السيدة كريمان حمزة مذيعة مصرية ملتزمة, ظلت سنوات طويلة المذيعة المحجبة الوحيدة في التلفازات العربية, وقد نشأت في بيت علم وتدين, فأبوها كان من علماء الأزهر, وكان صديقاً للداعية محمد الغزالي رحمه الله.. تعرضت طوال فترة عملها بالتلفاز المصري لكثير من المضايقات, وفي حوار مع إحدى المجلات ذكرت بعض هذه المضايقات:
ـ لقد أوقفوا حلقات سجلتها مع الداعية الكبير الشيخ محمد الغزالي يرحمه الله في بدايات عملي بالتلفاز عام 1970م وكانت الأوامر واضحة من الدكتور محمد عبدالقادر حاتم وزير الإعلام حينها: الغزالي ممنوع من الظهور على الشاشة.. حاتم منعه من الظهور.
ثم أوقفوا برنامج "قرآن ربي" بعد ذلك وكان الرد: البرنامج هيشجع الأطفال على حفظ القرآن وده غير مطلوب.
ثم أوقفوا حلقات "كيف ننهض بالأمة الإسلامية" بعد أن سجلت حلقة ولم يذع إلا حلقات، وكان الرد: مفيش ضرورة للموضوع ده, حكاية الأمة الإسلامية دي غير مطلوبة, شوفي لك موضوع آخر.
وفي أجواء انتصارات العاشر من رمضان أعددت حلقة عن (بنو إسرائيل في القرآن والسنة) مع خيرة علماء مصر ومفكريها فأوقفت الحلقات ولم يذع منها إلا ست حلقات فقط، وكان الرد: حلقات غير مطلوبة، والموضوع غير مرغوب فيه، ولا داعي للتحدث عن بني إسرائيل، خصوصاً في القرآن.
وأوقفت حلقاتي عن تحرير المرأة مع المرحوم عبدالحليم أبوشقة، بحجة أنه منذ أربعين عاماً كان من الإخوان, وعندما تقدمت بطلب لوزير الإعلام للتسجيل مع السيدة جيهان السادات، جاء رد السيد الوزير يرفض التسجيل مع السيدة جيهان السادات حيث لا داعي لخلع صفة الإسلام عليها.
وأوقفوا برنامج "هدى الله" بسبب قصة مكذوبة نقلوها عني للرئيس السادات، لأنني كنت قد كتبت مقالاً بعنوان "وخشيت أن تسقط الطائرة"، أحكي فيه قصة إسلام أحد العاملين بمطار القاهرة الدولي وهي قصة طريفة وطويلة فنقلها أحد المخبرين زوراً للرئيس السادات أنني أتمنى سقوط طائرته, إلى أن تبينت الحقيقة التي صارت نكتة يتندر بها السادات فيما بعد.
ـ لقد سجلت مرة مع العلامة الجليل الدكتور يوسف القرضاوي عدة حلقات عن الوسطية في الإسلام، وكانت معركة التزمت والتطرف على أشدها, وعقب إذاعة الحلقات جاءني خطاب شكر من رئاسة الجمهورية على الموضوع وشخصية الضيف, وفي نفس اللحظة استدعتني رئيسة التلفاز وظلت تكيل لي الاتهامات: أليس لديك حس إعلامي؟ أليس لديك أدنى شعور سياسي؟ كيف استضفت يوسف القرضاوي هذا وهو رجل ممنوع تلفازياً؟ هذا رجل متطرف إرهابي كما أنه من رموز الإخوان المسلمين, السيد الوزير زعل جداً من تصرفك لا لا لا ... وعندما أخبرتها بخطاب شكر رئاسة الجمهورية على نفس الموضوع ونفس الضيف حاولت تمالك نفسها ثم قالت: انصرفي أنت الآن وأنا سأرى الموضوع بنفسي.
ولا تأتي النكبات إلا من مثل هؤلاء الصغار الذين لا يدركون الأهداف العليا لرسالتهم ولا يقدرون المسؤوليات الملقاة على عواتقهم وكأنهم يعملون لحساب رجل لا لحساب أمة وشعب ودين.
إن بطانة السوء تلك تعمل وكأنها قد تخصصت في عبادة الحاكم حتى تحجب عنه كل الحقائق ثم ترديه هذه العماية وهو لا يدري.
