*«•¨*•.¸¸.»منتدى طلبة اللغة العربية و آدابها «•¨*•.¸¸.»* - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية > قسم الآدب و اللغات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

*«•¨*•.¸¸.»منتدى طلبة اللغة العربية و آدابها «•¨*•.¸¸.»*

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-12-23, 20:26   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
**د لا ل**
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

من قال حاد عن أصله * أو قال مات فقد كذب[1]
نلاحظ توظيفه لألفاظ العروبة والإسلام والأصل وكلها دعوات لترسيخ المرجعية القديمة ولو على المستوى الانتمائي الذي يتبعه الشكل الشعري بالضرورة.
أما من الناحية التركيبية فلم تخرج أيضا عن التقليد من الناحية النحوية والبلاغية، فقد عمل الشاعر الإصلاحي على بعث التراكيب في حلتها القديمة، ومن نماذج هذا التوظيف نذكر مما قاله الهادي السنوسي مخاطبا ابن باديس بعد نجاته من محاولة اغتيال:
خبرت البلاد، وأضرارها* فأقبلت تندب أحرارها
وأرسلتها نظرة حرة* رعى الله في الحر أفكارها
فصوّرت للناس آلامها * وأجليت للعين أغوارها[2]
نلاحظ نمط التركيب النحوي البسيط والتقليدي في طابعه، خبرت البلادَ، أقبلت، أرسلتها، صوّرت للناس، فهو مباشر وسطحي ولا يتعدى التركيب الإسنادي المباشر الذي يظهر طرفاه بشكل جلي ولعل بساطة التركيب راجعة لثقافة الشاعر التقليدية من جهة ورغبته في إيصال خطابه بشكل مباشر وبسيط ليصل للمتلقي الخاص في ذلك العهد.
أما من ناحية التصوير البلاغي فلم يخرج النص التقليدي المحافظ على الصور القديمة من تشبيه واستعارة وكناية ومن ذلك ما نقرؤه في وصف ليل الاحتلال لمحمد العيد آل خليفة:
يا ليل. ما فيك نجم* جلا الدجى، وأزاحا
إلا كواكب حيرى * لم تتضح لي اتضاحا
....
أخشى على الشعب هلْكا* يبيده واجتياحا
من ألسن قاذفات * تروي القبيح فصاحا[3]
نلاحظ توظيف الاستعارة في البيتين الثاني والأخير بشكلها التقليدي المباشر السطحي فلا إغراق في الصورة، وهذا ليس عيبا لأن الشاعر يحيي نظاما تصويريا بلاغيا قديما، الذي يعتمد المباشرة والنبرة الخطابية وهي من خصائص الاتجاه التقليدي الذي احتاج لأسلوب يهز ويثير المتلقي الجزائري المحدود الأفق فاعتمد على أساليب الاستفهام والإنكار والتعجب والنداء، وكل الألفاظ الرنانة لتوقظ الهمم[4] في شعب أضناه المحتل بسياسات التجهيل والتفقير، ومن نماذج الأسلوب الخطابي المعتمد على التكرار والتأكيد والتحريض ما نقرؤه من قصيدة سعيد الزاهري سنة 1925:
ألا فليفق شعبي من النوم، فإنه * لفي مرض من النوم قاتل
ألا فليفق شعبي من النوم برهة * فإنا لفي شغل من النوم شاغل[5]
نلاحظ من خلال البيتين توظيفه للأمر بعد النداء وهو أسلوب إنشائي غرضه التمني والرجاء، فهو مشابه للأساليب التقليدية في ذات الغرض، كما نلاحظ التكرار في مطلعي البيتين، وذلك للتأكيد على رجائه في استنهاض همم الشعب الجزائري.
مما تقدّم نصل إلى أن النص التقليدي الجزائري حافظ على هويّته القديمة ومساره الإحيائي للشعر العربي متأثرا بالشعر التقليدي المشرقي من جهة ومستعينا بثقافته الأصولية من جهة أخرى، فقام بترسيخ مبادئ نظم الشعر التقليدي وعلى رأسها عمود الشعر الذي تَمَثّله شعراء التقليد بكل مقوّماته، حيث تجاوزوا اللغة إلى الإيقاع الذي ظل تقليديا فاعتمد الوزن الخليلي والقافية الموحّدة، بل تعدى ذلك إلى إتباع ذات البحور التي نظم عليها المشارقة وأعلام الشعر العربي القديم لدرجة أنهم جاؤوا بقصائد على نفس الروي في شكل معارضات، وهذا ما سنراه في المستوى الإيقاعي.
1-2- مستوى الإيقاع:
مثلما اتبعت القصيدة التقليدية مثيلتها المشرقية في الجانب اللغوي اتبعتها في الجانب الإيقاعي، حيث خضعت للوزن والقافية بشكل مطّرد مقتفية آثار المرجعية الماضوية، التي تعتبر بنية البيت الشعري المكتملة في النص القديم هو أساس بناء القصيدة فيه[6]، لهذا عمد رواد الإحياء على تفعيل هذه الخاصة فجعلوا من البيت منطلقا في بناء نصوصهم، ومن البيت ينطلق الإيقاع بأهم مقوّماته في شعرية التقليد وهما الوزن والقافية اللذان لم يعرفا مع الإحياء

