اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله
ما معنى قوله تعالى
وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ
((وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )) سورة الزمر (67)
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
((وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )) سورة الزمر (67)
وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض). ""وفي الترمذي عن عائشة"" أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله: { والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه} قالت : قلت فأين الناس يومئذ يا رسول الله؟ قال : (على جسر جهنم) في رواية (على الصراط يا عائشة) قال : حديث حسن صحيح. وقوله: { والأرض جميعا قبضته} (ويقبض الله الأرض) عبارة عن قدرته وإحاطته بجميع مخلوقاته؛ يقال : ما فلان إلا في قبضتي، بمعنى ما فلان إلا في قدرتي، والناس يقولون الأشياء في قبضته يريدون في ملكه وقدرته. وقد يكون معنى القبض والطي إفناء الشيء وإذهابه فقوله جل وعز { والأرض جميعا قبضته} يحتمل أن يكون المراد به والأرض جميعا ذاهبة فانية يوم القيامة، والمراد بالأرض الأرضون السبع؛ يشهد لذلك شاهدان : قوله { والأرض جميعا} ولأن الموضع موضع تفخيم وهو مقتضٍ للمبالغة. وقوله: { والسماوات مطويات بيمينه} ليس يريد به طيا بعلاج وانتصاب،وإنما المراد بذلك الفناء والذهاب؛ يقال : قد انطوى عنا ما كنا فيه وجاءنا غيره. وانطوى عنا دهر بمعنى المضى والذهاب. واليمين في كلام العرب قد تكون بمعنى القدرة والملك؛ ومنه قوله تعالى: { أو ما ملكت أيمانكم } [النساء : 3] يريد به الملك؛ وقال: { لأخذنا منه باليمين} [الحاقة : 45] أي بالقوة والقدرة أي لأخذنا قوته وقدرته. قال الفراء والمبرد : اليمين القوة والقدرة
تفسير القرطبي