فعندما أوقفت عن العمل في أحداث سبتمبر 1981م وجدت مكتوباً عني: ثبت بالدليل القاطع القيام بأعمال ضد الوحدة الوطنية وسلامة الوطن والأمن الاجتماعي... انظر كيف تفسّر هذه البطانات السيئة الوطنية والانتماء لحسابها الضيق وفهمها السقيم ولا نقول عمالتها وخيانتها لله والرسول والوطن.
وهل تتخيل أنه يقف مسؤول كبير بالتلفاز المصري أمام رئيس الجمهورية يوماً ما ليقول له: الحمد لله يا ريس... التلفاز كله نظيف لا يوجد عندي إرهاب اللهم إلا واحدة اسمها كريمان حمزة وهذه ليست غلطتي أنا جئت التلفاز فوجدتها.
وهل لك أن تتصور أن يقف مرة أحد وكلاء وزارة الإعلام المثقفين ليقول لي: إحنا موش عايزين إسلام, الرئيس مبارك موش عايز حاجة فيها إسلام.
ولما قلت له على الفور: إلا الإسلام الوسط الحقيقي.
قال فوراً وبحرارة:
ولا حتى الإسلام الوسط, الإسلام الوسط ده بالذات غير مطلوب الآن.
على الرغم من أن الإسلام الوسط هو الحل للحكام والمحكومين بل وهو الطريق الوحيد الصالح للتعامل مع الغرب وتمثله مدرسة الدعوة العالمية المعاصرة في أكثر من ستين دولة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتقد أن الله سبحانه وتعالى قال: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" (120) البقرة، والظاهر أن حكامنا يقرأون القرآن جيدا، فلذلك نراهم لا يدخرون جهدا في خدمة الاستعمار "الاستدمار" طلبا لرضاه.
ولقد أعجبني مرة ردك علي بقولك "وما أمر حليمة بسر"، وها أنا أرد عليك بنفس الرد فأقول: "وما أمر حليمة بسر".
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتقد أن الله سبحانه وتعالى قال: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" (120) البقرة، والظاهر أن حكامنا يقرأون القرآن جيدا، فلذلك نراهم لا يدخرون جهدا في خدمة الاستعمار "الاستدمار" طلبا لرضاه.
ولقد أعجبني مرة ردك علي بقولك "وما أمر حليمة بسر"، وها أنا أرد عليك بنفس الرد فأقول: "وما أمر حليمة بسر".
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله إنها لحرب على الإسلام وأهله، وهي حرب معلنة أحيانا -"أعني ساخنة"-، وغير معلنة أحايين -"أعني باردة"-، ولقد اقتضت سنة الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه الحرب، وما على المسلمين إلا أن يتحلوا بالصبر والمصابرة، وليعلموا بأن الطريق المؤدي إلى الجنة طريق محفوف بالمكاره، مليء بالأشواك والحسكات، فيه الكثير الكثير من البلايا والرزايا، وليعلموا أيضا أن الله ناصرهم ومؤيدهم وموفقهم، قال تعالى: "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض، كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا" (55) النور.
أخي أحبك الله الذي أحببتني فيه.
لك مني أطيب الأماني.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي نوري32 أتدري؟ عندما أرى توقيعك بصورة العلامة الشيخ عبد الحميد ابن باديس رحمه الله، تتملكني الرهبة، لما لهذا الرجل من هيبة في نفسي.
فأنا أحبه وأحب من يحبه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله إنها لحرب على الإسلام وأهله، وهي حرب معلنة أحيانا -"أعني ساخنة"-، وغير معلنة أحايين -"أعني باردة"-، ولقد اقتضت سنة الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه الحرب، وما على المسلمين إلا أن يتحلوا بالصبر والمصابرة، وليعلموا بأن الطريق المؤدي إلى الجنة طريق محفوف بالمكاره، مليء بالأشواك والحسكات، فيه الكثير الكثير من البلايا والرزايا، وليعلموا أيضا أن الله ناصرهم ومؤيدهم وموفقهم، قال تعالى: "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض، كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا" (55) النور.
أخي أحبك الله الذي أحببتني فيه.
لك مني أطيب الأماني.
شكرا أخي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليم العوى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي نوري32 أتدري؟ عندما أرى توقيعك بصورة العلامة الشيخ عبد الحميد ابن باديس رحمه الله، تتملكني الرهبة، لما لهذا الرجل من هيبة في نفسي.
فأنا أحبه وأحب من يحبه.
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية