جاء في حديث يأجوج ومأجوج الطويل الذي رواه مسلم عن النواس بن سمعان بعد ذكر الدجال وقتله على يد عيسى قال ".....ثم يأتيه قوم قد عصمهم الله من الدجال فيمسح وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة ، فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى أني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور..."
فتأمل في كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فليس تثنية اليدين ووليس معناهما هنا في هذا الحديث الطرفان قطعاً إذ لا يمكن أن يكون المقصود أن الناس لم يكن لهم عند ظهور يأجوج ومأجوج اليد التي هي عضو في الجسد .
وهذا يدل على أن اليد في لغة العرب تأتي بالتثنية والجمع والافراد على معنى الجارحة وتأتي على معان أخرى غير الجارحة فإذا علمنا قطعاً أن وصف الله بمعنى من معاني البشر كالعضو والطرف والجارحة كفر مخرج من الملة فلابد أن لليدين في الآية معنى غير هذا المعنى الباطل .
وإذا كان كذلك فالمفهوم من الحديث أن اليدين بمعنى القدرة والقوة .
وكذلك في الآية فإن معناها القدرة وهو تأويل محتمل ذكره بعض أهل السنة ،ولكن الاضافة إلى الله لغرض التشريف والعناية والاختصاص كما يقال بيت الله الحرام ونحو ذلك .
ومع ذلك فتأويل اليد في هذه الآية بالقدرة ليس قول جمهور المحققين من الأشاعرة فلا يكون الراد لهذا التأويل رادا على معتقد الأشاعرة أصلا ، لأن جمهورهم على خلاف هذا التأويل ! كما ذكر الشيخ الأزهري وكلامه حق وقدذكر ذلك الامام البغدادي رحمه الله تعالى وغيره.
وكذلك قول الشيخ الأزهري (لكن منع هذا التأويل بخصوصه لا يعني منع التأويل مطلقا فتنبه ، فالتأويل الباطل يرد ، والتأويل الصحيح يقبل ).
وهذا حق لا غبار عليه .
وكذا قول الشيخ الأزهري (تأويل الآية : لما خلقت بعنايتي وتفضيلي ، أي خلقته معتنيا به مفضلا إياه مريدا لتقديمه ، فهذا التأويل بمزيد العناية وقصد التفضيل تفسير قوي جدا لا يمكن نقضه ...)
أيضاً لا غبار عليه .فتمسك بهذا الكلام للشيخ الأزهري فهو يكفي ويشفي جزاه الله خير الجزاء.
وإذا أردت الزيادة فعليك بتفسير الامام الرازي رحمه الله لهذه الآية في تفسيره.