لا أعتقد أن هذا العلم سيقدم شيئا جديدا للبشرية من الناحية الثقافية ربما من الناحية الطبية ذلك ممكن لكن أن نعتمد على هذا العلم لتحديد هوية شعب أو ثقافة شعب فهذا محض تخلف و عنصرية ... إذ ماذا يقدم أو يؤخر في وجود سلالات بشرية في الجزائر مثلا تنتمي لعرقيات مختلفة هل هذا يعني أننا سنكون بهويات متعددة ؟؟؟ إذا أثبت هذا العلم وهي الحقيقية أن ساكنة الجزائر بها عرقيات مختلفة من أمازيغ و عرب و رومان وبيزنطيين ووندال و فينيق و أتراك و هي تركيبة كل الكتلة البشرية حول المتوسط و كل دول المتوسط تحوي نفس هذه السلالات بتفاوت هل هذا يعني أن الجزائر هي دولة أمازيغية و عربية ورومانية وفينيقية و بيزنطية ؟؟؟ طبعا لا .. فهوية الدولة تعتمد أساسا على ثقافة و تاريخ البلد و على الكتلة البشرية الأصلية المكونة لذلك الكيان .... فساكنة شمال إفريقيا هم أمازيغ كما هو معروف ولهم تاريخهم و ثقافتهم و كيانهم المستقل وعلى كل الثاقافات الطارئة على هذه الأرض أن تحترم الهوية الثقافية لهذه الأرض و لهذا الشعب ... ومهما كانت الجذور العرقية للفرد فهو ينتمي لدولة لها تاريخها و لها ثقافتها و يجب عليه أن يدافع عن ثقافة بلده وشعبه و يفتخر بها ... حتى إن كانت التحليلات الحمضية لفرد أثبتت أنه لا ينتمي مثلا لنفس سلالة المجموعة هل هذا يعني أن يتنكر لتاريخ الجزائر و لعراقتها و لثقافتها أو أنه لم يعد جزائريا ؟؟؟ قالوا قديما تعرف الأفضال للرجال و الأنساب للأحمرة و البغال ... فالفرد ينتمي لهوية وثقافة بلده و ليس العكس أما الأنساب فلا تعني شيئا ....
أما قضية القبائل الأمازيغية و غيرها التي تنسب نفسها لما يعرف بالأشراف فهذه قضية سياسية تاريخيا فقد كانت بعض العائلات و القبائل تنسب أنفسها لنسب الرسول صلى الله عليه وسلم طلبا للرياسة و القيادة خاصة في العهد الفاطمي حيث إنتشرت فكرة أن الخلافة لا تنبغي لغير أهل البيت فكانت القبائل و العائلات القوية تضع لأنفسها أنسابا يقال شريفة حتى تخضع لها باقي القبائل و الأسر "الغير شريفة " و طبعا كان هذا في العصور الوسطى حيث كان التخلف و العنصرية و الطبقية ثقافة سائدة .