدنيا عيوبه و محاسنه و في كل شعب صادقين و خونة و من هم بين ذلك ... ماذا لو قلنا لو كان الله يؤاخذ الناس بما فعل السفهاء منهم ما أبقى عليها من دابة .. متى ننضج لنميز بين النقاش الموضوعي و بين حلقات السب و الشتم و التجريح التي تكون فيها الغلبة لمن يستطيع أن يتعرى أكثر ؟؟؟؟؟؟