تونس من ديكتاتورية إلى ديكتاتورية ... النفق المظلم .

[الزمزوم]

هم أيضا دنسوا البقاع المقدسة!؟


2012.08.15

طالب الرئيس التونسي، منصف المرزوقي، المتواجد حاليا بالسعودية لحضور قمة البلدان الإسلامية المنعقد لتباحث الأزمة السورية، السلطات السعودية بتسليم تونس الرئيس السابق، زين العابدين بن علي، وحرمه المطلوبين من قبل العدالة التونسية.
هذا الخبر عادي، لكن ما هو غير عادي هو التبرير الذي أرفقه المرزوقي طلبه، حيث قال كيف للمملكة السعودية أن تقبل على أرضها رئيسا دنس القرآن وسلب أموال الشعب؟!
ويبدو أن الرجل يجهل طبيعة النظام السعودي الذي دنس ليس أرض المملكة وبقاعها المقدسة فقط، عندما قبل بإقامة قاعدة أمريكية على ترابها، القاعدة التي استعملتها أمريكا لتقتيل أطفال العراق وتجويعهم وتهديم بلد عربي مسلم، وما زالت تستعملها في حروبها الإقليمية ومخططاتها لتفكيك الوطن العربي وإضعافه طمعا في ثرواته.
النظام الوهابي الذي يبدو أن المرزوقي ظن حقا أنه حامي كلمة اللّه في أرضه، ومعلي كلمة رسوله بين الأمم، هو من يتآمر اليوم على سوريا، مثلما تآمر على ليبيا ورهنها بين أيدي القوى الغربية التي استأثرت بثرواتها، يتآمر اليوم على سوريا ويقود إلى جانب من خططوا لفوضى الربيع العربي، حربا استنزافية ضد سوريا. حرب طال أمدها عمدا، حتى يتم تفكيك كل ترسانة الأسلحة السورية، وتفكك أيضا الدولة السورية، وتقطيع أوصالها بين الطوائف، ويهدم كل ما بني في هذا البلد، الذي من سوء حظه أنه ابتلي بنظام لا يقل ديكتاتورية عن النظام السعودي، وأنه يجاور إسرائيل المقامة على الأرض العربية المغتصبة، وبالتالي يتآمر الجميع اليوم على إضعاف سوريا حتى لا تسترجع يوما قوتها وتشكل خطرا على إسرائيل.
من دنس تراب هذه الأرض الشريفة ليس بن علي بقدر ما دنسه حكامها بما يتآمرون به على كل البلدان العربية والإسلامية، بالأمس العراق، واليوم سوريا، وغدا إيران وفي السابق الجزائر التي نخروا جسدها بزرعهم لبذرة الشقاق بين أبنائها بنشرهم فكرهم الوهابي الهارب من عصور الظلام.
كان بإمكان المرزوقي أن يقدم إلى المملكة السعودية طلبا عاديا، دون التطرق إلى هكذا كلام، لأن من حقه ومن حق الشعب التونسي أن يستلم بن علي لمحاكمته، لكنه لم يجد غير التملق لهذا النظام الذي للأسف جثم على صدر الأمة الإسلامية، لأنه يحكم البقاع المقدسة ولا أقول يشرف على خدمتها، لأن خدمتها شرف لا يستحقه من خانوا القدس!؟
نسي المرزوقي أن بلاده منحت حق اللجوء للإرهابي أبي قتادة الذي أفتى بقتل أطفال الجزائر وسبي بناتها!؟

حدة حزام
جريدة الفجر