باسم الدين تجري عمليات ذبح البشر كما تذبح الأبقار والأغنام. وردت في اعترافات الإرهابي جابر مصطفى الشهابي تفصيل عمليات الذبح التي نفّذها هو وغيره من «أبطال ثورة الناتو» في حق الموالين للنظام السوري والذين لا يؤيدون «الثورة» المزعومة ضد الفساد والظلم ، «الثورة» التي ترفع شعارات الحرية والعدالة. وبحسب روايته لم يكن يباشرعملية الذبح إلاّ بعد أن يسمّي، كما أوصاه المسؤول الديني، بالقول: «سبحان الذي حلّلك للذبح»، كي لا يحتسب عليه أي ذنب!
أيّ عقل مجرم وشيطاني هذا العقل الذي يقبل بهذه الأعمال، وأي عقيدة شيطانية هذه التي تأمر بذبح البشر كالأنعام؟
جاء في التوراة أن الله غضب على أول ملك لبني «إسرائيل» المدعو شاول، بسبب عدم ذبحه الملوك الأعداء وتركهم أحياء.
الأوامر الإلهية لليهود في التوراة صريحة وواضحة بقتل الأطفال والشيوخ والنساء وتحريم كل نسمة، وأول جرائم إبادة في التاريخ تنسب إلى أوامر ووصايا إلهية مدوّنة في التوراة بنصوص متعددة وأمثلة متنوّعة. وتروي التوراة أن النبي إيليا ذبح مئات من كهنة البعل على ركبته، والمملكة اليهودية الموعودة بمسيحها المنتظر تقوم على ذبح الأعداء والسيادة على العالم.
جاءت المسيحية نقضاّ للقيم اليهودية في مفهوم الشعب المختار وتمييز فئة عن سائر البشر، فساوت بين الجميع لأن الله واحد وهو إله كل الناس، وحرّرت الإنسان من الانغلاق والتعصّب واعتبرت أن جميع البشر أخوة ودعت إلى الارتقاء بفعل الخير وعدم مبادلة الشر بالشرّ. وجاء الإسلام المحمدي في الاتجاه ذاته، مناقضاً للعنصرية اليهودية، فالله هو رب العالمين وهو الرحمن الرحيم.
بول تيبيس، الطيار الأمريكي الذي ألقى القنبلة الذرية الأولى في العالم على مدينة هيروشيما اليابانية، توفى في 2007 في مدينة كولومبوس في ولاية أوهايو. تسبب بمقتل أكثر من 200 ألف إنسان ومات غير نادم، ويروى أنه صلّى قبل رمي القنبلة وإبادة معظم سكان المدينة.
العنصرية اليهودية في التوراة والتلمود تأمر بذبح الأعداء وعدم جواز الرحمة تجاههم.
ما فعلته وتفعله المسيحية المتهوّدة والمتصهينة في الغرب عمليات إبادة وذبح، في جرائم عدوانية ضد الشعوب وليس دفاعاً عن النفس أو لشعور بالتهديد أو الخطر.
العقل الغربي عقل بارد يقوم بما يقوم به لأنه يعتبر أنه فوق سائر البشر، ولكنه عقل ينطلق من وعي وإدراك لمصالحه وليس لديه أي حساب لقيم أخلاقية أو نزعات إنسانية .
الجرائم التي تقوم بها المجموعات المسلحة في سورية تدل على:
1 -غياب العقل وتكريس الجهل محرّكاً أساسياً لأعمال غرائزية ووحشية. فهل يمكن أن تقوم ثورة من دون فكر، بدون عقل، ويموّلها جهال ومتخلّفون وأميّون وجهلة؟ وهل تساءل أحدهم ما هي مصلحة أميركا و«إسرائيل» والغرب للعمل بشكل هستيري ومحموم لإسقاط النظام في سورية؟ أو ماهي مصلحة تركيا وقطر والسعودية في ذلك؟
2 -غباء متراكم ومكدّس يستحق الدخول في موسوعة غينيس؟!
هذا الذبح المقدّس باسم الدين يقوده الجهل المقدّس والمكرّس باسم المذهبية والطائفية، باسم الشعب المختار والفرقة الناجية ويدفع اليه غباء مستحكم بجماعات فقدت عقولها وفقدت إنسانيتها والتزمت بالصهيونية الإسلامية ضد الإسلام وخدمة لأعدائه.