السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى الأخ الخليجي : لا دولة من الدول العربية حاليا تستطيع تقديم ما يرجوه الشعب الفلسطيني منها، كيف لدول لم تلتزم بتعهداتها المالية على الأقل أن تدعمها بمواقف أو اجراءات أكبر، أقصى ما كنا نتمناه أن يطبق الرئيس محمد مرسي جزءا مما كان يعيبه على حسني مبارك، ولكن ظهر فيما بعد أن الأمور محسومة ولا قدرة للجميع على مساعدة سكان غزة، بل تحول الأمر إلى قبضة حديدية بين مصر التي تهدم الأنفاق وتخلي سيناء وبين إسرائيل التي تقصف بالصواريخ.
ربما أكثر ما قدمته الجزائر حاليا، هو التزامها بتجنب التطبيع مع الكيان الصهيوني، وتفويتها لفرص اقتصادية مهمة من أجل تجنب التطبيع مع إسرائيل مثل مشروع الاتحاد المتوسطي الذي أجهظته بتحفظاتها على مشاركة إسرائيل فيه، ويبقى حظور الجزائر لبعض الاجتماعات الأمنية العسكرية هو المحظور الوحيد الذي فرضته ضرورة الوضع الدولي، خاصة إذا تم مقارنة موقفها مع دول مجاورة مثل المغرب التي تسير بخطى ثابتة نحو التطبيع، وتونس التي رفض نظامها الجديد مشروع تشنيع التطبيع مع إسرائيل، ودول أخرى كان يمكنها تجنب التطبيع مثل قطر التي تسعى لعلاقات لا مصلحة لها بها مع إسرائيل ولا حاجة لها بها ولا ضغوط عليها من أجلها مثل مصر والأردن حيث هما مرغمان على عدم إبقاء منصب الصفير في الكيان الصهيوني شاغرا.
أخيرا مسألة زيارة بوتفليقة لغزة مستبعدة إن لم تكن مستحيلة، فالكل يعلم أن معبر رفح تحكمه اتفاقية مشتركة بين إسرائيل ومصر وكل ما يمر منه من غذاء ومساعدات وأدوية وحالات انسانية وحتى أمراء الدول متفق عليه مسبقا، وإسرائيل ترفض مرور من لا يعترف بها كدولة، ومنه فلا مجال لمرور بوتفليقة من هناك ولا نية له أصلا في ذلك.