جدل في مصر بعد اختيار قنديل لرئاسة الحكومة
القاهرة
أكد الدكتور هشام قنديل رئيس الحكومة المصرية الجديدة، أن الكفاءة ستكون المعيار الذي يختار علي اساسه كل الوزراء في الحكومة، التي أكد أنها ستكون "تكنوقراط"، بعكس ما توقع الكثيرون في الفترة الماضية.
ووجه قنديل في المؤتمر الصحفي الأول له، ظهر اليوم، بمقر رئاسة الجمهورية، بعد إعلان توليه المنصب صباح اليوم، الشكر للرئيس المصري محمد مرسي علي "الثقة الغالية" وطلب من أبناء الشعب أن يساندوه في مهتمه، مؤكدا "أن اختيار الوزراء سيكون بالتشاور مع الرئيس مرسي".
وشدد علي انه سيهتم بتنفيذ برنامج الـ100 يوم، وسيضيف إليه مشكلة المياه التي تضخمت في الفترة الماضية، باعتباره وزير سابق للموارد المائية، مشيرا إلي أنه سيكون له صلاحيات كاملة في اتخاذ القرارات، دون أي توجيه منه كرئيس للوزراء.
وكانت ردود الأفعال تباينت بين القوي والتيارات السياسية، حول قرار تعيين د. قنديل فأيدت جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية و العدالة القرار واعتبرته اختياراً موفقاً، وقال بيان للحزب أنه يرحب بالقرار مشيرا إلي أن قنديل شخصية وطنية، كما تمني له د. عصام العريان القائم بأعمال رئيس الحزب بالتوفيق في المنصب الجديد.
كما أيّد القرار عدد من الشخصيات المصرية العامة، فعبر الإعلامي حمدي قنديل عن سعادته باختيار الدكتور قنديل رئيساً للوزراء، مشيراً إلي أنه شاب كفء لهذا المنصب.
وقال أنه قلق بشأن مما سيواجهه من صعوبات سياسية، مشدداً علي أنه سينتظر معرفة التشكيل الحكومي كي يستطيع الحكم عليه.
بينما انتقد عدد من الأحزاب والحركات الليبرالية القرار، وصف أحمد ماهر المنسق العام لحركة 6 ابريل القرار بالصادم ويبعث على الدهشة والاستغراب، مشيرا إلى الانتظار وقتا طويلا لإعلان التشكيل الوزاري ثم المفاجأة باختيار لا يليق بحجم المباحثات والمفاوضات الطويلة مع جماعة الإخوان المسلمين.
وأكد ماهر أن الرئيس محمد مرسى لم يف بتعهداته للقوى الوطنية باختيار شخصية وطنية ومستقلة وذي خبرة سياسية واقتصادية لمنصب رئيس الوزراء، مشيرأ إلى أن الجبهة الوطنية والقوى السياسية طرحت أكثر من اسم للتشكيل الوزاري، أبرزهم الدكتور محمد البرادعي وكذلك الدكتور حازم الببلاوى والدكتور محمد العريان، وذلك لخبرتهم الاقتصادية الكبيرة إلا أنه تم تجاهل كافة ترشيحات واقتراحات القوى الوطنية وتم اختيار الدكتور هشام قنديل الذى لا نعرف عنه شيئا.
كما قال الدكتور سمير فياض نائب رئيس حزب التجمع، أن اختيار الدكتور قنديل لرئاسة الحكومة الجديدة قرار غير سياسي، مشيراً إلي عدم وجود نشاط سياسي ملحوظ له في المراحل السابقة سوي المواقع التنفيذية.
وأشار إلي أنه من المفترض أن يكون لرئيس الوزراء الجديد كيان سياسي متشعب لجميع المجالات من سياسة واقتصاد وشئون اجتماعية.
وأوضح أن اداء رئيس الحكومة يتوقف علي حسن اختيار الوزراء في الحكومة، وتمنى أن يدير دفة رئاسة الوزارة باعتبارها القيادة الأساسية لجميع المشكلات التي تقع بالبلاد.
وكشف أنه لا بد أن تعمل الحكومة الجديدة علي حل المشكلات المتضخمة في المجتمع، ليس عن طريق اطلاق المبادرات انما عن طريق وجود استرتيجية واضحة تتعامل بها مؤسسات الدولة عن طريق المحليات.
24-07-2012