[1]ينظر، صالح خرفي، الشعر الجزائري الحديث، ص 206.


الإيقاع بأهم مقوّماته في شعرية التقليد وهما الوزن والقافية اللذان لم يعرفا مع الإحياء غير التكرار واستحضار الماضي بأوزانه وأضربه المختلفة، ومثال اعتماد قواعد عمود الشعر ما نقرأه لمحمد العيد آل خليفة حول العلم وهي قصيدة نضمها سنة 1937:
العلم سلطان الوجود، فسدْ به* من شئْت، أو ذدْ عن حياضك وادْفعِ
اه اه ااه اه اه ااه ا ااه ااه * اه اه ااه اه اه ااه اا اه ااه
مستفعلن مستفعلن متفاعلن * مستفعلن مستفعلن متفاعلن
والْجأ له بدل الحصون، فلا أرى * حصنا كمدرسة سمت، أو مصنع[1]
اه اه ااه اااه ااه اااه ااه * اه اه ااه اااه ااه اه اه ااه
مستفعلن متفاعلن متفاعلن * مستفعلن متفاعلن مستفعلن
............................... ..................................
............................... ..................................
............................... ..................................
............................... ..................................
............................... ..................................
............................... ..................................


الشكل رقم ()
شكل يوضّح البناء الهندسي للقصيدة التقليدية التناظرية


يظهر جليا أن الشاعر وظّف وزن البحر الكامل الذي تفعيلاته تقوم على تفعيلة (متفاعلن) المكررة ست مرات في شطري البيت[2]، وقد اعتراها زحاف الخبن وتحوّلت إلى مسْتفعلن، وانطلاقا من هذا نلاحظ مدى التزام الشاعر بالوزن والقافية حتى أنه لم يُدخل من العلل المستحدث منها واكتفى بزحاف واحد وهو الخبن مما يربطه أكثر بالنص القديم، ومن خلال متابعة النص التقليدي والمحافظ نجد العديد من النماذج التي حافظت على الوزن والقافية ومختلف شروط عمود الشعر مما يعزّز دور الماضي الشعري في رسم ملامح إيقاع النص التقليدي الجزائري، الذي لم يكتف بإتباع قواعد عمود الشعر بل تعداها، كما هو موضّح في أبيات محمد العيد، إلى الشكل الهندسي الذي ظل محافظا على تناظره وتوازيه، مقدّما لنا الشكل التالي:






