أخي الكريم إن ما تعانيه الجزائر الآن ماهو إلى من آثار الاستعمار وعندما أقول الاستعمار لا أقصد به استعمار الأرض بل استعمار العقول والثقافات والنفوس والأرواح. ولعل الغرب الآن أصبح مدركا للنتائج المذهلة التي تترتب عن هذا النوع من الغزو الفكري فراح يتفنن في أشكاله وأنواعه وألوانه فتارة يأتي بلباس مهراجان وتارة بلباس حضارة وتقدم وتارة أخرى يأتيك بحلة مزركشة وبكذبة كبيرة تسمى العولمة.
أخي الكريم إن الجزائر تمثل نموذجا رائعا وموضوعا خصبا للكتابة في هذا الموضوع ولعلها تعكس معاناة كل الدول التي عانت من الاستعمار. وعليه فلا عجب في أننا ما زلنا تحت غزو فكري وحضاري إلى هذه الدقيقة التي أكتب فيها مداخلتي هذه ونحن نعاني من وأة أذناب الاستعمار الذين يطبلون له صباح مساء.
ولعل ابن خلدون في مقدمته قد أكد على أن كل الشعوب التي عانت من الاستعمار تسعى جاهدة إلى تقليد مستعمريها لأنها ترى فيهم القدوة والأسوة. وهذه حقيقة لا مفر منها.
أما عن الحلول فعندما تتحول هذه الدول من مقابر للقدرات والإمكانيات لتصبح أرضا خصبة للعمل والجد وعندما نحقق إكتفاءنا الذاتي على كل الأصعدة هناك فقط يمكن أن نقول "لقد حققنا استقلالنا"
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته