أنها دعوى وأسطورة مجردة عن الدليل ويكذبها الدليل والواقع التاريخي ,ويكفي في إبطالها نصوص السلف وأئمة الهدى عبر العصور في العقائد التي خالفوا فيها الأشاعرة
وحسبكم من ذكرهم ابن القيم في((إجتماع الجيوش الإسلامية)) والذهبي في((العلو)) من الصحابة والتابعين وأتباعهم والأئمة والعلماء,ممن نصوا في مسألة علو الله تعالى بنفسه على خلقه بما يخالف مذهب الأشاعرة,وهي واحدة من مسائل الإعتقاد,فكيف إذا أضيفت إليهم من نصوا في بقية مسائل الإعتقاد بما يخالف مذهب الأشاعرة؟
فهل يمكن بعد ذلك أن يدعى أن الأشاعرة هم أكثر الأمة,وهم مخالفون للقرون الأولى المفضلة؟!!
وقد ذكر ابن المبرد في كتابه((جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر)) أكثر من أربعمائة عالم من بين محدث وفقيه وعابد وإمام,كلهم مجانبون للأشاعرة ذامون لهم,بدءا من عصر الأشعري وحتى وقته,صدرهم بأبي الحسن البربهاري,وختمهم بحمال الدين يوسف بن محمد المرداوي صاحب كتاب((الإنصاف)),ثم قال بعد ذلك: ((والله ثم والله ثم والله لما تركنا أكثر مما ذكرنا ,ولو ذهبنا نستقصي ونتتبع كل من جانبهم من يومهم وإلى الآن لزادوا على عشرة آلاف نفس))جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر ص.281.
بل إن ابن عساكر وهو من خدم الأشعرية بكتابه((تبيين كذب المفتري)) قد اعترف أن أكثر الناس في زمانه وقبل ذلك على غير ما عليه الأشعرية.
فقد قال في التبيين((فإن قيل: إن الجم الغفير في سائر الأزمان وأكثر العامة في جميع البلدان لا يقتدون بالأشعري ولا يقلدونه ,ولا يرون مذهبه,وهم السواد الأعظم,وسبيلهم السبيل الأقوم....))تبيين كذب المفتري ص331.
وقد قال ابن المبرد معلقا على كلامه هنا: ((وهذا الكلام يدل على صحة ما قلنا,وأنه في ذلك العصر وما قبله كانت الغلبة عليهم ,وبعد لم يظهر شأنهم))جمع الجيوش والدساكر (2283).
وإذا كان أبو الحسن الأشعري إنما ولد سنة 260 هجري وقيل:270ه فما الذي كانت عليه الأمة قبله؟أفتراها كانت على عقيدة الأشعري الذي لم يكن شيئا مذكورا؟!