نلاحظ الشكل العمودي المتوازي لأشطر الأبيات التي تقدّم تمثيلا للقصيدة العمودية كما دوّنت قديما بالشكل التناظري المتوازي، وقد احتل هذا النموذج الهندسي مكانة مهمة في الشعرية التقليدية الجزائرية فصار قالبا يصبون فيه قصائدهم، من خلال رصف الوحدات اللغوية في شطرين متقابلين أفقيا في خط واحد، يفصل بينهما بياض ذو طول محدد، ليشكلا نموذج البيت الشعري الذي تتوالى أسفله أبيات أخرى موازية له عموديا[3]، ليتم بناء شكل هندسي متوازي ومتناظر الأقسام، ليُقدّم القصيدة وكأنها مبعوثة في صحيفة من الماضي العتيق، فيدعّم بذلك الرؤية المقدّسة للماضي لدى الشاعر الجزائري المحافظ.
1-3- مستوى الموضوعات:
مثلما سجّلت القصيدة التقليدية الجزائرية إتباعها وتقليدها على مستوى اللغة والإيقاع فهي لم تخرج في إطار الموضوعات على الرؤية الماضوية، حيث طرق روادها الموضوعات القديمة من مديح ورثاء ووصف وغيرها من الموضوعات. ومن نماذج الموضوعات التقليدية نذكر موضوع الرثاء الذي احتل مكانة مهمة في الشعرية التقليدية الجزائرية ومن أمثلته رثاء محمد العيد آل خليفة للملك عبد العزيز آل سعود في قصيدته بعنوان "فقدْنا مليكا عادلا":
لك الويْل من نعي به هتف البرق * فريع له الإسلام واضطرب الشرق
وردّده المذياع من كـل موطـن * فصُمّت به الآذان واحتبس النطـق[4]
يظهر الأسلوب التقليدي من خلال البيتين رغم أنه أدخل بعض المستحدثات كالمذياع، ولكن ظل الطابع تقليديا محافظا على مستوى الموضوع والتناول وتوظيف المعجم والإيقاع.
كما نرصد موضوع الرثاء في رثاء أعلام الشعر التقليدي المشرقي، ليؤكد الشاعر الجزائري المحافظ ولاءه وإخلاصه للروح التقليدية المشرقية، ومن ذلك رثاء محمد العيد لأحمد شوقي وحافظ إبراهيم، حيث يقول في قصيدة "ذكرى شاعرين":
خُلق المــوت فناء لبقاء * وجــزاء من نعيم أو شقاء
ولقاء في فــــراق باغتا * كــل نفس أو فراقا في لقاء
...
دولة الشعر من الشرق انقضت * وانقضى فيها مراء الأمراء
ولواء الضاد في الشرق انحنى* فانحنى الشرق على ذاك اللواء
عفـت الدنيا فلا (شوقي) ولا * (حافظ) غير أحــاديث الثناء[5]
إضافة لموضوع الرثاء فقد طرق رواد هذه الاتجاه موضوع الغزل على استحياء بسبب الطابع الديني لثقافتهم ومرجعيتهم ومن ذلك الغزل العذري في قصيدة أين ليلاي، والتي نلمس فيها إشارات سياسية دقيقة، ويقول في مطلعها:
أيـــن ليلاي أينها* حــيل بيني وبينها
هل قضت دين من قضى * في المحبين دينها[6]
ويضاف لهذا الموضوع العديد من الموضوعات التقليدية الطابع التي لم يهمّش رواد هذا الاتجاه أيا منها، ولكن رغم الرؤية الماضوية في تتبع الموضوعات إلا أنهم لم يكتفوا بها بل كتبوا في بعض موضوعات عصرهم المستحدثة، ليُذكّرونا بالاتجاه التقليدي المشرقي الذي طرق موضوعات مستحدثة بشكل تقليدي فوصفوا مثلا القطار والطائرة وغيرها من المخترعات، لهذا كتب رواد الاتجاه التقليدي الإصلاحي في موضوعات جديدة كالأحزاب والسياسة وهمومها ومن ذلك يقول الهادي السنوسي:
قد سئمنا سياسة طرفاها * وضـعا في خطى الجزائر قيدا
أرهقتنا مع (اليمين) وعيدا * وأرتنا (اليسار) أكثـر وعــدا
والبلادُ البلادَ من بين هاذيـ * ـنِ جميعا، قاســـت عذابا أشدا[7]
نلاحظ أن الشاعر وظّف عددا من الألفاظ والمصطلحات الحديثة في قالبه التقليدي كاليمين واليسار وكلها مصطلحات سياسية مستحدثة، جاءت لتقدّم صورة عن ارتباط الشاعر الإصلاحي بعصره وما يدور فيه، في ظل حفاظه على مقوّمات شعريته.
ومن نماذج التجديد في الموضوعات نجد وصف بعض جديد العصر كوصف المدرسة ومن ذلك قول محمد العيد في افتتاح مدرسة الهدى بالقنطرة:
فتح جديد قد بدا* في فتح (مدرسة الهدى) [8]
حيث انطلق الشاعر من اسم المدرسة ليرسم لها صورة مشرقة في نشر العلم والمعرفة، مؤكدا على دورها في النهوض بالشعب الجزائري نحو غد أفضل، ليظهر بذلك الدور الإصلاحي الإرشادي بشكل جلي في النص التقليدي الجزائري، الذي احتفى بمختلف المضامين الإصلاحية والإرشادية[9]، التي صارت علامة لتمييزه ومنارة تهدي لرواده.
انطلاقا مما تقدّم نلاحظ أن الشكل العام لبنية القصيدة التقليدية المحافظة بقي ثابتا، انطلاقا من اللغة مرورا بالإيقاع والتشكيل الهندسي العمودي المتوازي وصولا للتيمات التي لم تخرج عن صورتها القديمة إلا في وصف بعض الأمور المستحدثة، ولو أن هذا الوصف لم يخرج عن الشكل التقليدي الذي اعتمد النص المشرقي مرجعية أولى، وعلى النص القديم مرجعية ثانية بعيدة. بهذا ظل النص الشعري الجزائري الحديث يخطو نحو التأسيس لقاعدة ينطلق منها لبعث نص قوي يجابه قوة العهد الجديد الذي دخلته الجزائر والأمة العربية بشكل عام، لهذا عمل رواد هذا الاتجاه على تكريس رؤيتهم الماضوية بممارسة نصية احتلت مكانة مهمة في خارطة الشعر الجزائري الحديث، الذي لم يتوقّف في تطوّره على هذا الاتجاه، فقد ظهر على استحياء اتجاه تجديدي وجداني الطابع، موازيا للتقليدي المحافظ، حيث عرف النور بعد الحرب العالمية الأولى على يد عدد من الأدباء والشعراء الجزائريين أمثال رمضان حمود ومبارك جلواح ومحمد الأخضر السائحي وغيرهم متأثرين بشكل كبير بالرومانسية العربية المشرقية، أكثر من تأثرهم بالتيارات الرومانسية الغربية التي يخشون الانصهار بها. وقد تميّز النص الوجداني بمختلف خصائص الرومانسية، التي سنتعرّف عليها تباعا.





المحاضرة الثالثة: الاتجاه الوجداني ودوافع ظهوره :
لم تتوقف الحركة الشعرية الجزائرية على إحياء التراث وبعث القصيدة القديمة من خلال الاتجاه التقليدي الإصلاحي، فقد شهدت الحركة الشعرية بروز اتجاه آخر في الساحة الشعرية الجزائرية ترسّخ بشكل كبير بعد الحرب العالمية الثانية، هذا الاتجاه عُرف بطابعه الرومانسي الوجداني فقد خاطب العاطفة وقلّل من توظيف اللغة والإيقاع التقليدي، بهذا يمكن الإقرار منذ البداية بأن هذا التوجه العاطفي الوجداني تأثر بشكل كبير بالرومانسية العربية المشرقية، وقد فضّل أغلب الدارسين تسميته بالوجداني دون الرومانسي[10] لأنه لم يمثل مذه

[1]ينظر، صالح خرفي، الشعر الجزائري الحديث، ص 152.

[2]ينظر، الخطيب التبريزي، كتاب الكافي، في العروض والقوافي، ص 46.

[3]ينظر، محمد الماكري ،الشكل والخطاب، مدخل لتحليل ظاهراتي، ص 136.

[4]محمد العيد آل خليفة، الديوان، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، ط3، ص 482.

[5]محمد العيد آل خليفة، الديوان، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، ط3، ص 493، ص 495.

[6]المصدر نفسه، ص 41.

[7]ينظر، صالح خرفي، الشعر الجزائري الحديث، ص 200.

[8]ينظر، المرجع السابق، ص 161.

[9]ينظر، المرجع نفسه، ص 341.

[10] ينظر ، عبد الله الركيبي، الشاعر جلواح، من التمرد للانتحار، المؤسسة الوطنية للكتاب، 1986، ص13.



[2]ينظر، المرجع نفسه، ص 77.

[3]ينظر، المرجع السابق، ص 180.

[4]ينظر، المرجع نفسه، ص 34، ص 342.

[5]ينظر،المرجع نفسه، ص 343.

[6]ينظر، مشري بن خليفة، الشعرية العربية ـ مرجعياتها وإبدالاتها النصية، ص 91.









رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
*«•¨*•.¸¸.»منتدى, اللغة, العربية, «•¨*•.¸¸.»*, طلبة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:37

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc